لليمنيين بصمة خاصة في الاحتفال بذكرى المولد النبوي بالأضواء الخضراء التي تعم أرجاء اليمن رغم سعي الأعداء لتبديع هذه المناسبة العظيمة إلا ان اليمنيين يحتفلون بالمولد النبوي قبل قدومه بشهر

حبا وتعظيما لرسول الله “صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله” يتسابق اليمنيون لاستقبال ذكرى مولده الشريف إحتفاء بالنعمة المهداة التي هي افضل نعم الله على البشرية لاستنقاذهم من الشرك والضلال وعبادة الطاغوت إلى عبادة الله وحده وإرساء معالم العدل بين البشر الذين كان الجهل والخرافة والظلم هو واقعهم،
وتأتي أهمية إحياء هذه الذكرى أولا لنعيد في أنفسنا سيرة وحياة النبي ونجدد ولاؤنا وتمسكنا بقيمه وأخلاقه ومنهجيته التي يحاول العدو إبعادنا عنها واستبدالها بقيم وأخلاقيات الغرب التي تفسد الروحية الإيمانية فينا، وقد تفردنا نحن اليمنيين باحياء هذه المناسبة في دلالة واضحة على مدى حبنا لرسول الله وارتباطنا الوثيق بمنهجيته السمحة وأصبحت عيون العالم ترقب احتفالنا، وبدأ الكثير يحذون حذونا في إحياء هذه المناسبة حتى وان لم يكن بحجم احيائنا نحن اليمنيين .


المركز الإعلامي في الهيئة النسائية _مكتب أمانة العاصمة اجرى استطلاعاً لـ “الأسرة”  مع عدد من الإعلاميات والناشطات الثقافيات حول الاستعدادات لهذه المناسبة وأهمية إحيائها، وكيف نحييها وكيف اصبحت اليمن محط انظار العالم في هذا اليوم حبا لرسول الله وتعظيما وتوقيرا له ولنهجه القويم..اليكم الحصيلة:
الاسرة /خاص

البداية كانت مع الناشطة الثقافية هناء المحاقري، استهلت حديثها بالقول:
بكل شوق ولهفة وإكرام وتقديس نستقبل مولد النور ونجعل من هذه المناسبة يوما مجيدا ومشهودا، عرفانا بالنعمة، وشكرا لله، واحتفاء بخاتم الأنبياء وتأكيدا متجددا للولاء لله ولرسوله، وردا لكل المحاولات الشيطانية من جانب الأعداء في استنقاص مكانته من النفوس  .
وأضافت المحاقري :   هذه المناسبة محطة سنوية لاكتساب الوعي وشحذ الهمم واقتباس النور، وتعزيز الولاء لله ورسوله .
ونحن اليمانيون لنا الشرف والفخر في استقبالنا للمولد النبوي الشريف لاننا يمن الإيمان يمن الأنصار، ولنا الحق في إحياء هذه المناسبة العظيمة وحق علينا ان نتمسك بها محبة وإجلالا وتوقيرا لرسول الله صل الله عليه واله.
وتابعت المحاقري: عندما نحيي مناسبة المولد النبوي الشريف  وعندما نتحدث عنها فإننا نتحدث عن الإسلام والإيمان وعلاقتنا بالرسول التي هي علاقة إيمانية، علاقة تعظيم وتوقير وإهتداء واتباع واقتداء وكلما ارتبطنا بهذه المناسبة العظيمة  كلما ازددنا إيمانا واهتداء وبتمسكنا بالله وبكتابه ورسوله سنحظى بالنور الإلهي والتأييد والفوز والفلاح  ، فرسالة الله الرسالة الإلهية هي المشروع الوحيد القادر على إحداث التغيير الحقيقي للواقع البشري   مشروع شامل يصلح الإنسان يصنع الوعي ويزكي النفس ويهدي للتي هي أقوم، فإحياء هذه المناسبة هي الابتهاج والاعتراف بمنة الله العظيمة .
وواصلت المحاقري حديثها بالقول : لكن يجب علينا ان تكون نفوسنا متعلقة بفضل الله وبنعمه وان  نقدرها وان نحافظ عليها  لأن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله  هو رسول الهداية ارسله الله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله .
وأكدت المحاقري على ان هذه المناسبة تستحق منا الفرح والابتهاج والسرور لأن الأعداء  يريدون  ان نبتعد عنها من أجل أن يشدونا الى مناسبات تافهة ومن أجل  ان نكون أمة لا قيم لها لا أخلاق لها لا عزه لها، لا شرف لها، أمة حيوانية غريزية تنشد وراء شهواتها ولكنهم بإذن الله وبفضل مناسبة المولد النبوي الشريف  سيكونون فاشلين وخائبين وخاسرين .
وفي سياق حديثها نوهت المحاقري إلى انه بفضل الله  ورحمته استطاع اليمنيون ان  يجعلوا الكثير من الشعوب يحيون هذه المناسبة، فنحن اليمانيون من قال فيهم رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله (الإيمان يمان والحكمة يمانيه ) فمناسبة مولد النور مناسبة جامعة تمثل أساسا مهما للوحدة الإسلامية والتي من خلالها يتم التذكير بالأسس الجامعة المهمة التي توحد الأمة وتبني الأمة ، فالأمة مستهدفة من قبل العدو الصهيوني اللوبي، فمن خلال المولد النبوي الشريف  كل الشعوب الإسلامية ستحيي هذه المناسبة العظيمة  من أجل  مواجهة  الباطل  مواجهة العدو مواجهة التحديات والاعتصام بحبل الله  والارتباط الوثيق برسالته، فلا خلاص اليوم  للبشرية إلا بالعودة الجادة للرسول والرسالة.
احتفاء بنعمة الله.

