عبير ضاهر: النقد البنّاء يعزز الموهبة ويبرز الإبداع
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
سعيد ياسين (القاهرة)
أخبار ذات صلةمن «مذكرات زوجة أبي» مروراً بـ«العقد الأزرق» وصولاً إلى «رماد أحمر»، تشعر الكاتبة المصرية عبير ضاهر بأن رواياتها الثلاث حققت لها السعادة، وجاءت تأكيداً على قيمة ما تكتب وتشجعها على الاستمرار.
رماد أحمر
وقد تعمدت ضاهر، كما قالت لـ«الاتحاد»، تحويل قصة الحب الحالمة إلى صراع في رواية «رماد أحمر» بمسحة من الفضول الزائد وبعض الفراغ مع ذات متضخمة لإحداث عاصفة عاطفية هائلة، إذ ماذا ستكون النتيجة السردية لو ظل الأمر مجرد قصة حب شفافة صنعتها الصدفة وشيء من الاحتياج المتبادل، فسيكون بالتالي إيقاعها هادئاً وأجواؤها نقية رائقة، ولكن خالية أيضاً من التشويق. كما أنها رأت كذلك ضرورة أن لا نستلهم من التكنولوجيا الحديثة في علاقاتنا الإنسانية أشياء وتقنيات، وبخاصة مسألة التتبع، فالنثر في الرماد حسب الرواية أشعل ناراً في الصدور تحولت إلى حقد أسود استهدف ودهس مشاعر مسالمة.
وصنفت الكاتبة أيضاً روايتها «العقد الأزرق» بأنها سردية نفسية، فيما احتوت رواية «مذكرات زوجة أبي» على مواضيع فلسفية واجتماعية وإنسانية أكثر شمولاً، وركزت على صراع الأجيال، وسلطت الضوء خاصة على ما وراء بعض ما تتم بلورته وصياغته، ومن ثم تقديمه في العلن على أنه شروح لقواعد الحياة ومبادئها أو جوهر الأشياء وربما حكمة السنين.
ثقافات متنوعة
وتوقفت ضاهر عند دوافعها للاتجاه للكتابة الأدبية بشكل عام والرواية بشكل خاص، وقالت إنه يحضرها قول يوسف إدريس: أنا أكتب كتاباً فيصل لإنسان بمكان ناءٍ وهو حزين، فيمسك كتابي فيؤنسه.. فلهذا الشخص أنا أكتب، مؤكدة أنها تفعل الشيء نفسه في الرواية التي تحقق لها هذا الهدف بجدارة واستحقاق. وأشارت إلى أنها قرأت أول رواية وهي في مرحلة التعليم الإعدادي، وكانت لإحسان عبد القدوس فتأثرت به وأحبت القصص والروايات والعوالم السردية، كما استفادت كثيراً من دراستها للأدب الإنجليزي والأدب العالمي، والاطلاع على أساليب وطرق السرد والكتابة غير تلك التي تعودتها، ومن ثمّ تعرفت على ثقافات أخرى متنوعة ومدهشة.
وترى عبير ضاهر أن النشر الإلكتروني والسوشيال ميديا سهّلا المهمة على المبدعين الجدد في وصول الكتاب إلى القارئ، وهذا هدف كل مبدع، وهو ما تم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة ويسر وعلى نطاق واسع، سواء أتيح الكتاب مجاناً في منصات تحميل الكتب المنتشرة بكثافة، أو في مواقع ومنافذ الطلب الإلكترونية، مؤكدة أن تجربتها مع دور النشر كانت جيدة إلى حد ما، ولكنها أيضاً ليست أفضل شيء، وأن أكثر المعوقات التي واجهتها تمثلت في كثرة الوعود التي قد لا تنفذ والمبالغة في التكلفة المادية أحياناً.
الرواية والسيناريو
وأوضحت ضاهر أن كتابة الرواية أفادتها في السيناريو والحوار، لأن كتابتها لها كانت أولاً وقد أفادتها في صقل طريقة رسم الشخصيات نفسياً ووجدانياً وشعورياً، ولا توجد لديها شخصية في أي عمل لا تمتلك جذوراً أو من دون أبعاد أو أثر في الأحداث ولو كانت مساحة حضورها قليلة، وترى أن تحويل الروايات إلى أفلام ومسلسلات يساهم في شهرة الكاتب، كما حدث مع الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ وكذلك إحسان عبدالقدوس ويحيى حقي ويوسف إدريس، وصولاً لأحمد مراد في «تراب الماس» و«الفيل الأزرق» و«كيرة والجن».
