الضغط يتصاعد على الانقلابيين في الغابون لتسليم السلطة للمدنيين
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
بعد انقلاب عسكري أنهى سيطرة عائلة بونغو على السلطة في الغابون طالبت قوى المعارضة و"إيكاس" بالعودة إلى النظام الدستوري.
تصاعدت الضغوط الجمعة (الأول من سبتمبر/أيلول 2023) على قادة الانقلاب في الغابونلإعادة السلطة إلى حكومة مدنية بعد يومين من إطاحتهم بالرئيس علي بونغو وإعلانهم عن رئيس جديد. واستولى ضباط من الجيش على السلطة في انقلاب يوم الأربعاء بعد دقائق من إعلان فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة في الانتخابات.
والانقلاب هو الثامن في غرب ووسط أفريقيا في ثلاث سنوات وأدى إلى خروج حشود من الجماهير للاحتفال في شوارع العاصمة ليبرفيل لكنه لقي إدانة من الخارج والداخل. وقالت المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا (إيكاس) في بيان بتاريخ أمس الخميس بعد اجتماع طارئ إنها حثت الشركاء بقيادة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي على دعم العودة السريعة إلى النظام الدستوري. وقالت إنها ستجتمع مرة أخرى يوم الاثنين.
حملة على حاشية بونغو
حكم بونغو البلاد منذ 2009 خلفا لوالده الذي توفي بعدما ظل رئيسا للبلاد منذ 1967. ويقول معارضون إن الأسرة لم تفعل شيئا يذكر لجعل ثروات الغابون النفطية والتعدينية تعود بالنفع على سكان البلاد البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة ثلثهم تقريبا فقراء.
وشغلت عائلة بونغو لسنوات طويلة قصرا فاخرا يطل على المحيط الأطلسي. ويمتلكون سيارات وعقارات باهظة الثمن في فرنسا والولايات المتحدة، يسدد ثمنها نقدا في الغالب، وفقا لتحقيق أجراه عام 2020 مشروع رصد الجريمة المنظمة والفساد، وهو شبكة عالمية من صحفيي التحقيقات.
وأمر القادة العسكريون بالقبض على أحد أبناء بونغو، نور الدين بونغو فالنتين، وعدد من أعضاء حكومة بونغو في وقت مبكر يوم الأربعاء باتهامات من الاختلاس حتى تهريب المخدرات. وقالت محطة تلفزيون الغابون 24 الحكومية أمس الخميس إنه تمت مصادرة حقائب محشوة بالنقود من منازل عدد من المسؤولين. وتضمنت لقطات التلفزيون مداهمة منزل مدير مجلس الوزراء السابق إيان جيزلان نغولو.
وقال نغولو للقناة إن الأموال كانت جزءا من صندوق انتخابات بونغو. وكان بونغو فالنتين يقف بجانبه. ولم يتضح متى تم التقاط الصور. وقال محامو زوجة بونغو اليوم الجمعة إن بونغو فالنتين محتجز في مكان غير معلوم وإنهم قلقون على سلامته.
وشاع هدوء في شوارع ليبرفيل اليوم الجمعة في ظل تواجد مكثف لقوات الأمن. وتركز الحديث على رد المجلس العسكري. وقال تيموثي موتسينغا، المتقاعد من ليبرفيل، "أنت بحاجة إلى سياسيين لإدارة المرحلة الانتقالية، وإلى دولة قبل كل شيء". وأضاف "نتوقع الكثير من هذه الحكومة وهذا الانتقال، نقل السلطة إلى المدنيين".
ضغط خارجي
ولم يتضح تأثير الضغط بعد أن فشلت الجهود الرامية لتراجع الانقلابات في بلدان أخرى في السنوات القليلة الماضية. وتأتي الأحداث في الغابون في أعقاب انقلابات في الآونة الأخيرة في كل من مالي وغينيا وبوركينا فاسو وتشاد لتعصف بكل المكاسب الديمقراطية في منطقة أدى فيها انعدام الأمن وانتشار الفقر إلى إضعاف الحكومات المنتخبة واثار مخاوف القوى الأجنبية التي لها مصالح استراتيجية في المنطقة. وقال البيت الأبيض اليوم الجمعة إنه ما زال يسعى إلى "حلول دبلوماسية قادرة على الصمود" للأوضاع في الغابون والنيجر التي أطاح انقلاب فيها بالرئيس محمد بازوم في 26 يوليو/تموز.
