اعتبر ديفيد فارس الأكاديمي المتخصص في الشؤون السياسية بجامعة جامعة روزفلت، أن عملية إعادة ضبط الولايات المتحدة الأمريكية لدورها في الشرق الأوسط باتت تؤتي ثمارها.

وأضاف فارس في مقال بمجلة نيوزويك الأمريكية، أن الولايات المتحدة أكملت عامين على إجلاء أخر رحلة لقواتها من أفغانستان

وذكر أنه بالرغم من الانتقادات الواسعة لعملية إجلاء القوات الأمريكية من أفغانستان، فقد استمر الرئيس الأمريكي جو بايدن في مهمتها رغم الصراخ العالي لآلاف من المتحمسين للحرب إلى الأبد

ورأي أن عملية الإجلاء أثبتت في نهاية المطاف أن الأمن القومي الأمريكي لا يتطلب حامية مفتوحة أو مواقع عسكرية تشمل دول متعددة في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى.

نهاية الأساطير

وذكر فارس أن الولايات المتحدة في عام 2008، كانت غارقة في أتون حربين مرهقتين في منطقة الشرق الأوسط، وهما العراق وأفغانستان.

وأشار إلى أن ذلك كان يأتي في ظل وجود عشرات الآلاف من القوات على الأرض، وإهدار مليارات الدولارات يوميًا في مسعى غير مثمر لإعادة تشكيل مجتمعين بالكاد نفهمهما.

وأضاف أن إدارة جورج بوش الابن كانت تعتقد بأن التحول الديمقراطي وحده هو القادر على منع موجات جديدة من الإرهاب ضد الولايات المتحدة الأمريكية.

وبدلاً من ذلك، عندما تم إخلاء آخر جندي من كابول، تضمنت قوائم الرحلة رجالًا ونساء لم يولدوا حتى في 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

وأوضح فارس أن القصة غير المعلنة للسياسة الخارجية الأمريكية اليوم هي أن الأساطير المدمرة حول مهمتنا الحضارية في الشرق الأوسط وحتمية وجود القوة العسكرية الأمريكية لتحقيق الاستقرار الإقليمي تم التخلص منها بشكل شامل.

وذكر أن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بدأ عملية إعادة ضبط الدور الأمريكي في الشرق الأوسط بالانسحاب من العراق ورفض الانجرار بشكل عميق إلى الحرب الأهلية السورية.

اقرأ أيضاً

بذكراه السنوية.. مذكرة أمريكية للدفاع عن الانسحاب من أفغانستان

على الرغم من افتتانه الواضح بالطغاة السعوديين وانفتاحه المتعجرف على إثارة حرب مع إيران، إلا أن الرئيس السابق دونالد ترامب ظل على هذا المسار إلى حد كبير.

وقد أنهى الرئيس بايدن، الذي كان ذات يوم الصوت الوحيد الذي عارض زيادة القوات في أفغانستان عندما كان نائباً للرئيس أوباما، مهمة الابتعاد عن الشرق الأوسط.

يؤتي ثماره

 ووفق فارس فقد أثبت العامان الماضيان بشكل قاطع أن الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط ليس غير ضروري فحسب، بل إنه يضر بشدة بشعوب وبلدان المنطقة.

منذ أن بدأت الولايات المتحدة في تقليص وجودها العسكري، تم التوقيع على العديد من اتفاقيات السلام الجديدة بين إسرائيل ودول إقليمية أخرى.

كما اتخذ الخصمان اللدودان إيران السعودية الخطوات الأولى نحو مستقبل السلام والتعايش بدلاً من التدخل والتحريض الذي لا نهاية له.

وأصبح العراق اليوم أفضل حالاً مما كان عليه قبل عقد من الزمان، وأصبحت الحروب الأهلية في اليمن وسوريا أقرب إلى النهاية مما بدا ممكناً قبل بضع سنوات فقط.

لم تكن هناك أعمال إرهابية كبيرة أو حتى مؤامرات محبطة ضد الولايات المتحدة.

وعقب فارس قائلا إنه "صحيح أن أفغانستان قد تُركت لطالبان، ومما لا شك فيه أن الحياة أصبحت أسوأ بالنسبة للنساء هناك.. ولكن كما قال الصحفي فضل الله قزيزاي وقت سابق من هذا الشهر، كان هناك جانب إيجابي غير متوقع

وأوضح قزيزاي في تصريحات إعلامية أن: التغييرات الجيدة التي يمكنني رؤيتها هي توقف القصف، ولا مزيد من غارات الطائرات بدون طيار، فقد تم إرساء السلام والأمن.

