عربي21:
2025-02-08@12:36:32 GMT

عام على احتجاجات إيران.. هل ستندلع من جديد؟

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لوفاة الشابة مهسا أميني في مركز لـ"شرطة الأخلاق" بتهمة "الحجاب السيئ" وما نجم عن ذلك من احتجاجات واسعة في إيران، يزداد قلق النظام الحاكم من احتمالية تكرار هذه الاحتجاجات في ظل انتشار دعاية المعارضة في الخارج والناشطين في الداخل، لاستغلال هذه المناسبة والنزول للشوارع مرة أخرى للمطالبة بالتغيير وإيجاد حلول عملية للمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في البلاد.



السلطة في إيران سبقت هذه المناسبة بموجة من الإجراءات والاعتقالات وفصل أساتذة الجامعات المتعاطفين مع المتظاهرين، كما شرعت في سن قوانين الهدف منها ردع المعارضين وإظهار مزيد من القوة في موقفها تجاه قضية الحجاب التي تحولت إلى محور من محاور المشهد السياسي في إيران؛ بفعل إصرار النظام على إلزام النساء به وعناد معارضيه على التخلي عنه.

كثير من الحريصين على إيجاد حل وسط من إصلاحيين ومعتدلين وأكاديميين حاولوا ثني السلطة الحاكمة عن موقفها تجاه الحجاب، لكن دون جدوى حتى الآن. هؤلاء "الحريصون" يعتقدون أن إصرار النظام على قضية الحجاب هو "إطلاق النار على الأقدام"، وأنه سيؤدي إلى مزيد من تآكل شعبية النظام الذي بات يحكم شعبا منفصلا عن أيديولوجيته لا بل يقف في الضد منها.

كثير من الحريصين على إيجاد حل وسط من إصلاحيين ومعتدلين وأكاديميين حاولوا ثني السلطة الحاكمة عن موقفها تجاه الحجاب، لكن دون جدوى حتى الآن. هؤلاء "الحريصون" يعتقدون أن إصرار النظام على قضية الحجاب هو "إطلاق النار على الأقدام"، وأنه سيؤدي إلى مزيد من تآكل شعبية النظام
هناك من يرى بأن إصرار النظام ناجم عن قناعة لديه بأن تراجعه عن قضية الحجاب، لا سيما في هذا التوقيت، يعني ضربة مؤلمة له، إذ إنها ستشجع المعارضين على المطالبة بالمزيد من الإصلاحات والتغييرات على صعيد السياسة والمجتمع، كما أنها ستهدم ركنا من أركان النظام الذي يرى أنه يمثل الإسلام وتعاليمه الواجب فرضها على المجتمع طوعا أو كرها ومنها فريضة الحجاب.

عام كامل أوشك على الانتهاء، حيث توفيت الشابة مهسا أميني في السادس عشر من أيلول/ سبتمبر 2022 في مركز "شرطة الأخلاق" المعنية بفرض القوانين المتعلقة بالحجاب والآداب الإسلامية في الشوارع والمدن. الحادثة هزّت المجتمع الإيراني والسلطة الحاكمة على حد سواء، إذ إنّ حالة من التمرد غير المسبوق اجتاحت المدن الإيرانية ورفضت النساء، على نطاق واسع، ارتداء الحجاب للتعبير عن رفض قوانين النظام وتضامنا مع الشابة المتوفاة مهسا أميني. رفض نسبة ملحوظة من النساء ارتداء "الحجاب الإجباري" حظي بتعاطف من معظم شرائح المجتمع الإيراني الذي تأثر كثيرا في الحادثة، لا سيما وأن المواطن في إيران يعتقد أن هناك قضايا هي أولى من الحجاب وعلى النظام الانشغال بها وإيجاد حلول لها.

فهل يا ترى سنشهد عودة الاحتجاجات في ذكراها السنوية الأولى؟ مستبعد جدا، لكن من الوارد أن نشهد بعض الاحتجاجات المحدودة في بعض مدن محافظة كردستان وبلوشستان أو طلاب بعض الجامعات هنا وهناك، لكن أن تكون احتجاجات على غرار ما شهدناه العام الماضي فالإجابة لا بكل تأكيد، وذلك للأسباب التالية:

أولا: كل موجة من الاحتجاجات التي شهدتها إيران في السنوات الأخيرة كانت مسبوقة بحادثٍ لافتٍ يهمُّ الإيرانيين بالمجمل، فاحتجاجات عام 2019 مثلا قد اندلعت بعد قرار السلطات رفع أسعار الوقود بشكل مفاجئ ما خلق صدمة في الشارع الإيراني قادت إلى مظاهرات حاشدة في العديد من المدن، وكذلك احتجاجات العام الماضي التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني، أو احتجاجات عام 2017 – 2018 التي انفجرت على خلفية غلاء أسعار بعض السلع مثل البيض حتى عرفت بـ"احتجاجات البيض"، أو احتجاجات عرب الأهواز عام 2021؛ إذ هي الأخرى انفجرت نتيجة أزمة انقطاع مياه الأنهار وتجفيف الأهوار، واتهام السلطات بالتعمّد في تلك الأزمة عبر تنفيذ مشاريع نقل المياه من المدن العربية إلى المناطق المركزية الصحراوية في إيران. وفي ظل غياب مثل هذه الأحداث فإنه يُستبعد جدا أن نرى مظاهرات عفوية واسعة في ذكرى احتجاجات العام الماضي.

