المشهد اليمني:
2025-01-05@09:34:16 GMT

غواية الإسم الشهير

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

غواية الإسم الشهير

كان يتخبط في التيه ، ممزقا بين جلال اسمه وضعة واقعه يومها قررت أن اكون يقظته الذابحة وأول مشيعيه في دار القرار ،

كتبت اليه :

إسمك أثقل منك، ومجبرٌ أنت على حمله بصبر مقهور كسير عليك ابقاءه مرفوعا كما هو أعلى الصفحة، أعلى العمود مبجلا في مقامه اللائق ،محميا ومصانا مما يحدش القدر والزهو ، ليس مهماً سقوطك في البؤس الملازم، وتخبطك في المعاناة، مادام اسمك في أسمى مكان منظوراً إليه كما ينبغي بكل تقدير واجلال .

تُسرق حياتك وأنت تتفانى في تعهد اسمك الباذخ، وحراسته متغافلاً عما يسلب منك الواقع الفقير في عراكك البومي مع الضرورات التى تباعد بينك واسمك ورسمك .

يا لهذا الهراء ، ويالهزالك ، يلتهمك الإسم الثخين!. يبرق وتشحب في العتمة .يضيء وينطفئ القلب.

يعيش وتموت.يصير قيداً يفرض عليك تقاليد شهرته الصارمة، يوجب أن تكون جديراً به، أن يغدو سلوكك تجلياً للمعانِه .

مشكلتك أنك ظللت تسحب كل الهواء الذي تحتاجه حياتك من أجل النفخ في اسمك المنفصل عنك، عشت في حالة تواطؤ قسرية، مغذياً خيانة اسمك لوجودك المتعيّن. تخدمه على حساب نفسك وحياتك ، تبالغ في انصافه وهو يجور عليك بإفراط .

لقد طار بعيداً ، تاركا اياك تقبع في القاع ،تمدّدَ على حساب كينونتك الضامرة، صار أكبر مما تحتمل، لم يعد يشبهك. لم يعد أنت ، هو اسم لرجل لا تعرفه ، اسم معروف لكائن انكرته الحياة .

إسم أنت خادمه الرّث، تابعه المتعب، سادنه الأكثر كفراً بكراماته المتوهمة. وصيته الخداع .

هل يمكن أن تكون الكتابة ممارسة عقابية لذات الكاتب،؟ عملاً تدميرياً منمقاً لوجوده، ؟ رفضاً استعراضياً زائفاً لمذعن صميم.؟

هل كانت العزلة اختيارك أم انهيارك؟ هل كانت منتهى سخريتك في مواجهة السخريات القاهرة، ؟ أم استسلامك التهكمي الأخير وخضوعك النهائي للعقوبة الهازلة؟

أهو ثمن غيريّتك، حيث تفوّت العين اللامة للوجود ذاتها على الدوام؟ فتغدو غير منظورة، غير مرئية تختفي وتتلاشى حتى يتساوى حضورها والغياب؟.

أيها المؤجّل والمرحّل والمغيّب هَا أنت يتقدمّك اسمك في الموكب الأخير الضاجّ بالحشد، هَا أنت ذا

يحملك الموت بأكثر مما حملتك الحياة.

هَا أنت ذا مشيعاً بأسى فقير من جموع تدّعي الحزن لرحيلك الفاجع، أنت الفجيعة و المفجوع الكبير.أنت المنكوب بك وبهم وبحياة لم تعشها إلا مغادراً ومغدوراً مُذْ كنت.

هَأَ أنت ذا مطموراً بتراب شهرتك الفقيرة ترقد بغير سلام.

⇧ موضوعات متعلقة موضوعات متعلقة مقالاتالأعلى قراءةآخر موضوعات آخر الأخبار غواية الإسم الشهير صحيفة إماراتية تكشف عن الحيلة التي لجأت إليها... درجات الحرارة في اليمن اليوم السبت عبدالملك الحوثي يُعطي الضوء الأخضر لاغتيال ”الزنبيل” مهدي... مقالات غواية الإسم الشهير ‏الجمهورية بصنعاء كرة متفجرات تتدحرج نحو المليشيا كيف نحقق التوازن النفسي في زمن الحرب؟ اخترنا لك عبدالملك الحوثي يُعطي الضوء الأخضر لاغتيال ”الزنبيل” مهدي... لاعب الهلال السعودي ”البليهي” يقترب من جماهير الاتحاد... انفراجة في الرواتب.. الخارجية الحوثية تحذف ”تغريدة مثيرة”... عاجل: هجوم عسكري مباغت للحوثيين في محافظتين والطيران... الأكثر قراءةً عبدالملك الحوثي يُعطي الضوء الأخضر لاغتيال ”الزنبيل” مهدي... لاعب الهلال السعودي ”البليهي” يقترب من جماهير الاتحاد... انفراجة في الرواتب.. الخارجية الحوثية تحذف ”تغريدة مثيرة”... عاجل: هجوم عسكري مباغت للحوثيين في محافظتين والطيران... نبوءة مفزعة لأوروبا.. بوتين بتنبأ بما سيحدث في... الفيس بوك ajelalmashhad تويتر Tweets by mashhadyemeni elzmannews الأقسام المشهد اليمني المشهد المحلي المشهد الدولي المشهد الرياضي المشهد الثقافي المشهد الاقتصادي المشهد الديني الصحف علوم وصحة مقالات حوارات وتقارير منوعات المشهد اليمني الرئيسية من نحن رئيس التحرير هيئة التحرير الخصوصية الشروط اعلن معنا اتصل بنا جميع الحقوق محفوظة © 2021 - 2023
⇡ ×Header×Footer

