كاثرين ساندرسون - عالمة نفس أمريكية

المقارنة الاجتماعية غريزة بشرية أساسية وتلقائية، فهي تساعدنا على فهم موقعنا بين الآخرين، بما في ذلك ما نجيده وما لا نحسنه. نستخدم هذه المقارنات لتقييم أنفسنا في أي ناحية من النواحي تقريبًا، سواء المظهر أو الدخل أو غير ذلك.. تلك المقارنات تؤدي غرضًا مهمًا بما أننا لا نجد مقياسًا موضوعيًا واضحًا للعديد من عوامل الحياة! لكن هذه المشاعر يمكن أن تولد الحقد أيضًا!
سيد أحمد رضا:
لقي إعلان «هيئة البحرين للثقافة والآثار» بفتح باب التقدم لطلبات نشر الأعمال الأدبية والفكرية، اهتماماً من الأدباء والكتاب البحرينيين، الذين وجدوه إشعاع أمل، بعد أن خبى «مشروع النشر المشترك»، في السنوات الأخيرة.

بيد أن الخبر شابه التباس عما إذا كانت المبادرة استمرارية للمشروع السابق، وما إذا كان باب النشر يتضمن الأعمال الأدبية الإبداعية؛ من قصة، وشعر، ورواية.. كما أوحى عنوان الخبر ومقدمته، أم يقتصر على المجالات المحددة في مضمون الخبر، والتي لم تشر للنشر الأدبي، بيد أنهم أعربوا عن بالغ سعادتهم بعودة النشر، وبما لهذه المبادرة من انعكاسات على الواقع الثقافي المحلي.
وتجيء مبادرة (هيئة الثقافة) «ضمن عملها على دعم ورعاية الكتاب البحرينيين وإطلاق ملكاتهم في مجالات الأدب والفن والفكر»، حيث حددت الفترة من 20 أغسطس حتى 20 أكتوبر 2023، فترة لتلقي طلبات النشر، عبر البريد الإلكتروني المخصص ([email protected])، مشترطة أن يكون التقديم شخصياً، وفي المجالات التالية: تاريخ البحرين القديم والحديث ومكانتها الإقليمية والعاليمة. التراث والثقافة المحلية المادية وغير المادية. الدراسات (المفردة)، التي تتناول عرض وتوثيق وتحليل القضايا الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية في المملكة. على أن يلتزم المتقدم بالمواضيع، وأن لا يتضمن العمل ما يتعارض مع القيم والثوابت الوطنية والدينية والأخلاقية المتعارف عليها في المجتمع البحريني، وأن لا يحتوي على ما يمكن أن يخالف قوانين المملكة، بالإضافة لمراعاة قواعد الكتابة العلمية، وأن تكون المخطوطة مقدمة حصراً للهيئة، مع إمكانية قبول الأعمال التي يمثل محتواها تجميعاً لمقالات أو دراسات منشورة من قبل، شرط الموافقة المعللة من قبل لجنة القراءة والنشر في الهيئة، إلى جانب إمكانية نشر الرسائل الجامعية (الماجستير والدكتوراه) في حالات مخصوصة، شرط اتصالها بمجالات النشر، وأن تحظى بالتميز والنوعية. وستلتزم الهيئة بإعلام المتقدم بقرار الموافقة المبدئية على النشر، بعد فترة لا تتجاوز الشهر من تاريخ استلام الطلب. ويمكن التقدم بطلب يتضمن عنوان الكتاب المقترح، وبيان مختصر للكتاب (لا يتجاوز 300 كلمة)، وقائمة بأهم مراجع العمل، والفهرس، وسيرة ذاتية، وبيانات التواصل. في سياق ذلك، أعرب الناقد والشاعر كريم رضي، عن سعادته بعودة مبادرة النشر، فبعد «أن طال انتظار المبدعين والكتاب منذُ توقف (مشروع النشر المشترك) السابق، جاء