موقع النيلين:
2025-01-09@00:55:00 GMT

حكاية أول أغنية مصرية بإيقاعات سودانية

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

حكاية أول أغنية مصرية بإيقاعات سودانية


يكاد الغناء السوداني أن يكون الوحيد من بين الفنون الموسيقية العربية التي لم تنتشر بين المستمعين العرب، ولا يوجد له جمهور عريض خارج السودان، وذلك خلافاً لحال الأغنية المصرية واللبنانية والخليجية وحتى المغاربية. ولا نعتقد أن اللهجة هي الحائل، خصوصاً أن اللهجة السودانية ليست معقدة أو صعبة في الغالب الأعم من مفرداتها.

ربما كان السبب في عجز الأغنية السودانية عن عبور الحدود هو إيقاعاتها الأفريقية الخاصة التي لم يتعود المستمع العربي عليها، خصوصاً أنها تستخدم السلم الموسيقي الخماسي بدلاً من السلم الموسيقي السباعي الشائع، أو ربما كان السبب هو ضعف إمكانيات الإعلام السوداني لجهة نشر الفن الموسيقي لهذا البلد العربي العزيز وتسليط الأضواء على رواده ورموزه، الأمر الذي لم يتعرف معه الجمهور العربي إلا على اسم سوداني يتيم هو الفنان «سيد خليفة» صاحب أغنية «البامبو سوداني»، التي لم تشهرها وسائل الإعلام السودانية بقدر ما كان الإعلامان المصري والخليجي سبباً في شهرتها وشهرة صاحبها.

في عام 1960، حينما شهدت مصر احتفالات مشروع بناء السد العالي ذي التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية على القطرين المصري والسوداني بحكم ارتباط مصيرهما بنهر النيل الخالد، ناهيك عن تأثير المشروع تحديداً على حياة أبناء النوبة الذين يشتركون مع الشعب السوداني في قواسم ثقافية واجتماعية وفنية وتراثية عدة، قررت الدولة المصرية وقتذاك إقامة حفل فني ساهر في الخرطوم بمشاركة ثلة من نجوم الطرب والغناء المصريين المعروفين، خصوصاً أن الحدث تزامن مع احتفالات السودان بـ«أعياد الثورة» في إشارة إلى انقلاب الفريق إبراهيم عبود سنة 1958.

وهكذا شهدت مدينتا الخرطوم وأم درمان في نوفمبر 1960 سبع حفلات غنائية على مسارحهما شاركت فيها بعثة «أضواء المدينة» التي تكونت من صباح وشادية ونجاة الصغيرة وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالمطلب والثلاثي المرح والفرقة الماسية بقيادة أحمد فؤاد حسن، علاوة على وفد إعلامي من الإذاعة المصرية بقيادة المذيع جلال معوض والمذيعة سامية صادق صاحبة برنامج «الأسرة البيضاء».

ما يهمنا هنا هو أن شادية فاجأت الجمهور السوداني بظهورها على المسرح مرتدية الزي التقليدي لنساء السودان. وبعد أن غنت لهم مجموعة من أجمل أغانيها الشائعة آنذاك مثل: «لا يا سي أحمد» (كلمات سيد مرسي وألحان محمد فوزي)، «أحب الوشوشة» (كلمات حسين السيد وألحان رياض السنباطي)، «القلب معاك»، «إنْ راح منك ياعين»، «ألو ألو» (كلها من كلمات فتحي قورة وألحان منير مراد)، فاجأتهم بأغنية أعدت خصيصاً للشعب السوداني.

لم تكن تلك الأغنية التي امتزج فيها الصوت المصري بالموسيقى السودانية، سوى أغنية «يا حبيبي عد لي تاني.. خلي عيني تشوف مكاني» الرقيقة التي صاغ كلماتها بذكاء الشاعر الغنائي المرح فتحي قورة، ووضع ألحانها المبدع منير مراد مستخدماً موسيقى السلم الخماسي ومستعيناً بآلات الموسيقى الأفريقية مثل الوتريات والدفوف والطبل والخشخيشة.

