موقع 24:
2024-12-22@01:47:08 GMT

كركوك.. عراق مُصغّر ورطتها أنها قُدس الجميع

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

كركوك.. عراق مُصغّر ورطتها أنها قُدس الجميع

صورة عراقية ظاهرها البساطة والإهمال والتلوث وباطنها صراع سياسي واقتصادي وربما أمني

حين تتجول في أحيائها المتعبة والمهملة ستجد أنها مدينة لا تختلف عن باقي المدن العراقية سوى تنوع سكانها العِرقي الذي جعلها توصف بأنها عراق مُصغّر.
مدينة مُنهكة في كل ظروفها، تشهد على واقعها المؤلم قلعتها التاريخية التي تقف مثالاً للإهمال والنسيان، وسحابات التلوث البيئي التي تُخيّم على المدينة من جراء النار المشتعلة من آبار النفط.


صورة عراقية ظاهرها البساطة والإهمال والتلوث، وباطنها صراع سياسي واقتصادي وربما أمني.
كركوك العراقية كانت دوماً بؤرة لصراع سياسي بين القوى السياسية واستقطاب مُبطّن لنزاع إقليمي، يختفي خلف قوى سياسية تدافع عن مصالح تلك القوى، خصوصاً عندما تكون هذه المحافظة بؤرة خصبة لمنافذ الطاقة، رغم أن مكونات المدينة الثلاث العرب والكرد والتركمان تتطابق في مناطقهم وطرائق حياتهم صفات متشابهة في الفقر والبطالة والأوضاع السيئة، يوحي للناظر أن لا حواجز تحجب هؤلاء عن بعضهم سوى ذلك الصوت المتصاعد من بعض القوى السياسية، والصراخ المتعالي بأحقية استملاك هذه المدينة من أحد تلك المكونات. وبين كرّ وفرّ للقوى السياسية المتصارعة على مقدرات هذه المدينة، كان آخرها تسليم مقر العمليات المتقدم في كركوك التابع إلى قوات الحكومة الاتحادية في بغداد إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، لتثير بذلك غضباً وتظاهرات واعتصامات بين المكونات الأخرى، قد تنذر باندلاع شرارة صراع يتعدى السياسي إلى مواجهة مسلحة، خصوصاً أن هذه المدينة تشبه برميل بارود قد ينفجر في أيّ لحظة ليحرق العراق.

قرار محمد شياع السوداني رئيس الوزراء العراقي بإخلاء جميع مقرات الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك من قبل قوات الحكومة الاتحادية، وتسليمها إلى حزب البارتي من أجل تطبيع الأوضاع في المحافظة، وعودة حزب بارزاني للمشاركة في انتخابات مجلس محافظة كركوك أسوة بالأحزاب العربية والتركمانية، مما جعل الموقف يزداد تعقيداً بعد التلويح بتدخل أميركي إلى جانبه تدخل تركي إذا استمر وضع التأزيم لصالح حزب الديمقراطي الكردستاني، مما سيعطي حجة لتدخل إيراني لصالح أطراف تناهض هذا الوجود في المحافظة.
من جانبها دعت الكتلة النيابية التركمانية في مجلس النواب العراقي إلى إبعاد المحافظة عن الصفقات السياسية والمجاملة، معبّرة عن تخوّفها من تصاعد الخلاف السياسي بين بغداد وأربيل قد يدفع فاتورته أهالي المحافظة، وتدخل دولي فوري خشية تدهور السِلم المجتمعي في المحافظة، الخطوة التي يتوقع أن يعقبها الصراع على منصب محافظ كركوك، ومحاولات السيطرة على مفاصل الحكومة المحلية، لتعويض الخسائر السابقة التي حصلت أثناء طرد حزب بارزاني من المحافظة.
صراع وصل إلى ذروته حين هددت بعض قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني ملوّحة بقدرة الإقليم على حجب المياه التي تصل المحافظات الوسطى والجنوبية، وحجب تلك الحصص المائية عبر سدود الإقليم كإجراء عقابي، في حال استمرار أزمة تصدير النفط إلى تركيا عبر ميناء جيهان. تصعيد مقابل رافق إغلاق طريق كركوك – أربيل البري من قبل مسيرات مناهضة لعودة حزب البارتي، مما قد يؤدي إلى المزيد من الضحايا والخسائر وعودة لسيناريو عام 1959 بين الأكراد والتركمان، يخلّف عواقب وخيمة لحكومة السوداني التي تُدار وفق إدارة ائتلاف الدولة.