ثانيا: استعداد السلطة وتأهبها لهذه المناسبة، إذ إنها بدأت منذ أشهر باتخاذ الإجراءات الوقائية للحؤول دون اندلاع هذه الاحتجاجات، وهي تستخدم الترهيب لمنع هذه الاحتجاجات عبر سلسلة من الاعتقالات والمضايقات وفصل الأساتذة من الجامعات والتشديد على النشطاء والمؤثرين في الساحة الإيرانية.

ثالثا: ضعف المعارضة وتشتت أصواتها في مواجهة السلطة في إيران. فالخلافات حادة بين أقطاب المعارضة في الخارج المتمثلة بالتيار المدني الليبرالي والتيار الملكي بقيادة نجل شاه إيران السابق، رضا بهلوي، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية. هذه المعارضة لم تستطع طوال عام كامل من توحيد صفوفها والاستعداد لهذه المناسبة بهدفٍ ورؤيةٍ مشتركةٍ واضحةٍ.

رابعا: عدم مشاركة جميع القوميات في احتجاجات وفاة مهسا أميني هو سبب قوي آخر لاستبعاد أن نشهد مظاهرات واسعة في ذكرى حادثة وفاتها، والعرب والأتراك هم أقلُّ القوميات مشاركة في احتجاجات العام الماضي لأسباب ليس المجال يتسع لذكرها هنا. عدم مشاركة هاتين القوميتين المحوريتين في جغرافيا إيران يجعل من أي احتجاجات مبتورة الجناحين وعاجزة عن الاستمرارية والصمود.

هذه الأسباب تُضعف احتمال اندلاع احتجاجات واسعة في الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات العام الماضي، لكن هذا لا يعني بالضرورة استبعاد أن نشهد في الأشهر والسنوات القادمة مظاهرات ربما تكون أوسع من كل المظاهرات السابقة، إذ إنّ الوضع في إيران يستمر في التعقيد والتأزم في ظل سلطة سياسية تتجاهل الواقع بشكل رهيب، وشعب يزداد بمرور الأيام قناعة بضرورة التغيير الجذري في الحالة السياسية
خامسا: المصالحة مع المملكة العربية السعودية وتبعا لها الدول العربية الأخرى، وكذلك خفض حدة التوتر مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأمريكية هو عامل آخر في تثبيط عزيمة معارضي النظام وتراجع حماسهم للمظاهرات، فهذه التطورات الخارجية جعلت البعض ييأس من جدوى المظاهرات في ظل تجاهلٍ دولي وإقليمي لما يجري في إيران.

سادسا: أخيرا وليس آخرا، هناك قلق دائم لدى بعض الإيرانيين عندما يفكرون بالحالة المتخيلة ما بعد السلطة الحالية، إذ إنه لا يوجد شكل واضح لطبيعة الحكم الذي يريده المعارضون لهذا النظام، فالقلق من الفراغ السياسي والأمني ودخول البلاد في فوضى شاملة وربما تفكيك أو تقسيم؛ هو عامل هام في عدم رغبة البعض في المشاركة في المظاهرات، وهؤلاء "القلقون" ربما يفضلون إجراء إصلاحات من داخل النظام تحافظ على كيان الدولة وتقوم بتغييرات هيكلية بشكل تدريجي.

هذه الأسباب تُضعف احتمال اندلاع احتجاجات واسعة في الذكرى السنوية الأولى لاحتجاجات العام الماضي، لكن هذا لا يعني بالضرورة استبعاد أن نشهد في الأشهر والسنوات القادمة مظاهرات ربما تكون أوسع من كل المظاهرات السابقة، إذ إنّ الوضع في إيران يستمر في التعقيد والتأزم في ظل سلطة سياسية تتجاهل الواقع بشكل رهيب، وشعب يزداد بمرور الأيام قناعة بضرورة التغيير الجذري في الحالة السياسية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الحجاب احتجاجات إيران إيران احتجاجات الحجاب القمع مهسا اميني مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة رياضة سياسة أفكار صحافة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السنویة الأولى هذه المناسبة مهسا أمینی واسعة فی فی إیران

إقرأ أيضاً:

حازم المنوفي: وفرة في السلع بأسعار أقل من العام الماضي استعدادا لـ شهر رمضان

أكد حازم المنوفي، رئيس جمعية عين لحماية التاجر والمستهلك، وعضو شعبة المواد الغذائية، أن الأسواق المصرية تشهد استعدادات مكثفة لاستقبال شهر رمضان المبارك، مع وفرة كبيرة في السلع الأساسية مثل التمور والمكسرات وقمر الدين والفواكه المجففة. 