مختارات انقلابات أفريقيا ـ مغادرة الوصاية الفرنسية والدخول تحت نفوذ روسيا؟ الاتحاد الأوروبي يتابع بقلق الانقلابات في الغابون ومنطقة الساحل ضباط بالجيش الغابوني يعلنون استيلاءهم على السلطة انقلابيو الغابون يختارون قائد الحرس "رئيسا للمرحلة الانتقالية"الفرز الكامل للأصوات
ودعت جماعة المعارضة الرئيسية في الغابون، حزب البديل 2023، الذي يقول إنه الفائز الشرعي في الانتخابات التي جرت يوم 26 آب/أغسطس 2023، المجتمع الدولي إلى حث المجلس العسكري على إعادة السلطة إلى المدنيين.
وقالت ألكسندرا بانغا المتحدثة باسم زعيم الحزب ألبرت أوندو أوسا لهيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي "سعدنا بالإطاحة بعلي بونجو لكننا... نتمنى وقوف المجتمع الدولي في صف النظام الجمهوري والديمقراطي بالغابون من خلال مطالبة الجيش بإعادة السلطة إلى المدنيين". وقالت إن خطة المجلس العسكري لتنصيب نغيما رئيسا للدولة يوم الاثنين "عبثية".
جنود يرفعون الجنرال بريس أوليغي نغيما
وقال حزب البديل 2023 إنه يريد إجراء فرز لكامل أصوات الانتخابات، وهو ما قال إنه سيظهر فوز أوندو أوسا. وقالت لجنة الانتخابات في الغابون إن بونجو أعيد انتخابه بفوره بنسبة 64 بالمئة من الأصوات، بينما حصل أوندو أوسا على 31 بالمئة تقريبا. وتم فرز الأصوات دون مراقبين مستقلين ووسط تعتيم على الإنترنت.
وعبرت بانغا عن أمل المعارضة في تلقي دعوة من المجلس العسكري لمناقشة الخطة الانتقالية للبلاد والعودة إلى النظام الجمهوري، لكنها قالت إن المعارضة لم تتلق أي شيء بعد.
تجاهل مطالب المعارضة
فيما يواصل الجنرال بريس أوليغي نغيما، الرجل القوي الجديد في الغابون، بوتيرة سريعة الجمعة لقاءاته مع "القوى الحيّة في البلاد" والسلك الدبلوماسي، وذلك غداة توجيهه تحذيراً شديد اللهجة لرجال أعمال متّهمين بالفساد.
ويقود الجنرال أوليغي الحرس الجمهوري، الجهاز العسكري القوي الذي لطالما اعتمدت عليه عائلة بونغو للإمساك بمفاصل السلطة خلال مدة حكمها الممتدّة منذ 56 عاماً.
وقبل ثلاثة أيام من أدائه اليمين الدستورية رئيساً "انتقالياً" لفترة لم يحدّد الانقلابيون مدّتها، يواصل الرجل القوي الجديد في البلاد تجاهل مطالب المعارضة، التي تقول إن مرشحها فاز في انتخابات 26 آب/أغسطس وتطالب الانقلابيين بتسليمه السلطة في الحال.
لكنّ الجنرال أوليغي أدار أذنه الصمّاء لهذا المطلب وواصل الجمعة بوتيرة محمومة اللقاءات التي بدأها الخميس مع "القوى الحيّة" في البلاد. ولم يعلن المجلس العسكري عن أي خطط انتقالية.
