الثورة نت:
2024-10-03@10:41:23 GMT

ماذا بعد أيها العالم؟!!

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

أحمد يحيى الديلمي

 

 

يبدو أن الغرب – وفي المقدمة أمريكا – وصلوا إلى قناعة تامة أن العالم الثالث لن يظل رهن الإشارة وطوع الأمر، وأن هناك إرادات صلبة وقوية تنشد الحرية وتجنح إلى الاستقلال بكل ما أوتيت من قوة، ولهذا تظهر بين الفينة والأخرى حركات استقلالية تواجه النزعات الاستعمارية التي خفت صوتها فترة من الزمن بعد ما سُمي بالحرب الباردة، وعاد الآن إلى الصورة ليتسع نطاق الصحوة الاستقلالية في عدد من دول العالم الثالث، وإذا كان العالم العربي وأفريقيا هم اليوم محط أنظار النزعات الاستعمارية الغربية بكل ما لديها من قوة ورغبة في التأثير، فإن هذه الدول وإن وجدت بداخلها عناصر ميالة إلى الخنوع والاستسلام إلا أن هناك أخرى تطمح إلى الاستقلال وحماية السيادة الوطنية بكل ما أوتيت من قوة، وإذا كانت اليمن مثالاً لذلك التطلع وتلك الآمال فإن ما يجري في النيجر اليوم يُقدم مثالاً آخر على نزعة الاستقلال والرغبة في تحقيق السلام على أساس عادل يحفظ السيادة الوطنية ويصون الكرامة ويحمي الثروة من النهب المتعمد، باستثناء دول الخليج العربية بالذات التي مثلت البؤرة غير السوية المستعدة للخنوع والاستسلام، بل وتتجاوز هذا لتصبح أداة من أدوات الاستعمار التي توظف لإيذاء الآخرين والاستحواذ على ثرواتهم، كما يحدث اليوم في اليمن وسوريا ولبنان والعراق والسودان وليبيا، بمجرد حسبة بسيطة وتقديرية عن الأموال الطائلة التي أنفقتها السعودية والإمارات وقطر على تخريب هذه البلدان وإثارة الفتن فيها يستغرب المرء ويتساءل بمرارة .

. أين عقول هؤلاء الناس ؟ وأين ذهبت ؟ وكيف تحولت إلى أدوات للاستسلام والخنوع والطاعة العمياء؟ فلو أن هؤلاء كانوا يمتلكون القدر الكافي من العقل والمنطق لكانوا قد أنفقوا هذه الأموال في تنمية هذه البلدان وصنعوا لهم معروفاً لا يتزحزح داخل نفوس أبنائها لتتحول إلى رديف عملي يحميهم من نزغات الشياطين البشرية، بالذات القابعة في لندن وواشنطن وتل أبيب بقرونها السامة التي تحاول أن تخترق الشعوب من داخلها وتسيطر على أبنائها بالمال المدنس، ولكن كما يُقال (الخراب يأتي من الداخل) فلو أننا أصلحنا ذوات أنفسنا لما استطاع الغرب أن يوطن كل هذا الغزو الفكري الخبيث ولوصلنا إلى قاعدة هامة تحمي الكيان الداخلي للأمة وتضاعف قدراتها على الحماية الذاتية دون الحاجة إلى الآخرين، وهذا هو ما نطمح إليه ونتطلع إلى تحقيقه في كل أوان وحين برؤى صادقة تبحث عن العقل والمنطق وسلامة النفوس لتمكينها من التغلب على الخَبث الكامن في النفوس والذي يُجبرها على الاستسلام والخنوع والسير في ركاب الأعداء مقابل العداء الصارخ للأهل والإخوان والأوطان، وهذا هو حالنا اليوم نحن في الوطن العربي للأسف بعد أن فقدنا بوصلة التفكير الحقيقي أصبحنا نستنفد كل الثروات ضد بعضنا البعض والتآمر على ذاتنا بدلاً من تصويب البوصلة صوب الأعداء الحقيقيين للأمة، لم نستكمل ما صنعه الرواد في فترة التحرر من الاستعمار ونواصل الانعتاق من نير هذا الاستعمار، بل أصبحنا اليوم نعيش حالة حروب بينية ضد بعضنا البعض كمسلمين على أساس مذهبي أو طائفي أو حزبي، وحبذا لو أن الصفة الأخيرة كانت هي السائدة، لأنها مهما تصلبت ستكون مدخلاً للتفكير السليم والبحث عن الأفضل، لكن للأسف الصفتان الأولى والثانية هما السائدتان للكثير من حالات الصراع والأزمات الداخلية، وهذا ما يُعطي الآخرين – في الغرب بالذات – الفرصة لأن ينخروا في عظام الأمة ويحاولوا التأثير عليها بكل ما لديهم من قوة، وبالتالي فإننا نتساءل ماذا بعد أيُها الغرب ؟! وما هي الخطة الجديدة للاستحواذ على الأرض والسيادة والاستقلال؟! ويتكرر السؤال بصيغة أخرى لنا نحن العرب والمسلمين، ماذا نُريد من المستقبل؟ وما هي الصفة التي نسعى للوصول إليها في ظل هذه الصراعات الدامية والحروب المؤسفة؟ ستظل هذه الأسئلة معلقة في سماء الكون حتى تجد الإجابة الشافية، والله من وراء القصد ..

