الثورة نت:
2025-03-31@15:01:23 GMT

ماذا بعد أيها العالم؟!!

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

يبدو أن الغرب – وفي المقدمة أمريكا – وصلوا إلى قناعة تامة أن العالم الثالث لن يظل رهن الإشارة وطوع الأمر، وأن هناك إرادات صلبة وقوية تنشد الحرية وتجنح إلى الاستقلال بكل ما أوتيت من قوة، ولهذا تظهر بين الفينة والأخرى حركات استقلالية تواجه النزعات الاستعمارية التي خفت صوتها فترة من الزمن بعد ما سُمي بالحرب الباردة، وعاد الآن إلى الصورة ليتسع نطاق الصحوة الاستقلالية في عدد من دول العالم الثالث، وإذا كان العالم العربي وأفريقيا هم اليوم محط أنظار النزعات الاستعمارية الغربية بكل ما لديها من قوة ورغبة في التأثير، فإن هذه الدول وإن وجدت بداخلها عناصر ميالة إلى الخنوع والاستسلام إلا أن هناك أخرى تطمح إلى الاستقلال وحماية السيادة الوطنية بكل ما أوتيت من قوة، وإذا كانت اليمن مثالاً لذلك التطلع وتلك الآمال فإن ما يجري في النيجر اليوم يُقدم مثالاً آخر على نزعة الاستقلال والرغبة في تحقيق السلام على أساس عادل يحفظ السيادة الوطنية ويصون الكرامة ويحمي الثروة من النهب المتعمد، باستثناء دول الخليج العربية بالذات التي مثلت البؤرة غير السوية المستعدة للخنوع والاستسلام، بل وتتجاوز هذا لتصبح أداة من أدوات الاستعمار التي توظف لإيذاء الآخرين والاستحواذ على ثرواتهم، كما يحدث اليوم في اليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان وليبيا، بمجرد حسبة بسيطة وتقديرية عن الأموال الطائلة التي أنفقتها السعودية والإمارات وقطر على تخريب هذه البلدان وإثارة الفتن فيها يستغرب المرء ويتساءل بمرارة .

. أين عقول هؤلاء الناس ؟ وأين ذهبت ؟ وكيف تحولت إلى أدوات للاستسلام والخنوع والطاعة العمياء؟ فلو أن هؤلاء كانوا يمتلكون القدر الكافي من العقل والمنطق لكانوا قد أنفقوا هذه الأموال في تنمية هذه البلدان وصنعوا لهم معروفاً لا يتزحزح داخل نفوس أبنائها لتتحول إلى رديف عملي يحميهم من نزغات الشياطين البشرية، بالذات القابعة في لندن وواشنطن وتل أبيب بقرونها السامة التي تحاول أن تخترق الشعوب من داخلها وتسيطر على أبنائها بالمال المدنس، ولكن كما يُقال (الخراب يأتي من الداخل) فلو أننا أصلحنا ذوات أنفسنا لما استطاع الغرب أن يوطن كل هذا الغزو الفكري الخبيث ولوصلنا إلى قاعدة هامة تحمي الكيان الداخلي للأمة وتضاعف قدراتها على الحماية الذاتية دون الحاجة إلى الآخرين، وهذا هو ما نطمح إليه ونتطلع إلى تحقيقه في كل أوان وحين برؤى صادقة تبحث عن العقل والمنطق وسلامة النفوس لتمكينها من التغلب على الخَبث الكامن في النفوس والذي يُجبرها على الاستسلام والخنوع والسير في ركاب الأعداء مقابل العداء الصارخ للأهل والإخوان والأوطان، وهذا هو حالنا اليوم نحن في الوطن العربي للأسف بعد أن فقدنا بوصلة التفكير الحقيقي أصبحنا نستنفد كل الثروات ضد بعضنا البعض والتآمر على ذاتنا بدلاً من تصويب البوصلة صوب الأعداء الحقيقيين للأمة، لم نستكمل ما صنعه الرواد في فترة التحرر من الاستعمار ونواصل الانعتاق من نير هذا الاستعمار، بل أصبحنا اليوم نعيش حالة حروب بينية ضد بعضنا البعض كمسلمين على أساس مذهبي أو طائفي أو حزبي، وحبذا لو أن الصفة الأخيرة كانت هي السائدة، لأنها مهما تصلبت ستكون مدخلاً للتفكير السليم والبحث عن الأفضل، لكن للأسف الصفتان الأولى والثانية هما السائدتان للكثير من حالات الصراع والأزمات الداخلية، وهذا ما يُعطي الآخرين – في الغرب بالذات – الفرصة لأن ينخروا في عظام الأمة ويحاولوا التأثير عليها بكل ما لديهم من قوة، وبالتالي فإننا نتساءل ماذا بعد أيُها الغرب ؟! وما هي الخطة الجديدة للاستحواذ على الأرض والسيادة والاستقلال؟! ويتكرر السؤال بصيغة أخرى لنا نحن العرب والمسلمين، ماذا نُريد من المستقبل؟ وما هي الصفة التي نسعى للوصول إليها في ظل هذه الصراعات الدامية والحروب المؤسفة؟ ستظل هذه الأسئلة معلقة في سماء الكون حتى تجد الإجابة الشافية، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: بکل ما من قوة

