استعرض كاتب إسرائيلي تفاصيل خطة جديدة مطروحة كبديل لحل الدولتين الذي اختفى، الذي أصبح بعيد المنال في ظل المعطيات التي فرضتها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، لا سيما تفتيت الضفة الغربية، للحيلولة دون تواصلها جغرفيا عبر تكثيف الاستيطان.

وقال مائير كهانا في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، إن هناك أفكارا "أكثر معقولية" جرى طرحها من خارج المنظومة الحكومية للدفع بـ"خطة الإمارات" تقام على سبع مدن فلسطينية، كبديل على إقامة كيان واحد.



تفاصيل الخطة
وأوضح كهانا أن الخطة التي تطرح على أساس اقتراح الخبير في الشؤون الفلسطينية والعربية، مردخاي كيدار، تشمل تكوين نواة سيطرة من العشائر المحلية في كل إمارة، وفقا للتقاليد العربية، تحرص كل منها على أمنها وأمن "إسرائيل".

وتنضوي هذه الإمارات السبع في  مجلس مشترك ينسق القرارات ذات الصلة بينها، فيما يشير كهانا إلى أن الهدف والمنفعة الأساس من وراء هذا التشكيل المقترح، يتمثل استبدال العنصر الوطني، بنسق بنسغ وولاء عائلي قبلي.

وبينما يقول كهانا، إن هذه الخطة ليست الصحية بالضرورة للوضع الفلسطيني، إلا أنه يعتبرها مثالا على التفكير خارج الصندوق، داعيا دولة الاحتلال إلى بحث اقتراحات جدية من هذا القبيل، بعد فشل اتفاقيات أوسلو التي وقعت قبل ثلاثين عاما، والإضرار الجسيمة التي خلفتها. وفق قوله.


ورأى كهانا أن الضرر الأشد الذي أوقعته اتفاقات أوسلو، هو التشكيك في "حق إسرائيل" في الوجود، فمن خلال التوقيع على إعلان مبادئ اتفاق أوسلو في أيلول/ سبتمبر عام  1993 اعترفت "إسرائيل" عمليا بشرعية الوجود الفلسطيني على البلاد، زاعما أن هذا الإدعاء "سحق أحقية إدعاء الحركة الصهيونية في كامل البلاد دون منازعة".

"الدولة الواحدة"
ولم تكن "خطة الإمارات السبع" الوحيدة التي طرحت داخل أوساط دولة الاحتلال، إذ إن فكرة الدولة الواحدة جرى تداولها والترويج لها إسرائيليا على نطاق واسع كحل للصراع مع الفلسطينيين، رغم تحذير بعض السياسيين الإسرائيليين من خطورتها مستقبلا.

وبالتزامن مع التوترات الإسرائيلية الفلسطينية، والترقب الإسرائيلي لمآلات خلافة رئيس السلطة محمود عباس (أبي مازن)، تتزايد القناعات بتعزز فكرة الدولة الواحدة التي باتت تتحول تدريجياً إلى حقيقة، ما ينسف المشروع الصهيوني الساعي للدولة اليهودية "النقية عرقيّاً".


ومنذ انتخاب عباس رئيساً للسلطة الفلسطينية أوائل 2005، كان هناك نقاش اسرائيلي مستمر حول "اليوم التالي"، مع ظهور فيض من الافتراضات الأساسية والتهديدات والسيناريوهات المحتملة، مع ظهور تحذيرات مفادها أن معركة خلافته قد تؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية.

ويرى مايكل ميلشتاين رئيس منتدى الدراسات الفلسطينية بجامعة تل أبيب إلى أن "الكثير من الفلسطينيين يشعرون بالإحباط بسبب قيادتهم، وقد فقدوا الأمل في رؤية حل الدولتين، ونتيجة لذلك فقد يكون اليوم التالي لعباس مصحوبًا بالفعل بالعنف بين تيارات حركة فتح، وتراخي الأجهزة الأمنية الحكومية، ما قد يجرّ إسرائيل إليها، ويعزّز فكرة الدولة الواحدة بشكل تدريجي، نتيجة تلاقي المصالح بين عدة مكونات، أهمها الحكومة الصهيونية الدينية الساعية للقضاء على الخط الأخضر والسلطة الفلسطينية، وتغيير الواقع في الضفة الغربية، والإرهاق الجماعي بين الفلسطينيين، مع أن معظم الإسرائيليين غير مدركين لوجودها، ويهربون من الاعتراف بها".

وأوضح ميلشتاين في مقال سابق، أن "أبا مازن اليوم يشهد مفارقة في حكمه، فهو واحد من أضعف حكام الشرق الأوسط، وليس لديه أوراق اعتماد عسكرية أو شعبية، ويعتمد كليًا على إسرائيل، ولا يبعث الأمل في المجتمع الدولي، ويشهد استمرار سيطرته على ضعف بيئته، وحقيقة أن معظم الفلسطينيين يرون الوضع الحالي بأنه الأقل سوءًا، مع أنه ليس لديهم أي تفضيل لهوية الوريث، ما يستدعي من إسرائيل إجراء نقاش مؤثر، لم يحدث بعد، حول السير إلى واقع دولة واحدة يمكن تسريعها بعد عهد أبي مازن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال فلسطينية عباس فلسطين عباس الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الأولى منذ سقوط الأسد.. ما دلالات الغارة التي نفذها التحالف الدولي في إدلب؟

أثارت الغارة التي نفذتها طائرة تابعة لـ"التحالف الدولي" بقيادة واشنطن الأربعاء في ريف إدلب، تساؤلات لجهة دلالاتها وتوقيتها، وخاصة أنها تعد الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد.