بدورها الكاتبة إقبال صوفان تقول :
إنّ مُناسبة المولد النبويّ الشريف مناسبة عُظمى لها مكانتها في قلوبنا جميعاً ، لها وقعها الخاص على أرواحنا، نسمو بها في سماوات العشق المحمدي الذي أرشدنا لطريق النور الأوحد وهو عبادة الله عزّ وجلّ .
وتابعت صوفان بالقول : هو سيّد البشرية جمعاء من أخرجنا من أنفاق الظلام إلى آفاق الهداية والإخلاص، وها نحن اليوم بكلّ شغفٍ وشوقٍ ولهفة نُحيي ذكر مولد القمر المُنير الذي تشهد له كل الأديان بأنهُ الرّجل الوفيّ الصادق المجاهد  صاحب المعجزات ورفيق الخيرات، نحيي يوم مولده لنستقي من فيض أخلاقهِ إحسانه كفاحه وتحمّله.
وأكدت صوفان على اننا اليمنيون لنا بصمة خاصة في الاحتفال بقدوة حياتنا، بالأضواء الخضراء التي تعم جميع أرجاء اليمن تتلالأ فرحاً وتملأ الأركان نوراً وبهجةً وسروراً، فيشعر كل منا بأنه محظوظ لأنه سائر على نهج سيّد المرسلين وخاتم النبيين، هذا نحن أما البعض فيُصاب بالغرور والتكبر واعتبار كل ذلك بدعة لكن نقول لهم بأن البدعة الحقيقية هي في صرف الملايين على الأعراس الباذخة وأعياد الميلاد المنفتحة، أما هذا فلو صرفنا دمّ قلوبنا لن نفيه حقّه فكفى نفاقاً وتظاهراً وهناك محاولات ودفع مليارات للمحاضرات والفديوهات والتعبئة للتثبيط وبث سموم الفكر الوهابي وإبعادنا عن نبينا، ولكن بات كل ذلك مكشوفاً معلوماً.
وتابعت صوفان: مانصنعه وما نفعله في هذه المناسبة تعجبت له بعض الشعوب وبدأت تشاركنا في ذلك ، أما من في قلوبهم مرض ومقيدة بالأقفال فهم بعيدون عن كل هذا  وينتقدونه، الأجدر بهم أن ينتقدوا تصرفاتهم ويدعوا الخلق للخالق.

