حكاية محمد الفايد.. شيال الميناء الذي أحرج أشهر عائلة ملكية في التاريخ
تاريخ النشر: 2nd, September 2023 GMT
حالة من الحزن ملأت قلوب كثير من المصريين عقب الإعلان عن وفاة الملياردير ورجل الأعمال المصري محمد الفايد، اليوم الجمعة، في بريطانيا عن عمر يناهز 94 عاماً بعد رحلة طويلة حقق فيها العديد من النجاحات في مجال المال والأعمال.
وأعلن أشرف حيدر، زوج حفيدة الفايد، في صفحته على فيسبوك وفاة رجل الأعمال المصري، الذي يصنف في قائمة أثرياء العرب، بصافي ثروة تقارب 2 مليار دولار.
وكتب حيدر على فيسبوك، قائلا: "توفي اليوم إلى رحمة الله تعالى جد زوجتي رجل الأعمال المصري محمد الفايد، ربنا يرحمه ويغفر له ويدخله فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون".
ونشرت صفحة أهل الإسكندرية على فيسبوك صورا من تشييع جثمان محمد الفايد، فيما شيعت الجنازة بعد صلاة الجمعة من مسجد ريجانز بارك في لندن، وفق وسائل إعلام مصرية.
واحتل الفايد المرتبة 12 في قائمة أثرياء العرب بصافي ثروة تقارب 2 مليار دولار، فيما احتل المرتبة 1516 عالمياً، حسب تصنيف فوربس، وكان يعيش مؤخراً بسويسرا، وهو والد دودي الفايد وكاميليا الفايد.
محمد عبدالمنعم الفايد هو ملياردير مصري الجنسية ولد في 27 يناير 1929، حيث بدأ حياته العملية وهو طفل صغير "عمل كعتال يحمل الحقائب في ميناء الإسكندرية"، وكان لديه بعض الحرف اليدوية الأخرى.
وعرف الفايد بعدائه الشديد للعائلة المالكة في بريطانيا بعد مصرع ابنه "دودي الفايد" في حادث سير بصحبة الأميرة ديانا بنفق جسر ألما يوم 30 أغسطس عام 1997، حيث اتهم العائلة المالكة حينها بالضلوع في وفاة ابنه.
تزوج محمد الفايد من سميرة خاشقجي، في العام 1954، أخت رجل الأعمال السعودي عدنان خاشقجي، ثم انتقل إلى جنوى بإيطاليا عام 1958، ثم إلى لندن عام 1964، وبعد ذلك بعامين أصبح مستشارا لسلطان بروناي، وأسس شركة الشحن الخاصة به جنيفاكو، وفي عام 1972 أطلق ساحة الإصلاح البحري الدولية للخدمات البحرية في دبي، ليصبح بذلك أول من استثمر في دبي.
انتقل الفايد بعد ذلك إلى بريطانيا في عام 1974، واشترى ممتلكات قيمة بينها فندق ريتز في باريس (1979)، وعلى الرغم من ذلك إلا أن علاقته بالعائلة الملكية كانت مثيرة للجدل، خاصة بعد وفاة ابنه دودي مع الأميرة ديانا، أميرة ويلز، بحادث سيارة 31 أغسطس 1997.
وتغلب في عام 1985 على شركة التعدين العملاقة لونرو ليشتري شركة هاوس أوف فريزر، الشركة القابضة التي كانت تسيطر على متجر هارودز متعدد الأقسام، وبتشجيع من مالك شركة لونرو، تيني رولاند، اتهمت الحكومة الفايد بالتلاعب لإتمام عملية الاستحواذ، لكنه أثبت بعد ذلك موقفه قانونيًا.
واستحوذ الفايد في عام 1997 على حصة مسيطرة في شركة نادي فولهام لكرة القدم، الذي أصبح رئيسا له، وظهر اسمه لأول مرة في القائمة السنوية لأغنى الأفراد في بريطانيا والتي تصدرها صحيفة صنداي تايمز.