المصدر: المشهد اليمني

إقرأ أيضاً:

وحدها اليمن من تجلدهم!

 

لا خيارات متاحة للحياة في غزة، بكل مستويات هذه الحياة واحتمالاتها، لا حياة كريمة أو حتى متدنية في سقفها يمكن انتزاعها من الكيان مهما كان حجم التنازلات، سوى الرحيل أو الاستعداد للموت بكل أشكاله، هذا الأفق المسدود الذي فرض على الأبرياء هناك لم يحدث في تاريخ الإنسانية على اختلاف حقب وحدة تلك الصراعات، إنه آخر خطوط الامتحان الإلهي للبشرية، وذروة الظلم وأعلى سقف من الخطايا الكبرى التي ارتكبها “الشيطان” بحق الإنسان، والصمت عن ما يحدث خطيئة كبرى يمحّص بها الله الناس ويميزهم عن بعضهم، ويفرزهم إلى طريقين لا ثالث لهما، إمّا بشر أسوياء يستحقون أن ينالوا الرحمة والمغفرة، أو بشر مسوخ طبع الله على قلوبهم يتجهزون لبئس المآلات وشديد العقاب.

وفي عمق المشهد الذي تصدره لنا غزة بقوالب عدة تجاوزت قدرتنا على التخيل، هذا المشهد الذي رغم تكرار أوجاعه إلا أنه لم ينل حقه من الصراخ وردود الفعل الرسمية والشعبية، تبرز اليمن الرسمية والشعبية كأيقونة الإيمان والإنسانية والنخوة الباقية على سطح المعمورة، لم يستطع اليمني المجهد بظروفه الصعبة المنهك عوده بالأحمال، أن يغض طرفه أو يتعود على المشهد ويمارس حياته مكتفيا بما في حياته من معاناة، ليعود آخر اليوم إلى منزله وينام بنوم عينه وكأن شيئا لم يكن.!

على مدى الساعة والعمل مستمر، وتأتي جمعة رجب لتعزز في ذهنية هذا الشعب دوره الإلهي، تُراكم لديه إرث الشرف التاريخي بما راكمه من شرف حاضرٍ ومتجددٍ، لم تعد قصة رجب مجرد رواية تحكى من سالف العصر والزمان، بل إن ما نفعله كل يوم منذ أعوام عدة أعظم بمدلولاته وبحيثياته وبأثمانه من كل تاريخ تحفتظ به الذاكرة.

قائد قرر مستعينا بالله، وشعب لم يخذل قراره بل مده بالعزم والثقة، وجيش كان عند خطوط التنفيذ حاضرا يستلهم من حاضنته المدد ومن قائده المسار، وكل جزء من هذه المعادلة والمنظومة يكامل أجزاءها الأخرى، ويخلق كل هذا البأس وهذا المخاض الحادث في العالم الآن.

حتى لو لم يكن كل ما يحدث اختبارا إلهياً، وحاشاه أن لا يصدق وعده، إلا أن ما يقوم به اليمانيون هي الفطرة التي جبل الله عليها تكوين البشرية جمعاء قبل أن يتلبسها الشر فيكسبها كل هذا الكم من الأحقاد و التفاهات، ومجددا وحدها اليمن من تجلد هذا الجمود المخيف في الضمائر، ومن يقع على كاهلها أن تنتصر للفضائل في كل هذه الأكوام من الرذائل!.

 

مقالات مشابهة

  • هل أعطى العراق الضوء الأخضر بتصدير النفط الخام لسوريا؟
  • هل أعطى العراق الضوء الأخضر بتصدير النفط الخام لسوريا؟ - عاجل
  • وحدها اليمن من تجلدهم!
  • كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية (نص+فيديو)
  • السيد عبدالملك : عمليات القسام قوية وجريئة وبطولية
  • السيد عبدالملك الحوثي: الرهان على مجلس الأمن من أجل القضية الفلسطينية غير مثمر ولا جدوى منه
  • صحيفة بريطانية تكشف عن محاولة لاغتيال «بشار الأسد» في روسيا
  • ترقبوا.. كلمة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي مساء اليوم
  • اليوتيوبر الشهير مستر بيست وثيا بويسن يعلنان خطوبتهما
  • محاولة لاغتيال بشار الأسد بالسم تركته يكافح من أجل التنفس