الرحمة المهداة
وعلى ذات الصعيد توكد الناشطة الثقافية فاطمة أبو نجوم: ان هذه المناسبة تعني لنا الحياة والنور والعزة والنصر والتمكين فيها ولد المصطفى محمد الرحمة المهداة للعالمين.
وأوضحت ابو نجوم : إن في إحيائنا لهذه المناسبة  تعظيماً لشخصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في نفوسنا وللتذكير المستمر بأن الرسول مازال موجوداً بيننا ونحن متمسكون بنهجه وسائرون وفق المنهجية التي أتى بها من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والخروج في وجه كل الطغاة والعابثين في الأرض الفساد قولاً وعملاً
واشارت أبو نجوم : إلى أن أبناء اليمن يستقبلون هذه المناسبة العظيمة قبل قدومها بشهر حيث يبدأون بتزيين البيوت وتنظيف الشوارع لدرجة ان الكبار والأطفال يعدون المولد النبوي الشريف كعيد لهم وعندما يبدأون بالتزيين احتفاءً بهذه المناسبة ينتظرونها بشوق للخروج والتعبير عن شغفهم وحبهم العظيم لشخصية الرسول صلوات الله عليه وآله.
وذكرت ابو نجوم أن الأعداء يسعون جاهدين لثنينا عن الاحتفال بهذه المناسبة لقطع الصلة بيننا وبين نبينا الكريم و حتى نكون بعيدين عن قيمه وأخلاقه بنشر ادعائاتهم الضالة والباطلة عن وصف مولد رسول الله وخير البشر وسيدهم بدعة وحرام لكننا وبحمد الله احبطنا كل مخططاتهم وكانت علاقتنا بنبينا أكبر وكل عام يكون زخم الاحتفال أكبر من سابقه.
وأشارت إلى أن الملايين من أبناء اليمن أبناء الانصار يخرجون عن رغبة للاحتفال بمولد سيد البشر والمرسلين صلوات الله عليه وآله وتشهد معظم المحافظات فعاليات ومجالس ذكر للتعبير عن مدى حبهم وارتباطهم وتمسكهم بنبيهم، وفي هذا اليوم العظيم العالم كله تكون عيونهم على بلاد الأنصار ومنذهلين بالحشود المتواجدة والمحتفية حيث بلاد الإيمان والحكمة هو البلد الوحيد الذي يحتفي بهذا الكم الهائل من الحشود بذكرى ولادة خير البشر وجعلوا الكثير من الشعوب تحذو حذوهم في إحياء هذه المناسبة بعد ان كادت تطمس.

