صدر عن «النادي الثقافي» بسلطنة عُمان، كتاب: «كتّاب عُمانيون في مجلة صوت البحرين... 1951 – 1954» للدكتور حسن مدن، الذي بحث في كتابات أربعة من الكتاب العُمانيين، وهم: عبد الله الطائي، ومحمد أمين البستكي، وأحمد محمد الجمالي، وحسين حيدر درويش، مسلطًا الضوء على مضامين كتاباتهم في مجالات الفكر، والأدب، والنقد الأدبي، وأدب الرحلات، ليكشف «ما كان عليه هؤلاء الكتاب من وعي متقدم، وثقافة متنوعة»، وكيف انعكس ذلك على ريادتهم في مجالات الكتابة الصحفية، والأدبية، والفكرية في عُمان والخليج العربي.


ولا يجيء هذا الكتاب، لإبراز «أن كتابًا عُمانيين متميزين كتبوا في صحافة البحرين في منتصف القرن العشرين كوجه من أوجه التفاعل والترابط بين أدباء الخليج العربي» فقط، وإنما جاء بغاية «إظهار أن هؤلاء الكتاب الأربعة تميزوا عن بقية نظرائهم من كتاب تلك المرحلة بأوجه أسبقية وريادية»، وهو ما سلط مدن الضوء عليه من خلال فصول الكتاب، كدعوة للباحثين العُمانيين والخليجيين للعودة إلى تلك الكتابات والإفادة منها «في كتابة أوجه من تاريخنا الأدبي والثقافي». وانطلاقًا من الأديب عبد الله الطائي، الذي كان أحد أبرز رواد النقد الأدبي في المنطقة، والذي تمتع بأفقه الشامل البانورامي للمشهد الشعري في الخليج والجزيرة العربية، يكشف مدن، أن كتاباته النقدية والنصوص التي تناولها تتجلى «أهميتها في توثيق مرحلة لابد من الوقوف عندها من تطور الحركة الأدبية -الشعرية منها خاصة- لكل باحث وناقد في المجال نفسه»، مستنتجًا بأن هذا الأديب تتبع سير من تناولهم من شعراء، متقصيًا كيف أثرت خلفيتهم الاجتماعية، والجغرافية، والمجتمعية، بالإضافة للتنشئة والتكوين التعليمي والثقافي على تجربتهم الشعرية. وبالانتقال للكاتب حسين حيدر درويش، يرى مدن، بأن هذا الكتاب -خاصة في مقالته التي عنونها بـ«أوروبا كما رأيتها»- أول كاتب من أبناء الخليج كتب عن رؤيتنا للآخر الغربي، والأوروبي تحديدًا، بعين خليجية، مبينًا أن ما أولته أوروبا لمنطقة الخليج والجزيرة العربية من اهتمام كبير، حيثُ كانت السيطرة عليها كمنفذ بحري وممر استراتيجي إلى الهند وآسيا عامة أولاً، وكمنطقة غنية بالنفط تاليًا، محل صراع بين الضواري الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث تزاحم عليها البرتغاليون، والهولنديون، والقياصرة الروس، والفرنسيون، لكن الإنجليز حققوا الغلبة على كل هؤلاء وأحكموا قبضتهم على المنطقة، الأمر الذي يراه مدن ذا أهمية لفهم كيف رأى درويش وأبناء المنطقة المثقفون بلدان هؤلاء المتصارعين على منطقتهم. فيما يضع مدن الكاتبين محمد البستكي، وأحمد محمد الجمالي في خانة الكتاب الفكريين، حيثُ نحت كتابتهم منحىً فكري، «ينم عن متابعة جيدة لمستجدات الوضع الدولي بعد نهاية الحرب العالمية الثانية»، مبيناً بأن مقالاتهم تدور حول ما طرحه عالم ما بعد الحرب، ونشوء معسكرين دوليين، يتبنى كل واحدٍ منهم رؤية وفلسفة نقيضة للآخر، وهما الرأسمالية والاشتراكية، وهو ما اعتنى بإبرازه الكاتبان، «عاقدين المقارنة بين ما يحسبانه إيجابيات وسلبيات كل نظامٍ منهما»، مع ميلٍ نحو المعسكر الاشتراكي. إلى جانب ذلك، اهتم البستكي والجمالي بمكانة الأمة العربية في الوضع الدولي آنذاك، «من منطلق الرغبة في أن تنهض، وأن تتحرر من كوابح التقدم»، وبذلك يرى مدن، بأن هذان الكاتبان سارا على خطى كتاب ومفكرين عرب آخرين، كما تأثروا بالإصدارات التي كانت تصدر باللغة الإنجليزية، وتباع في (كراتشي)، حيثُ أقاما، والتي أعانتهم في سعيهم لـ«رسم خريطة طريق النهضة المنشودة». كما يلفت مدن، بأن البستكي والجمالي، وعلى خلاف الخطاب القومي الداعي إلى نهضة العرب وتقدمهم، واعتدادهم بعروبتهم، السائد في بقية مقالات كتاب «مجلة صوت البحرين» من البلدان الخليجية والعربية، نزعا إلى إدخال مفردات ومفاهيم جديدة، غير مألوفة في تلك الكتابات، وهي مفاهيم متأثرة بالفكر الاشتراكي الذي يرجح مدن بأنهما اقتربوا منه تحت تأثير البيئة الفكرية والسياسية في مدينة (كراتشي)، والتي منها، أرسلوا مقالاتهم إلى «مجلة صوت البحرين»، في مرحلة كانت تشهد صعود هذا الفكر.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا کتاب ا

