صحيفة الاتحاد:
2025-01-31@04:40:54 GMT

أزمة الوقود تشعل «السوق السوداء» في الخرطوم

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

الخرطوم (الاتحاد)

أخبار ذات صلة قوى «الحرية والتغيير» لـ«الاتحاد»: لا مفر من وقف القتال في السودان أسعار الوقود خلال سبتمبر في الإمارات

يواجه السودانيون أوضاعاً إنسانية مأساوية جراء أزمة وقود حادة خاصةً في العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى انقطاع مستمر للكهرباء عن بعض المناطق ونفاد المواد الغذائية وانعدام الأدوية.

ويعيش السودان أزمة وقود حادة خاصة في الخرطوم، مع ارتفاع حاد في أسعاره بالسوق السوداء، فيما يواجه سكان جزيرة «توتي» وسط العاصمة، أوضاعاً إنسانية مأساوية جراء انقطاع الكهرباء منذ 24 يوماً، ونفاد كامل للضروريات اليومية وانعدام الأدوية.
يأتي ذلك بينما يواجه اللاجئون السودانيون في الجوار أوضاعاً صعبة جراء نقص الأدوية والرعاية الطبية المقدمة لهم.
وفرّ مئات الآلاف من السودانيين من بلادهم إلى دول مجاورة، لكنّهم باتوا أمام تحدٍّ لا يقلّ صعوبة هو إيجاد الرعاية الطبية والأدوية للبقاء على قيد الحياة. وأعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن الأزمة أجبرت نحو 4.8 مليون شخص على الفرار من ديارهم منذ منتصف أبريل الماضي.
وأفادت المنظمة أن «التقدير الإجمالي للنازحين داخلياً بأنحاء السودان بلغ 3 ملايين و801 ألف و754 شخصاً». وأضافت «كما تسبب الصراع في تحركات عبر الحدود لمليون و72 ألفاً و804 أشخاص إلى البلدان المجاورة للسودان (تشاد ومصر وجنوب السودان وإثيوبيا وأفريقيا الوسطى وليبيا)».
وفي ظل ارتفاع درجات الحرارة تزامناً مع موسم الأمطار، يتعيّن على اللاجئين مواجهة الأمراض إلى جانب النقص في المواد الغذائية ومياه الشرب.
وأبدت منظمات دولية قلقها من تزايد حالات الإصابة بـ«الملاريا» مع موسم الأمطار في دول مجاورة للسودان، مشيرة إلى تعرّض اللاجئين بشكل متزايد لخطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل «الكوليرا». وإضافة إلى الأمراض، يشكّل سوء التغذية مصدر قلق رئيسياً. 
وحذّرت الأمم المتحدة من انتشار وفيات الأطفال داخل المخيمات، مشيرة إلى أن العشرات دون سنّ الخامسة قضوا بسبب سوء التغذية.
وأودى الجوع بـ500 طفل على الأقل داخل السودان منذ بدء الأزمة التي دفعت أكثر من 20 مليون شخص إلى «جوع حاد»، وفق برنامج الأغذية العالمي. ويؤكد العاملون في منظمات الإغاثة أنهم لم يتلقوا سوى ربع احتياجاتهم التمويلية.
وما يزيد الأمور سوءا هو أن السواد الأعظم من اللاجئين السودانيين كانوا يعانون في الأساس من نظام رعاية صحية هش في إقليم دارفور، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.
سياسياً، وصل مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، إلى مدينة بورتسودان للقاء بعض المسؤولين عن المدينة والمنظمات الإنسانية لبحث سبل التعاون والدعم اللازم لإقليم دارفور الذي يعيش أوضاعاً مأساوية منذ اندلاع الأزمة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أزمة الوقود الخرطوم السودان أزمة السودان أسعار الوقود

إقرأ أيضاً:

هل يتسبب تحرير الخرطوم في إسقاط الفاشر… نداءات عالية وتحذيرات كبيرة

مع استمرار انتصارات الجيش السوداني الكبيرة في العاصمة الخرطوم، وقرب تحرير مدنها الثلاث بالكامل، انطلقت دعوات تطالب بضرورة التركيز على الفاشر، والتأكيد على أن الحرب بالخرطوم والجزيرة قد انتهت بالفعل وأن الحرب الفعلية ستزداد كثافتها على مدينة الفاشر.

