فرضت ما تسمى قوات "سوريا الديمقراطية" حظر تجوّل اعتبارا من صباح السبت ولمدة 48 ساعة في المناطق الخاضعة لسيطرتها من محافظة دير الزور شرقي سوريا، حيث قُتل 54 شخصا على الأقل في معارك دارت هذا الأسبوع بين وحداتها -التي يهيمن عليها الأكراد- ومقاتلين تابعين لعشائر عربية، في حين تحدث أحد قادة هؤلاء المقاتلين عن سيطرتهم على ريف دير الزور الشمالي الشرقي بشكل كامل ظهر أمس الجمعة.

وقالت قوات سوريا الديمقراطية في بيان ليلة الجمعة إن المجلس العسكري لدير الزور وقوى الأمن الداخلي يعلنان حظرا للتجوال في منطقة دير الزور، يبدأ من الساعة الخامسة من صباح يوم السبت الثاني من سبتمبر/أيلول (الجاري) ولمدة 48 ساعة".

واتّهم البيان "مجموعات مسلحة تابعة لبعض الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، وكذلك خلايا تنظيم الدولة الإسلامية" بالسعي "لإحداث فتنة في المنطقة ومحاولة استجرار المدنيين إلى مخططاتهم القذرة". وبحسب البيان، يرمي حظر التجوّل إلى "حماية حياة المدنيين وممتلكاتهم من تخريب المجموعات المسلحة، ومنعهم من الاختباء ضمن تحركات المدنيين".

ويأتي هذا الإجراء بعد أن دعت الولايات المتحدة إلى إنهاء الاقتتال الدائر في مناطق قريبة من حقل كونيكو للغاز في ريف دير الزور الشرقي، حيث توجد قاعدة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.

وقالت السفارة الأميركية في دمشق في منشور على منصة "إكس" الجمعة، إن الولايات المتحدة "تشعر بالقلق العميق إزاء أعمال العنف الأخيرة" في دير الزور، وتدعو جميع الأطراف إلى وقف التصعيد.

وجدد المنشور تأكيد واشنطن على تخفيف معاناة الشعب السوري، بما يضمن الهزيمة النهائية لتنظيم الدولة من خلال التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية.

وكانت القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" قالت أول أمس الخميس إنّها تواصل مراقبة الأحداث عن كثب في شمالي شرقي سوريا، وتؤكد التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية لضمان هزيمة دائمة لتنظيم الدولة.


تصريحات قادة العشائر

يأتي ذلك في وقت تحدث فيه أحد قادة مقاتلي العشائر العربية عن سيطرتهم على ريف دير الزور الشمالي الشرقي بشكل كامل ظهر أمس الجمعة بعد "انسحاب وهروب مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية من آخر نقاطهم".

وقال محمد طيانة لوكالة الأنباء الألمانية إن كل تعزيزات قوات سوريا الديمقراطية التي دفعتها باتجاه بلدتي ذيبان والشحيل "فشلت".

من جهته أكد القائد في مجموعات العشائر أبو شادي العكيدي أن: سبب خسارة (قوات سوريا الديمقراطية) "قسد" المعركة هو أنها زجت بأبناء العشائر والقبائل العربية في معركة مع أهلهم، والمئات من هؤلاء استسلموا أو انشقوا عن "قسد"، وبقي مقاتلو حزب العمال الكردستاني في المعركة.

ويشير العكيدي إلى معركة بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، التي سقط فيها -على حد قوله- قتلى وعشرات الجرحى من مقاتلي حزب العمال، تم نقلهم إلى المدينة العمالية وحقل العمر النفطي الذي يعدّ قاعدة للقوات الأميركية وقوات سوريا الديمقراطية.

وأقر العكيدي بوصول مقاتلين من أبناء مناطق غرب الفرات للمشاركة في المعارك ضد قوات قوات سوريا الديمقراطية.

وكشف مصدر مقرب من شيوخ قبيلة العكيدات أن "قوات التحالف الدولي تواصلت معهم من أجل فرض تهدئة بالمنطقة نظرا لحساسيتها وأهميتها".