أخبرتنا الكاتبة ناهد صلاح بجريدة «اليوم السابع» المصرية، عن أن تجربة شادية هذه في الغناء للسودان لم تكن الأولى، حيث كتبت: إذا كانت «يا حبيبي عود لي تاني» علامة بارزة في رصيد شادية الغنائي، بما احتوته من مزج مصري/ سوداني، فإنها قد سبقتها بتجربة أخرى في فيلم «بشرة خير» إخراج حسن رمزي، والذي عُرض في أبريل 1952 أي قبل قيام ثورة يوليو بثلاثة أشهر تقريباً، كما لو كانت نبوءة الثورة يبشر بها فيلم رومانسي بسيط، غنت فيه شادية أغنية «النيل» من تأليف جليل البنداري وألحان حسن أبوزيد: «يا جاي من السودان لحد عندنا/ يا للي تمر من أسوان والقلة من قنا/ يا نعمة من السودان بعتها ربنا/ ومن عمر الزمان وأنت بقلبنا». وفي الفيلم نفسه شاركت مع ثريا حلمي في أوبريت «مصر والسودان»، تأليف السيد زيادة وألحان حسن أبوزيد، حيث مثلت الحضور المصري، بينما مثلت ثريا حلمي الحضور السوداني، وهو أوبريت يستنهض الهمة ويسعى لتأكيد الأخوّة بين الشعبين المصري والسوداني، وضرورة كسر الحواجز بينهما.

د. عبدالله المدني – صحيفة البيان

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رغم موقف بلادهم .. تفاصيل جلوس (60) طالباً تشادياً لامتحانات الشهادة السودانية في جدة

