لماذا يسعى جنود الجنجويد الى حتفهم بالالاف، في معركة الخرطوم؟
1/ ذكر حميدتي في بداية المعارك أن الجيش قتل في معركة واحدة عدد 4800 من جنودة.

2/ أيضا في كل المعارك المتفرقة، يتم قتل الالاف منهم، خاصة معارك جبل سركاب، معسكر طيبة، اليرموك، معارك معسكر المدرعات المتتالية … الخ.

3/ تتم مطاردتهم يوميا في الاحياء السكنية المختلفة، وفي الشوارع ويتم دكهم في المنازل وفي مرتكزاتهم وفي متحركاتهم.

4/ الطائرات المسيرة تحصدهم حصادا بالالاف.
5/ أتيام العمل الخاص، والعمليات الخاصة، تتصيدهم في كل مكان.

6/ جثث متناثرة بالآلآف في كل شوارع وأحياء ولاية الخرطوم.
7/ إستغاث مواطنوا الخرطوم من كثرة عدد الجثث المتناثرة في شوارع الخرطوم ومن روائحها ومن تحللها.

والسؤال الاساسي، بعد كل ذلك، لماذا يسعى هؤلاء الجنود، المغرر بهم، الى حتفهم وبالآلاف؟ الإجابة على النحو التالي:

1/ يتم تضليلهم، بالصور وبالفيديوهات والدعاية الاعلامية، بأنهم منتصرين.
2/ يتم تضليلهم، بأنهم سيستلمون الخرطوم كغنائم، بكل عماراتها، ومنازلها وأسواقها ومصانعها و … الخ.

3/ يتم تضليلهم بأن حميدتي سيصبح رئيس السودان بالحرب او بالمفاوضات السياسية.

4/ يتم تخديرهم بالمخدرات والحبوب والمشروبات.
5/ يتم تحفيزهم بالحماس بالقبيلة و بالأسرة.
6/ يتم إغرائهم بالمال.

7/ يتم تخويفهم من التعيير بالخذان وبالسمعة وبالصفات الذميمة.
8/ يتم تحميسهم بأغاني الحكامات وأغاني الحماس وتذكر أسمائهم كأبطال وتعدد أفعالهم كشجعان.

9/ يتم شحنهم بخطاب الكراهية ضد الجلابة وضد الكيزان وضد البرهان وضد دولة 56 .
10/ أخيرا وليس آخرا، عامل الإكراه. شباب منقطع عن أسرته، وعن حاضنته الاجتماعية، مسيطر عليه بواسطة قوة إدارية وتراتبية عسكرية صارمة، بدون أي رقيب وبدون اعلام وبدون اي قانون او مرجعية، تم جلبهم من بعيد، لأداء مهمة واحدة ومحددة وبمقابل مالي، وممنوع أي تراجع، والبندقية فوق الرؤوس.

إذا أضفت لكل هذا الوصف، عامل الجهل، وعامل العادات والتقاليد، وعامل البطالة، وعامل الضغط الإجتماعي، وعامل الاشاعات حول الرفاهية في الخرطوم وتحقيق أحلامهم بزيارتها وأخذ مالها غنائم ونسائها سبايا،… الخ.

كل ذلك، ستعرف، لماذا يندفع هؤلاء المغرر بهم من عالم الخيال، الى الموت الزؤوم.
بقلم د. محمد عثمان عوض الله

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

معركة المواجهة وشروط الانتصار


 لا يجوز وأنت مدني غير رياضي أن تصعد إلى الحلبة لممارسة التحدي لملاكم أو مصارع، لأنه سيؤذيك ويهزمك، ولكن يمكنك هزيمته بالعقل والوعي والإيمان بما لديك من حق، خارج الحلبة حيث يمكنك التفوق عليه.

ولا يجوز في حرب الشعب أن تكون الخسارة للشعب المظلوم أكثر من المستعمر الظالم، بل يجب أن تقوم معركة الشعب على استنزاف العدو وجعل احتلاله مكلفاً، وغير ذلك تكون معركة الشعب خاسرة لمصلحة العدو المتفوق.

المستعمرة الإسرائيلية لديها قدرات وإمكانات متفوقة، عسكرية، بشرية، تكنولوجية، استخبارية، والشعب الفلسطيني امكاناته محدودة، ولكنه يملك الإيمان بعدالة قضيته، واستعداده العالي للتضحية، والأبواب مغلقة أمامه نظراً لتطرف العدو، والامكانات والدعم المتوفرة لديه.

