أبو ظبي - صفا

أعاد مغردون نشر قصيدة ألقاها الشاعر العراقي، كريم العراقي، على سرير المرض، بعد رحيله الجمعة عن عمر ناهز 68 عاما، وترك الشاعر الراحل سجلا شعريا كبيرا.

وصوّر الفيديو لكريم العراقي داخل مستشفى كليفلاند في أبو ظبي، في يوم 31 أغسطس عام 2022، حيث كان يتعالج من مرض السرطان.

وألقى أبياتا من قصيدة "الأرض حبلى"، وكان منها: "ضاقت علي كأنها تابوت.

. لكنما يأبى الرجاء يموت".

"والصبر يعرف من أنا منذ الصبا.. وشم له في أضلعي منحتو".

ورغم الوهن الكبير الذي بدا عليه الشاعر العراقي بسبب المرض، إلا أن الابتسامة هيمنت على وجهه.

ولهذه القصيدة معنى بالغ في حياة الشاعر الراحل، إذ كتبها بعد أن انقطع عن كتابة الشعر إثر إصابته بمرض السرطان وهو ما استدعى علاجا مكثفا.

وكان مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الثقافية عارف الساعدي أعلن في وقت سابق الجمعة رحيل الشاعر الكبير.

وقال الساعدي على صفحته الرسمية في "فيسبوك": "أنعي لكم الشاعر كريم العراقي الذي رحل فجر هذا اليوم في أبوظبي".

يموت الشاعر و لا تموت القصيدة
عزاء واجب لكل محبي الشعر العربي في وفاة الشاعر الكبير الأستاذ #كريم_العراقي أحد أبرز الشعراء العرب المعاصرين ، نسأل الله أن يتقبله بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان وانالله وانا اليه راجعون. pic.twitter.com/OznglfEEkR

— Dr.Nazih Al-subai د.نزيه عبدالعزيز (@nazihalsubai) September 1, 2023

من هو كريم العراقي؟

ولد في بغداد عام 1955.

حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.

عمل كريم العراقي معلما في مدارس بغداد لعدة سنوات ثم عمل مشرفا متخصصا في كتابة الأوبريت المدرسي.

بدأ الكتابة والنشر منذ كان طالبا في المدرسة الابتدائية في مجلات عراقية عديدة منها: مجلة المتفرج، والراصد، والإذاعة والتلفزيون، وابن البلد، ووعي العمال ومجلة الشباب.

حصل على جائزة منظمة اليونسيف لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة تذكّر التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر.

من أعماله، ديوان "للمطر وأم الضفيرة"، "ذات مرة"، "سالم يا عراق"، "الخنجر الذهبي"، و"الشارع المهاجر".

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: كريم العراقي رحيل الشاعر كريم العراقي کریم العراقی

إقرأ أيضاً:

نجم الشولة

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمينها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.

والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم الشولة، ويسمى أيضا الشول، وهو نجم نراه في الليل بلونه الذي يمتزج البياض فيه بالزرقة، وهو ثاني ألمع نجم في كوكبة العقرب بعد نجم قلب العقرب، ويعتبر أيضا من ضمن ألمع 25 نجم في السماء، وفي حقيقته هو ليس نجما مفردا وإنما هو نجم ثلاثي يتكون من نجم رئيسي ونجمين مرافقين، وتدور هذه الأنجم حول بعضها البعض، وقد أطلق العرب على هذا النجم الذي يقع في أعلى ذيل العقرب، اسم الشولة، لأنها تشبه في شكلها وظهورها الذيل المرفوع.

وقد اكتسب هذا النجم مكانة مهمة في التقويم العربي الفلكي، حيث اعتدوا عليه تحديد الفصول والمواسم الزراعية، فهو يعتبر جزء من "نوء العقارب"، وهي مجموعة من النجوم التي تشير إلى تغيرات الطقس، فظهوره يرتبط بظهور البرودة بعد الحرّ، وكان يُستخدم قديمًا كنذير لنهاية الصيف وبداية فصل الخريف.

وأما من حيث خصائصه الفلكية لنجم الشولة مقارنة بالشمس، فنجد أن قطره يُقدَّر بحوالي 8 أضعاف قطر الشمس، ودرجة حرارته السطحية تقدر بحوالي 25,000 كلفن ،أعلى بكثير من حرارة الشمس التي تبلغ حوالي 5,778 كلفن، تبلغ شدة إضاءته حوالي 36,000 ضعف لمعان الشمس، يبعد عنا 570 سنة ضوئية تقريبًا.

