صحيفة الاتحاد:
2025-01-16@01:00:33 GMT

د. شريف عرفة يكتب: الأنا الرقمية

تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT

حين ظهرت شبكة الإنترنت، تعامل معها الناس كمجرد أداة توفير معلومات، ووسيلة تواصل جعلت العالم «قرية صغيرة»، كما كان يقال.. إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن يمتد تأثيرها لتغيير تكويننا النفسي كأفراد، وصياغة تصوراتنا الذاتية وصحتنا العقلية! لست هنا لأقول لك: إن تأثير الـ «سوشيال ميديا» مدمر وما إلى ذلك.. بل لها استخدامات يمكن اعتبارها إيجابية.

. فعلى سبيل المثال، زادت من قدرتنا على التحكم النسبي في صورتنا الاجتماعية.. واجهتك أمام الناس.. أصبح في إمكانك صنع ذات رقمية تشكلها بالطريقة التي تريدها.. ما تحب أن يراه الناس وما ينبغي تضخيمه أو تجاهله.. الحدث الذي تريد إبرازه والفترة التي تريد إخفاءها.. لأول مرة في تاريخ البشر، أصبح لكل واحد منا واجهة شخصية يمكنه تعديلها بالإضافة والحذف، بعد أن كان صورتنا الاجتماعية جامدة نسبياً مبعثها التفاعلات الشخصية المحدودة وكلام الناس!
أصف إلى ذلك أن الـ«سوشيال ميديا»، تجعلنا أكثر تحكماً في سردية حياتنا.. نرى ما طرأ علينا من تغييرات، وتغيير الماضي الذي لا نحبه بحذف الصور القديمة أو المنشورات التي لم نعد نتفق معها.. أصبحنا نرى - بشكل واضح لا لبس فيه - التغيرات التي تطرأ على تفكيرنا ومواقفنا، ونرصد تطور هويتنا الذاتية..
الصورة ليست وردية تماماً، فصحتنا العقلية أصبحت متصلة بالعالم الرقمي. فلو كنا صرحاء مع أنفسنا، لا يمكن إنكار تأثير التعليقات والإعجابات والمشاركات، في زيادة المشاعر الإيجابية والرضا والتقدير الذاتي.. أصبح لذلك رقم تراه في شاشة الجهاز.. وهو شيء عجيب لا ينبغي أن يكون، خصوصاً أن المنصات تجارية مصممة للحفاظ على تفاعل المستخدمين، لا صحتهم النفسية!
قديماً، رسمت لوحة كاريكاتورية لشاب حزين، تقول له حبيبته:
- «وداعاً. نحن غير متوافقين. أنت على فيسبوك وأنا على تويتر!»
وقتها كانت هذه دعابة، لكن يبدو أنها مع الزمن لم تعد كذلك. فقد ظهرت أبحاث عديدة تظهر تأثير كل منصة على أتباعها. هناك تأثير واضح يمكنك أن تشعر به عند ولوجك لأي منصة.. دخولك موقع «لينكدإن» يختلف طبعاً عن شعور الولوج لـ «سناب شات»! الإفراط في استخدام «فيسبوك» قد يشوه نظرتك للواقع بعيشك منعزلاً في فقاعتك الخاصة مع من يشبهونك.. و«إنستجرام» قد يحفز المقارنات الاجتماعية وإحساسك بأن هناك كثيراً لم تحققه بعد.. «تيكتوك» قد يدمر قدرتك الذهنية على الانتباه لفترة طويلة.. «تويتر» - أو «إكس»- قد يعزز وهم المعرفة بتغريداته القصيرة الانفعالية الخالية من الأفكار المركبة..
كثيراً ما نجد اختلافاً بين شخصية الإنسان في الواقع وفي الإنترنت.. لكن هذا لا ينفي أن ذواتنا الرقمية، قد أصبحت - فيما يبدو - جزءاً أصيلاً من تكويننا النفسي!

أخبار ذات صلة وسائل التواصل.. نوافذ معززة للإبداع د. شريف عرفة يكتب: نسبة التعاسة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا شريف عرفة الإنترنت

إقرأ أيضاً:

إيلون ماسك يحقق أرباحًا بملايين الدولارات من تأخير كشف حصته في تويتر

بعد تحقيق دام أكثر من عامين، رفعت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية دعوى قضائية ضد إيلون ماسك بسبب تأخيره في الكشف عن أسهم تويتر التي جمعها قبل الإعلان عن نيته الاستحواذ على الشركة في عام 2022.