وبحسب فارس فإنه ربما يكون منح أفغانستان استراحة طويلة من الصراع الذي لا نهاية له أفضل على المدى الطويل بالنسبة للإصلاحيين المحتملين في البلاد من عقد آخر من القتال غير المثمر بقيادة الولايات المتحدة.

لقد كلف الصراع في أفغانستان دافعي الضرائب الأمريكيين أكثر من 2.3 تريليون دولار، ناهيك عن مقتل ما يزيد على 243 ألف شخص كنتيجة مباشرة للقتال والملايين من الجرحى.

وتتجاوز التكلفة الإجمالية لحروب ما بعد 11 سبتمبر/أيلول في نهاية المطاف 6 تريليون دولار مع عدم وجود عائد ملحوظ على هذا الاستثمار المذهل.

وخلص فارس إلي أن الأمر المهم بالنسبة لبلاده يتمثل في أنه ليست هناك عودة إلى سياسات التدخل الثقيلة في الشرق الأوسط التي كانت متبعة خلال فترة الحرب الطويلة على الإرهاب.. فأخيرا تم إنجاز المهمة.

اقرأ أيضاً

أمريكا تركت معدات عسكرية لدى انسحابها من أفغانستان بـ7 مليارات دولار

المصدر | ديفيد فارس/نيوزويك- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الانسحاب الامريكي من أفغانستان التطبيع الإسرائيلي العربي الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط من أفغانستان

إقرأ أيضاً:

السفارة الأمريكية تهنئ اليمن كونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الانترنت الفضائي "ستارلينك"

هنّأت السفارة الأميركية، اليمن كونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية من "ستارلينك".

 

وقالت السفارة في بيان نشرته عبر حسابها الرسمي بمنصة "إكس" إن "هذا الإنجاز يوضح كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصاً جديدة وتدفع عجلة التقدم".

 

وفي وقت سابق اليوم أعلنت شركة ستارلينك (المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك)، بدء توفر خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن، ليصبح اليمن الدولة الأولى في الشرق الأوسط التي تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.

 

 

ومطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلنت الحكومة اليمنية، إطلاق المرحلة التجريبية لخدمة الإنترنت الفضائي "ستارلينك"، في العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات المحررة.

 

وأكد المدير العام التنفيذي للمؤسسة العامة للاتصالات السلكية واللاسلكية، في عدن، المهندس وائل طرموم، بدء إطلاق المرحلة التجريبية الرسمية من خدمة ستارلينك (الانترنت الفضائي) في المحافظات المحررة، لتقييم الخدمة من قِبل فريق فني مشترك من المؤسسة وشركة ستارلينك لضمان جودة خدمة الانترنت الفضائي عالي السرعة.

 

وأضاف طرموم "إن هذه الخطوة تأتي بعد قيام مؤسسة الاتصالات وشركة ستارلينك باستكمال كافة الإجراءات القانونية، واستيفاء الاشتراطات الفنية، وإتمام الإجراءات التعاقدية التجارية، والتوقيع على اتفاقية ترخيص الخدمة في مطلع شهر يناير الماضي، لتصبح مؤسسة الاتصالات وكيلا معتمدا لشركة ستارلينك بالأراضي اليمنية".

 

وأشار إلى أن اليمن، ستصبح في مدار التغطية الرسمية لخدمة الانترنت الفضائي، ابتداءً من شهر أكتوبر القادم، حيث سيلاحظ الجميع أن الموقع الجغرافي لليمن بات ظاهرا في خريطة التغطية في الموقع الإلكتروني الخاص بشركة ستارلينك، باللون الفاتح بعدما كان في السابق يظهر باللون القاتم.


مقالات مشابهة

  • عضو مجلس القيادة طارق صالح وزير الخارجية الروسي يبحثان العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين
  • رئيس الوزراء: جهودنا لجذب الاستثمارات تؤتي ثمارها.. وافتتاح مصنع «بيكو» للأجهزة المنزلية يعكس قوة الاقتصاد المصري
  • السفارة الأمريكية تهنئ اليمن بـالانترنت الفضائي.. والحوثي تحذر
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمن على الريادة في الشرق الأوسط
  • السفارة الأمريكية تهنئ اليمن كونه أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الانترنت الفضائي "ستارلينك"
  • الولايات المتحدة: تهانينا لليمن على كونها أول دولة في الشرق الأوسط تستخدم هذه التقنية
  • الولايات المتحدة تهنئ اليمنيين بإدخال تقنية اتصالات هي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط
  • البنتاجون: لا تعديل لوضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بعد تفجيرات لبنان
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • ما دلالات هروب حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” من الشرق الأوسط؟