دخلت حكومة الاحتلال بقيادة بنيامين نتنياهو شهرها التاسع بمزيد من الإخفاقات، حتى أنها أصبحت بنظر شريحة واسعة من "الإسرائيليين" الحكومة الأكثر فشلا في تاريخ الاحتلال، فقد دمر وزير الخارجية إيلي كوهين مبكرا العلاقات مع دولة لم يكن للاحتلال علاقات معها بعد، وإيتمار بن غفير أعطى حركة المقاطعة أعظم هدية على الإطلاق، ولا تزال الفترة القادمة مليئة بمزيد من الإخفاقات.



وقال الكاتب السياسي بن كاسبيت في مقال نشره موقع "ويللا": "عندما أدت هذه الحكومة اليمين الدستورية لم يكن لدى الإسرائيليين توقعات كبيرة منها، والحقيقة أنه لم يكن لديهم توقعات على الإطلاق، فهي حكومة مرهقة ومعقدة، ومعظم أعضائها مبتدئون، أو ببساطة غير مؤهلين لمناصبهم".



وأضاف في المقال الذي ترجمته "عربي21”: "أعضاء الحكومة تركوا للدولة الغبار وهم في طريقهم إلى البنك للحصول على الراتب الشهري، حيث تقزم تصرفات حكومة نتنياهو جميع الحكومات الإسرائيلية لأجيال عديدة".

وتابع "الإسرائيليون يجرون مقارنات قاسية بينها وبين حكومات بن غوريون وبيغن ورابين وأشكول وشارون، لأنها مختلفة كليا عن سابقاتها في جميع المجالات وعلى رأسها: الشك، الهروب، شدة النباح، ومدى الضرر".

وأكد كاسبيت، "أن الأمر لا يحتاج لأكثر من سرد لأحداث الأسبوع الماضي فقط كعينة عشوائية، فالوزير كوهين تسبب بأزمة مع ليبيا وإيطاليا، حتى الأمريكان قدموا احتجاجا رسميا، وهم الذين عملوا على التفاصيل الدقيقة والمعقدة للعلاقات بين تل أبيب وطرابلس، وهذا سيدفع السعوديين ليسألوا عما إذا كان الجهد الذي يستثمرونه الآن لن ينفجر في وجوههم مستقبلا".

وأوضح، "أن الموساد الذي ينسج لسنوات عديدة شبكة معقدة من الاتصالات مع مختلف القبائل والفصائل قي ليبيا، أبدى اندهاشه، والمؤكد أن التاريخ سيسجّل كوهين كمن نجح بتدمير علاقات إسرائيل مع دولة لا علاقة لنا بها".

أما الوزير المتطرف بن غفير فيقول عنه الكاتب، "إنه لا يتردد بمنح حركة مقاطعة إسرائيل لأعظم هدية تلقتها على الإطلاق، حين تحدث عن حق عائلته بحرية الحركة في طرقات الضفة الغربية أكثر من حق الفلسطينيين، وفي اليوم التالي ذهب لالتقاط صور له في معرض هدم منازل البدو الفلسطينيين في النقب، صحيح أن الحكومة السابقة دمرت عددًا لا بأس به منها، لكن لم يلتقط أي من الوزراء المسؤولين صورة في مثل هذا الموقف".



وكانت الفضيحة الثالثة لوزير المالية بيتسلئيل سموتريتش، "حيث ظهر خلال خطاب من على منصة وضعت عليها خريطة لم تظهر فيها الأردن الذي لدينا معه اتفاقية سلام، ثم أوقف تحويل الأموال لبلديات فلسطينيي 48".

وتابع: "لم يكتف سموتريتش حتى هاجم الولايات المتحدة وطالبها بعدم منح إسرائيل مواعظ في حقوق الإنسان، لأنه نفاق، وما علم أن الأمريكيين يدعموننا بأربعة مليارات دولار سنويًا، وعدد من طائرات إف35 وإف16، والأباتشي، وقطع الغيار، والكمية الهائلة من المعلومات الاستخبارية، والدعم الدولي، فضلا عن المظلة الدبلوماسية في الأمم المتحدة، واستخدام حق النقض كلما لزم الأمر، والحماية أمام المحاكم الدولية".

وعن وزيرة الإعلام غاليت ديستل اتباريان قال الكاتب، "دخلت هي الأخرى على خط الفضائح الحكومية بإقالتها للمدير التنفيذي للوزارة غالي سامبيرا الذي عينته بنفسها لمعارضته الانقلاب القانوني، وجاء إشعار فصله مهينًا ومثيرًا للاشمئزاز".

وأشار إلى "أن الوزيرة أقالت ثلاثة مسؤولين في الوزارة خلال شهورها الثمانية حتى أن تحقيقا أجرته القناة 11 كشف عن سوء إدارتها للعلاقات الإنسانية في الوزارة، وطغيان الصراخ على موظفيها، والسلوك العنيف، والإساءة الواضحة".

وأكد أن "القائمة ما زالت تطول، حتى وصلت إلى وزير الحرب يوآف غالانت الذي ذهب في زيارة مهمة إلى نيويورك، مُنع خلالها من لقاء نظرائه الأميركيين بأمر من نتنياهو حتى يدعوه لزيارة واشنطن، ما منح جعل قيادة حزب الليكود تعتقد أنه أقترب من نهاية حياته المهنية".

ويرى الكاتب أن "الجميع يعتقدون أن هذه الحكومة الأخيرة لنتنياهو، حيث يرون (الملك عاريا ومملكته تتجه نحو الهاوية) حيث بات الإسرائيليون عالقين في الحكومة الأكثر تطرفا في تاريخهم، وتدفعهم إلى الكارثة والجنون والعار".