انتظمت عملية الامتحانات في أسبوعها الأول بمراكز جامعة جدة للبنين والبنات بالمملكة العربية السعودية وفقاً للترتيبات التي بذلتها القنصلية السودانية العامة بجدة من أجل سير هذه الامتحانات حيث قامت اللجان بتنظيم المركزين في أمن وسلامة من أجل إنجاح قيام الامتحانات التي أكملت أسبوعها الأول . وعملت القنصلية العامة بقيادة السفير كمال علي عثمان القنصل العام بجدة وأركان حربه على قدم وساق، حيث بذلت قصارى جهدها من أجل سير هذه العملية التحصيلية وفق ترتيبات أمنية مريحة ومتابعات لصيقة من اللجان التي كونت من مختصين بالتعاون مع إدارة االتعليم بوزارة التربية والتعليم السودانية.وجلس للامتحان حتى هذا الأسبوع من البنين عدد (916) طالبا من جملة (1.116) مع غياب (200) طالب. وجلس في الامتحان حتى الأسبوع الأول من البنات (1.114) من جملة (1384) مع غياب (270) من الطالبات شمل مركز البنات (40) حجرة بجامعة جدة .وقام السفير كمال علي عثمان قنصل السودان العام بجدة اليوم بزيارة تفقدية بعد اكتمال الأسبوع الأول للامتحانات ووقف على سير العملية.وقال في تصربح لـ(سونا) بعد أن اطمأن على سير العملية إن الامتحانات في أسبوعها الأول تمر بصورة سلسة وآمنة بفضل الله سبحانه وتعالى ثم فضل كل الكوادر العاملة الذين عملوا على قلب رجل واحد، مشيداً بالجهد الكبير الذي بذل لإنجاح العملية، مؤكداً أن هذا العمل بمثابة هدف ورسالة واحدة ..وثمن السفير مساهمة جامعة جدة باستضافتها وتقديم الخدمات التي أسهمت في إنجاح الامتحانات. وقال إن مركز جدة يضم عدداً من الطلاب والطالبات وعدداً من الجنسيات في إطار علاقات السودان مع دول الجوار والذي يعتبر ديدناً مستمراً من أجل التعاون باعتبار قضية تعليم من حقوق إالانسان الاساسية. .وتأسف السفير على رفض دولة تشاد الجارة لعقد الامتحانات وحرمانها أعداداً مقدرة من ابناء السودان للجلوس في الامتحانات بتشاد، لافتاً إلى عمق العلاقات بين البلدين سابقاً والتي بموجبها تم تأسيس مدرسة الصداقة السودانية التشادية منذ العام 1970م حيث استفاد منها الطلاب التشاديون من المعلمين السودانيين، داعياً إلى إعادة النظر في مسألة العلاقات بين البلدين والتي تتطلب وقفة ومراجعة من الجانب السوداني مع التركيز على كيفية التعاون مستقبلاً.وتجدر الإشارة إلى أنه جلس لامتحان الشهادة السودانية هذا العام عدد (60) طالباً تشادياً من المدارس السودانية بجدة.وأجرت وكالة السودان للأنباء استطلاعات مع الطلاب التشاديين. وقال عدد من الطلاب التشاديين إنهم سعداء بجلسوهم لامتحانات الشهادة السودانية وأنهم وجدوا كل الترحاب والاحترام والتقدير من السودان.كما استطلعت (سونا) من داخل مركز الامتحانات كبار المراقبين والطلاب، حيث أشاد دكتور محمد سعيد عثمان كبير مراقبي امتحانات الشهادة السودانية بجدة قسم البنين بالجهد الكبير الذي بذلته القنصلية العامة بجدة من أجل سير العملية حيث قامت القنصلية بتسجيل كل الممتحنين رغم ضغوط العمل وأنها ساهمت مساهمة كبيرة إلى جانب بذل الكنترول جهوداً من أجل توفير كل متطلبات الطلاب، مشيراً إلى أن عدد المسجلين للامتحان في البداية بلغ (1.116) طالبا والذين جلسوا للامتحان (916) والغياب (200) طالب حتى اليوم وأعلن عدم وجود أي مشاكل واجهت الطلاب حتى الأسبوع الأول.وأشاد بتجاوب المعلمين المتواجدين بالمملكة ومساهمتهم في عمل المراقبة. وأشار إلى أن مواد اليوم السابع شملت مادة الكيمياء الإجبارية للعلميين ومواد اختيارية للإدبيين (الأدب الإنجليزي والدراسات الإسلامية).واشاد عدد من الطلاب بقيام الامتحانات المؤجلة في موعدها، ممتدحين الدور الكبير الذي قامت به القنصلية العامة بجدة من ترتيب وتسهيل الامتحانات.وقال الطالب أبو بكر عثمان محمد نور إنه جاء من سلطنة عمان للامتحان بمركز جدة، وقال إنه وجد استقبالاً طيباً من القائمين على أمر العملية.وأضاف أن الامتحانات حتى اليوم تسير بصورة جيدة من جانب المكان والزمان .وقالت الطالبة إسراء سليمان أنها أتت من السودان لظروف الحرب وأنها وجدت الترتيبات بمركز جدة بما لم تكن تتوقعه من تجهيز وأمان .فيما قالت الطالبة شوق فيصل إنها متفائلة بنجاح الامتحانات من ترتيب وجهد كبير من القنصلية وإدارة التعليم ولجنة الخدمات والتنظيم.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الحكومة السودانية تعلن حل أزمة عمال ميناء سواكن
  • المطلوب من أمريكا، التعامل مع مصدر الأسلحة التي تقتل الشعب السوداني
  • الخارجية السودانية تنفي مزاعم تتعلق بالأوضاع الإنسانية
  • السلاح خارج السيطرة: خطر المليشيات على سيادة الدولة السودانية
  • الخارجية السودانية تثمن العقوبات الأمريكية ضد قوات الدعم السريع
  • التفاصيل الكاملة حول مجزرة أم كويكة السودانية
  • أمريكا تتهم "الدعم السريع" السودانية بارتكاب "إبادة جماعية"
  • واشنطن تفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع السودانية
  • رغم موقف بلادهم .. تفاصيل جلوس (60) طالباً تشادياً لامتحانات الشهادة السودانية في جدة
  • مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية