مدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم عادل البرطي لـ”الاسرة”: هناك رقابة صارمة على المقاصف المدرسية.. وأكثر من 60% من المدارس الحكومية مغطاة بمشرف صحي
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
نسأل عن صحتهم الجسدية والنفسية؟ ماذا يتناولون من أطعمة؟ ما الذي يمكن تقديمه لهم لرفع مقاومتهم للأمراض والأوبئة؟ ونؤكد على حتمية تحصينهم باللقاحات، وبمستلزمات النظافة الشخصية، وتكريس النظافة في أذهانهم كسلوك لا عقوبة، ودعم مدارسهم بالإسعافات الأولية، وتأهيل المشرف الصحي لتدارك مضاعفات مرض أو حادث إصابة، ونشدد على ضرورة الكشف عن القيمة الغذائية لما يتناولونه، ويجب دعمهم بوجبات غذائية غنية بالفيتامينات والمعادن مجاناً بعيداً عن كشوفات المساعدات الإنسانية وطابور انتظار رغيف خبز، والحكومة من المهم أن تساهم في دعم النمو الجسدي والعقلي والنفسي لدى هذه الفئة العمرية من الطلاب، بالتوازي مع تعاميم الصحة المدرسية بمنع الحلوى المضرة بصحتهم وتوسيع قائمة الممنوعات .
كثير من هذه القضايا طرحناها في هذه المساحة على المعلم التربوي مدير عام الصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم عادل يحيى البرطي وناقشنا معه الوضع الصحي للطلبة والبيئة المدرسية والمعالجات الممكنة لتحسين واقعهم.. إليكم التفاصيل:
الأسرة / سارة الصعفاني
هل تستند إدارة الصحة المدرسية في الإشارة إلى وجود « الأمراض والأوبئة المعدية والمؤرقة « إلى معلومات من وزارة الصحة؟ وهل هناك تواصل وتنسيق مشترك لدعم الطلاب المرضى الذين يتألمون ولا يستطيع الأهل تحمل تكاليف علاجهم؟
– بالطبع هناك تواصل وتنسيق مشترك بين الوزارتين، ونسعى إلى أن تكون بيننا خطوات عملية في المستقبل القريب، وأصدرت وزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة للصحة المدرسية تعاميم منع لبعض أصناف الأغذية والحلوى من التي يفضلها الصغار حرصاً على صحة أبنائنا الطلاب بعد الإطلاع على مكوناتها من صبغات وألوان ومواد محظورة، ودور الصحة المدرسية وقائي وليس علاجياً، لذلك فإن تكاليف العلاج والأدوية والإسعافات المتقدمة من مهام ومسؤولية وزارة الصحة العامة والسكان.
في ظل ظروف معيشية قاسية حيث أن ثلثي اليمنيين بحاجة لمساعدات إنسانية إغاثية.. هل لإدارة الصحة المدرسية أي دور في تزويد الطلاب بمستلزمات النظافة الشخصية ؟
– في الحقيقة ليس لدينا كإدارة عامة للصحة المدرسية أي نثريات أو ميزانية تشغيلية أو مبالغ مالية مخصصة لدعم الطالب بهذه المستلزمات في ظل العدوان والحصار وسوء التغذية وانقطاع الرواتب، وننتظر دعماً من فاعلي الخير والمنظمات.
المقاصف المدرسية
على من تقع مسؤولية إيجاد منافذ لتصريف المياه داخل المقاصف المدرسية؟
– إنها مسؤولية متعهدي المقاصف المدرسية « إدارة المدرسة وعمال المقصف وقد تم حل المشكلة في غالبية المدارس، ويجب على المجتمع «عيننا الثالثة» إبلاغنا كإدارة للصحة المدرسية عن أي مدرسة لا تلتزم بالقرارات الوزارية لاتخاذ الإجراءات؛ صحة وسلامة أبنائنا الطلاب مسؤوليتنا جميعاً.
لا تزال مشكلة غياب غرفة الصحة المدرسية وحقيبة الإسعافات الأولية قائمة، ولا تزال إدارة المدرسة تختار مشرفًا صحيًا لم يخضع لدورة تدريبية في الإسعافات الأولية والرعاية الصحية.. لماذا لا يتم التنسيق مع وزارة الصحة بهذا الخصوص؟
– لا أخفى عليك أن هناك قصوراً كبيراً في ذلك، وتسعى وزارة التربية والتعليم والإدارة العامة للصحة المدرسية ومكاتبهما في المحافظات والمديريات لتوفير ما يمكن، ويجب مساندتنا من قبل الجهات المختصة، ونأمل تعاون المجتمع مع الصحة المدرسية من أجل أبنائنا الطلاب.
رقابة صارمة
ما المؤهلات المطلوبة للمشرف الصحي ؟
– بالنسبة للمدارس الحكومية يتم اختيار المعلم الأنسب من حيث قدرته على التعامل مع الطالب ورعايته مع إلحاقه بدورات تأهيلية عن الإسعافات الأولية، والتدريب على التوعية والتثقيف الصحي والبيئي، وما زال هناك قصور يحد من وصولنا إلى المستوى المطلوب، وبالنسبة للتعليم الأهلي عليهم توفير المشرف الصحي المؤهل.
