مولد جلال الدين السيوطي.. الرفاعي ووكيل مشيخة الصوفية يشاركان بالافتتاح الشعبي |صور
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
بدأت الطرق الصوفية بمحافظة أسيوط، مساء الجمعة، احتفالاتها بمولد الشيخ جلال الدين السيوطي بمدينة أسيوط.
مولد جلال الدين السيوطي وقد حضر الافتتاح الشعبي أو ما يعرف بـ افتتاح الدراويش، الشيخ طارق ياسين الرفاعى شيخ الطريقة الرفاعية، والشيخ أحمد حسن السمكرى وكيل المشيخة الطرق الصوفية بأسيوط، حيث من المقرر أن يبدأ الافتتاح الرسمى من يوم الجمعة المقبل، ويستمر لمدة أسبوع ينتهي بالليلة الختامية الخميس 14 سبتمبر الجاري.
مقام السيوطي
لم يكن متعصبًا لرأي أو فتوى
فيما أكَّد الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- أن الإمام السيوطي يعدُّ شيخ المفتين في عصره، فهو واحد من كبار علماء الأمة الذين أَثْرَوا الحياة العلمية بعلمهم ومؤلفاتهم خاصة في مصر حيث عاش فيها 60 عامًا، وأنتج خلالها العديد من الكتب التي أَثْرَتِ الحياة العلمية والدينية حتى يومنا هذا.
وأضاف أن الإمام السيوطي لم يكن متعصبًا لرأي أو فتوى بل كان منفتحًا أمام الفتوى ولم يقتصر على الآراء الفقهية في مذهبه الشافعي، بل كان يذهب أيضًا إلى فتوى الجمهور في بعض الأحيان.
وأشار المفتي في حديث سابق عن السيوطي، إلى أن الإمام جلال الدين السيوطي عاش في مصر خلال القرن التاسع الهجري، وهي فترة زمنية كانت حافلة بالعطاء العلمي، فقد اجتمع في القرن الثامن وفي أوائل هذا القرن جمهرة من أكابر الفقهاء والأصوليين والمحدثين واللغويين، الذين آل إليهم تهذيب العلوم وتنقيحها واختصارها، مع التحقيق والتدقيق، فعاشت مصر حالة من الانفتاح والنهضة العلمية في علوم المعقول والمنقول، وبدأت مرحلة جديدة في تاريخ العلوم شهدت فيها الحياة العلمية محاولات التهذيب والتدقيق ووضع الحواشي وشرح المختصرات التي اعتصرت فيها المعاني العلمية اعتصارًا، بقصد ضبط المسائل والتعمق فيها غاية التعمق وسبر أغوارها من كافة الجوانب المنطقية واللغوية والأصولية، وظهر في تلك المرحلة إبراز الجوانب المتعلقة بعلوم الآلة على نحو غير مسبوق.
وأوضح مفتي الجمهورية أن هذه الأجواء العلمية التي ولد وعاش فيها الإمام السيوطي جعلت منه عالمًا متمكنًا؛ لأنه وجد تلك البيئة العلمية الحاضنة في بيته منذ وُلِدَ، فوالده عالم جليل، كانت له مكانة علمية كبيرة، حتى إنه حضر مجالس الحافظ ابن حجر العسقلاني مرة مع والده وهو ابن ثلاث سنين، وكان يخطب بجامع ابن طولون، ويدرِّس الفقه، وصنف فيه وفي غيره من العلوم.
وقال المفتي: إن الإمام السيوطي قد مثَّل حلقة من حلقات العلم في زمانه، يتوقف عندها كل من يضرب بسهم في علم من العلوم، سواء من معاصريه، أو ممن أتى بعده من أكابر العلماء، الذين لم يغفل واحد منهم جهوده القيمة في التصنيف، والاختصار والتهذيب، وقد كثرت تصانيفه حتى بلغت نحو ستمائة مصنف، ما بين كتاب كبير، ورسالة صغيرة، وهذا سوى ما تراجع عنه من الكتب والمصنفات.
وأكد أننا نحتاج خلال هذا العصر لمنهج السيوطي في الفتاوى لأنها تتغير بالموقع والزمن، مشيرًا إلى أن الفتاوى يجب أن يراعى فيها المتغيرات؛ وهو منهج دار الإفتاء المصرية منذ نشأتها وحتى اليوم.