في ملف قضائي، تقول هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية إن ماسك قدم أوراقًا إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية يكشف فيها عن شرائه لأسهم تويتر بعد 11 يومًا من الموعد النهائي الذي فرضته هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية للقيام بذلك. (يتطلب القانون الفيدرالي، كما تشير هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية في بيانها، من المستثمرين الإبلاغ علنًا عندما يستحوذون على حصة تزيد عن 5 في المائة في شركة). وفقًا للهيئة التنظيمية، سمح هذا التأخير لماسك بشراء المزيد من أسهم تويتر في وقت لم يكن فيه المستثمرون الآخرون على علم بتورطه مع الشركة.

من الدعوى القضائية:

خلال الفترة التي طُلب فيها من ماسك الكشف علنًا عن ملكيته المفيدة ولكنه فشل في القيام بذلك، أنفق أكثر من 500 مليون دولار لشراء أسهم إضافية من الأسهم العادية لشركة تويتر. ولأن ماسك فشل في الكشف في الوقت المناسب عن ملكيته المفيدة، فقد تمكن من إجراء هذه المشتريات من الجمهور غير المطلع بأسعار منخفضة بشكل مصطنع، والتي لم تعكس بعد المعلومات الجوهرية غير المعلنة عن ملكية ماسك المفيدة لأكثر من خمسة في المائة من الأسهم العادية لشركة تويتر والغرض الاستثماري. وفي المجموع، دفع ماسك أقل من مستثمري تويتر بأكثر من 150 مليون دولار مقابل مشترياته من الأسهم العادية لشركة تويتر خلال هذه الفترة. المستثمرون الذين باعوا أسهم تويتر العادية خلال هذه الفترة فعلوا ذلك بأسعار منخفضة بشكل مصطنع وبالتالي عانوا من ضرر اقتصادي كبير.

كانت الهيئة التنظيمية تحقق مع ماسك لسنوات، وكانت على خلاف طويل مع مالك X. في مرحلة ما، اتهمت هيئة الأوراق المالية والبورصات ماسك بمحاولة المماطلة واستخدام "المناورة" لتأخير تحقيقها في استثماره في تويتر. في الشهر الماضي، شارك ماسك نسخة من رسالة موجهة إلى رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات غاري جينسلر اتهم فيها محامي ماسك، أليكس سبيرو، الهيئة التنظيمية بـ "ست سنوات من المضايقة" التي تستهدف ماسك. وأشارت الرسالة إلى أن ماسك رفض عرض تسوية من لجنة الأوراق المالية والبورصات يتعلق بتحقيقها في تويتر.

كما واجه ماسك دعوى قضائية جماعية من مستثمرين آخرين في تويتر وتحقيقًا من لجنة التجارة الفيدرالية يتعلق بالإفصاح المتأخر. ومع ذلك، وكما تشير صحيفة نيويورك تايمز، فمن غير الواضح ما إذا كان أحدث إجراء من جانب لجنة الأوراق المالية والبورصات سيحقق الكثير، حيث من المتوقع أن يتنحى جينسلر بعد تنصيب الرئيس دونالد ترامب.

لم يستجب X على الفور لطلب التعليق. وفي بيان لصحيفة نيويورك تايمز، وصف سبيرو إجراء لجنة الأوراق المالية والبورصات بأنه "شكوى من تهمة واحدة"، واصفًا إياه بأنه "اعتراف من جانب لجنة الأوراق المالية والبورصات بعدم قدرتهم على رفع قضية فعلية".

مقالات مشابهة

  • التفاصيل الكاملة لمقاضاة إيلون ماسك بسبب شراء تويتر
  • إيلون ماسك يحقق أرباحًا بملايين الدولارات من تأخير كشف حصته في تويتر
  • إليسا ومروان خوري على مسرح واحد في عيد الحب.. الموعد والمكان
  • صفقة تويتر تدفع القضاء الأميركي للتحقيق مع إيلون ماسك
  • إيلون ماسك يواجه اتهامات بسبب صفقة تويتر.. ما القصة؟
  • عدنان الروسان يكتب .. زمن السحيجة و الشبيحة و الذباب الإلكتروني
  • ‏المستشار الألماني: يبدو أن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة بات في المتناول
  • إبراهيم عثمان يكتب: رخصة عرمانية بالفرح المشروط!
  • حبس المتهم بالاتجار في الآثار «المزيفة» عبر فيسبوك
  • كيف يمكنك معرفة من زار حساب فيسبوك؟