د. شريف عرفة يكتب: الأنا الرقمية
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
حين ظهرت شبكة الإنترنت، تعامل معها الناس كمجرد أداة توفير معلومات، ووسيلة تواصل جعلت العالم «قرية صغيرة»، كما كان يقال.. إلا أن أحداً لم يكن يتوقع أن يمتد تأثيرها لتغيير تكويننا النفسي كأفراد، وصياغة تصوراتنا الذاتية وصحتنا العقلية! لست هنا لأقول لك: إن تأثير الـ «سوشيال ميديا» مدمر وما إلى ذلك.. بل لها استخدامات يمكن اعتبارها إيجابية.
أصف إلى ذلك أن الـ«سوشيال ميديا»، تجعلنا أكثر تحكماً في سردية حياتنا.. نرى ما طرأ علينا من تغييرات، وتغيير الماضي الذي لا نحبه بحذف الصور القديمة أو المنشورات التي لم نعد نتفق معها.. أصبحنا نرى - بشكل واضح لا لبس فيه - التغيرات التي تطرأ على تفكيرنا ومواقفنا، ونرصد تطور هويتنا الذاتية..
الصورة ليست وردية تماماً، فصحتنا العقلية أصبحت متصلة بالعالم الرقمي. فلو كنا صرحاء مع أنفسنا، لا يمكن إنكار تأثير التعليقات والإعجابات والمشاركات، في زيادة المشاعر الإيجابية والرضا والتقدير الذاتي.. أصبح لذلك رقم تراه في شاشة الجهاز.. وهو شيء عجيب لا ينبغي أن يكون، خصوصاً أن المنصات تجارية مصممة للحفاظ على تفاعل المستخدمين، لا صحتهم النفسية!
قديماً، رسمت لوحة كاريكاتورية لشاب حزين، تقول له حبيبته:
- «وداعاً. نحن غير متوافقين. أنت على فيسبوك وأنا على تويتر!»
وقتها كانت هذه دعابة، لكن يبدو أنها مع الزمن لم تعد كذلك. فقد ظهرت أبحاث عديدة تظهر تأثير كل منصة على أتباعها. هناك تأثير واضح يمكنك أن تشعر به عند ولوجك لأي منصة.. دخولك موقع «لينكدإن» يختلف طبعاً عن شعور الولوج لـ «سناب شات»! الإفراط في استخدام «فيسبوك» قد يشوه نظرتك للواقع بعيشك منعزلاً في فقاعتك الخاصة مع من يشبهونك.. و«إنستجرام» قد يحفز المقارنات الاجتماعية وإحساسك بأن هناك كثيراً لم تحققه بعد.. «تيكتوك» قد يدمر قدرتك الذهنية على الانتباه لفترة طويلة.. «تويتر» - أو «إكس»- قد يعزز وهم المعرفة بتغريداته القصيرة الانفعالية الخالية من الأفكار المركبة..
كثيراً ما نجد اختلافاً بين شخصية الإنسان في الواقع وفي الإنترنت.. لكن هذا لا ينفي أن ذواتنا الرقمية، قد أصبحت - فيما يبدو - جزءاً أصيلاً من تكويننا النفسي! أخبار ذات صلة وسائل التواصل.. نوافذ معززة للإبداع د. شريف عرفة يكتب: نسبة التعاسة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مواقع التواصل الاجتماعي السوشيال ميديا شريف عرفة الإنترنت
إقرأ أيضاً:
هاني محروس يكشف عن تعاونه مع حمادة هلال في أغنية "ياريت ما أهلينا ربونا" عبر برومو تشويقي على فيسبوك
أعلن المنتج الموسيقي هاني محروس عن عمله الجديد مع النجم حمادة هلال في أغنية تحمل عنوان "ياريت ما أهلينا ربونا"، وذلك عبر نشر برومو تشويقي للأغنية على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وأرفق محروس البرومو بتعليق يعكس حماسه الكبير قائلاً:
"يا رب خير أول ... تعاون إنتاج شركتي مع أخويا العشرة حمادة هلال وأخويا الكبير الأستاذ بهاء الدين محمد، وألحان صديقي وأخويا الصغير محمد قماح، توزيع المبدع عمرو الخضري... ياريت ماأهلينا ربونا... يوم الأربعاء على جميع المنصات."
الأغنية تأتي من كلمات الشاعر الكبير بهاء الدين محمد، الذي يُعرف بقدرته على مزج الكلمات العميقة مع الحس الموسيقي العاطفي. أما اللحن فهو من إبداع الفنان الشاب محمد قماح، الذي يضيف بصمته الخاصة للأعمال التي يتولى تلحينها، بينما أشرف على التوزيع الموسيقي عمرو الخضري، المعروف بتقديمه لأنماط توزيع متطورة ومميزة.
وينتظر الجمهور بفارغ الصبر طرح الأغنية يوم الأربعاء المقبل على جميع المنصات الرقمية، حيث يُتوقع أن تحمل رسالة مميزة ومؤثرة، تعكس تعاوناً فريداً بين فريق عمل مميز يضم أسماء لامعة في صناعة الموسيقى المصرية.
يُذكر أن هاني محروس يُعتبر من أبرز المنتجين الموسيقيين في مصر، ويملك تاريخاً حافلاً بالتعاون مع نجوم الصف الأول. كما أن حمادة هلال يستمر في تقديم أغنيات تلامس وجدان الجمهور، ما يجعل هذا العمل الجديد محط اهتمام كبير من محبي الموسيقى العربية.