هذا القرار المهم جداً، والذي نتطلع إلى انعكاسه الإيجابي على الإنتاج الإبداعي خاصة، والثقافي عامة»، مشيراً إلى ما وصفه بـ«الخطوة الناقصة»، إذ أكد «ينبغي على الهيئة، مشكورةً، أن تشرح بشكلٍ تفصيلي هذا المشروع، فهنك لبس لدى الكثيرين حول ما إذا كان يشمل الكتابات الإبداعية كدواوين الشعر، والمجموعات القصصية، والروايات، إذ فهم العديد من الكتاب بأنها غير مشمولة، وأنه مقتصر على الدراسات والبحوث». لافتاً بأن أهمية هذا المشروع في كونه «جاء ونحن نترقب عودة (معرض البحرين الدولي للكتاب)، مما يبشر بأن يكون لدينا كم من الكتب البحرينية حتى موعده، ما سيحرك سوق المنتج الأدبي والفكري البحريني». من جانبه لفتت الكاتبة الروائية أمينة الكوهجي إلى أهمية المبادرة، مؤكدة على ضرورة أن «تتاح فرص أكبر للأدباء الشباب، مع الحرص على تنويع الأسماء في السنوات القادمة»، مشيرةً أن الطباعة لا ينبغي أن تكون يتيمة دون «ترويج هذه الإصدارات في المعارض المحلية والدولية، وتنظيم فعاليات شهرية تحتفي بالإصدارات الجديدة، عبر عقد جلسات المناقشة والقراءة، بالإضافة لتسليط الضوء عليها إعلامياً، عبر تشكيل لجنة تتولى حصر الإصدارات، وفتح قنوات رسمية مع الجهات والنوادي الثقافية». كما أكدت الكوهجي، على ضرورة أن تنسق الهيئة لمشاركة الأدباء والكتاب البحرينيين في المحافل والمؤتمرات الثقافية الخارجية، وتدعيم حركة النشر بعقد المسابقات الرسمية السنوية للكتاب في جميع مجالات الكتابة، «مع رصد جوائز مالية وطباعة النصوص الفائزة»، للمساهمة في دفع الإنتاجات الأدبية والفكرية، وتحريك الساحة الثقافية المحلية. من جانبه قال الموسيقار الدكتور عصام الجودر، بأن مبادرة الهيئة «عامل مهم لتشجيع المبدعين البحرينيين». أملاً أن تتسع هذه المبادرة «لكافة النتاجات الفكرية والفنية؛ كوسيقي أرى بأن مستوى دعم الإنتاج الموسيقي النظري والمسموع، نادر أو هو غير موجو»، مشيراً أن محيطنا الخليجي، «يشهد طفرة ثقافية في الإنتاجات المطبوعة من كتب، فيما يصطدم المبدع البحريني بإغلاق المطبعة الحكومية، التي كانت رافداً مهماً لطباعة العديد من النتاجات الفكرية البحرينية». ويأمل الجودر بأن لا يقتصر الأمر على إطلاق مبادرة لنشر الكتب، «فما نرجوه، متابعة المبدعين والكتاب، ودعوتهم لتقديم نتاجاتهم، خاصة وأن الكثير منهم، وبسبب تجارب سابقة رفضوا فيها، مترددين في إعادة الكرة لطلب الدعم!». بدورها أكدت الكاتبة أمل عبد الوهاب على أهمية هذه المبادرة «خاصة في الوقت الراهن؛ حيثُ الأدباء والكتاب، خاصة من الشباب والمبتدئين، في أمس الحاجة لمن يدعمهم في النشر، إذ لا يخفى على أحد ما يعانونه من حيرة وهم بصدد نشر مؤلفاتهم»، مشيرةً إلى شح دور النشر الذي تعاني منه المملكة، بالإضافة للتكلفة الباهضة للنشر عامةً، ولهذا تبين «هذه المبادرة ستمنح الكتاب البحرينيين أفق أوسع، وسيكون لها عائدٌ إيجابي في إثراء الحركة الأدبية والثقافية في المملكة».