مناسبة تحيينا
بدورها تقول  الإعلامية هاجر عبدالله الرميمة :  إن ذكرى المولد العظيم عندما أتذكرها أشعر بسعادة لا توصف وكيف لا وهي الشعيرة العظيمة التي احيا الله بها قلوب المؤمنين’ فذكرى المولد الشريف تعني لي ولكل شريف لم يخلق الأوهام والأعذار عند الاحتفال به إنها تعني لنا الكثير، فرسول الله صلوات الله عليه وآله هو  منقذ البشرية، فلا شيء يمكن ان نستطيع به ان نفيه حقه فهو الرحمة الإلهية العظيمة التي حارت كل القلوب بها وذابت الأفئدة حبا واحتارت الألباب في فهم معانيها، في الحقيقة  عجزت احرفي عن التعبير عن النبي الأعظم لقداسة مكانته.
وأكدت الرميمة على أن لإحياء هذه المناسبة العظيمة أهمية كبيرة دينيا ومعنويا لنا كمؤمنين وخاصة كيمنيين حقيقةً نحن لا نحيى هذه المناسبة بل هي من تحيينا فمنها نرتوي ونتشبع إيماناً وقوة وصمودا وما صمودنا وثباتنا إلا ثمرة من ثمار هذا التولي لنبي الرحمة الذي تعلمنا منه الشجاعة والآباء، أقولها وانا شامخة عزيزة وبكل فخر وياله من فخر وشرف أن يختصنا الله بهذا الرجل العظيم .
مضيفة: نستقبل مولد النور بدموع العشق وشوق لا حدود له فتخضر قلوبنا قبل منازلنا وتبدأ الأفراح تتسلل إلى كل منزل وتهون كل الأحزان أمام هذا الحدث الذي اهتدت أركان الشرك عندما شع من بيت الهاشميين.
وأشارت الرميمه: إلى سعي الأعداء إلى تبديع هذه المناسبة بالقول: ولا يخفى أن أعداء القضية المحمدية في كل نفس يأخذونه يحاولون طمس الهوية المحمدية لكن مشيئة الله أبت إلا ان تشع نورا حيث انهم يبدأون الإشاعات كل عام قبل قدوم المولد الشريف ويخرج المنافقون على هيئة ناصحين ومحبين للوطن والمحتاجين والمساكين وتبدأ دموع التماسيح بالنزول شفقة على الفقراء ويالهم من حمقى ألا يعلمون ان من يحتفل هم نفسهم الفقراء والمساكين الأغنياء بحب محمد وآله المتمسكون بحبل الله وهو محمد المرتبطون بالعروة الوثقى.
فالأرض طه والسماء محمدً
والحب عشقاً والغرام هيام.
والقلب إن نبض دقاته محمداً
ونوهت هاجر: إلى انه
قد هلت البشائرُ
والنصر والتحرير
بك وحدك يا سيدي تأتي التباشير
تأتي ويأتي النصر ذكرى وتحرير
يا سيدي أهلا وسهلاً
فبك التباهي والتباريك
يا ربيع النور
كم حاولوا اطفاءنا
لكننا بـطه نحتفل
أوقدنا القناديل فرحاً سرورا
وهم بغيظيهم ماتوا
وقلوبنا المشتاقة الولهى تنتظر ذكراك من عام إلى آخر، ونحن ككل عام نستقبل المولد بنصر عظيم وهزيمة مدوية للأعداء وهذه سنه الله في أرضه أن جعل محمداً صلى الله عليه وآله سبب زوال الكفر والنفاق.
نحن نتحفل بالمولد وكلنا شغف ونتنافس أينا يحيه أعظم احياء، فلولا هذا اليوم لطمسوا الدين وبدلوه بدين لا قرار له.

القائد والقدوة
ختاما الناشطة جهاد أبو نجوم أوضحت في حديثها: ان مناسبة المولد النبوي الشريف مناسبة عظيمة بما تعنيه الكلمة، كون صاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام جاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وفيها يتبين لنا من هو القائد والقدوة الذي يجب التمسك به،
وأشارت أبو نجوم إلى اننا حين نحييها باعتبارها يوماً من أيام الله فيها الكثير من الدروس التي تحصن الأمة من الشر والضلال والفساد وتعبر عن انتمائنا لرسولنا العظيم.
فنستقبل هذه المناسبة بكل حب وشغف واهتمام لدى الكبير والصغير من أبناء شعبنا، لأنها تعبر عن هويتنا الإيمانية وعلاقتنا الوثيقة برسول الله، كما كان ابتهاج وفرح أسلافه المهاجرون والأنصار بفضل الله عليهم يوم قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال الله تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.
وأكدت أبو نجوم : على أن الأعداء يحاولون أن نبتعد عن هذه المناسبة حتى لا نتمسك بالقدوة ولا نتحلى بصفات رسول الله ولا قيمه ولا أخلاقه فهم يقولون أنها بدعة، لا والله إذا لم نحتفل برسول الله فبمن سنحتفل، وإذا لم ننتم إلى رسول الله فإلى من سننتمي ، وإذا لم نتمسك برسول الله فبمن سنتمسك،
وكما أكدت أبو نجوم على ان اليمانيين استطاعوا من توليهم لله ولرسوله ولأهل بيت رسول الله أن يحيوا هذه الذكرى بكل قوة من دافع المسؤولية ليقول للعالم إن هذه المناسبة جزء من إيمانه، ويأبى الخنوع  والذل لكل المستكبرين لأنه يستلهم صموده وثباته وقوته من أعظم قائدٍ عرفه التاريخ، وأقدس معلمٍ وقدوةٍ للبشرية رسول الله وخاتم أنبيائه محمد صلوات الله عليه وعلى آله الرحمة المهداة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: المولد النبوی الشریف إحیاء هذه المناسبة صلوات الله علیه الله علیه وآله ذکرى المولد رسول الله أبو نجوم

إقرأ أيضاً:

خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

المناطق_واس

أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور بندر بليلة المسلمين بتقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى.