وبما أن هذا النجم يرمز عند العرب إلى جزء من أهم الحيوانات التي يمتلكونها في الصحراء وهي الناقة، فلذلك أوردوه في ثقافتهم الشعبية، وكذلك أورده الشعراء في قصائدهم، فالشعر ديوان العرب، فهو الذي يذكر مآثرهم وتفاصيل حياتهم، كما أن هذا النجم لم يكن غائبا عن الشعراء العمانيين، وعن ملاحيهم، فهذا البحار العماني أحمد بن ماجد يذكر في منظومته هذا النجم فهو يذكره مع نجم القلب، ونجم النعائم فيقول في منظومته الفلكية:

والقَلــبُ والشــَّولَةُ والنَعَـائِم

وَبَعــدَهَا البَلــدَةُ تَطلُـع دائِم

ثُــمَّ السـُّعُودُ الأَربَعَـه والفَـرغُ

يـا طـال مـا فُصِّل عليها الشُّرعُ

وهذا الشاعر العماني اللواح الخروصي يذكر هذا النجم، ويصفه وصفا صحراويا يشبه فيه أن نجم سهيل هو فحل لنج الشولة وقد أخافها فقال:

والشـهب فـي لجج الجرباء تحسبها

نحـو المغيـب نفيـس الدر منتشرا

تشـول كالشـول بعـد الحشر روعها

سـهيل وهـو لهـا فحـل وقـد جفرا

وهذا الوصف يتفق مع ما قاله الشاعر المخضرم عَمرُو بنُ الأَهْتَمِ المِنقَرِيِّ الذي عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام ولا أستبعد ان اللواح أخذ التشبيه منه فالمنقري يقول:

إِذا ما نُجُومُ اللَّيْلِ صارَتْ كَأَنَّها

هَجــائِنُ يَطْلَعْــنَ الْفَلاةَ صـَوادِرُ

شــــَآمِيَّةٌ إِلَّا ســـُهَيْلاً كَـــأَنَّهُ

فَتِيـقٌ غَـدا عَـنْ شَوْلَةٍ وَهْوَ جافِرُ

ولأن العرب تعرف مطالع النجوم وأماكنها نجدهم يشتركون في وصف تلك النجوم فهذا الشاعر الأموي ذو الرمة يذهب مذهب السابقين في تشبيه نجم الشولة وعلاقتها بنجم سهيل فيقول:

أَرِقْــتُ لَـهُ وَالثَّلْـجُ بَيْنِـي وَبَيْنَـهُ

وَحَوْمَــانُ حُـزْوَى فَـاللِّوَى وَالحَرَائِرُ

وَقَــــدْ لَاحَ لِلسـَّارِي سـُهَيْلٌ كَــأَنَّهُ

قَرِيــعُ هِجَــانٍ عَـارَضَ الشَّوْلَ جَـافِرُ

ونجد أن الشاعرة المخضرمة الخنساء، ذكرت هذا النجم في معرض رثائها لأخيها، فقالت له لتبكي عليك نجوم السماء وذكرت من ضمنها نجم الشولة إذا تحرك في الشمال فقالت:

رَمُوحٍ مِنَ الغَيْظِ رُمْحِ الشَّمُو

ــسِ تَلافَيْتَ في السَّلَفِ الأَوَّلِ

لِتَبْـكِ عَلَيْـكَ عِيالُ الشِّتاءِ

إِذا الشَّوْلُ لاذَتْ مِنَ الشَّمْأَلِ

ومن شعراء العصر الأموي الذين ذكروا هذا النجم هو الشاعر عدي بن الرقاع العاملي عندما مدح رجلا يقال له أبو حفص فقال:

فَنِعــمَ مُعَـرَّسُ الأَضـيافِ وَهنـاً

إِذا ما الشَولُ عارَضَتِ الشَمالا

أَبـا حَفـصٍ جَـزاكَ اللَـهُ خَيراً

إِذا ما المُعتَزى كَرِهَ السُؤالا

أما الشاعر العباسي الفرزدق فقد شبه النجوم بالنياق التي تتثنى في مشيتها وأطلق عليها لفظ الشول، وهي الجمال التي تمشي رافعة أذيالها فقال:

كَــأَنَّ نُجُــومَهُ شــَوْلٌ تَثَنَّــى

لِأَدْهَــمَ فــي مَبَارِكِهـا عَقِيـرِ

وَكَيْــفَ بِلَيْلَـةٍ لَا نَـوْمَ فِيهـا

وَلَا ضـــَوْءٍ لِصــَاحِبِها مُنِيــرِ

وكذلك الشاعر العباسي جبر بن عقبة الأزرقي السُلمي ذكر هذا النجم وقال فيه:

إذا مَـا الجِرْبيَاءُ غَدَتْ ورَاحَتْ

وشـَارَكَهَا الشـَّمَالُ مع الإيابِ

وراحَ الشــَّولُ يزعِجُهَـا شـِهَابٌ

مـنَ العَـوَّاءِ أنْجَـمَ للغِيَـابِ

مقالات مشابهة

  • قصيدة عن عيد الفطر
  • نجم سعد السعود
  • بالمنطق .. صلاح الدين عووضه .. انطفاء الشعلة !!.. حكايا الشجرة في زمن الحرب
  • ارتفاع أسعار النفط العراقي مع انخفاضه عالمياً
  • تجهيز قسم جديد لمرضى الكلى في مشفى حماة الوطني
  • نجم الشولة
  • القائم بأعمال وزارة الصحة يتفقد مشفى ابن رشد ‏للأمراض النفسية ‏
  • استقرار أسعار النفط العراقي لليوم الثاني على التوالي
  • ‏اليمنيون أبناء الموت الذي لا يموت
  • كان لازم مفتاح يموت.. إسلام فوزي يسخر من مسلسل ولاد الشمس