ما محددات الرقابة على أسعار ونظافة المقصف؟ وهل ما تزال إدارة المدرسة تختار عمال المقاصف؟
– هناك رقابة صارمة على المقاصف من ناحية النظافة الشخصية لمتعهدي المقاصف والعمال، ونشترط إجراء الفحوصات الطبية كشرط لاستخراج البطائق الصحية للتأكد من خلوهم من المرض أو الإصابة بأي وباء، ويشترط أن يكون العامل من ذوي حسن السيرة والسلوك، وتم التعميم باشتراط النوع ذكر/ أنثى عند اختيار عامل المقصف بحسب المدرسة للطلاب أم للطالبات، وأيضًا النظافة العامة للمقصف، ومدى توفر المعقمات والصابون وأدوات الأمن والسلامة كطفايات الحريق.
كما أننا نصدر تعاميم ونتابع بقدر الاستطاعة والإمكانيات المتاحة، ورقابتنا على الأسعار تمثلت في التعميم برفع لوحة الأسعار ليتمكن المعلم والطالب من اختيار السلعة المتناسبة مع ظروفه المادية؛ لأنها خدمة، وعامل المقصف بائع.
مسؤولية الإدارة
هل هناك شركة نظافة مكلفة من وزارة التربية والتعليم أم أن الأمر متروك لإدارة المدرسة وميزانيتها التي تستعين عادةً بالحارس والطالب للتنظيف وبدون أدوات نظافة أو حتى مياه؟
– مسؤولية إدارة المدرسة أولاً وأخيراً، ومن يقومون بالخدمة داخل المدرسة.
أين الصحة المدرسية من الوضع الغذائي والصحي للطالب خاصة عندما نجد كشوفات وطوابير للصغار في المرحلة الابتدائية لاستلام رغيف خبز من فاعلي خير، وما تأثير ذلك على صحتهم النفسية والجسدية وتحصيلهم العلمي؟
– من مهامنا كإدارة للصحة المدرسية المتابعة والإشراف على نوعية المأكولات والمشروبات، ومدى التزام متعهدي المقاصف المدرسية داخل المدارس بتقديم الطعام المناسب، وبحسب القدرة المالية لأبنائنا الطلاب، بينما من اختصاص الإدارة العامة للتغذية المدرسية والإغاثة الإنسانية توفير ما يمكن توفيره من تغذية مدرسية مجانية.
توعية الطلاب
بأي شكل تتم توعية الطالب للحفاظ على صحته والعناية بمظهره وحرصه على نظافة مدرسته؟
تتم التوعية عن طريق الإذاعات المدرسية، والبروشورات، واللوحات الحائطية، وتخصيص 5 دقائق للتأكيد على ذلك داخل الفصول، وغير ذلك.
هل تفكرون كإدارة للصحة المدرسية بتوزيع القبعات للطلاب لحمايتهم من أشعة الشمس والجواكيب للتدفئة شتاءً خصوصًا أن الإذاعات المدرسية أصبحت تستغرق وقتًا طويلاً ؟
– طبعاً، الأمر في وارد تفكيرنا، إذا وجد المانح ليس لدينا مانع، وسوف نتفاعل مع ذلك.
حملات التطعيم
لماذا توقفت حملات التحصين التي كانت تتجه إلى المدارس، إذ عادت أمراض شلل الأطفال والحصبة والجدري في ظل تراجع الوعي االمجتمعي؟
– حملات التحصين ما زالت مستمرة في المراكز الطبية، وعند الاحتياج للمدارس يجب أن تخاطب وزارة الصحة والسكان وزارة التربية والتعليم ممثلة بالإدارة العامة للصحة المدرسية لاتخاذ المناسب، وفقاً للتفاهم بين القيادات العليا في الوزارتين ورئاسة الوزراء، والمعنيين بذلك.
علمنا أن مهمة تقدير مستوى نظافة الطالب والتزامه بضوابط إدارة المدرسة والهيئة اللائقة توكل إلى زميله الطالب رغم الحديث عن وجود مشرف صحي وأخصائي اجتماعي.. ألا ترون ان لذلك تأثيراً سلبياً على نفسية الطالب؟
حقيقة هناك قرار بإنشاء جماعة الصحة المدرسية والبيئة داخل المدارس من الصف السادس وما فوق بمساعدة المشرف الصحي داخل المدرسة للقيام بعمله من توعية وتثقيف صحي وبيئي.
مشرفون صحيون
كم تقدرون نسبة وجود مشرفين صحيين قياسًا بعدد المدارس؟
– نسبة وجود مشرفين صحيين فعليين على مستوى الجمهورية في 15محافظة يتجاوز نسبة 60 ٪، وبالنسبة للتعليم الأهلي هم ملزمون بتوفير مشرف صحي متفرغ للصحة المدرسية في المدرسة مع توفير المستلزمات والإسعافات الصحية الأولية.