الاتهامات لم تقتصر على حزب بارزاني في مناطق كركوك، بل تجاوزت كركوك إلى مناطق شيخان والقوش وصَعيّدة في محافظة نينوى، على اعتبار أنها مشمولة بالمادة 140 التي تخص المناطق المتنازع عليها، في حين أنها تابعة إدارياً لنينوى حسب اتهام النائب السابق لمحافظة نينوى محمد الشَبَكي، الذي أضاف أن الإقليم يسعى لتمرير قانون النفط والغاز للاعتراف بأحقيته باستخراج النفط من مناطق خارج حدود الإقليم، مما يعتبر تجاوزاً على المادتين 12 و13 في الموازنة الاتحادية.
في عام 2015 نشر الكاتب الكندي جيسي روزنفيلد في موقع ديلي بيست الأميركي مقالاً يتحدث فيه عن “اندلاع قتال في المستقبل بين الأكراد والميليشيات الشيعية مما سيهدد بتفجير أطراف كركوك حيث تتواجد حقول النفط القريبة منهم، بينما داعش يراقب ويترقب” وذلك بسبب أهمية كركوك النفطية ووقوعها في قلب مشروع الشرق الأوسط الجديد.
كركوك العراقية هي جوهر الصراع، تتجمع على أرضها كل القوى الطامعة لتشن حربا بالوكالة، ومحاولات إقليمية لإعادة العمل على إرجاع الخط النفطي كركوك – حيفا وتنظيف أنابيبه وصيانتها وحراستها.
غرابيب الليل التي لا تريد للعراق الاستقرار والأمان تريد جعل كركوك جُرحاً نازفاً، يشمل أقطاب القوى المنخرطة في الصراع بالمنطقة، يساعدها في ذلك نظام سياسي فاشل يختلق الأزمات وكأنه يستمتع بأوقاته، لكنه لا يدرك أن شرارة هذا البرميل إن انفجرت فإنها لا تُبقي ولا تذر.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني كركوك

إقرأ أيضاً:

محافظ أسوان: التعاون مع الجميع لتلبية المطالب الجماهيرية

إستقبل اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان رئيس لجنة الأمن والدفاع القومى بمجلس النواب والنائب الأول لحزب حماة وطن اللواء أحمد العوضى ، وذلك فى حضور ياسين عبد الصبور أمين الحزب بأسوان .

ومن جانبه أكد الدكتور إسماعيل كمال على أن هذه المرحلة تحتاج لمزيد من التعاون المثمر والبناء لتلبية المطالب الجماهيرية بإعتبار أن المواطن هو هدفنا الأول كأجهزة تنفيذية وشعبية ، وسنعمل جميعاً على تحقيق آماله وطموحاته ، ورفع المعاناة عنه وذلك وفقاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى .

وأشار إلى الدور الهام الذى تقوم به القيادات البرلمانية والمجتمعية لمساندة الجهود التنفيذية ، والتواصل مع الوزارات والجهات المختصة لتحقيق المزيد من الإنجازات المتتالية فى مختلف قطاعات العمل بما يصب فى صالح المواطن الأسوانى .

فيما أكد اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان على أن هناك جهود مكثفة وتنسيق متواصل مع مختلف الوزارات والجهات المعنية لتنفيذ خطة متكاملة للتطوير الشامل لقرية غرب سهيل بمركز أسوان ليتم تحويلها إلى أكبر مركز ومقصد للسياحة البيئية والعلاجية والإستشفائية والسفارى ولتصبح إحدى المزارات الهامة على برامج الشركات السياحية .

جاء ذلك خلال لقاء محافظ أسوان مع ممثلى أهالى قرية غرب سهيل لمناقشة المطالب والإحتياجات الجماهيرية وإيجاد الحلول المناسبة لتلبيتها ، وذلك بحضور اللواء محمد عبد الجليل السكرتير العام المساعد ، واللواء ياسر عبد الشافى معاون المحافظ للمشروعات ، وإبراهيم سليمان رئيس مركز ومدينة أسوان ، بالإضافة إلى مسئولى الإدارات التنفيذية والمديريات الخدمية المعنية.

وكان قد كلف الدكتور إسماعيل كمال بتشكيل لجنة فنية برئاسة معاون المحافظ للمشروعات للقيام بالمعاينة الميدانية وتفقد القرية لإعداد المقايسات الفنية اللازمة لإجراء أعمال التطوير والتجميل والرصف اللازمة للمدخل والطرق والميادين الرئيسية ، مع الإهتمام بزيادة المسطحات الخضراء لإضفاء الوجه الجمالى للقرية، بجانب إعداد دراسة متكاملة لتطوير السوق السياحى وتدعيمه بأرضيات وممرات الإنترلوك وإنشاء مظلات وتندات تتناسب مع الهوية البصرية المميزة لأسوان.

مقالات مشابهة

  • اشتباكات مسلحة داخل مجلس كركوك.. دلالات على خروج صراع النفوذ عن السيطرة
  • القبض على 7 عناصر من داعش في كركوك
  • الإطاحة بـ 7 عناصر من داعش في كركوك
  • إصابة 4 مدنيين بحادث سير في كركوك
  • العراق و"بي بي" يحرزان تقدماً في اتفاق إعادة تطوير حقول كركوك
  • محافظ أسوان: التعاون مع الجميع لتلبية المطالب الجماهيرية
  • اتفاق شركة بي.بي والعراق على الشروط الفنية لإعادة تطوير حقول النفط في كركوك
  • الطائي يكشف أسباب مشاجرة كركوك: سلوك حماية المحافظ يجب أن يكون منضبطا
  • ابوعبيدة يفاجئ الجميع بما قاله عن عملية صنعاء الفرط صوتية التي استهدفت الاحتلال
  • عراق ( 4+1) .. حل للتعايش والوحدة والرقي !