الخليج الجديد:
2025-04-25@05:35:51 GMT

بريكس تتحدى الغرب نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

بريكس تتحدى الغرب نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب

بريكس تتحدى الغرب وترسخ نظاما عالميا متعدد الأقطاب

تسعى بريكس لتشكيل بديل يتصدى لهيمنة الغرب ومؤسساته ومقارعة نفوذ الغرب دولياً وتوظيف إمكاناتها في تعزيز دينامية النظام العالمي نحو التعددية القطبية.

هدف المجموعة المعلن بقيادة الصين وروسيا، تطوير وتوظيف المجموعة لتثقيل الاقتصادات الناشئة لتشكل بديلاً يواجه ويضعف هيمنة قوى الغرب ومجموعة السبع.

أسست مجموعة بريكس بنك التنمية الجديد (NDB)عام 2015 مقرة شانغهاي برأس مال 50 مليار دولار وتعمل لرفع رأس المال إلى 100 مليار دولار بديلاً عن البنك الدولي.

لا معايير واضحة ومقنعة لقبول ورفض طلبات 23 دولة للانضمام ولماذا قبلت بريكس 6 دول فقط ولم تقبل عضوية إندونيسيا العضو بمجموعة العشرين لأكبر اقتصادات العالم؟

* * *

مجموعة بريكس ـ تجمع أكبر اقتصاديات ناشئة في العالم. تشكلت عام 2009 مكونة من الأحرف الأولى لكل من البرازيل أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية وروسيا الدولة الكبرى وعضو مجلس الأمن وصاحبة أكبر ترسانة نووية في العالم والهند الدولة الأولى في العالم بعدد السكان وصاحبة سادس أكبر اقتصاد في العالم والصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم ومصنعه وجنوب أفريقيا.

أول من أطلق على المجموعة اسم بريكس الاقتصادي البريطاني جيم أونيل من بنك غولدمان ساكس الأمريكي الشهير وهي الأحرف الأولى للدول الأربع التي شكلت نواة المجموعة عام 2009 ـ بالإنكليزية (اللبنة) انضمت جنوب أفريقيا أصغر اقتصاد للمجموعة عام 2010، ليضاف حرف S .

استضافت جوهانسبورغ القمة الخامسة عشرة والأولى حضورياً في 22-24 أغسطس الجاري(منذ تفشي جائحة كورونا) تحت شعار «بريكس وأفريقيا: شراكة من أجل النمو المتسارع والتنمية المستدامة والتعددية الشاملة».

تشكل دول بريكس الخمس في ثلاث قارات حوالي 42% من عدد سكان العالم وأكثر من 3.5 مليار نسمة منهم 3 مليارات (الهند والصين) وثلثي مساحة اليابسة على الكرة الأرضية، وحوالي 26% من مجمل الناتج الاقتصادي العالمي متقدمة بذلك على دول مجموعة السبع G7 ـ للاقتصاديات الصناعية الكبرى للديمقراطيات في النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة.

ولكن تعاني دول بريكس من التفاوت الكبير في مجمل الدخل بين الدول ومتوسط الدخل الفردي والتباين في توجهات الدول حول السياسة الخارجية وفكرة انضمام مزيد من الدول لعضوية بريكس بين متحمس مثل الصين وروسيا لمواجهة الغرب ومتحفظ الهند والبرازيل حتى لا يفقد التحالف ثقله وهدفه بالتطور الاقتصادي والتنمية.

تعثرت مسيرة بريكس قبل عقد من الزمن وتراجع النمو الاقتصادي لروسيا والبرازيل بعد نمو متواصل وعاد لمستويات 2001. أكد جيم أونيل أول من أطلق مسمى بريكس لصحيفة لوموند الفرنسية عام 2021 أنه كان الأفضل اطلاق تسمية IC ـ أو حتى C ـ على المجموعة (الصين والهند) أو (الصين) لأن الصين هي القائد الفعلي والقوة الدافعة لمجموعة بريكس تليها الهند!

هدف المجموعة المعلن بقيادة الصين وروسيا، تطوير وتوظيف المجموعة لتثقيل الاقتصادات الناشئة لتشكل بديلاً يواجه ويضعف هيمنة القوى الغربية ومجوعة السبع خاصة مع الانقسامات الواسعة لحرب أوكرانيا ومواجهة واحتواء أمريكا الصين بتحالفات عديدة في منطقة المحيطين الهندي والهادي.

بتوسيع وتقوية تحالف مجموعة بريكس لتشكل بديلاً مقنعاً يتصدى لهيمنة الغرب ومؤسساته-الاقتصادية والمالية-البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وصولاً لمقارعة نفوذ الغرب دولياً بتوظيف مجموعة بريكس في تعزيز ديناميكية النظام العالمي في اتجاه التعددية القطبية.