وكانت مصادر سورية قد كشفت عن هوية الشخصين المستهدفين بالغارة على أطراف مدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي.

وبيت المصادر أن الطائرة استهدفت بصواريخ دقيقة شخصين كانا يستقلان دراجة نارية، هما محمد فياض الذيبان، من بلدة الشيخ إدريس بريف سراقب شرقي إدلب، ونايف حمود عليوي، من بلدة العنكاوي في منطقة سهل الغاب شمال غربي حماة.

والذيبان الذي تعرض لإصابة قديمة أدت إلى بتر قدمه، وفق المصادر يرتبط بتنظيم الدولة، أما الشخص الثاني فهو مدني.


من جهته، أشار مصدر في حديث خاص لـ"عربي21" إلى أن الذيبان المرتبط بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، تلقى تعليمات لإعادة نشاط خلايا تتبع للتنظيم في إدلب، وكان يخضع للمراقبة من قبل "التحالف الدولي".

خطوة متقدمة ضد "داعش"
ويرى الباحث في الجماعات الإسلامية عرابي عرابي، أن الهجوم يهدف إلى منع خلايا تابعة لتنظيم الدولة من إعادة نشاطها وتجميع صفوفها، موضحا لـ"عربي21" أن "الضربة تعرقل بناء سلسلة القيادة للتنظيم".


وقال الباحث إن الضربة هي "خطوة متقدمة" من التحالف، وذلك بعد أيام من ظهور خلايا التنظيم عبر التخطيط لعملية تفجير داخل مقام السيدة زينب في دمشق، وهو الهجوم الذي أعلنت الأجهزة الاستخباراتية التابعة لـ"إدارة العمليات العسكرية" عن إحباطه الأسبوع الماضي.

وكان مصادر حقوقية سورية قد حذرت من استغلال أطراف إقليمية لخلايا تنظيم الدولة "داعش"، في تفجيرات هدفها إشعال الفتنة بين مكونات الشعب السوري.

ملاحقة المتشددين
يرى الخبير العسكري وعميد كلية العلوم السياسية في "الجامعة الأهلية" عبد الله الأسعد، أن الغارة الأولى من نوعها بعد سقوط النظام، تؤشر إلى استمرار "التحالف الدولي" بملاحقة المتشددين وخلايا التنظيم.

وقال الأسعد لـ"عربي21": يبدو أن هناك حالة من الإصرار من قبل "التحالف الدولي" على استهداف خلايا التنظيم، وعناصر الجماعات المتشددة، رغم التطورات التي حدثت في سوريا.

وأضاف أن "التحالف الدولي" يقول إن "لدينا معرفة واسعة بما يجري في إدلب وغيرها، واستهداف الذيبان المرتبط سابقاً بتنظيم الدولة، هو الدليل".

الفراغ في إدلب
أما المحلل السياسي فواز المفلح، يشير في حديثه لـ"عربي21" إلى المخاوف من استغلال خلايا التنظيم للفراغ في إدلب، بسبب انشغال "هيئة تحرير الشام" بإدارة كل سوريا، بعد تمكنها برفقة الفصائل من إسقاط النظام.


وأوضح أن إدلب من المناطق التي تتواجد بها خلايا تتبع للتنظيم، حيث قتل فيها أكثر من مسؤول بارز، مثل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، وخليفته "القرشي".

ويعتقد المفلح أن "التحالف" زاد من مراقبة تحركات التنظيم في إدلب خاصة، وفي سوريا عامة بعد انهيار نظام الأسد.

ووفق مراكز أبحاث غربية، فقد منح انهيار نظام الأسد "المفاجئ" تنظيم الدولة "فرصة جديدة"، حيث استولى على مخزونات من الأسلحة والمعدات التي خلفها جيش النظام السوري والميليشيات الموالية له، بينما أكد خبراء أن "التنظيم يعمل حاليا على تدريب مجندين جدد وحشد قواته في الصحراء السورية، في محاولة لإحياء مشروعه".

مقالات مشابهة

  • لماذا تمنع السلطة الفلسطينية أهالي الضفة من الاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار بغزة؟ .. تفاصيل قرار أشعل غضب الفلسطينيين
  • هيئة الأسرى الفلسطينية تكشف تلاعب إسرائيل
  • ما الرسائل التي ارادت “صنعاء” ايصالها لـ”احتلال” و”الفلسطينيين” على السواء
  • إسرائيل تعلن أسماء الأسرى الفلسطينيين المقرر الإفراج عنهم باتفاق التبادل
  • أبرز عمليات تبادل الأسرى التي جرت فلسطينيا مع إسرائيل
  • حجز أجنحة فاخرة بـ 83 ألف درهم لليلة الواحدة بإفران تسائل مسؤولين كبار
  • الأولى منذ سقوط الأسد.. ما دلالات الغارة التي نفذها التحالف الدولي في إدلب؟
  • الإمارات تواصل جهود إغاثة الأشقاء الفلسطينيين في غزة
  • محمد بن زايد: الإمارات تدعم الابتكارات التي تخدم التنمية
  • محمد بن زايد يؤكد دعم الدولة للاختراعات والابتكارات التي تخدم التنمية