 

أخبار قد تهمك خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 27 سبتمبر 2024 - 2:41 مساءً خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي 20 سبتمبر 2024 - 1:57 مساءً

 

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام نِعَمُ الله وآلاؤُهُ على عبادِهِ لا تُعَدُّ ولا تُحصَى، ولا تُحصَرُ ولا تُستقْصَى، نِعَمٌ مادِيَّةٌ ومعنَوِيَّةٌ، دِينِيَّةٌ ودُنيوِيَّةٌ، وإنَّ من أعظَمِ نِعمِ اللهِ المَعْنَوِيَّةِ نِعمَةَ المحبَّةِ والأُلفَةِ، ومِنَّةَ المودَّةِ والرحمَةِ نِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ، بها يَطِيبُ العَيشُ، وتَدومُ الرَّوابِطُ، وتُزْهِرُ العلاقاتُ، ومِنَّةٌ كَبِيرَةٌ، يَهَبُهَا الرَّحمنُ، لا تُشتَرى بالمالِ، ولا تُوهَبُ بالغَالِي مِنَ الأَثمانِ.

 

هيَ مِن أفضَلِ خِصالِ المُؤمِنِ وسَجايَاهُ، وأنبَلِ صفاتِهِ ومزايَاهُ، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الْمُؤْمِنُ مَأْلَفٌ، وَلَا خَيْرَ فِيمَنْ لَا يَأْلَفُ، وَلَا يُؤْلَفُ» أخرجَهُ أحمدُ في مسنَدِهِ مبينًا أن الأُلْفَةُ الصَّادِقَةُ هِيَ الَّتِي تَقُومُ على أسَاسِ حُسْنِ الظَّنِّ، وصَفاءِ النِّيَّةِ، وطِيبِ المَعْشَرِ، فَتُثْمِرُ الإحسانَ، وبذْلَ النَّدَى، وغَضَّ الطَّرْفِ، والتَّجاوُزَ عَن الزَّلاتِ، والتَّغافُلَ عَن العَثَراتِ.

 

 

الأُلْفَةُ تَحمِلُ أصحابَها على القِسْطاسِ المُستَقِيمِ، فيَسْتَدْعُونَ الحسَناتِ إذَا هَبَّتِ الخَطِيَّاتُ، فِي جَمِيعِ الأوْقاتِ، ومُخْتَلَفِ العَلاقاتِ.

 

 

وأوضح فضيلته أنَّ الأُلْفَةَ الحَقَّةَ هِيَ القاعِدَةُ الكُبْرَى والأَساسُ المَتِينُ الَّذِي يقُومُ عَليْهِ بُنيانُ السَّعادَةِ فِي حَياةِ النَّاسُ فتكون بينَ الرَّاعِي والرَّعِيَّةِ، قال صلى الله عليه وسلم: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ ‌تُحِبُّونَهُمْ ‌وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ» أخرجه مُسْلِمٌ في صَحِيحِهِ مِن حَدِيثِ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ وبَيْنَ الزَّوْجِ وزَوْجَتِهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «‌لَا ‌يفرُكُ ‌مؤمنٌ ‌مُؤمنَةً، إِن كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِي مِنْهَا آخَرَ» أخرجَهُ مسلِمٌ وبَيْنَ الجارِ وجَارِهِ، فِي الصَّحِيحَيْنِ مِن حَدِيثِ عائِشَةَ وابنِ عُمَرَ قَالَا: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».