وأطلق محمد الفايد في عام 2006، متجر هارودز 102 الفاخر، وبعد أربع سنوات، تم الإعلان عن بيع هارودز لشركة قطر القابضة، وفي عام 2013، باع الفايد نادي فولهام أيضا.
واتهم محمد الفايد قبل 22 عاما من الآن، وتحديدا في أغسطس 2001، أجهزة الأمن الأميركية بالتورط في مؤامرة لإخفاء أدلة في التحقيقات بشأن وفاة ابنه عماد (دودي) وأميرة ويلز الراحلة ديانا سبنسر زوجة ولي العهد البريطاني السابقة الأمير تشارلز فيليب.
وقال الفايد صاحب سلسلة متاجر هارودز الشهيرة بلندن في شريط فيديو تزامن عرضه مع الذكرى السنوية الرابعة لوفاة ديانا ونجله في حادث سيارة بباريس قبل 22 عاما، إنه لا يشك مطلقا في أن دودي وديانا سقطا ضحية جريمة جوهرها العنصرية.
وكان الفايد قد زعم مرارا أن الأسرة المالكة في بريطانيا أرادت منع نجله المسلم من الزواج من ديانا والدة الأمير وليام الوريث الثاني للعرش البريطاني بعد زوجها السابق تشارلز.
وأشار الفايد إلى أنه رغم الدعاوى القضائية العديدة التي رفعها في الولايات المتحدة، فإن وكالة المخابرات المركزية الأميركية ووكالة الأمن القومي، ومكتب التحقيقات الفدرالي؛ رفضوا تسليم وثائق يقول إنها تثبت أن دودي وديانا توفيا إثر جريمة قتل.
وأضاف الفايد في شريط الفيديو الذي أذيع في مؤتمر صحفي بواشنطن أن المخابرات الأميركة فعلت كل شيء ممكن لتأجيل القضية وعرقلة تسليم الوثائق التي كانت ستظهر التواطؤ بين المخابرات الأميركية وجهاز المخابرات البريطاني.
يذكر أن حكومتي الولايات المتحدة وبريطانيا وأجهزتهما الأمنية رفضوا مرارا مزاعم عن ضلوعهما في وفاة ديانا وصديقها، ووصفتا ادعاءات الفايد بإنها مثيرة للسخرية.
وقال المتحدث باسم وكالة المخابرات الأميركية مارك مانسفيلد، حينها: "نحن نتفهم حزن وشعور الفايد بالخسارة الفادحة لكن أن تكون وكالة المخابرات الأميركية قد تجسست على دودي أو الأميرة ديانا أو كان لديها علم بأي مخطط لقتلهما أو كان لها أي علاقة بهذا الحادث المأساوي هو ادعاء لا أساس له من الصحة على الإطلاق".
وكان قاض فرنسي أغلق تحقيقا في الحادث في سبتمبر عام 1999 بعد أن خلص إلى أن الحادث وقع لأن سائق السيارة التي أقلت الاثنين من فندق ريتز كان مخمورا، فيما شكك الفايد في حينه بهذا الاستنتاج، قائلا إن "الحكومة الفرنسية حجبت بعض الأدلة".
وأثار الفايد حينها، الادعاء القديم بأن ديانا كانت حاملا لدى وفاتها، وهو ادعاء رفضته بشدة أسرة الأميرة الراحلة وأصدقاؤها المقربون.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: محمد الفايد الأميرة ديانا الأمير تشارلز هارودز الأمیرة دیانا محمد الفاید فی بریطانیا الفاید فی فی عام
إقرأ أيضاً:
محللان: دخول الأميركيين على الخط مع حماس أحرج نتنياهو
في ظل الحديث عن مباحثات مباشرة بين الإدارة الأميركية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، قررت إسرائيل إرسال وفد إلى الدوحة يوم الاثنين المقبل في محاولة لدفع مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة، بعد قبول دعوة من الوسطاء.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الوفد يضم نائب رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ومنسق شؤون الرهائن ومستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وربط الصحفي والخبير بالشؤون الإسرائيلية وديع عواودة قرار نتنياهو بما وصفه التقدم الحاصل في المباحثات المباشرة بين الإدارة الأميركية وحركة حماس. وقال إن نتنياهو سارع إلى إرسال الوفد "في محاولة للملمة الأوراق وتفادي الإحراج مع الإدارة الأميركية التي هي في عجلة من أمرها، ولم تنتظر إسرائيل أو تستشيرها".