دعوات قضائية في باريس
وفي باريس، رفع محامو سيلفيا بونغو الجمعة دعوى يتّهمون فيها العسكر في الغابون باعتقال السيدة الأولى السابقة وابنها جليل "تعسّفياً". وقال المحامي فرنسوا زيمراي لفرانس برس في باريس إنّ موكّلته "محتجزة في مكان غير محدّد في الغابون". وأضاف أنّ المحامين "يطالبون بالسماح لها بتلقّي زيارات" من ممثلين للقنصلية العامة لفرنسا في ليبرفيل.
وفي السنوات الأخيرة أصبحت سيلفيا بونغو وابنها نور الدين هدفاً لاتّهامات توجّهها إليهما بانتظام المعارضة والمجتمع المدني ووسائل إعلام محلية. وبحسب هذه الاتّهامات فإنّ زوجة الرئيس وابنه "يتلاعبان به" منذ إصابته بسكتة دماغية خطيرة في 2018 أصبح بعدها ضعيفاً للغاية.
وانتُخب علي بونغو في 2009 خلفاً لوالده عمر بونغو أونديمبا الذي حكم البلاد لأكثر من 41 عاماً وشكّل أحد أعمدة "فرنسا الأفريقية". وفي 2016 أعيد انتخاب علي بونغو بفارق ضئيل عن منافسه، في انتخابات اتّهمت المعارضة يومها النظام بتزويرها.
وطالب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الجيش أمس الخميس بالإحجام عن أي تدخل في العملية السياسية، ودعا إلى إجراء انتخابات نزيهة وشفافة. وقال المجلس إنه سيفرض عقوبات على قادة الانقلاب إذا لم يعيدوا النظام الدستوري. وأدانت فرنسا التي كانت تستعمر الغابون في الماضي ودول غربية أخرى الانقلاب العسكري.
ز.أ.ب/ع.ش (أ ف ب، رويترز)
المصدر: DW عربية
كلمات دلالية: الغابون الجابون الانقلاب في الغابون عائلة بونجو النفوذ الفرنسي في أفريقيا إيكاس انقلابات في أفريقيا الديمقراطية في أفريقيا الغابون الجابون الانقلاب في الغابون عائلة بونجو النفوذ الفرنسي في أفريقيا إيكاس انقلابات في أفريقيا الديمقراطية في أفريقيا المجلس العسکری عائلة بونغو على السلطة فی الغابون السلطة إلى علی بونغو
إقرأ أيضاً:
وزيرة الداخلية الألمانية: منفذ هجوم الدهس في ماجدبورج كاره للإسلام
وصفت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، المشتبه به في هجوم الدهس المميت الذي وقع امس الجمعة، أنه 'كاره للإسلام'.
ولم تقدم سوى القليل من التفاصيل الأخرى، لكن وسائل الإعلام الألمانية ذكرت أن المشتبه به يوم الجمعة، سعودي يبلغ من العمر 50 عامًا، يدعى “طالب أ” ويعتقد أنه عمل على مساعدة زملائه السعوديين على مغادرة وطنهم.
وبدا أنه عبر على وسائل التواصل الاجتماعي عن آراء مناهضة للإسلام ودعم لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف.
وقال فيسر، متحدثا من مدينة ماغدبورغ، حيث وقع الهجوم، إن التحقيقات بدأت للتو.
وأثار هجوم يوم الجمعة، الذي قُتل فيه ما لا يقل عن خمسة أشخاص وأصيب أكثر من 200 آخرين، تساؤلات حول كيفية تمكن المهاجم من الوصول إلى الحدث عبر السيارة وصدم بسيارته الحشود الصاخبة.
ويشبه هذا الحادث الهجوم الإرهابي الذي وقع في سوق عيد الميلاد عام 2016 في أحد أسواق برلين والذي خلف 13 قتيلاً. وتم تشديد الإجراءات الأمنية في الأسواق في جميع أنحاء ألمانيا بشكل كبير في أعقاب هذا الهجوم.
وقال وزير العدل الألماني فولكر فيسينج، متحدثًا إلى جانب فايسر، إنه سيتم اتخاذ قرار قريبًا بشأن ما إذا كان المدعي الفيدرالي الألماني سيقود القضية. والمكتب هو أعلى سلطة قانونية في البلاد وسيتعامل مع الأعمال الإرهابية.