مخرج للهروب

بدأ هذه النداءات وزير المعادن السوداني محمد بشير أبونمو مؤكداً أن الحرب الفعلية في العاصمة والجزيرة قد انتهت، وأن كل ماتبقى من المليشيا الآن في هذه المناطق، كل همه ليس قتال الجيش، ولكن البحث عن مخرج للهروب إلى دارفور، مطالباً القيادة العسكرية والمشتركة والجيش بدفع القوة الضاربة منهم نحو دارفور وفوراً لأن الأمر لا يتحمل التأخير.

رسالة للقيادة

وفي السياق بعث رئيس تحالف سودان العدالة (تسع) بحر إدريس أبوقردة برسالة مفتوحة إلى كل من القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، بنفس معنى نداء أبونمو، وقال أبو قردة في رسالته “حتى لا نعطي العدوان الذي يمثل خطراً وجودياً لبلادنا، فرصة جديدة بعد أن كنا قاب قوسين أو أدنى من القضاء عليه، وحتى نتمكن من الإنتصارات المذهلة التي تحققت، أرجو أن تتفرغ 48 ساعة القادمة وتقود بنفسك (مخاطباً البرهان)، ومعك مستويات القيادة بتجهيز وتسيير 3 متحركات من المحاور القتالية الجاهزة المختلفة دون انتظار أي شئ لا يتوفر خلال المدة الزمنية المحددة لفك حصار الفاشر وتحرير بقية دارفور.

الفاشر عصية

من جانبه علق الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله على هذه النداءات والتحذيرات مؤكداً أن الفاشر عصية على مليشيا الدعم السريع. وقال عبد الله لـ “المحقق” إن جهود قواتنا هناك، وقوة إرادتهم وصمودهم وبجانبهم القوة المشتركة والمقاومة الشعبية سيفشل أي هجوم من جانبهم على المدينة.

هناك مخاطر

من جهته أوضح وزير الصحة السوداني الأسبق بحر إدريس أبوقرده سبب إرساله هذه الرسالة للفريق البرهان، وقال أبوقردة لـ “المحقق” بأن المليشيا وجهت جنودها الذين انسحبوا من المحاور بعد هزيمتهم في العاصمة والوسط بالخروج إلى دارفور وهدفهم الفاشر، مستدركاً أنه ليس معنى ذلك أن الفاشر يمكن أن تسقط، لكن احتياطاً لهذا التوجه، مضيفاً أن الأسلحة النوعية التي يستخدمونها مؤخراً مثل المسيرة الاستراتيجية تحدث خسائر كبيرة مثلما فعلت وقتلت بها 70 مواطن في المستشفى السعودي بالفاشر، وتابع حتى الهجوم المباشر الآن لا يستطيعوا فعل شئ من خلاله، لكن بالقوات الكبيرة التي يحركونها من العاصمة إلى هذه المحاور يمكن أن يحدثوا تأثيراً، منبها أنه إذا لم يتم التحرك بسرعة سيكون هنالك مخاطر، ويجب ألا نعطي فرصة لذلك، وقال رغم أن البعض قد يرى أن مطالبتنا بذلك قد تعطي فرصة للمليشيا بالتحرك أكثر، لكني لا أتفق مع ذلك، مضيفا أننا يجب أن نكون مستعديين لأي تحرك يمكن أن يقوموا به رغم ما لحق بهم من هزائم.

وتابع علينا أن ننبه ونتحرك ونسرع حتى لا نعطي أي فرصة حتى ولو كانت ضئيلة، مؤكدا في الوقت نفسه أن بقاء المليشيا في العاصمة وكردفان أصبح مستحيلا الآن، وقال إن الجيش يستطيع أن يخرجهم في وقت قصير.

حرب نفسية

بدوره رأى خبير إدارة الأزمات والتفاوض بمركز البحوث الاستراتيجية الدكتور أمين اسماعيل مجذوب أن مسألة تأمين الفاشر يقوم بها أبناء دارفور والقوات المشتركة. وقال مجذوب لـ “المحقق” صحيح أن هنالك تهديد من قبل المليشيا ولكنها حرب نفسية إعلامية، ولا تملك المليشيا الآن أي قدرة على اسقاط الفاشر أو تشكيل حكومة في إقليم دارفور، مضيفاً أن المعركة الآن انتهت منذ أسبوع في العاصمة والجزيرة ومناطق أخرى، وانسحبت المليشيا، لأنها ليس لديها قيادة مركزية أو خطوط إمداد، وتم قطع اتصالاتها جميعا بمجموعاتها الصغيرة، مشيراً إلى تصفيات داخل المليشيا بين الأسر والقبائل المكونة لها، مؤكدا أنه لا خوف على الفاشر ولا على دارفور ولا من إعلان حكومة منفى، ولا أي حكومة تنافس الحكومة الشرعية، ورأى أنه أمام الدعم السريع كمليشيا متمردة خيارين إما الاستسلام، واما أن تقاتل حتى تفنى، مطمئنا الجميع بأن الفاشر بخير، وأن القوات كلها الآن تطارد المليشيا في اتجاهات مختلفة، مطالبا في الوقت نفسه بعدم الالتفات للشائعات التي تطلق من هنا وهناك.