وحسب عواودة، فقد حاولت إسرائيل "تخريب وتعطيل" المباحثات المباشرة بين الإدارة الأميركية وحماس، كما أكدت مصادر أميركية لصحيفة إسرائيلية في وقت سابق.
ويرى أن المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال قد تشددت في ظل التهديد والوعيد الإسرائيلي باستئناف الحرب، مشيرا إلى أن الصفقة تعطلت بسبب رفض نتنياهو دخول الجولة الثانية من المفاوضات.
وأشار الكاتب والمحلل السياسي، وسام عفيفة إلى أن التسريبات تؤكد أن "هناك أرضية لدى الأطراف يمكن البناء عليها في مباحثات حماس والإدارة الأميركية"، وقال إن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يبدو أنه يعيد هندسة شكل المفاوضات"، تحت عنوان أن الأميركيين منفتحون على جميع الأطراف.
إعلانورأى أن ما يرد من حماس يعطي إشارات بأنها تعاملت بمرونة وبدرجة من التفاهم مع الأميركيين، مشيرا إلى أن واشنطن بات عليها أن تحصل على إجابات من الطرف الإسرائيلي، وقال أيضا إن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف سيكون المايسترو في المفاوضات القادمة.
وتحدث عفيفة عن مبادرة جديدة يحملها ويتكوف، تجمع بين التمديد للمرحلة الأولى من اتفاق غزة والمرحلة الثانية، وهي مبادرة تتعاطى -حسبه- معها حركة حماس بشكل إيجابي، لكنها تشترط أن تؤدي العملية إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة وانسحاب جيش الاحتلال.
وعن رهانات حماس في معركتها التفاوضية لو بدأت المفاوضات، أوضح عفيفة أن موقعها التفاوضي اليوم أفضل من السابق، وما حققته في المرحلة الأولى من الاتفاق زاد من الضغط على حكومة نتنياهو، بالإضافة إلى أن الموقف الأميركي أعطى الحركة مساحة للمناورة.
تلاعب نتنياهووعن إمكانية تلاعب نتنياهو هذه المرة، قال عواودة إن ذهاب واشنطن إلى مسار مع حركة حماس يستبطن العديد من الدلالات منها، أن الإدارة الأميركية قد ملت من المماطلات والتلكؤ الإسرائيلي، معربا عن اعتقاده بأن هامش المناورة لدى نتنياهو ليس مثل السابق، لأن الأميركيين دخلوا على الخط.
وأوضح في السياق ذاته، أن الأميركيين يعملون على صفقة أخرى، سياسية إقليمية تتعلق برغبتهم في توسيع اتفاقيات أبراهام والقيام باستثمارات واسعة، أي أنهم معنيون بالتقدم بسرعة أكثر من أجل التفرغ لملفات ساخنة في العالم.
غير أن المتحدث نفسه لم يستبعد أن يبقى نتنياهو يناور ربما بالتنسيق مع الأميركيين حتى يمرر مشروع قانون الموازنة العامة نهاية الشهر القادم.
ويذكر أن هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تواصل حراكها المطالب بالعمل على إطلاق سراح أبنائها، متهمة نتنياهو بعرقلة جهود استعادة الأسرى، ومؤكدة أنه جمد المفاوضات عمدا وفكك فريق التفاوض.
إعلانويريد نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق -الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025- للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة دون تقديم أي مقابل لذلك، أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.