 

 

وتكون الألفة أيضًا بين الرَّجُلِ ومَن تحتَهُ مِن الخَدَمِ، فِي الصَّحِيحَيْنِ مِن حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لهُ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ امْرُؤٌ فِيكَ جَاهِلِيَّةٌ، هُمْ إِخْوَانُكُمْ، جَعَلَهُمُ اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَأَطْعِمُوهُمْ مِمَّا تَأْكُلُونَ، وَأَلْبِسُوهُمْ مِمَّا تَلْبَسُونَ، وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، ‌فَإِنْ ‌كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ» وبَيْنَ الأَجِيرِ وصاحِبِ العَمَلِ، قال صلى الله عليه وسلم: «أَعْطُوا الْأَجِيرَ أَجْرَهُ ‌قَبْلَ ‌أَنْ ‌يَجِفَّ ‌عَرَقُهُ» أخرَجَهُ ابنِ ماجَةَ في السُّنَنِ مِن حَدِيثِ عبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ.

 

 

وأكد الدكتور بليله أن الأُلْفَةُ مَجْلَبَةٌ للتَّعاوُنِ علَى البِرِّ والتَّقْوَى، وعلَى التَّعاضُدِ عِنْدَ حُصُولِ اللَّأْوَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم: «تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَمَثَلِ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى عُضْو تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ ‌بِالسَّهَرِ ‌وَالْحُمَّى » مُتَّفَقٌ عَليْهِ.

 

 

ولِمكَانِتَها وعَظيمِ أَثَرِهَا رَغَّبَ المَوْلَى جَلَّ وعَلا فِيهَا، وجعَلَها مَقْصِدًا مِن مَقَاصِدِ الشَّرِيعَةِ، حَتَّى معَ غيْرِ المُسْلِمِينَ، فَشَرَعَ تَأْلِيفَ قُلُوبِهِمْ، بأَنْ جَعَلَهُمْ أحَدَ أصْنَافِ الزَّكَاةِ الثَّمانِيَةِ، تُسَلُّ بِها سَخِيمَةُ قُلُوبِهِمِ، وتُنزَعُ بها ضَغِينَةُ أفْئِدَتِهِمْ والأُلْفَةُ ضَرْبٌ مِن ضُرُوبِ الرَّحْمَةِ، وصِنْفٌ مِنْ أَصْنَافِ المَوَدَّةِ، بَلْ هِيَ أَثَرٌ مِن آثارِهَا، فِي المُسْنَدِ والسُّنَنِ مِن حَدِيثِ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ رضي الله عنه قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : « الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحمَنُ، اِرْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّماءِ».

 

 

وبين فضيلته أنَّ الأُلْفَةُ مِن شِيَمِ الكُمَّلِ مِن النَّاسِ، الَّذِينَ يَترَفَّعُونَ عَنِ التُّرَهَّاتِ، ويُنَزِّهُونَ أَنْفُسَهُمْ عَن السَّفاهاتِ، ويَحْمِلُونَ أَرْواحَهُمْ عَلى الكَمالَاتِ، فَتَجِدُهُمْ دائِمًا فِي أرْقَى المقَاماتِ، تَصْدُرُ عَنْهُمْ أزْكَى المقالاتِ، في أَحْلَكِ الحالات بالأُلْفَةِ والمَحَبَّةِ يَنْتَشِرُ الأمنُ، ويَحِلُّ السَّلامُ، ويَعِيشُ النَّاسُ فِي سعادَةٍ واطمِئْنانٍ، ومَتَى غَابَ هذَا المعْنَى عَن حَياةِ النَّاسِ، تَكَدَّرُ العَيشُ، وكَثُرَتِ الوَساوِسُ، وسادَ سُوءُ الظَّنِّ، وانْتَشَرَتِ القَطِيعَةُ، وصارَتْ سَفِينَةُ الحيَاةِ تَتَمَلْمَلُ بَينَ أَمْواجِ البَلاءِ وأَعاصِيرِ الابْتِلاءِ، قالَ صلى الله عليه وسلم: «دَبَّ إِلَيْكُمْ ‌دَاءُ ‌الْأُمَمِ قَبْلَكُمْ: الْحَسَدُ، وَالْبَغْضَاءُ، وَالْبَغْضَاءُ: هِيَ الْحَالِقَةُ، لَا أَقُولُ تَحْلِقُ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَا تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَفَلا أُنَبِّئُكُمْ بِمَا يُثَبِّتُ ذَلِكَ لَكُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ» أَخرَجَهُ أحمَدُ في مُسنَدِه والتِّرْمِذِيُّ في جامِعِهِ مِن حَدِيثِ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رضي الله عنه.

