زيلينسكي يتهم روسيا بمُحاولة خلق فوضى في أفريقيا
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
صرح الرئيس الأوكراني، "فولوديمير زيلينسكي"، بأن روسيا تُحاول خلق الفوضى في أفريقيا كاستراتيجية لتشتيت الانتباه لإعادة توجيه الاهتمام العالمي، حسبما أفادت تقارير صحفية، مساء اليوم الجمعة.
زيلينسكي: نتعهد بتطهير أوكرانيا ممن يضعفونها من الداخل اجتماع لـ "مجلس الأمن" حول أوكرانيا 20 سبتمبر.. توقعات بحضور زيلينسكيوأضاف زيلينسكي: حتى عندما يحاولون (الروس) خلق الفوضى في أفريقيا، فإننا لا نرى قوة بل ضعفًا.
وقال زيلينسكي في رسالة فيديو إلى منتدى أمبروسيتي المنعقد في بلدة سيرنوبيو على ضفاف بحيرة كومو في إيطاليا: إنهم في الواقع يحاولون صرف انتباه العالم.
السلام المُستدام في أوكرانيا وأوروباوأفاد أيضًا أن السلام المستدام في أوكرانيا وأوروبا لا يمكن تحقيقه دون عودة شبه جزيرة القرم وحل قضية دونباس وتحرير الأراضي المحتلة. وأضاف أن أوكرانيا، باعتبارها دولة متحضرة، لا تعترف بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا.
وتابع: "الدول الأخرى لا تعترف بها أيضًا، وبالتالي فإن الوضع غير مستدام، وستكون هناك فوضى دائمة. وهذا ما تسعى إليه روسيا. ويمكن حلها بالوسائل الدبلوماسية أو العسكرية.
وأكمل زيلينسكي في منتدى أمبروسيتي، حيث تناقش التطورات الدولية، أن انسحاب القوات الروسية من شبه الجزيرة سينقذ الأرواح.وشدد الزعيم الأوكراني على أن نزع السلاح في منطقة زابوروجي هو "الواجب الأساسي للجميع لمنع وقوع كارثة نووية".
أعرب الرئيس الأوكراني، عن امتنانه لدعم إيطاليا طوال الحرب وذكر أنه ليس لديه أدنى شك في أن إيطاليا، التي ستتولى رئاسة مجموعة السبع العام المقبل، ستقدم حلولاً قوية ليس فقط لأمن أوكرانيا أو أوروبا ولكن أيضًا للأمن العالمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زيلينسكي روسيا أفريقيا الرئيس الاوكرانى الحرب
إقرأ أيضاً:
خيارات أوكرانيا بين تشدد زيلينسكي وتقارب ترامب وبوتين
كييف- منذ أن اعتلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب سدة الحكم في واشنطن، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يكيل له عبارات المديح والثناء، حتى أن "الصديقين" اتصلا ببعضهما مؤخرا، فقطعا شوطا كبيرة بعد طول جفاء وقطيعة بين البلدين، على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وبين تبادل ترامب وبوتين الغزل -إن صح التعبير- وتأكيدهما استعدادهما بحث تسوية تنهي من القتال دون عودة إليه، تبدو كييف خائفة متوجسة مع نهاية ثالث سنوات الحرب، حتى وإن أظهرت غير ذلك.
وتتعلق أولى المخاوف الأوكرانية بإمكانية تجميد الحرب، بأن يتوقف القتال من دون أي انسحاب روسي، ويكون ذلك أشبه "بفترة راحة"، لكلا الجانبين، لكنه يصب في صالح الروس أكثر، وفي هذا الصدد، حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من أن روسيا تحشد حاليا نحو 100 ألف جندي، استعدادا لحرب جديدة إذا ما جمدت الحرب الراهنة.
خيار التجميديقول الخبير العسكري والعقيد في قوات الاحتياط أوليغ جدانوف للجزيرة نت "لنكن صادقين، حتى اليوم لا أحد يعرف ماهية خطة ترامب لوقف الحرب، ولصالح من ستكون؟ أوكرانيا لا تريد وقفها وحسب، بل منع تكرارها، لأن القادمة ستكون أكبر وأسوأ".
ويضيف في السياق ذاته "تجميد الحرب يعني أن الروس سيعيدون حساباتهم، ويحشدون مزيدا من الصواريخ والآليات والقوات المدربة، ليهجموا على أوكرانيا مجددا بعد سنوات، متداركين أخطاء منعت تحقيق كامل أهدافهم في هذه الحرب".
إعلانوفي حال جُمدت الحرب، يتحدث بعض المراقبين عن احتمال لجوء روسيا إلى سيناريو "الاستحواذ على أبخازيا" لتطبيقه في أوكرانيا، ويوضح الخبير في المعهد الأوكراني للمستقبل إيهور تيشكيفيتش، في حديثه للجزيرة نت، "يبدو أن هذا العام سيشهد مفاوضات وتوقيع بعض الوثائق، التي ستكون بمثابة خريطة طريق، تتعلق بقضايا إنسانية واقتصادية وحتى سياسية في الأراضي المحتلة".
ويضيف "هذا أمر يذكرنا باتفاقيات مينسك المرفوضة أوكرانيا، ولكني أعتقد أن موسكو ستكون سعيدة بالعودة إليها حتى جزئيا، لأنها ستخول الروس فعل ما يشاؤون داخل 4 مقاطعات أوكرانية، الأمر الذي قد ينتهي كما حدث في أبخازيا عام 2008، بهجرة الأوكرانيين، ووجود أغلبية روسية مجنسة، وتثبيت قواعد روسية بحكم الأمر الواقع، وبالتالي ولاء طويل الأمد، يصعب على كييف تغييره".