والدفع نحو تمثيل أكثر عدالة للاقتصاديات الناشئة والجنوب والعمل على تقليص اعتماد النظام المصرفي والتجاري العالمي واحتياطات عملات الدول على الدولار الأمريكي في التعاملات والتبادل التجاري بين الدول الأعضاء وحتى بصفقات السلع وخاصة منتجات النفط والغاز بعملات غير الدولار العملة العالمية.

لذلك أسست مجموعة بريكس بنك التنمية الجديد (NDB)عام 2015 مقرة شانغهاي برأس مال 50 مليار دولار والعمل لرفع رأس المال إلى 100 مليار دولار ليكون بديلاً عن البنك الدولي هدفه توفير المصادر في للمشاريع التنموية في الاقتصاديات الناشئة والدول النامية وإنشاء نظام دفع تحويلات العملات بديلاً عن النظام الغربي، ترأسه دلما روسييف رئيسة البرازيل السابقة المقربة من رئيس البرازيل الحالي لولا دي سلفا منذ 2023.

سيسجل تاريخ بريكس أن قمة جنوب أفريقيا كانت القمة الأهم لتأكيدها تماسك المجموعة ونموها، واتفاق الأعضاء الخمسة على الرؤية المشتركة والموافقة على أكبر توسيع للمجموعة في تاريخها بضم ست دول دفعة واحدة من ثلاث قارات من أصل 23 دولة تقدمت بطلبات لعضوية بريكس. ما يؤكد سطوع نجم المجموعة بعدما بقيت مهمشة لسنوات.

الأعضاء الجدد: السعودية والإمارات ومصر(دول عربية) وإيران والأرجنتين وإثيوبيا، بدلالات واضحة ـ بينما تأجل النظر بطلبات الكويت ـ إندونيسيا ـ الجزائر ـ المغرب ـ فنزويلا ـ كازاخستان-وتايلند وغيرها!

يؤخذ على بريكس غياب معايير منهجية واضحة ومقنعة لقبول ورفض طلبات دول 23 دولة للانضمام ولماذا قبلت ست دول فقط؟ ولماذا مثلاً لم تقبل عضوية إندونيسيا العضو في مجموعة العشرين لأكبر اقتصادات العالم باقتصاد 1.6 تريليون دولار! أكبر من اقتصاد إثيوبيا ومصر والأرجنتين وإيران مجتمعين! أو أكبر من اقتصاد السعودية والإمارات معاً! ومجمل الناتج القومي للكويت 184.5 مليار دولار أكبر من اقتصاد إثيوبيا 134 مليار دولار! ولماذا لم تقبل الجزائر والمغرب وكازاخستان؟

ثانيا بلغة الأرقام نرى أن توسعة العضوية في مجموعة البريكس هو قرار استراتيجي أكثر منه اقتصاديا. بزيادة عدد الدول الأعضاء من 5 إلى 11 بدءاً من مطلع عام 2024. بعد التوسعة ستسيطر دول بريكس على 30٪ من مجمل الناتج العالمي حوالي 30 تريليون دولار، و80٪ من انتاج النفط العالمي بانضمام السعودية و الإمارات وإيران مع روسيا والصين والبرازيل، بعضوية 6 من أكبر الدول التسع المنتجة للنفط، وبقدرة إنتاجية تصل إلى 73٪ من انتاج النفط في العالم.

كما أنه يمكن لمجموعة بريكس لعب دور مهم في خفض التوتر بالتوسط بين الأعضاء المتنازعة ـ كالسعودية وإيران بعد استئناف العلاقات بوساطة الصين. وكذلك بين مصر وأثيوبيا بخلافات حادة منذ سنوات حول سد النهضة وحرمان مصر من حصتها العادلة من المياه. ما يوفر لمجوعة بريكس فرص نجاح دبلوماسية الوساطة بين أعضائها لحل الخلافات. بعكس محدودية نفوذ ودور الغرب الذي تعزز سياساته الاصطفافات وتعيق حل النزاعات ما يفاقم الخلاقات والتوتر!

من المبكر الحديث عن انتقال مركز الثقل من الشمال والغرب إلى الجنوب والشرق. لكن ديناميكية التحولات المهمة بقيادة مجموعة بريكس تساهم بتحقيق أهدافها ودورها، ومع تراجع نفوذ الغرب وتقدم الشرق، يترسخ نظام عالمي متعدد الأقطاب.

*د. عبد الله خليفة الشايجي أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: بريكس الصين الهند روسيا البرازيل جنوب أفريقيا الغرب نظام عالمي سد النهضة مجموعة بریکس ملیار دولار أکبر اقتصاد فی العالم

إقرأ أيضاً:

قوتنا كوكبنا.. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة المتجددة

أحيت دول العالم اليوم الثلاثاء يوم الأرض الذي يحتفل به في 22 أبريل/نيسان في كل عام، وذلك تحت شعار "قوتنا كوكبنا" من أجل وحدة عالمية لمضاعفة الطاقة النظيفة 3 مرات بحلول عام 2030، وهي مناسبة لتسليط الضوء على مصادر الطاقة المتجددة كمفتاح لاستقرار المناخ.

