كبير مستشاري الرئيس التركي: هناك ملفات عالقة تعيق لقاء الأسد وأردوغان
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
قال السفير عاكف تشاغاطاي قليتش، كبير مستشاري الرئيس التركي، إن اللقاءات مع الحكومة السورية مستمرة على مستويات مختلفة، موضحا أن هناك ملفات عالقة تعيق الوصول إلى لقاءات بأعلى مستوى.
وأكد، في تصريحات أدلى بها لقناة محلية، الجمعة، ثبات ووضوح موقف بلاده من تلك الملفات، وأنه من دون حلها لا يمكن عقد لقاء بين الرئيس رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد، مشددا على احترام تركيا لوحدة أراضي سوريا، ورفضها سيطرة أي تنظيم إرهابي هناك.
وأردف أن أنقرة اتخذت بعض الخطوات للحيلولة دون سيطرة تنظيمات إرهابية على المنطقة، من أجل أمنها القومي ومن أجل سوريا.
يذكر أن الرئيس السوري، بشار الأسد، أكد قبل يومين، خلال مباحثات مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أن موضوع الانسحاب التركي شرط لا بد منه لعودة العلاقات الطبيعية بين دمشق وأنقرة.
بالمقابل، قال وزير الدفاع التركي يشار غولر، إن صياغة دستور جديد لسوريا واعتماده، يعد أهم مرحلة لإحلال السلام هناك، مؤكدا أن الجيش التركي لن يغادر سوريا دون ضمان أمن حدوده وشعبه.
وأضاف غولر في مقابلة تلفزيونية، أن "تركيا تريد السلام بصدق، لكن لدينا ما نعتبره نقاطا حساسة، فلا يمكن تصور أن نغادر سوريا دون ضمان أمن حدودنا وشعبنا، وأعتقد أن الرئيس السوري بشار الأسد سيتصرف بعقلانية أكثر في هذا الموضوع".
المصدر: الأناضول + RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الأزمة السورية بشار الأسد رجب طيب أردوغان
إقرأ أيضاً:
ما دلالات غياب أردوغان عن كلمة بشار الأسد خلال قمة الرياض؟
أثار انسحاب رئيس تركيا رجب طيب أردوغان من مكانه المحدد في القمة العربية الإسلامية التي عقدت في السعودية، أثناء إلقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد خطابه، تساؤلات حول دلالتها، وخاصة أن تصرف أردوغان يتناقض مع الاندفاع التركي العلني نحو توطيد العلاقات مع دمشق، بعد قطيعة لأكثر من عقد.
وأظهرت مقاطع مصورة، غياب أردوغان أثناء إلقاء الأسد لكلمته في قاعة القمة، وحل مكانه السفير التركي في السعودية أمر الله إشلر.
الرد بالمثل
ويبدو أن أردوغان قد رد بالمثل على انسحاب وزير خارجية النظام السابق فيصل المقداد قاعة اجتماع وزراء الخارجية العرب في العاصمة المصرية القاهرة، لحظة توجه وزير خارجية تركيا هاكان فيدان، لإلقاء كلمة شكر وتحية على دعوته للمشاركة في الاجتماع الذي عقد في أيلول/ سبتمبر الماضي.
وهو ما يؤكد عليه الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، موضحاً أن أردوغان "رد الصفعة" للنظام، في إشارة إلى انسحاب وزير خارجية النظام المقداد أثناء كلمة فيدان.
وفي حديثه لـ"عربي21" أضاف أن "الواضح للجميع أن الموقف التركي وموقف الرئيس أردوغان نفسه، الذي تصدر عنه تصريحات من وقت لآخر عن رغبته بلقاء الأسد، ليس سوى توجيه للداخل التركي، أو لإرضاء الأصدقاء الروس".
وبحسب المعراوي، فإن تركيا رغم اندفاعها في العلن نحو التطبيع مع النظام، هي تتريث في هذا المسار إلى حين وضوح الصورة في الإقليم الذي يعيش على وقع صفيح ساخن.
من جانب آخر، يفسر الكاتب مقاطعة أردوغان كلمة الأسد إلى الخلل الذي يعتري العلاقات بين أنقرة وموسكو، ويدل على ذلك إعلان مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرينتييف الثلاثاء، عن رفض بلاده شن تركيا عملية عسكرية جديدة في سوريا، واعتباره ذلك بـ"الأمر غير المقبول".
رسائل سياسية
من جهته، يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو، إن عدم حضور أردوغان أثناء كلمة الأسد، خطوة تحمل رسائل سياسية بالتأكيد.
وأوضح لـ"عربي21"، أن أردوغان أراد القول للنظام السوري، أن رغبتها بتطبيع العلاقات معه، لا تعني أن يدها مفتوحة دون شروط.
وأكد أوغلو، أن تركيا تريد التطبيع مع النظام لاستقرار المنطقة، في ظل ما تشهده المنطقة والعالم من تطورات، لكن بالمقابل لا يصدر عن النظام أي رد إيجابي.
وبحسب الكاتب والمحلل السياسي التركي، فإن أنقرة راضية عن فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتتوقع أن يكون هناك تعاون مع واشنطن وخاصة في الملف السوري، وقال: "كل ذلك يقوي الموقف التركي في سوريا".
تركيا تغير أولوياتها
ومن وجهة نظر الكاتب السياسي درويش خليفة، فقد أعطى غياب أردوغان أثناء كلمة الأسد انطباعاً أن تقارب العلاقات التركية مع نظام الأسد، لم يعد حاجة ملحة وأولوية تركية في هذا التوقيت، مشيراً إلى اقتصار التمثيل التركي في جولة أستانا الأخيرة التي عقدت بالتزامن مع قمة السعودية، على المدير العام للعلاقات الثنائية السورية في وزارة الخارجية التركية.
بذلك، يظهر أن تركيا لديها أولويات استراتيجية تفوق التقارب مع نظام الأسد، وفق تأكيد خليفة لـ"عربي21"، مضيفاً: "مع قدوم الرئيس الأمريكي ترامب إلى البيت الأبيض تعود العلاقات التركية الأمريكية لسابق عهدها، ويصبح أي خيار آخر تكون موسكو طرفاً فيه بدون جدوى لاستراتيجيات تركيا في المنطقة".
وكان أردوغان قد دعا في مناسبات عديدة الأسد إلى اجتماع ثنائي، من دون أن يتم الاتفاق على ذلك، في ظل خلافات واضحة على العديد من النقاط، أبرزها تمسك النظام السوري بشرط انسحاب الجيش التركي من الشمال السوري.