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: بکل ما من قوة

إقرأ أيضاً:

توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية

قالت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن العالم يواجه الآن خطراً جديداً وخطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية، التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية، مما يؤثر على المجتمعات على مستوى العالم.

جاء في كلمة لها عن السلام والعدالة خلال تجمع عالمي بعنوان "ما بعد 125 عامًا: تأمين مستقبل عالمنا الرقمي"، في قصر السلام بمدينة لاهاي في هولندا، نظمته مدينة لاهاي ومعهد السلام السيبراني" (CyberPeace) والتحالف السيبراني العالمي.

وأضافت توكل كرمان: يشكل ارتفاع الهجمات السيبرانية خطراً كبيراً، وبعد 125 عاماً، يتعين علينا أن نواجه هذا العصر الجديد من الصراع.

وتابعت كرمان: إن الحرب السيبرانية لا يرتكبها القراصنة أو المنظمات الإجرامية فحسب؛ بل أعتقد أنه تنفذها الحكومات أيضًا. ونحن بحاجة إلى معالجة هذه التحديات بشكل جماعي وإيجاد طرق لحماية مجتمعاتنا من هذا التهديد المتطور.

وأوضحت كرمان أن أحد العوامل الرئيسية التي تدفع إلى ارتكاب الجرائم والهجمات السيبرانية هو إساءة استخدام التكنولوجيا من قبل الحكومات كجزء من سياساتها الحربية أو ضد شعوبها.

وقالت كرمان: أستطيع أن أتحدث من تجربتي الشخصية؛ فقد كنت ضحية لهجوم سيبراني حكومي في ظل دكتاتورية عبد الله صالح.

وأشارت كرمان إلى أنه غالبًا ما يستخدم الدكتاتوريون أدوات الإنترنت للتجسس على مواطنيهم، وانتهاك خصوصيتهم، وقمع المعارضة، لافتة إلى أنها واجهت مثل هذه الهجمات، وواجهها العديد من الآخرين أيضًا.

وأفادت كرمان: على سبيل المثال، نفذت سلطات الإمارات العربية المتحدة برامج مراقبة تستهدف الأفراد، بما في ذلك الناشطون والمعارضون.

وقالت كرمان: لقد تصاعد استغلال الفضاء الإلكتروني، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الافتقار إلى المساءلة والخبرة المستخدمة لإيذاء الأبرياء. وقد حدث موقف مماثل مع صديقي جمال خاشقجي، الذي استُهدف أيضًا بهذه الطريقة، مشددة على ضرورة الحاجة إلى معالجة هذه القضايا ومحاسبة المسؤولين عنها.

واعتبرت كرمان أن المشكلة الرئيسية في استخدام هجمات الجرائم الإلكترونية ضد دول أخرى هي أنه لا يوجد إعلان رسمي للحرب، وهذا يؤثر على العديد من الناس، مضيفة: كنت أحد ضحايا هجوم إلكتروني حكومي. لقد استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمهاجمتي وتقويض خصوصيتي. كنت أحد الضحايا في ذلك الوقت.

وبيّنت كرمان أن الحكومات الأجنبية، بما في ذلك الولايات المتحدة، لديها خبرة في هذه التكتيكات الإلكترونية، مستدركة بالقول: هذه الخبرة لا تُستخدم لحماية الناس ولكن للدفاع عن النظام. نفس الشيء حدث لصديقي.

وأكدت كرمان أن الأمر لا يتعلق بمنع البلدان من استخدام هذا النوع من الحرب؛ إنه يتعلق بالاعتراف بأننا لا نريد الحرب على الإطلاق. أنا شخص يحب العالم أجمع ويؤمن بالوحدة.