وحسب رأي الخبير، فإن "هذا قد يحد من غضب وتفاعل الغرب مع كييف أيضا، حتى وإن لم يعترف بشرعية سيطرة ووجود روسيا".
كييف تشترط عدم قطع الدعم المالي والعسكري عنها قبل الدخول في مفاوضات (رويترز) الضمانات قبل المفاوضاتوحتى لا يكون كل ما سبق، أو للحد منه، تبدي أوكرانيا تشددا لافتا في التصريحات والمطالب، فهي تدرك أن جل أمرها اليوم بيد داعميها الأميركيين على الأرجح، وأن الحيلة ضعيفة لتغيير هذا الواقع، حتى أن إصرارها على عضوية حلف شمال الأطلسي (الناتو) تراجع مؤخرا، أو حتى تلاشى.
ويؤكد الرئيس الأوكراني أنه "مستعد لأي شكل من أشكال المفاوضات"، وهذا في حد ذاته تراجع كبير إلى الوراء، لأن القانون الأوكراني يجرم التفاوض مع بوتين منذ أواسط 2022.
لكن اشتراطات زيلينسكي لذلك تنحصر في أمرين، أولهما عدم قطع الدعم المالي والعسكري عن أوكرانيا، والآخر منحها ضمانات تمنع أي اعتداء روسي عليها في المستقبل، حتى أنه قال "إذا تأخرت عملية انضمام أوكرانيا إلى الناتو، فامنحونا أسلحة نووية وعددا كافيا من الصواريخ".
إعلانوهنا، بدأت أوساط تحليلية وشعبية الخوض في شخص الرئيس بين مدح وذم، بين واثقين بقدرته على وقف الحرب دون أن يكون في ذلك نصر مبين لروسيا، وآخرين يرون أنه يتشدد لأن شعبيته ستنهار بعد الحرب، فبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز رازومكوف للدراسات، فإن شعبية زيلينسكي هوَت من 85% في 2019 إلى حدود 53% مع نهاية العام الماضي.
لكن استطلاعا آخر لمجموعتي "بيزنيس كابيتال" و"نيو إيميج"، بيّن أن شعبية الرئيس ستتراجع إلى ما دون 20% في حال توقفت الحرب، ودخل الانتخابات منافسون جدد، على رأسهم رئيس هيئة الأركان السابق وسفير أوكرانيا الحالي لدى بريطانيا فاليري زالوجني، الذي تصل شعبيته إلى نحو 27%.
وتحدث زيلينسكي حول موضوع الانتخابات مؤخرا، لا سيما بعد أن طالب بها المبعوث الأمريكي كيث كيلوغ، فأكد أنه "لا يخشى الانتخابات على الإطلاق، لكن تنفيذها يقتضي تعليق الأحكام العرفية، وهذا سيؤدي إلى خسارة الحرب".
خيارات كييفأثرت الحرب على شعبية زيلينسكي، الذي لن يكون في وضع يحسد عليه إذا أحجمت إدارة ترامب عن دعم أوكرانيا بالكم الذي يريد أيضا، لذلك يرفع نداءات إلى الأوروبيين، ويحثهم على لعب دور البديل، "إذ يستطيع الأوروبيون مضاعفة حجم إنتاجهم العسكري بواقع 2-3 أضعاف، لكنهم لم يفعلوا ذلك حتى الآن" وفقا له.
ويشكك الخبير في المعهد الأوكراني للمستقبل إيهور تيشكيفيتش في قدرة الأوروبيين على فعل ذلك، ويقول "خفضت الدول الأوروبية إنفاقها الدفاعي كثيرا في الفترة ما بين 2008 و2018، وطريق العودة إلى الإنتاج الكبير صعب وطويل، حتى وإن خصص له 500 مليار دولار، كما دعت المفوضية الأوروبية".
وأضاف أن "دعم الأوروبيين يصل اليوم إلى 30% من حاجة أوكرانيا، وأعتقد أن النموذج الدانماركي هو الأفضل لزيادة هذه النسبة، من خلال الاستثمار في المجمعات الدفاعية الأوكرانية، الأمر الذي تسوقه كييف، ويعود بالمنفعة على كل الأطراف".
ويبقى كل من المال والسلاح عقدة أوكرانيا في حربها وعلاقاتها مع الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، وهذه حقيقة باتت تدفع سلطاتها للاعتراف بالعجز عن تحرير كل الأراضي التي احتلتها روسيا منذ عام 2014.
إعلانيقول كاتب الشؤون السياسية في موقع "نوفا فريميا" إيفان ياكوفينا للجزيرة نت "نعم، يستطيع ترامب الضغط علينا ومساومتنا على المال والسلاح، إنه يجيد فعل ذلك، لكنه أيضا يستطيع ممارسة الضغط السياسية والاقتصادي على روسيا إقليميا ودوليا، ولهذا من السابق لأوانه الحديث عن سلام مجحف، أو سلام يفرض علينا وحدنا".
ومن وجهة نظره، يرى ياكوفينا أن "بوتين يجامل ترامب، ويحاول إعادة بناء علاقات جيدة معه"، ويقول إن "دعاة الحرب ومروجيها في روسيا يقولون اليوم إن السلام جيد والحرب سيئة، وإن الوقت حان لوقف القتال، هذا دليل أن نوعا من الضغط يمارَس عليهم بنجاح"، على حد قوله.