عشائر عربية انضمت للقتال ضد قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور (مواقع التواصل)

وأضاف المصدر أنه "خلال الساعات القادمة ستتم السيطرة على مدينة البصيرة، وبذلك تتم السيطرة على ريف دير الزور الشرقي الذي كان تحت سيطرة (قوات سوريا الديمقراطية) "قسد" بشكل كامل ويمتد لأكثر من 200 كلم من حدود محافظة الرقة غربا إلى الحدود العراقية شرقا". وتابع أنه تبقى نقطة المعامل وهي على أطراف مدينة دير الزور سوف ينسحب منها عناصر هذه القوات بشكل طوعي.

وكان مقاتلو العشائر العربية وسعوا مناطق سيطرتهم بالمحافظة أول أمس الخميس بعد سيطرتهم على بلدات وقرى جديدة بعد اشتباكات عنيفة، وكانت قوات سوريا الديمقراطية قد أرسلت تعزيزات إلى دير الزور.

ونقلت رويترز عن شهود عيان أن ما لا يقل عن 40 عنصرا من الجانبين و15 مدنيا قتلوا في معارك تدور منذ الأحد الماضي.

واندلع قتال الأحد الماضي بعد أن اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية أحمد الخبيل المعروف بأبي خولة، الذي كان يرأس مجلس دير الزور العسكري التابع لها، وكان أيضا قائدا عربيا بارزا في هذه القوات.

ولم يصدر أيّ تعليق من قوات سوريا الديمقراطية حول ملابسات توقيف الخبيل، لكنّها أعلنت شن "عملية لتعزيز الأمن" في مناطق سيطرتها في دير الزور ضد تنظيم الدولة ومن سمتهم "عناصر إجرامية" متورطين في الاتجار بالمخدرات ومستفيدين من تهريب الأسلحة.

وتنفي العشائر العربية ما يثيره الإعلام الذي يتبع قوات سوريا الديمقراطية من أن الاشتباكات تجري ضد عناصر من تنظيم الدولة.

وقوات سوريا الديمقراطية تحالف شكلته الولايات المتحدة من مسلحين من العشائر ومقاتلين أكراد، وتمثل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري. وتتمركز هذه القوات على الضفة الشرقية لنهر الفرات، الذي يقسم محافظة دير الزور.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات سوریا الدیمقراطیة ریف دیر الزور

إقرأ أيضاً:

تصاعد العنف في سوريا.. اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومؤيدي الأسد .. مئات القتلى والجرحى في أسوأ اضطرابات

سوريا على صفيح ساخن.. اشتباكات دامية تهز معاقل الأسد السابقة!"النظام الجديد يواجه اختبار البقاء.. هل تنفجر الحرب من جديد؟انتقام أم فوضى؟ حملة أمنية كبرى تسقط مئات القتلى والجرحى!
 

في أسوأ موجة من الاضطرابات منذ تولي الحكومة الانتقالية السورية السلطة، قُتل أو جُرح مئات الأشخاص هذا الأسبوع في اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومؤيدي الرئيس السابق بشار الأسد، وفقًا لما أفادت به الشبكة السورية لحقوق الإنسان (SNHR).  

واندلعت المواجهات يوم الخميس في مناطق 

 وطرطوس على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، وهي مناطق كانت تُعرف تقليديًا بولائها القوي لنظام الأسد، لكنها شهدت تصاعدًا في أعمال العنف الطائفية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.  

وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الجمعة، إن أكثر من 225 شخصًا قتلوا منذ اندلاع الاشتباكات، بينهم 100 عنصر من قوى الأمن السورية، بينما قُتل 125 مدنيًا خلال حملة أمنية واسعة نفذتها وزارتا الدفاع والداخلية السورية في عشرات القرى بريف اللاذقية وطرطوس وحماة.  

إرث الأسد والطائفة العلوية في سوريا  

حكمت عائلة الأسد، التي تنتمي إلى الطائفة العلوية، سوريا لأكثر من نصف قرن قبل أن تتم الإطاحة ببشار الأسد أواخر العام الماضي على يد جماعات إسلامية سنية مسلحة، سعت إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي والطائفي في البلاد. 

