تقرير: هل من دلالات سياسية لتزامن قرارات العليمي والزبيدي؟
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
(عدن الغد) القسم السياسي:
أصدر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي مساء الأربعاء الماضي ستة قرارات جمهورية، قضت بإعادة تشكيل المجلس الطبي في عدن، وتعديل اللائحة التنفيذية لقانون الإشراف والرقابة على شركات ووسطاء التأمين وتعديلاته، وتعديل اللائحة التنفيذية لتنظيم وكالات وفروع الشركات والبيوت الأجنبية، وثلاثة قرارات جمهورية في وزارة الإعلام اليمنية قضت بتعيين رئيس لقطاع التلفزيون لقناة حضرموت الفضائية، ورئيس لمجلس إدارة مؤسسة (14 أكتوبر) للصحافة والطباعة والنشر ورئيس للتحرير، ورئيس لمؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر ورئيس للتحرير.
وعقب هذه القرارات الجمهورية أصدر عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بنفس الليلة ستة قرارات تعيين في مجلسه، أبرزها إقالة اللواء أحمد سعيد بن بريك، ومحافظ عدن أحمد حامد لملس من منصبيهما في قيادة المجلس.
وتزامن صدور قرارات الرئيس العليمي واللواء عيدروس الزبيدي في ليلة واحدة، مما أثار العديد من التساؤلات لدى المتابعين والنشطاء لدى التواصل الاجتماعي.
> في أي سياق تأتي قرارات العليمي؟
يرى مراقبون أن قرارات الرئيس العليمي تأتي في إطار حاجة خزينة الدولة إلى الأموال في ظل الضائقة المالية التي تعاني منها الحكومة المعترف بها دوليا، لاسيما بعد استهداف المليشيا الحوثية في موانئ تصدير النفط التابعة للحكومة الشرعية أواخر العام الماضي 2022م التي أدت إلى إيقاف تصديره وخسارة الحكومة الشرعية أكثر من مليار دولار.
في نظر كثيرين أسباب عدة تقف وراء هذه القرارات الجمهورية، لعل أهمها العمل على استعادة مؤسسات الدولة اليمنية من العاصمة المؤقتة عدن، خاصة بعد صدور توجيهات من قبل الرئيس العليمي في وقت سابق، قضت هذه التوجيهات بعودة كل مسؤولي الدولة للعمل من الداخل والعاصمة المؤقتة عدن.
وبحسب خبراء اقتصاديين، فإن القرارات التي تخص تعديل اللائحة التنفيذية لقانون الإشراف والرقابة على شركات ووسطاء التأمين وتعديلاته، وتعديل اللائحة التنفيذية لتنظيم وكالات وفروع الشركات والبيوت الأجنبية، تهدف إلى تنمية الإيرادات الحكومية جنبا إلى جنب مع سلسلة من التعميمات التي أصدرها وزير المالية سالم بن بريك مؤخرا في هذا الشأن، كان أهم هذه التعديلات إغلاق الحسابات الحكومية لدى البنوك التجارية وشركات الصرافة، وإيداع الإيرادات لدى طرف البنك المركزي اليمني عدن.
يبقى لتفعيل عمل المؤسسات الإعلامية نصيب من هذه القرارات، وذلك من خلال صدور ثلاثة قرارات جمهورية في وزارة الإعلام اليمنية، قضت بتعيين رئيس لقطاع التلفزيون لقناة حضرموت الفضائية، ورئيس لمجلس إدارة مؤسسة (14 أكتوبر) للصحافة والطباعة والنشر ورئيس للتحرير، ورئيس لمؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر ورئيس للتحرير.
ويرى مهتمون بالإعلام أن هذه القرارات في غاية الأهمية، لما لسلاح الكلمة من أثر فعال في توحيد الخطاب الإعلامي ومواجهة الخطاب المعادي الذي تضخمه وسائل الإعلام التابعة لمليشيا الحوثي الانقلابية، بالإضافة إلى ضخ دماء جديدة من أجل تجديد اللغة وتطوير الخطاب الإعلامي بحرفية ومهنية.