ويركز يوم الأرض هذا العام على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية والمد والجزر والطاقة الحرارية الأرضية كمحفزات لاستقرار المناخ.

ولا يعد هذا التحول رفاهية بيئية، بل ضرورة حتمية لمجابهة الاحترار العالمي، خصوصا بعد تحذيرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التي توقعت أن تتجاوز درجات الحرارة العالمية 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2040 إذا لم تتخذ إجراءات جذرية.

وقررت منظمة "يوم الأرض" التركيز على الطاقة المتجددة هذا العام لأسباب عدة، منها انخفاض تكلفة تصنيع الألواح الشمسية بشكل كبير خلال العقد الماضي بنسبة تصل إلى 93% بين عامي 2010 و2020، وهذا يجعلها خيارا أكثر توفيرا.

ولفتت المنظمة إلى أن الطاقة المتجددة تقلل الاعتماد على الوقود الأحفوري، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض خطيرة.

كما تعود بالنفع على الاقتصاد، إذ إن الاستثمار في تقنيات الطاقة المتجددة يمكن أن يوفر ما يقدر بـ14 مليون فرصة عمل حول العالم.

إعلان

وتنتج نحو 50 دولة حول العالم بالفعل أكثر من نصف احتياجاتها من الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، مما يجدر التأكيد عليه وتشجيعه، وفق المنظمة.

ويهدف يوم الأرض إلى رفع الوعي البيئي بخطورة التغير المناخي وأثر النشاط البشري على البيئة وتعزيز المبادرات الخضراء والمشاريع المستدامة لحماية الطبيعة وتشجيع المجتمعات على خفض الانبعاثات والتقليل من النفايات والتأكيد على قوة الأفراد والجماعات في إحداث التغيير البيئي الإيجابي.

طلاب جامعيون يشاركون في زراعة أشجار المانغروف احتفالا بيوم الأرض في إندونيسيا (الفرنسية) "نهج يومي"

وبحسب خبراء البيئة، ما يحتاجه العالم هو أن يتحول يوم الأرض إلى نهج يومي تتجسد مبادئه في السياسات الحكومية والممارسات الصناعية والسلوكيات الفردية، في ظل ازدياد الظواهر المناخية القاسية نتيجة التغير المناخي.

ورغم بعض النجاحات المحققة كحظر المواد التي تُلحق الضرر بطبقة الأوزون فإن تغير المناخ يظل خطرا قائما يهدد حاضر الكوكب ومستقبله، في وقت تدفع دول الجنوب العالمي -التي لم تكن طرفا رئيسيا في الاحتباس الحراري- الثمن الأكبر لتبعاتها.

وكان يوم الأرض ركز العام الماضي على موضوع "الكوكب بمواجهة البلاستيك"، والذي لفت الانتباه العالمي إلى الآثار البيئية والصحية للتلوث البلاستيكي.

ودعا حينها إلى مضاعفة الجهود لتخفيض إنتاج البلاستيك بنسبة 60% بحلول عام 2040، ودعم سياسات التخلص التدريجي من المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد.

وبدأ الاحتفال بيوم الأرض عام 1970 بمبادرة من السيناتور غايلورد نيلسون في الولايات المتحدة ردا على التلوث الصناعي، لكنه تحول إلى حركة عالمية تطالب باتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة أزمة المناخ.

مقالات مشابهة

  • مصدر عسكري أوكراني: روسيا أطلقت صاروخا على كييف صنع في كوريا الشمالية
  • أكبر صندوق ثروة سيادية في العالم يُعلن عن خسارة 40 مليار دولار في الربع الأول
  • نحو عالم ما بعد الغرب: الترامبية وإعادة توزيع مناطق النفوذ في العالم
  • "القاهرة الإخبارية": منصات الصين الرقمية تُعيد تشكيل خريطة التجارة الإلكترونية عالميًا
  • الداخلية السورية تعتقل مجموعة مسلحة في اللاذقية
  • حرب إبادة في غزة وصمت عالمي مخزٍ
  • قوتنا كوكبنا.. احتفال عالمي بيوم الأرض ودعوة لتعزيز الطاقة المتجددة
  • هل تقود روسيا القيصرية إلى نظام عالمي مُتعدد الأقطاب؟
  • السعودية الأولى عالميًا بين الأسواق الناشئة في جذب رأس المال الجريء
  • الجوائز تبلغ 100 ألف دولار.. البصرة تحتضن نصف ماراثون عالمي بمشاركة دولية