وأعربت عبير ضاهر عن تقديرها لدور الناقد في مسيرة المبدع، مبرزة أنها تستفيد منه، وخاصة إذا كان موضوعياً، والكثير من النقاد منصفون ويملكون رؤية ويكون تقييمهم بنّاءً، وفي المقابل يوجد أيضاً بعض من قد تداخله مشاعر سلبية ويحاول إيقاف الكاتب عن الاستمرار، من خلال الانتقاد غير الموضوعي، الأمر الذي يمكن أن يصيب الكُتاب بتداعيات سلبية نفسية خاصة بالنسبة للكاتب المبتدئ.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
مقتطفات إيمانية.. لقاء لخالد الجندي في الصالون الثقافي بقصر الإبداع الفني
ضمن ليالي رمضان الثقافية والفنية، الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، استضاف الصالون الثقافي بقصر الإبداع الفني بمدينة السادس من أكتوبر، في دورته الرابعة، الداعية الشيخ خالد الجندي في لقاء بعنوان "مقتطفات إيمانية"، في إطار احتفالات وزارة الثقافة بشهر رمضان المبارك.
أقيم اللقاء بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وأدارته نورا كرامة، مديرة القصر، بحضور د. وليد الإمام مبارك، مدير مركز التراث العلمي بجامعة القاهرة، وتغريد كامل، مدير عام التسويق، قدرية حسن، مشرفة الصالون، إلى جانب نخبة من المثقفين ورواد القصر.
استهل الشيخ خالد الجندي حديثه بالإعراب عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء، مؤكدا أهمية نشر الوعي الديني الصحيح وتعزيز الفهم السليم للقيم الإسلامية، خاصة خلال شهر رمضان، الذي يمثل فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالعلم والعمل الصالح.
كما تناول خلاله شروط التوبة النصوح، والوصايا السبع التي تعين المسلم على الفوز بثواب الشهر الكريم، بالإضافة إلى الأعمال الرمضانية التي كان النبي الكريم يحرص عليها، والتي تعد نموذجا للاقتداء والتقرب إلى الله خلال هذا الشهر الفضيل.
وتناول اللقاء عددا من القضايا الدينية المهمة، حيث أوضح "الجندي" أن الإحسان هو أعلى مراتب الإيمان، بينما الإيمان ذاته أعلى من الإسلام. كما أجاب عن تساؤلات حول نية صيام رمضان إيمانا واحتسابا والفرق بين المعنيين، وكيفية حفظ القرآن الكريم في القلوب فهما وعملا.
شهد اللقاء تفاعلا من الحضور طرحت قدرية حسن سؤالا عن الفرق بين الإسلام والإيمان، وكيفية الوصول إلى أعلى درجات الإيمان.
فيما استفسرت عفاف عبد العزيز عن سبب تأخر دفن النبي ثلاثة أيام بعد وفاته، فأوضح "الجندي" أن وفاة الرسول كانت حدثا جللا أربك الصحابة، مما أدى إلى تأخير دفنه.
كما تساءلت تغريد كامل عن المشككين في الإسراء والمعراج، فجاء رد "الجندي" مؤكدا أن الإسراء مذكور صراحة في القرآن الكريم في سورة الإسراء، أما المعراج فقد ورد في الأحاديث الصحيحة، وأشار إليه القرآن في سورة النجم، مشيرا إلى أن الإسراء والمعراج من المعجزات الكبرى التي يجب الإيمان بها كجزء من العقيدة الإسلامية.
جاء اللقاء ضمن فعاليات الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، والإدارة العامة للقصور المتخصصة، برئاسة د. منى شعير، وذلك ضمن جهود قصر الإبداع الفني لتعزيز الوعي الثقافي خلال شهر رمضان المبارك.
وقد أعدت الهيئة العامة لقصور الثقافة برنامجا مكثفا لاحتفالات ليالي رمضان الثقافية والفنية، يشمل أكثر من 1640 فعالية كبرى في 11 موقعا مركزيا بالقاهرة والأقاليم، بالإضافة إلى أكثر من 3000 فعالية ثقافية وفنية في مختلف المواقع الثقافية بالمحافظات، على مدار الشهر الكريم.