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا هذه المبادرة

إقرأ أيضاً:

يوم مبادرة السعودية الخضراء.. وعيٌ ينمو ومستقبل يزدهر

تحتفل المملكة العربية السعودية في 27 مارس من كل عام بمناسبة يوم مبادرة السعودية الخضراء، تزامنًا مع ذكرى إطلاق المبادرة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – في اليوم ذاته من عام 2021م.

ويجسّد هذا اليوم التزام المملكة بتسريع وتيرة العمل المناخي، وترسيخ ريادتها في مجال الاستدامة على المستويين المحلي والدولي، في خطوة تعكس رؤيتها الطموحة لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا للأجيال القادمة.

وتشكّل هذه المناسبة محطة بارزة لتجديد التزام المملكة بتعزيز الوعي البيئي وترسيخ ثقافة الاستدامة في المجتمع السعودي، حيث تسلّط الضوء على أهمية تبني الممارسات المستدامة لدعم رحلة الانتقال الأخضر في المملكة، ويُبرز هذا اليوم التزام المجتمع السعودي بجميع فئاته بالمساهمة الفاعلة في دعم المبادرة وتحقيق أهدافها الطموحة.

ويعد يوم مبادرة السعودية الخضراء فرصة مثالية لتأكيد دور الشباب في دعم الاستدامة وقيادة الجهود البيئية المستقبلية، إضافة إلى إبراز جهود المبادرة لتعزيز وعيهم بأهمية حماية البيئة، وتحفيزهم على المشاركة الفعّالة في مختلف البرامج والمبادرات المجتمعية.

علاوةً على ذلك، يسلّط هذا اليوم الضوء على الإمكانات المتميزة للشباب السعودي وقدرتهم على تقديم حلول مبتكرة تسهم في مواجهة التحدّيات البيئية الملحّة.

اقرأ أيضاًالمملكةدرجات الحرارة والطقس المتوقع ليوم الجمعة 14 مارس 2025

وبدءًا من جهود زراعة الأشجار وتطوير مشاريع الطاقة المتجدّدة ووصولاً إلى استقطاب الاستثمارات الخضراء، يُبرز يوم مبادرة السعودية الخضراء الإنجازات الاستثنائية التي حقّقتها المبادرة لغاية اليوم على صعيد تحقيق أهدافها الطَموحة والمتمثلة في تقليل الانبعاثات الكربونية، وتشجير المملكة، وحماية المناطق البرية والبحرية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وتجسد هذه الإنجازات التزام المملكة بتعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وحماية البيئة، مما يرسّخ ريادتها في مجال حماية البيئة على مستوى العالم.

وتواصل المملكة إطلاق وتنفيذ مجموعة من المشاريع والمبادرات المرتبطة بالاستدامة، ودعم الابتكار في مجالات الطاقة النظيفة، في سبيل بناء اقتصاد أكثر ازدهارًا واستدامة للأجيال القادمة، وللمزيد من المعلومات زيارة الموقع الإلكتروني الخاص بيوم مبادرة السعودية الخضراء SGIDay.com.

مقالات مشابهة

  • «قلبي اطمأن» يطلق مبادرة «الحصالات الفخارية»
  • اللافي يعلن عن مبادرة سياسية جديدة بشأن الانتخابات
  • سيارات ومزرعة.. مستقبل وطن يبحث مع الخارجية مبادرات جديدة للمصريين بالخارج
  • يوم مبادرة السعودية الخضراء.. وعيٌ ينمو ومستقبل يزدهر
  • حزب مستقبل وطن يستكمل توزيع كراتين رمضان ضمن مبادرة الخير في مدينة دهب بجنوب سيناء
  • السعودية تختتم مشاركتها في معرض لندن الدولي للكتاب 2025
  • حصاد "شرقيتنا خضراء".. 550 ألف شجرة و3,6 مليون زهرة في 18 حيًا
  • بنك مسقط يساهم في الإفراج عن 346 حالة إنسانية ضمن مبادرة "فك كربة"
  • «الناشرين الإماراتيين» ترسخ حضور قطاع النشر الإماراتي في «لندن للكتاب»
  • جمعية "الناشرين الإماراتيين" ترسخ حضور النشر المحلي في "لندن للكتاب"