السلاح الأول الذي يملكه الشعب الفلسطيني، ويغيظ مستعمريه هو العامل الديمغرافي السكاني البشري، حيث تتوفر لديه أكثر من سبعة ملايين عربي فلسطيني على كامل جغرافية أرضه، وتتوفر لديه فصائل وأحزاب متعددة، من فتح وحماس والشعبية والديمقراطية وحزب الشعب والجهاد، وجبهة التحرير الفلسطينية والعربية والنضال الشعبي وغيرهم، في مناطق 67، ولديه أحزاب واعية متمكنة طليعتها الجبهة الديمقراطية والشيوعيون والحركة الإسلامية، والتجمع الوطني الديمقراطي، والحركة العربية للتغيير والحزب الديمقراطي العربي وغيرهم في مناطق 48.

كما تتوفر لديه عدالة مطالبه المجسدة المتمثلة بقرارات الأمم المتحدة وفي طليعتها وأهمها قراري التقسيم 181 قرار حل الدولتين، وقرار حق اللاجئين بالعودة 194، وكلاهما أساس الحقوق الفلسطينية دولياً، وعشرات القرارات المكملة المماثلة، وما يمثلها من قبل المؤسسات الدولية: محكمة الجنايات، محكمة العدل، اليونسكو، الجمعية العامة..الخ.

لذلك يجب أن تتحلى قيادات فصائل المقاومة بالوعي والتركيز لما يجب القيام به، وأن تبتعد عن المغامرة والسلوك المتطرف، فهو ضار ومؤذٍ لهم ولشعبهم، وها هي معركة سبعة أكتوبر دلالة واضحة في الاستخلاص والنتيجة رغم أهميتها وما أنتجت، ولكن نتائجها الخسائر الفادحة بالشهداء والتدمير.

لذا يجب تجنب المغامرات المماثلة، سواء في القدس أو الضفة الفلسطينية أو مناطق 48، ونتذكر وإياهم نتائج الانتفاضة المدنية الأولى عام 1987، وما أعطت من نتائج مذهلة، وأهم إنجاز حققه الشعب الفلسطيني في تاريخه، بعد الإنجاز الأول: ولادة منظمة التحرير وانطلاق الثورة الفلسطينية قبل عام 1967، وهذا لا يعني أن الكفاح المسلح غير مشروع وغير قانوني، ولكنه ليس الشكل الوحيد الذي يمكن من خلاله تحقيق النتائج بالانتصار واستعادة الحقوق.

الحفاظ على بقاء الشعب الفلسطيني داخل وطنه هو المهمة الأولى للقيادات والفصائل، وتجنب خسارة البقاء والصمود على أرض الوطن، في مواجهة الاستعمار الاحلالي، وفي مواجهة مخططات التهجير والطرد والتشريد سواء القسري او الطوعي، إضافة إلى أن الشعب الفلسطيني هو الحاضنة الولاّدة للقيادات والكوادر والمناضلين، ولهذا مطلوب الحفاظ عليه وعدم تبديد حضوره وصموده.
والمهمة الثانية تتمثل بالحفاظ على قدرات الفصائل وامكانات الأحزاب والمؤسسات الجماهيرية والنقابية والابداعية، كي تواصل عملها، في مواجهة مخططات المستعمرة العنصرية.

والمهمة الثالثة الضرورية تجنب العمليات المسلحة التي لا تقوم بها إلا فئات محدودة، وأعداد قليلة، مهما بلغت خياراتها للتضحية ومهما بلغت ضرباتها موجعة، ولكنها محدودة أمام عظمة الشعب وقدراته الهائلة للعمل والتفاني والتضحية.

وأخيرا بدون وحدة وطنية، ائتلافية، بين فتح وحماس وباقي الفصائل في مناطق 67، وبدون ائتلاف سياسي انتخابي في مناطق 48، بين الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وكتلة الوحدة للحركة الإسلامية، لن تستطيع الحركة الوطنية الفلسطينية تحقيق تطلعاتها وأهدافها التدريجية التراكمية في: المساواة، والاستقلال والعودة.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • جارسيا: قطر يسعى للتأهل رغم الغيابات
  • محافظة القدس: الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إشعال حرب دينية
  • معركة المواجهة وشروط الانتصار
  • معركة الوعى
  • الجنجويد يشعرون بأن كل شيء حولهم يدور بسرعة
  • أوكرانيا: قوات كوريا الشمالية ليس لها تأثير كبير في المعارك
  • أبطال المشاة| أسياد المعارك.. "البوابة نيوز" تقضي يومًا مع مجندي مركز تدريب المشاة المشترك "1" بدهشور .. قائد المركز: نتعامل مع العقول وليس الأجساد فقط
  • (مقاومة امتداد شمبات): معركة التحرير مستمرة وعودة النازحين باتت قريبة
  • السجن المشدد 5 سنوات لفتاة وعامل بتهمة سرقة شخص بالإكراه فى سوهاج
  • والي الخرطوم يتفقد أسر شهداء معركة الكرامة ويؤكد أن النصر قريب