وأوضح أن توافر هذه المنتجات بأسعار أقل من العام الماضي يرجع إلى زيادة الكميات المستوردة والمحلية، مما يخفف من الأعباء المالية على الأسر المصرية.

وأشار المنوفي إلى أن الجمعية تعمل بالتعاون مع التجار والموردين لضمان استقرار الأسعار ومراقبة جودة المنتجات، بما يضمن وصول السلع للمستهلكين بجودة عالية وأسعار عادلة.

أسعار السلع الرمضانية

التمور والبلح

أوضح المنوفي، أن التمور بأنواعها المختلفة، مثل المجول والسكري والبرحي، شهدت استقرارًا في الأسعار، مع بعض الزيادات الطفيفة نتيجة زيادة الطلب. 

أما البلح، فقد شهد إقبالًا كبيرًا من المستهلكين نظرًا لأسعاره المناسبة مقارنة بأنواع التمور الأخرى، مع حرص الجمعية على توفيره بكميات كافية في الأسواق.

في شراكة بين كليوباترا جروب وMAF العالمية.. مول كليوباترا - زايد يتعاقد مع كارفور مصر لتدشين أكبر وأول فروعها بالشيخ زايدأسعار النفط تستقر بالقرب من أدنى مستوى هذا العامالمكسرات

تشهد المكسرات مثل اللوز والفستق والكاجو والجوز، استقرارًا نسبيًا في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، مع توافر كميات كبيرة تلبي احتياجات المستهلكين. 

وأكد المنوفي، أن هذه المنتجات تُستخدم بكثرة في تحضير الحلويات الرمضانية مثل الكنافة والقطائف، مما يجعلها من السلع الأساسية خلال الشهر الكريم.

قمر الدين والفواكه المجففة

أشار المنوفي إلى أن قمر الدين يُعتبر من السلع الأساسية على مائدة الإفطار، وأن أسعاره جاءت أقل من العام الماضي بفضل زيادة الكميات المتاحة في الأسواق. 

كما شهدت الفواكه المجففة مثل التين والقراصيا والمشمشية انخفاضًا في الأسعار مع توافر كميات كبيرة، مما يسهم في استقرار السوق وتلبية احتياجات المواطنين.

توجيهات للمستهلكين واستقرار السوق

أكد المنوفي أن الأسواق المصرية تشهد وفرة في جميع السلع الغذائية الرمضانية، مما يضمن استقرار الأسعار مقارنة بالعام الماضي. ودعا المستهلكين إلى التخطيط الجيد لمشترياتهم، خاصة أن الطلب المتزايد قبل رمضان قد يؤدي إلى ارتفاعات طفيفة في الأسعار لبعض المنتجات. كما شدد على ضرورة الشراء من أماكن موثوقة لضمان الحصول على منتجات ذات جودة عالية وأسعار مناسبة.

وفي ختام تصريحاته، هنأ المنوفي الشعب المصري بمناسبة قرب حلول شهر رمضان، مؤكدًا استمرار جهود الجمعية لضمان استقرار السوق وحماية حقوق التاجر والمستهلك على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • احتجاجات حاشدة في سلوفاكيا ضد مواقف رئيس الوزراء فيكو المؤيدة لروسيا
  • مسئول: الصادرات الزراعية ارتفعت بنسبة 25% العام الماضي
  • حوادث الغرق تؤدي بحياة 221 شخصاً العام الماضي 2024
  • عدن.. احتجاجات غاضبة بسبب انقطاع الكهرباء والمياه ورفضاً لحلول ترقيعية مؤقتة
  • احتجاجات الجنوب تتجاوز “حكومة عدن” وتقترب من التحالف 
  • المنوفي: وفرة في السلع بأسعار أقل من العام الماضي استعدادًا لشهر رمضان
  • حازم المنوفي: وفرة في السلع بأسعار أقل من العام الماضي استعدادا لـ شهر رمضان
  • خيرية رأس الخيمة تقدم 6000 مساعدة العام الماضي
  • انخفاض الإنتاج العالمي من الصلب الخام بنسبة 1% في العام الماضي
  • إيران بين مطرقة العقوبات وسندان التنازلات.. هل يتخلى النظام عن حزب الله؟