إقرأ أيضاً:

فرسان عُمانيون يتصدرون سباقًا عالميًا

العمانية-أثير

حقق فريق الخيالة السُّلطانية الفوز في سباق أرجنتان الفرنسي للقدرة الذي نظمه الاتحاد الدولي للفروسية لمسافة ١٦٠ كم ذو الثلاث نجوم، وتضمن٥ مراحل.

حيث حقق المركز الأول الفارس محمود بن مرهون الفوري على صهوة الفرس إلكترا ليضيف إلى رصيده خيلا ثانية ويختار الأفضل منهما للمشاركة في بطولة كأس العالم للقدرة القادمة فرنسا ٢٠٢٤ بعد تأهله للبطولة على صهوة الفرس دليلة.

وفي منافسات سباق أرجنتان الفرنسي للقدرة لمسافة ١٢٠ كم ذو النجمتين، والذي اشتمل على ٤ مراحل اجتاز الفارس فيصل بن إبراهيم الفارسي مراحل السباق الأربع على صهوة الفرس وثيقة للخيالة السلطانية وتأهل إلى منافسات بطولة كأس العالم للخيول الصغيرة لعمر ٨ سنوات التي ستقام في شهر سبتمبر القادم في إيطاليا.

وفاز الفارس صالح بن سالم البلوشي على صهوة الحصان بوسفور للخيالة السُّلطانية بالمركز الأول في منافسات سباق أرجنتان الفرنسي للقدرة الذي بلغت مسافته ١٠٠ كم ذو النجمة الواحدة واشتمل السباق على ٣ مراحل.

مقالات مشابهة

  • فرسان عُمانيون يتصدرون سباقًا عالميًا
  • قراءة في كتاب: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حريّة – محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة)، (2- 15)
  • قراءة في كتاب: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حريّة- محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن «مقاربة» «1- 15»
  • تفاعل أمني لتحدٍ فكري.. ماسبب ظهور القربانيون وهل معالجات الداخلية صحيحة؟-عاجل
  • الأبحاث ما بعد الكولونيالية وتأثيراتها على المجتمعات المستعمرة.. كتاب جديد (1من2)
  • الصحراوي قمعون: القضية الفلسطينية وحروب التضليل
  • نائب يؤكد صحة كتاب رئاسة البرلمان بشأن قرارات مجلس محافظة نينوى الأخيرة
  • الأبحاث ما بعد الكولونيالية وتأثيراتها على المجتمعات المستعمرة.. كتاب جديد (1 من 2)
  • قراءة في كتاب: أطروحات ما بعد التنمية الاقتصادية: التنمية حريّة – محمود محمد طه وأمارتيا كومار سن (مقاربة)، (1- 15)
  • كيف صاغ حكام مصر ومفكروها هويتها الوطنية؟ قراءة في كتاب