يمثل العلويون حوالي 10% من سكان سوريا، وكانوا يشغلون مناصب بارزة في النظام السابق، وعلى الرغم من أن العديد منهم قاموا بتسليم أسلحتهم منذ ديسمبر الماضي، إلا أن آخرين لا يزالون يحتفظون بأسلحتهم ويواصلون المقاومة.  

النظام الجديد يواجه اختبارًا صعبًا  

في ظل تصاعد حدة العنف، يواجه النظام السوري الجديد تحديات كبيرة في تهدئة المجموعات المهمشة، خاصة تلك التي لا تزال تحتفظ بقوة عسكرية كبيرة.  

في خطاب متلفز يوم الجمعة، تعهد الرئيس الانتقالي أحمد الشراع بملاحقة المتورطين في قتل العشرات من عناصر الأمن السوري، لكنه شدد أيضًا على ضرورة التزام قوات الأمن بضبط النفس، مشيرًا إلى تقارير عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين خلال الاشتباكات. من جانبها، أصدرت وزارة الداخلية السورية بيانًا قالت فيه إنها تقف "على أعتاب مرحلة حساسة تتطلب الوعي والانضباط".  

اتهامات متبادلة وتصعيد أمني  

ووفقًا لوكالة الأنباء السورية سانا، فإن مقتل عدد من رجال الشرطة وقوات الأمن أدى إلى تحرك حشود غير منظمة نحو الساحل، بينما صرّح أنس خطاب، رئيس جهاز المخابرات السورية، بأن "قادة عسكريين وأمنيين سابقين تابعين للنظام السابق كانوا وراء التخطيط والتنفيذ لهذه الجرائم".  

وأضاف خطاب أن هذه العمليات "الغادرة" أسفرت عن مقتل العشرات من خيرة رجال الجيش والأمن والشرطة، محذرًا من أن بعض السوريين "انخدعوا بأيادٍ خبيثة خارج البلاد" دفعتهم للمشاركة في أعمال العنف.  

فوضى وضحايا وجثث بالشوارع  

أظهرت مقاطع فيديو منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي منذ يوم الخميس حجم الخسائر البشرية بين قوات الأمن السورية ومدنيين مسلحين. 

أظهر أحد المقاطع جثث رجال ملقاة بجوار عربة شرطة، بينما أظهر فيديو آخر، تم تحديد موقعه الجغرافي من قبل شبكة CNN، نساء يبكين بجوار جثث ما لا يقل عن 20 رجلاً يرتدون ملابس مدنية، قُتلوا في إحدى القرى بالقرب من بلدة الجنديرية. 

كما أظهر مقطع آخر قوات الأمن تطلق نيرانًا كثيفة خلال الليل نحو مصدر نيران مجهول. 

وزارة الدفاع تهدد وتحذر  

وفي تطورات أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع، العقيد حسن عبد الغني، يوم الجمعة، إن "مجرمي الحرب الكبار مبعثرون في الجبال، وليس أمامهم أي ملجأ سوى المحاكم، حيث سيواجهون العدالة"، موجّهًا رسالة لأنصار الأسد المتبقين قائلاً: "لا تكونوا وقودًا لحرب خاسرة... الخيار واضح: سلموا أسلحتكم أو واجهوا مصيركم المحتوم".  

وبالتزامن مع ذلك، أظهرت مقاطع فيديو نُشرت يوم الجمعة تعزيزات عسكرية ضخمة تتجه إلى المنطقة، فيما فُرض حظر تجول في مدينة طرطوس حتى يوم السبت. 

وأظهرت المقاطع أن قوات الأمن وصلت إلى مدينة جبلة الساحلية، بالقرب من قاعدة حميميم الجوية الروسية، حيث اندلعت اشتباكات وشوهدت أعمدة دخان تتصاعد بالقرب من القاعدة.  

عمليات عسكرية في مسقط رأس الأسد  

كما أظهرت مشاهد أخرى دخول القوات الحكومية إلى بلدة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، وسط انفجارات وأعمدة دخان كثيفة. وأكد مسؤول في وزارة الدفاع لاحقًا، وفقًا لوكالة سانا، أن القوات الأمنية نفذت عمليات ضد بقايا النظام السابق في القرداحة. وأحد المقاطع التي تم تحديد موقعها الجغرافي على الساحل بالقرب من جبلة أظهر إلقاء قنابل مرتجلة من مروحية عسكرية.  