بالتزامن مع هذه الفضائح التي يرتكبها وزراء الحكومة، فإن جميع أعضاء الكنيست والوزراء في الليكود يجرون محادثات مكثفة مع الجانب الآخر من أعضاء الكنيست من الأحزاب الأخرى ورؤساء الاقتصاد، وكبار مسؤولي الاحتجاجات الجماهيرية، والجميع يتحدث مع الجميع حول شيء واحد فقط يزعجهم بسبب دور هؤلاء الوزراء المتواطئين في الجريمة التي ترتكب الآن في دولة الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال نتنياهو كوهين الاحتجاجات احتجاجات نتنياهو الاحتلال كوهين فشل الحكومة صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة على الإطلاق

إقرأ أيضاً:

جنرال إسرائيلي: نتنياهو في ورطة والمشاهد القادمة مع غزة حطمت صورة النصر

قال رئيس شعبة العمليات السابق في الجيش الإسرائيلي يسرائيل زيف، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه مأزقا صعبا، حيث تتضاءل فرصه لإشعال حرب جديدة أو استئناف القتال في غزة، بسبب رفض الإدارة الأميركية السماح له بذلك.

وأضاف زيف أن نتنياهو وعد شركاءه في الائتلاف الحكومي المتطرف بالانسحاب من الاتفاق والعودة إلى القتال بعد المرحلة الأولى، مشيرا إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومبعوثه للشرق الأوسط ستيف ويتكوف "لا يعتزمان السماح له بالعودة إلى القتال واحتلال غزة مجددا".

وأشار زيف إلى أنه إذا "لم يواصل نتنياهو المرحلة الثانية من الاتفاق فسيجد نفسه خاسرا من جميع الجوانب".

وذكر الجنرال الإسرائيلي أن "الصور القادمة من غزة حطمت وهم النصر المطلق"، لدى رئيس الوزراء، موضحا أن الفشل لم يكن عسكريا، بل سياسيا بالأساس، وذلك نتيجة امتناع نتنياهو عن اتخاذ الخطوة السياسية اللازمة لاستكمال الإنجاز العسكري والعمل على قضية اليوم التالي، على حد قوله.

وقال إن المشاهد الصادمة التي نراها اليوم من غزة، تعود إلى "إصرار نتنياهو على التمسك بحرب لا نهاية لها".

وبالنسبة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يرى زيف أنها تعرضت لضربات قاسية، ولكنها ما زالت تعمل.

إعلان

وعن "النصر المطلق" تساءل زيف "إن كان ذلك صحيحًا، فمن أين خرج هؤلاء المقاتلون؟ ومن أين جاءت الشاحنات الصغيرة التي رأيناها في السابع من أكتوبر؟ وكيف ظهر كل ذلك فجأة من العدم؟"، في إشارة إلى المشاهد التي برزت خلال صفقات تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية.

بن غفير اعتبر أن المشاهد القادمة من غزة تظهر "فشلا إسرائيليا كاملا" (رويترز)

وكان زعيم حزب "القوة اليهودية" الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، اعتبر أن مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، تظهر أن ما جرى هو "فشل (إسرائيلي) كامل" وليس "انتصارا كاملا".

من جهته، قال المحلل العسكري الإسرائيلي، عاموس هارئيل، اليوم الجمعة، إن التفاخر بما يسمى "النصر الكامل" في الحرب على غزة والذي يروج له أنصار رئيس الوزراء نتنياهو يفتقر إلى الأساس الواقعي.

وأضاف هارئيل، محلل الشؤون العسكرية بصحيفة "هآرتس" "لا يوجد أساس للتفاخر بالنصر الكامل من قبل أنصار نتنياهو. يجب أن يكون المرء تابعا أعمى تخلص من كل بقايا الشك والنقد ليصدق أن إسرائيل هزمت حماس بالفعل".

وقاد نتنياهو حربا لأكثر من 15 شهرا على غزة، بلغت تكاليفها 42 مليار دولار، بمعدل 83.8 مليون دولار يوميا، بحسب صحف إسرائيلية.

وبدعم أميركي، ارتكبت تل أبيب بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلّفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

فيما أنهى اتفاق لوقف إطلاق النار، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، قصفا متبادلا بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

ونتيجة للحرب أخلت تل أبيب عشرات الآلاف من سكان المستوطنات في محيط قطاع غزة ومستوطنات الشمال، حيث يقيمون منذ ذلك الحين في فنادق وبيوت ضيافة على نفقة الحكومة الإسرائيلية.

إعلان

كما أنفقت إسرائيل أموالا طائلة على عمليات التسليح وشراء القنابل وتكبدت خسائر اقتصادية نتيجة الحرب على غزة ولبنان.

مقالات مشابهة

  • تقدير إسرائيلي: نتنياهو يعوّل على لقاء ترامب لحل العديد من مشاكله المختلفة
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: حكومة نتنياهو وحشية
  • هدد بإسقاط حكومة نتنياهو.. سموتريتش يتوقع عودة الحرب على حماس
  • جنرال إسرائيلي: نتنياهو في ورطة والمشاهد القادمة مع غزة حطمت صورة النصر
  • للمرة الأولى.. حكومة نتنياهو تناقش تشيكل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر
  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يبحث وقف صفقة التبادل وإمكانية استئناف القتال
  • كاتب إماراتي يتهم حكومة الشرع عبر مقال بصحيفة إسرائيلية بالسعي لـأفغنة سوريا
  • ترجيح إسرائيلي بنية نتنياهو التوجه إلى واشنطن بنية استئناف الحرب
  • الحكومة تؤشر على مرسوم تعيين أعضاء الهيئة العليا للصحة
  • كاتب إسرائيلي يوجه 20 سؤالا لنتنياهو تنتقد أداءه خلال الحرب على غزة