> الزبيدي يقيل أبرز رجاله
أقال الزبيدي في تعييناته الأخيرة بالمجلس الانتقالي، اللواء أحمد بن بريك من رئاسة الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وعين بدلًا منه علي عبدالله سالم الكثيري، كما أقال المحامي رمزي الشعيبي من رئاسة انتقالي لحج، وعين بدلًا منه وضاح نصر الحالمي، وأقال محافظ العاصمة المؤقتة عدن أحمد حامد لملس من منصبه بالمجلس الانتقالي الجنوبي، وعين بدلًا منه فضل محمد الجعدي أميناً عاماً للأمانة العامة لهيئة الرئاسة، كما عين الزبيدي علي ناصر لخشع رئيساً لمجلس المستشارين بالمجلس الانتقالي، ومحمد بن الشيخ أبوبكر نائباً لرئيس مركز البحوث ودعم القرار، وإيمان محمد موسى رئيساً لدائرة التعليم والإرشاد الديني بالأمانة العامة.
وعد مراقبون أن إقالة اللواء أحمد سعيد بن بريك من منصب رئاسة الجمعة الوطنية للمجلس الانتقالي قرارا مفاجئا أتى قبل ساعات من قرار الزبيدي أدلى بها "بن بريك" قال فيها: "إننا أمام مفترق خطير ونعيش ظروفاً في غاية التعقيد في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية".
وأشار بن بريك إلى أنهم في قيادة المجلس الانتقالي، يسعون جاهدين إلى وضع حلول مرضية، لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بسلام.
جاء هذا التصريح خلال لقائه بأعضاء المكتب التنفيذي للنقابة العامة لعُمال كهرباء المحافظات اليمنية الجنوبية.
وفي هذا الصدد يرى الكاتب والمحلل السياسي محمد الثريا، أن هذه القرارات هي محاولة لتزيين قيادة الانتقالي واقعه البائس بحفنة قرارات قاصرة ودون المستوى، وما هذه القرارات إلا إقرارا صريحًا منها بطبيعة تأثير المجلس وحدود دوره في المرحلة القادمة، مُعتبرًا أن قرار تعيين قيادات صورية ورتيبة بدلا من الاستعانة بشخصيات متنوعة ومؤثرة، كشفت طريقة تفكير الانتقالي في تثبيت سلطته بمناطق سيطرته جاءت هي الأخرى مخجلة ومحبطة في مسعى الانتقالي تجميل واقعه أمام الشارع الجنوبي وتبديد المخاوف المتزايدة بشأن سلامة مشروعه.
في سياق متصل شهدت مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ومنصة (إكس) حالة استياء من قبل أنصار الانتقالي تجاه قرارات التعيينات الأخيرة التي أقرها رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس قاسم الزبيدي، حيث يرى البعض أن قرارات اللواء الزبيدي الأخيرة، تُسمى "تدوير" وليس تعيينات مُهاجمين بشراسة قرارات التعيينات الأخيرة.
وتدور تساؤلات عدة عن هذه القرارات التي اتخذها الرئيس العليمي واللواء عيدروس الزبيدي، هل هي تأتي في إطار التنافس بينهما أم أتت في سياق مختلف وتزامن صدروها مساء الأربعاء الماضي عن الطريقة الصدفة ليس إلا؟
ولم تقف تساؤلات الجمهور هنا فقط، بل تساءلت عن مصير اللواء أحمد سعيد بن بريك ومحافظ عدن أحمد لملس.
فهناك من اجتهد في الإجابة واصفا قرارات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أنه يسعى إلى تفريغ الرجلين لمهمات أكبر، وسط ترشيحات تضع أحمد لملس بديلا من رئيس الوزراء الحالي معين عبد الملك.
خلاصة القول.. يظل الربط بين صدور هذه القرارات وتلك في إطار التكهنات، في الوقت الذي لا أحد يتجاهل الخلافات بين مكونات المجلس الرئاسي والتجاذبات السياسية التي تطفو على السطح ما بين فينة وأخرى.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: رئیس المجلس الانتقالی الجنوبی اللائحة التنفیذیة الرئیس العلیمی هذه القرارات اللواء أحمد بن بریک
إقرأ أيضاً:
لجنة برلمانية تعتمد تقرير موضوع سياسة وزارة العدل بشأن معهد التدريب القضائي
اعتمدت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية والطعون والشكاوى في المجلس الوطني الاتحادي، خلال اجتماعها الافتراضي الذي عقدته اليوم الخميس برئاسة الدكتور أحمد عيد المنصوري رئيس اللجنة، تقرير موضوع سياسة وزارة العدل في شأن معهد التدريب القضائي الذي تضمن محوري جهود وزارة العدل في تطوير المعهد، وفعالية سياسات المعهد.
شارك في الاجتماع أعضاء اللجنة، كل من حشيمة ياسر العفاري مقررة اللجنة، وسالم حمد بالركاض العامري، وماجد محمد المزروعي، ومضحية سالم المنهالي، أعضاء المجلس.