 

 

فَلَا تَسَلْ عَمَّنْ حُرِمَ هَذِهِ النِّعْمَةِ العَظِيمَةِ والِمنَّةِ الجَلِيلَةِ، كَيْفَ يَعِيشُ فِي هَذِهِ الحَياةِ؟! تَرَاهُ يَتَقَلَّبُ بَيْنَ أَصْنافِ الهُمُومِ وَالبَلايَا، وَالفِتَنِ والرَّزَايَا، غِلٌّ وَحِقْدٌ، غِشٌّ وحَسَدٌ نَسْأَلُ اللهَ السَّلامَةَ والعَافِيَةَ هِيَ قِطْعَةٌ مِنْ عَذَابٍ، تَعَجَلَها صَاحِبُها لِنَفْسِهِ فِي الدُّنيَا، قبلَ يَومِ الأَشْهَادِ.

 

كما أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالبارئ الثبيتي المسلمين بتقوى الله تعالى فهي الزاد يوم لا ينفع مال ولا بنون.

 

وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن قول الله تعالى ((إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )) يحمل في طياته معانٍ عميقة ولها الأثر البليغ في النفس والحياة, مضيفًا أن الناس حين تقرؤها تغمر قلوبهم السكينة إذ يوقنون أن المدبر هو الله وبين أن هذا هو حال موسى حين تبعه فرعون ((إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ )) وحال نبينا صلى الله عليه وسلم حين خرج من مكة مهاجرًا ( ما ظنك باثنين الله ثالثهما ) .

 

وأوضح فضيلته أن هذه الآية تغرس في قلب الؤمن الرضا والتسليم بأن رزقه مضمون كما تثبت أن الله لا تخفى عليه حال العبد مما يورث في النفس الطمأنينة وفي القلب السعادة.

 

 

كما بين إمام وخطيب المسجد النبوي أن هذه الآية تصنع العجائب من زرع الحياء في قلب المؤمن من الله فلا يراه حيث نهاه ولا تسير به أقدامه إلى ما لا يرضي الله.

 

 

وفي الخطبة الثانية نوه إمام وخطيب المسجد النبوي أن قول الله تعالى ((إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )) يشكل قاعدة راسخة تدعم تنمية المجتمع وبناء الوطن ورفعة الأمة وتحسن العمل وترتقي بحياة الفرد مشيرًا إلى أنه متى ما استشعر المسلم أن الله تعالى يراه في كل أحواله كان أسرع ملجأ يلجأ إليه.

 

وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي أنه متى ما استقر في القلب معنى ((إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ )) وقوله تعالى ((يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ)) فإن سلوك المجتمع سيرتقي وتتهذب أخلاقه وتصبح مراقبة الله هي المعيار الأعلى في العامل وأداء حقوق الآخرين وتجنب الظلم.

مقالات مشابهة

  • الزمالك يسابق الزمن لتفادي إيقاف القيد مجددا
  • صدور العدد الجديد من مجلة الأزهر مع ملف خاص عن المولد النبوي الشريف
  • عبدالرحيم كمال يحيي ذكرى نصر أكتوبر "جيش وشعب خالد بخلود الزمن"
  • جمعة يوضح دلائل الحب التي جرت أيام سيدنا النبي
  • القيادة المركزية الأمريكية: نفذنا ضربات ضد 15 هدفا في المناطق التي تسيطر عليها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن
  • قصة أهل الكهف.. رحلة الإيمان والغموض عبر الزمن
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف
  • مهرجان “طوفان الأقصى” يحتفي بالفائزين في بطولات المولد النبوي وثورة 21 سبتمبر
  • مكتب الشباب بالأمانة ينظم مهرجان “طوفان الأقصى” وتكريم الفائزين ببطولات المولد النبوي