وفي كلمته أمام ملك الأردن، قال الدكتور أسامة الأزهري، إن الإمام السيوطي، رحمه الله، يمثل ظاهرة مبهرة في تاريخنا العلمي المجيد، حيث سطعت شمسه في أرض الكنانة بمصر في أواخر القرن التاسع الهجري وأوائل القرن العاشر، فشكل مدارا للعلوم، دار في فلكه الباحثون والعلماء على مدى خمسة قرون.
وأوضح أن الإمام السيوطي رغم أنه لم يكمل الـ 60 من العمر، إلا أنه ترك لنا تراثا يزيد على ألف مؤلف من تأليفه، شكلت مرجعا لدارسي الماجستير والدكتوراه في مختلف الكليات الشرعية، وللباحثين في أقسام الدراسات الإسلامية في العالم، في الحديث والتفسير وعلوم اللغة والفقه وغير ذلك من العلوم.
وأضاف، أن الإمام السيوطي كان دائرة معارف متكاملة، حيث ترك لنا مؤلفات في قضية التجديد وأهم المجددين عبر تاريخنا الإسلامي مثل كتاب (تحفة المهتدين في اخبار المجددين)، ومؤلفات في الاجتهاد الفقهي الذي يحل كثيرا من أزماتنا المعاصرة مثل كتابه (الرد على من أخلد إلى الأرض وجهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض)، ومؤلفات في حماية الآثار تفيدنا اليوم ضد تيارات التطرّف التي تدمر الآثار القديمة مثل كتابه (تحفة الكرام، في خبر الأهرام)، ومؤلفات في الحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية مثل كتابه (الجهر بمنع البروز والتعدي على النهر)، مما يدل على أنه كان سابقا لزمانه وترك لنا تراثا يفيدنا اليوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطرق الصوفية جلال الدین
إقرأ أيضاً:
وزيرا الأوقاف والشباب والرياضة يشاركان في افتتاح مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم
يشارك الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، غدًا الجمعة، في افتتاح فعاليات النسخة الثامنة من مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني، والتي تُقام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبدعم اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، وإشراف الإعلامي عادل مصيلحي، المشرف العام والمدير التنفيذي للمسابقة.
وتبدأ الفعاليات بصلاة الجمعة في مسجد السلام بمحافظة بورسعيد، حيث يُلقي الخطبة الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، بحضور عدد من كبار الشخصيات الدينية والتنفيذية، من بينهم مفتي الجمهورية، وممثل عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، ورئيسا اللجنة الدينية بمجلسي النواب والشيوخ.
ويعقب الصلاة انطلاق مسيرة احتفالية لحفظة القرآن الكريم من مسجد السلام إلى ساحة مصر، تتخللها فقرات إنشاد ديني، احتفاءً بالمشاركين.
ومن المقرر أن يُقام حفل الافتتاح الرسمي في المركز الثقافي ببورسعيد في تمام الساعة 3:30 عصرًا، حيث سيتم بثه على الهواء مباشرة عبر شاشة التلفزيون المصري، وسط حضور رسمي ودبلوماسي كبير.
وتشهد المسابقة هذا العام مشاركة 40 متسابقًا من 33 دولة، حيث تستمر الاختبارات على مدار يومي السبت والأحد، على أن يُختتم الحدث يوم الاثنين المقبل بإعلان الفائزين وتوزيع الجوائز.
وأكد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، أن المسابقة تُمثل إضافة مهمة لمسيرة المحافظة في دعم الثقافة الدينية، مشيرًا إلى أن استضافتها لهذا الحدث الدولي يعكس دور مصر الريادي في نشر وتعزيز تعاليم الإسلام.
من جانبه، أوضح الإعلامي عادل مصيلحي أن المسابقة تأتي هذا العام تكريمًا للقارئ الكبير الشيخ محمد صديق المنشاوي، تقديرًا لعطائه في مجال تلاوة القرآن الكريم، مؤكدًا أن المسابقة تواصل تحقيق نجاحات كبيرة في دعم التلاوة والابتهال الديني عالميًا.