سيناريو خطير

في المقابل أكد رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني أن هناك مشكلة حقيقية بالفاشر الآن. وقال ميرغني لـ “المحقق” صحيح أن الجيش والقوات المشتركة صمدوا كثيرا في الدفاع عن المدينة ،وصدوا مايقارب 170 هجوماً عليها، لكن الهجمات الكثيرة من الدعم السريع استنفدت قدرات القوات في الفاشر، مضيفا أن هناك قوات من ليبيا وتشاد تم توجيهها للفاشر، مؤكدا أن محاولة تكوين حكومة في دارفور سيناريو خطير جداً، و تداعياته خطيرة، موضحا أن أول جهة خارجية سوف تصاب برزاز هذا السيناريو هي تشاد نفسها، وقال إن تشاد سيكون لديها عدم استقرار بسبب التقاطعات مع دارفور، إضافة إلى النزاع الموجود بالإقليم والخصومات التاريخية به، لافتا إلى أن الجيش يستطيع أن يصد الهجمات، لكن ذلك سيطيل أمد الحرب، لأنه مازالت لديه مناطق أخرى حتى يستطيع التفرغ للفاشر.

مربع جديد

ولفت ميرغني إلى أن خطورة هذا السيناريو تتمثل في أن المسافة بين دارفور والولاية الشمالية قريبة، وقال إن أي تسلل إلى الشمالية من دارفور وكأنما الدخول إلى منطقة الجزاء، مضيفا أن الجيش يهاجم من شندي إلى الجنوب، وإذا فتحت ثغرة من الشمال سيكون ذلك خطير جدا، وسينقل الحرب إلى مربع جديد، مؤكدا أن نداءات التحذير من سقوط الفاشر صحيحة تماما وأنها مربوطة بالزمن، وقال إن هناك ما يقارب 3500 أسرة الآن تخرج من الفاشر تحسبا لهذا الدخول للمدينة، مبينا أن سيناريو دخول الفاشر خارجي، وقال إنه سيتم إعلان حكومة من ولايات دارفور الأربعة حتى وإن لم تسقط الفاشر، لافتا إلى أن فك الارتباط في تنسيقية القوى المدنية “تقدم” مع المجموعة التي تسعى لتشكيل حكومة ماهو إلا نوع من التكتيك، وقال إن تقدم تعمل على تشكيل حكومة بجزء منها، والآخر يبقى ليحافظ على التواصل السياسي، متوقعا عدم اعتراف أي جهة دولية بهذه الحكومة في المدى القصير، مستدركا في الوقت نفسه لكنها لو وجدت أي اعتراف دولي ولو بجهة واحدة ستتعقد الأمور كثيرا، مطالبا الحكومة بقطع الطريق على ذلك بمزيد من التواصل مع المجتمع الدولي.

القاهرة – المحقق – صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • سودان تربيون: الدعم السريع تنقل عتادًا ثقيلًا من ليبيا إلى دارفور
  • أزمة أخلاق «2»
  • ضبط 5 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء
  • ضبط قضايا إتجار بعملات أجنبية بقيمة 7 ملايين جنيه فى السوق السوداء
  • استجواب 7 متهمين غسلوا 70 مليون جنيه حصيلة تجارة العملة
  • هل يتسبب تحرير الخرطوم في إسقاط الفاشر… نداءات عالية وتحذيرات كبيرة
  • ضبط 18 طن دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء
  • أزمة كهرباء عدن تتجاوز مسألة الإمداد.. الفساد الحكومي والتخادمات يعمّقان الأزمة والمعاناة
  • ضبط 6 أطنان دقيق قبل تهريبها إلى السوق السوداء
  • ضبط 6 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها في السوق السوداء