وشددت كرمان على أن الحل لا يتعلق فقط باللوائح؛ بل يتضمن أيضًا ضمان احترام حقوق الأفراد. لا ينبغي فرض شروط على حقوق الأفراد في التعبير. هذا أمر بالغ الأهمية، وخاصة في مشهد الأمن السيبراني اليوم، حيث قد تستخدم الحكومات الاحتجاجات لتقويض الحقوق الخاصة. إننا بحاجة إلى التركيز على حماية هذه الحقوق مع تعزيز نهج أكثر شمولاً وسلمية.

وقالت توكل كرمان: يمكن اعتبار معاهدة الجرائم الإلكترونية بمثابة سيف ذو حدين. فمن ناحية، قد تنتهك الحقوق الحصرية والابتكارات؛ ومن ناحية أخرى، تقدم فرصة للتغيير الإيجابي. ونحن بحاجة إلى التركيز على استخدام التكنولوجيا ليس فقط كتهديد، بل كوسيلة لتعزيز السلام.

وأعربت كرمان عن اعتقادها بأن المستقبل يمكن أن يكون مشرقًا، وخاصة مع الأفراد المخلصين الذين يتحملون مسؤولية خلق عالم أفضل. يجب ألا نغفل عن وطننا وقيمنا وقيادتنا. من الأهمية بمكان تعزيز التعاون وضمان خدمة بعضنا البعض بمسؤولية.

وتابعت كرمان: تقع علينا مسؤولية كبيرة لوقف الحروب وتعزيز السلام في عالم يتأثر بشكل متزايد بقضايا الإنترنت. يجب أن تكون حماية الخصوصية ومنع الصراع في طليعة جهودنا. ومع ذلك، فإن معالجة هذه التحديات من خلال المعاهدات والإجراءات الصحيحة هي قضية معقدة نواجهها جميعًا معًا.

وشددت كرمان على الحاجة إلى إصلاحات جوهرية توضح من هو المسؤول عن خدمة الصالح العام. وهذا أمر ضروري لتقدمنا الجماعي. وبالإضافة إلى ذلك، تقع علينا مسؤوليات كبيرة، وخاصة في منع الصراعات. ولا ينبغي النظر إلى وقف الحروب باعتباره عملاً تقليدياً فحسب؛ بل يتطلب الأمر اتباع نهج مبتكر لحماية الخصوصية ومعالجة التهديدات السيبرانية مع السعي أيضاً إلى منع الصراعات في المستقبل.

وقالت كرمان إن مجلس الأمن نفسه يتطلب الإصلاح من أجل حماية الناس بشكل أفضل من أشكال مختلفة من انعدام الأمن. وفي الوقت الحالي، غالباً ما يخدم مجلس الأمن مصالح خمس دول أعضاء فقط، وهو ما يحد من فعاليته. ونحن بحاجة إلى تمكين المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من منظمات العدالة التي تعمل من أجل السلام والعدالة، وضمان حصولها على السلطة اللازمة للتصرف دون تدخل من الدول القوية.

وأكدت كرمان وجوب أن تكون هذه المنظمات مجهزة بالكامل للعمل بشكل مستقل، مما يسمح لها بعبور أي حواجز في مهمتها دون الحاجة إلى إذن من سلطات خارجية. إن معالجة هذه الإصلاحات تشكل تحدياً كبيراً يتعين علينا جميعاً مواجهته معاً

 

مقالات مشابهة

  • الجابر: لا نريد إغاظة الآخرين ولكن الهلال متكامل بقيادة البرتغالي خيسوس.. فيديو
  • أيها المليشي أخرج من المقرن والخرطوم هذه المعركة أكبر من قدراتك وإمكانياتك
  • الحرس الثوري الإيراني يسمي العملية التي أطلقها اليوم بـالوعد الصادق 2
  • توكل كرمان من لاهاي أمام تجمع عالمي: العالم يواجه الآن خطراً خطيراً يتمثل في الحرب السيبرانية التي قد تؤدي إلى تقويض الأمن والخصوصية
  • جبل إيفرست يزداد ارتفاعا.. ماذا يحدث لأعلى قمة جبلية في العالم؟
  • أغلى أنواع الأرز في العالم.. أسراره وفوائده التي ستدهشك!
  • ذهب مصر يتراقص على أنغام التغيرات: ماذا تخبئ السوق اليوم؟
  • الرئيس ينافس نفسه أيها السادة
  • على ضوء التاريخ: نصر الله بين الجدل والإرث المقاوم
  • الرئيس السيسي: مصر لا تعمل على تزكية الصراعات أو التدخل في شؤون الآخرين