وفي بيان رسمي، دعت وزارة الداخلية السورية يوم الجمعة جميع المدنيين إلى "الابتعاد عن مناطق العمليات العسكرية والأمنية"، مشددة على أن جميع الوحدات العسكرية والأمنية قد تم توجيهها "للالتزام الصارم بالإجراءات والقوانين لضمان سلامة المدنيين".  

هجمات على المستشفيات وصحفيون في مرمى النيران  

وقالت وزارة الصحة السورية إن ستة مستشفيات في المناطق الريفية في اللاذقية وطرطوس تعرضت لهجمات مساء الخميس من قبل مجموعات مؤيدة للأسد، مما أسفر عن سقوط عدة قتلى. 

أما الصحفي والناشط المقيم في اللاذقية، عبد الرحمن طالب، فقال إنه تعرض لهجوم من قبل مؤيدي الأسد يوم الخميس أثناء تغطيته للاشتباكات بين المقاتلين وقوات الأمن السورية.  

وأضاف: "كنا محاصرين لمدة 12 ساعة في أحد أحياء اللاذقية، مع انتشار مسلحين موالين للنظام السابق حولنا. لم أكن أعتقد أننا سنخرج أحياء." وأوضح أنه تلقى حماية من بعض السكان العلويين في المنطقة حتى وصلت التعزيزات الأولى التي قامت بإجلائهم.  

ردود فعل دولية ومصر تدين العنف  

أثارت هذه الأحداث موجة من المظاهرات المؤيدة والمعارضة للحكومة الانتقالية في عدة مدن سورية، مما يعكس مدى الانقسام الداخلي في البلاد.  

وأعربت مصر عن قلقها إزاء المواجهات التي شهدتها محافظة اللاذقية في الجمهورية العربية السورية ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان رسمي لها بعد الأحداث التي تشهدها سوريا : تؤكد مصر موقفها الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية واستقرارها في مواجهة التحديات الأمنية، ورفض مصر لأية تحركات من شأنها أن تمس أمن وسلامة واستقرار الشعب السوري .

وجددت مصر  تأكيدها على أهمية مكافحة كافة أشكال العنف، وضرورة إعلاء المصلحة الوطنية السورية فوق كل اعتبار، والعمل على تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة في سوريا.

وتجدد مصر التأكيد على أهمية تدشين عملية سياسية انتقالية شاملة تضمن مشاركة جميع أطياف الشعب السوري دون إقصاء وتضمن حقوق جميع الطوائف في سوريا. 

على الصعيد الإقليمي، أدانت السعودية، التي تُعتبر من أبرز داعمي الحكومة الانتقالية السورية، ما وصفته بـ "الجرائم التي ارتكبتها الجماعات الخارجة عن القانون في سوريا."
 

مقالات مشابهة

  • سوريا .. ضبط قادة من فلول نظام الأسد بدير الزور
  • مجموعة مراقبة: ارتفاع حصيلة قتلى اشتباكات سوريا إلى 642 قتيلاً
  • سوريا.. حصيلة جديدة لضحايا اشتباكات منطقة الساحل واللاذقية
  • انتشار أمني مكثف في اللاذقية عقب اشتباكات وأحداث دامية وإعدامات ميدانية
  • تصاعد العنف في سوريا.. اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن السورية ومؤيدي الأسد .. مئات القتلى والجرحى في أسوأ اضطرابات
  • سوريا تشتعل من جديد.. اشتباكات دامية في الساحل بين الجيش السوري وفلول نظام الأسد.. والدفع بتعزيزات عسكرية ضخمة لصد الهجمات
  • سوريا.. اشتباكات عنيفة في اللاذقية وإعدام 52 علوياً
  • عمليات تمشيط في غرب سوريا بعد اشتباكات أوقعت أكثر من 70 قتيلا  
  • اشتباكات دامية ومواجهات لا تتوقف في الساحل السوري... وحظر تجوال في طرطوس وحمص واللاذقية
  • اشتباكات دامية في جبلة: مقتل 13 من قوات الأمن السوري على يد جماعات موالية للأسد