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: تدمير البيئة ظلم للأجيال القادمة واعتداء على حقوق الآخرين

حذّر الدكتور نظير عياد، مفتي الديار المصرية، من خطورة الإضرار بالبيئة دون مبرر، مؤكدًا أن الإسلام يعتبر الاعتداء على البيئة ظلمًا للآخرين وخرقًا لحقوق الأجيال القادمة، مشددًا على أن الحفاظ على الطبيعة مسؤولية دينية وأخلاقية.

الإسلام يحترم جميع المخلوقات

خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق في برنامج "اسأل المفتي" المذاع على قناة صدى البلد، استشهد المفتي بموقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم عندما رأى بعض الصحابة يحرقون قرية من النمل، فغضب وقال:
"لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار".
وأوضح أن هذا الحديث يعكس احترام الإسلام لكل الكائنات الحية، مهما كانت صغيرة، إذ أن كل مخلوق في الكون له دور في الحفاظ على التوازن البيئي.

ممارسات مدمرة للبيئة ومحظورة شرعًا

حذر المفتي من الممارسات الخاطئة التي تهدد البيئة، مثل:

الإسراف في استخدام المياه

قطع الأشجار دون مبرر

التلوث الناتج عن حرق المخلفات أو إلقاء النفايات بشكل عشوائي

وأكد أن هذه الأفعال لا تضر بالبيئة فقط، بل تؤثر سلبيًا على صحة الإنسان النفسية والبدنية، مشيرًا إلى أن الإسلام نهى عن أي ضرر متعمد، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا ضرر ولا ضرار".

دعوة للحفاظ على البيئة والتوازن البيئي

واختتم مفتي الجمهورية حديثه بالتأكيد على أهمية الوعي البيئي والالتزام بالتعاليم الإسلامية التي تدعو إلى حماية الموارد الطبيعية، معتبرًا أن الحفاظ على البيئة واجب ديني وأمانة يجب أن يتحملها الجميع.

مقالات مشابهة

  • ماذا يريد الغرب وكياناتنا القُطْرِيَّةُ؟
  • أهم بطولة في العالم.. ماذا قال إيمري بعد تأهل أستون فيلا لنصف نهائي كأس إنجلترا؟
  • كم أنت عجيب أيها المواطن السوداني!!!
  • الخارجية الروسية: لن ننسى ولن نغفر كل شيء بسرعة للشركات الأوروبية التي انسحبت من سوقنا
  • نيمار يرفض التعليق على مدرب البرازيل الجديد: أنا مجرد لاعب.. فيديو
  • إيكونوميست: إسرائيل تجازف بتحويل غطرستها على الآخرين إلى كارثة
  • العالم على موعد مع حدث هام هذا المساء .. ماذا سيحدث؟
  • ماذا قال ترامب عن المسيرات الإيرانية التي تستخدمها روسيا لضرب أوكرانيا؟
  • كيف نزع ترامب القناع عن عملية التغليف التي يقوم بها الغرب في غزة؟
  • مفتي الجمهورية: تدمير البيئة ظلم للأجيال القادمة واعتداء على حقوق الآخرين