كتب نقولا ناصيف في "الأخبار": بينما يبدو رئيس مجلس النواب نبيه برّي أكثر المهتمين بالدور الذي يضطلع به الموفد الرئاسي الفرنسي الخاص جان إيف لودريان بجمع الأفرقاء للتحدث في مواصفات الرئيس بداية ومن ثم إسقاطها على الشخصية الأكثر ملاءمة للمرحلة المقبلة، يتصرف حزب الله كما لو أن انتخاب الرئيس بنداً ثانياً بعد أول هو الأَوْلى عنده في الوقت الحاضر: الحوار الدائر بينه وبين باسيل.
حوار كهذا يدير رئيس المجلس ظهره له اعتقاداً منه بتقدم انتخاب الرئيس على ما عداه من التزامات وتعهدات يمكن الخوض فيها لاحقاً في برنامج الحكم الجديد من جهة، ولا يملك الطرفان اللدودان حزب الله والتيار الوطني الحر بمفردهما إلزام سواهما بما يتفقان عليه، خصوصاً إذا تطلّب دوراً من مجلس النواب. ما تحدّث عنه برّي في ذكرى الإمام الصدر الخميس، سبق أن لمّح إليه أمام زواره أكثر من مرة في الأيام السابقة. توقّعه وصول لودريان إلى بيروت تبعاً لما سمعه منه قبل صدور ردود الفعل السلبية على رسائله أخيراً، ملاقاته الموفد الفرنسي في حصر الحوار بانتخاب الرئيس دونما سواه، تقليص عدد الجالسين إلى طاولة الحوار بما لا يزيد على 15 متحاوراً. ما أضاف إليه برّي أن يبدأ الحوار من حيث استقر الخلاف: لكل من الفريقين أو أكثر اقتراح الاسم الذي يرشحه لانتخابه رئيساً ومحاولة إقناعه
الآخر من خلال الاحتكام إلى لودريان، إلى حين الوصول إلى المرشح الأكثر استقطاباً. إلا أنه يحبّذ عندئذ، متى تعذّر الاتفاق على اسم واحد، الذهاب إلى جلسات متتالية. ما رمت إليه مبادرة برّي الذي يتقاطع معه عليها حليفه حزب الله إلا أنها تجد جذورها في ما يطالب به الفريق المسيحي، إبراز الفحوى الحقيقي للمعضلة: ـ مع أنه استحقاق دستوري ملزم ومقيّد بمهل أُهدرت أكثر من مرة، بيد أن الأفرقاء جميعاً يتعاملون مع جلسة الانتخاب على أنها حساب سياسي أيضاً مرتبط بخيارات الرئيس المقبل في إدارة التوازنات الحالية، المُعبَّر عنها مرة بعد أخرى من أفرقاء الانقسام باستحالة تقبّل أحدهما الآخر واعتباره شريكاً في الوطن والدولة. ذلك ما يدفع كلاً منهما على الاعتقاد أنه يخوض، في الاستحقاق الرئاسي، معركة خيارات المرحلة المقبلة والموقع الذي سيكون عليه الرئيس الجديد. كل منهما يريد الرئيس إلى جانبه، ما يشي أنه خصم الفريق الآخر. ذلك ما يفصح عنه الطرفان عندما يتمسك كل منهما برفض مرشح الفريق الآخر، دونما طرح مرشح ثالث يصير إلى التوافق عليه. أضحت المعادلة الحقيقية والوحيدة تقريباً: ما دام فرنجية في المعترك فإن أزعور وقائد الجيش العماد جوزف عون فيه إلى أن يغادروا جميعاً أو يسقط اثنان من الثلاثة. في حسبان باسيل معادلة أخرى: «لا وجود لقائد الجيش في حساباته ولا في حسابات حزب الله». ـ إلى اليوم لم يرسل الثنائي الشيعي إشارة إيجابية أو تلميحاً إلى استعداده التخلي عن فرنجية. لم يرسل الطرف المقابل بدوره إشارة إيجابية أو تلميحاً إلى احتمال القبول بالتفاوض على ترشيح فرنجيه. بذلك تدور الدائرة من حول الرجل وحده: لا ترشيحه يقود إلى انتخابه، ولا رفضه يقود إلى انتخاب سواه في ظل إمساك الثنائي الشيعي بالنواب الـ27 ممثلي الطائفة. من دونهم يتعذّر انتخاب أي رئيس للجمهورية، لكن معهم تصعب الموافقة على استبعاد الزعيم الزغرتاوي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
حزب الله
إقرأ أيضاً:
وفد إيراني يتوجه إلى عمان لإجراء محادثات مع الولايات المتحدة
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن وزير الخارجية عباس عراقجي سيتوجه مساء الجمعة إلى العاصمة العُمانية مسقط على رأس وفد دبلوماسي وفني لإجراء محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في تصريحات له : بناء على البرنامج الذي وضعه المضيف العماني والاتفاق بين إيران والولايات المتحدة، ستعقد اجتماعات الخبراء والمحادثات غير المباشرة بين وزير خارجية إيران والممثل الخاص للرئيس الأمريكي يوم السبت.
وأضاف بقائي: التقدم في المفاوضات يتطلب من الجانب الآخر إظهار حسن النية والجدية والواقعية.
وختم: وفد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مع الأخذ في الاعتبار السجلات والتجارب السابقة، سيعدل كل خطوة من خطواته وفقًا لسلوك الجانب الآخر ولن يدخر جهدًا لدعم الحقوق والمصالح المشروعة للشعب الإيراني.

خارجية إيران: التفاصيل التقنية لأي اتفاق نووي تصعب إكمال المفاوضات

إدارة ترامب تختار مايكل أنطون لقيادة المحادثات الفنية مع إيران

لبنان تطالب سفير إيران لديها بضرورة التقيّد بالأصول الدبلوماسية

الوكالة الذرية تطالب إيران بتفسير «أنفاق نطنز» وتحذر من غياب الشفافية

تحصينات تحت الجبل.. إيران تعزز منشآتها النووية.. وواشنطن وتل أبيب تتوعدان

طباعة شارك إيران سلطنة عمان الولايات
المتحدة الأمريكية عباس عراقجي الرئيس الأمريكي وزير خارجية ايران