كلمة أخيرة، لمن توجهونها لتسهيل مهامكم ودعمكم بما ينعكس على صحة وسلامة الطالب ونظافة البيئة المدرسية؟
– نوجه رسالة إلى وزارة الصحة العامة والسكان لتفعيل اللجنة المشتركة العليا وبذل المزيد من الجهود في الميدان، وأيضًا المنظمات والجهات حكومية وخاصة شركات الأدوية والغرفة التجارية، عليهم جميعاً الالتفات للصحة المدرسية ودعمها؛ كونها المعنية بصحة وسلامة أبنائنا جميعاً، خاصة أن الصحة المدرسية بحاجة للأساسيات من دورات تأهيلية ومستلزمات صحية.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“وزارة الصحة” تطلق الدليل الوطني للكشف الصحي لطلبة المدارس
أطلقت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، الدليل الوطني للكشف الصحي المدرسي للطلبة، بالتعاون مع الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وذلك بهدف الكشف المبكر عن الحالات الصحية أو النمائية لدى الطلاب بدءاً من مرحلة الروضة وحتى الصف الثاني عشر .
ويتيح هذا الدليل التدخل وتقديم الدعم اللازم في الوقت المناسب لتعزيز صحة الأجيال الحالية والقادمة، ضمن منظومة عمل متكاملة من خلال إجراء الفحوصات الصحية المدرسية في الدولة، وتوحيد جهود الرعاية الصحية للطلاب، إلى جانب إنشاء قاعدة بيانات وطنية وموثوقة لنتائج الكشف الصحي المدرسي للطلاب، ما يسهم في تعزيز صحة المجتمع وتحسين جودة الحياة.
جاء ذلك خلال فعالية نظمتها الوزارة في دبي، بحضور سعادة الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، ومسؤولين من الإدارات والأقسام المعنية بالوزارة وممثلي الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية في الدولة.
ويشكل الدليل الوطني للكشف الصحي المدرسي للطلبة، إطاراً وطنياً شاملاً للكادر الصحي بالدولة لتقديم الخدمات الصحية الوقائية وفق نهج ثابت ومسار موحد ضمن جدول زمني محدد، كما يتضمن الدليل سلسلة توعوية مناسبة لاحتياجات الطلبة في المراحل العمرية المختلفة لتعزيز الوعي الصحي لديهم.
ويشتمل الدليل على الخطوات التفصيلية النموذجية للكشف المبكر عن الحالات الصحية والنمائية لدى الطلبة، من خلال إجراء الفحوصات الصحية المدرسية وتحديث التاريخ الطبي لكل طالب سنوياً، وتقييم مؤشرات النمو كالطول والوزن ومؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى فحص البصر، ومتابعة حالة التطعيم لجميع الطلاب وتحديثها وفقاً للبرنامج الوطني للتحصين، بجانب إجراء فحوصات متخصصة أهمها الفحص البدني الشامل، والكشف عن حالات ميلان العمود الفقري ، وفحص السمع، وصحة الأسنان، والصحة النفسية والسلوكية، والتقييم عن حالة التدخين لدى الطلبة فوق سن العاشرة لتقديم المشورة الطبية.
وأكد الدكتور حسين الرند أن هذا الدليل يعكس التزام وزارة الصحة ووقاية المجتمع بتطبيق أفضل الممارسات العالمية في مجال الرعاية الصحية المدرسية، من خلال توظيف كل الإمكانات المتطورة في إنشاء قاعدة بيانات وطنية لنتائج الكشف الصحي لطلاب المدارس الحكومية والخاصة، بما يتماشى مع معايير منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويلبي طموحات مئوية الإمارات 2071، لإعداد أجيال تتمتع بأفضل مستويات الصحة والجاهزية للمشاركة في بناء مستقبل مستدام.
وأضاف أن حكومة الإمارات، بفضل توجيهات القيادة الحكيمة، أولت اهتماماً استثنائياً بالأطفال واليافعين في قلب سياساتها التنموية، إيماناً بأن الاستثمار في صحتهم هو استثمار في مستقبل الوطن، لذلك تقود الوزارة الجهود الوطنية لتعزيز الصحة العامة لطلبة المدارس، وضمان توفير رعاية صحية وقائية ومتكاملة لهم من خلال تطوير وتحديث الأدلة العلمية للكشف الصحي المدرسي، بالتعاون مع كافة الشركاء الإستراتيجيين في الدولة.
من جهتها أشارت الدكتورة سعاد العور رئيسة قسم صحة الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، إلى تضافر جهود جميع الجهات الصحية والتعليمية والاجتماعية في الدولة لتعزيز صحة طلاب المدارس، وهي المرحلة التي تشكل الجزء الأكبر من طفولتهم، مؤكدة الدور الحيوي للبرامج الوطنية في الدولة ومنها البرنامج الوطني لمكافحة السمنة والبرنامج الوطني للتطعيمات وغيرها.وام