تطرق الجزء الثاني من الفيلم الوثائقي -أفغانستان.السنوات الصعبة-الذي بثته قناة الجزيرة مساء الجمعة، إلى قرار الإدارة الأميركية التخلي عن الخيار العسكري في أفغانستان وفتح باب الحوار مع حركة طالبان، وصولا إلى انسحاب القوات الأميركية والغربية من هذا البلد وعودة حركة طالبان إلى السلطة في 15 أغسطس/آب 2021.

فبعد أن أعادت حركة طالبان تنظيم صفوفها وبدأت في شن هجمات على قوات التحالف خاصة بداية من عام 2007، احتدمت المعارك أكثر عام 2009، مما أسفر عن مقتل 502 جندي أجنبي وإصابة أكثر من 2000 منهم، كما ورد في الفيلم.

ومع زيادة الهجمات، قرر الرئيس الأميركي حينها باراك أوباما إرسال 30 ألف جندي لتعزيز قوات التحالف وتكثيف الغارات الليلية واستعمال المسيّرات للقضاء على مقاتلي طالبان.

ولكن بعد العديد من الأخطاء توصلت الإدارة الأميركية إلى قناعة بأن الحل العسكري لا ينفع، وأنه لا بد من فتح حوار مع طالبان لكن وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" رفضت الذهاب إلى هذا الخيار قبل تحقيق نصر على طالبان، وهو ما ورد في شهادة جون دمبسي المفاوض منذ عام 2010 في وزارة الخارجية الأميركية الذي نوّه إلى أن الإدارة الأميركية اتضح لها حينها أن الحل العسكري الذي كانت تريد تطبيقه في أفغانستان لم يكن ناجعا، ولذلك كانت بحاجة للبحث عن بديل، لكنه أشار إلى موقف البنتاغون الذي كان مصرا على قتل المزيد من مقاتلي طالبان قبل الجلوس معهم.

وفي السياق نفسه، يؤكد دوغلاس لوت، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي لشؤون العراق وأفغانستان سابقا أن مشكلة الأميركيين أنهم أنكروا الحقائق على الأرض وخدعوا أنفسهم بشأن إمكانية نجاعة الحل العسكري في أفغانستان.

ويتابع لوت أن الولايات المتحدة الأميركية أنفقت موارد هائلة تتراوح قيمتها ما بين 80 و90 مليار دولار في بناء قوات الأمن الأفغانية، ويقول في شهادته ضمن الفيلم الوثائقي " ارتكبنا أخطاء فادحة خلال قيامنا بذلك.. بنينا جيشا أفغانيا مطابقا لجيشنا إلى حد كبير وبددنا الكثير من الأموال المستثمرة في قوات الأمن الأفغانية".

ورغم حجم الأموال الهائلة التي أنفقتها الولايات المتحدة، إلأ أن الفيلم الوثائقي كشف كيف تفاقمت الأوضاع الأمنية سوءا في أفغانستان، ووصول الأمور إلى طريق مسدود خاصة مع استشراء الفساد المالي وتصارع أشرف غني وعبد الله عبدالله على السلطة بعد انتخابات 2014، وهي الانتخابات التي يقول عنها إيمال جمال، وهو موظف في وزارة الأشغال العمومية في أفغانستان إنها كانت بمثابة لعبة في الحضانة وإن العالم كان يسخر منها.

وبحسب ما ورد في "أفغانستان,السنوات الصعبة" فقد قرر الأميركيون بعد قناعتهم بفشل الخيار العسكري تغيير استراتيجيتهم و التفاوض مع حركة طالبان، وتوجت 4 سنوات من المحادثات السرية بالإفراج عن الجندي الأميركي "بو بيرغدال" عام 2014.

ويشير المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان سابقا، جيمس دوبيينز إلى أن المحادثات بين الأميركيين وطالبان تضمنت تبادل الأسرى، 5 عناصر من طالبان كانوا معتقلين في سجن غوانتانامو الأميركي مقابل الجندي الأميركي.

ولم يكن العنصر المهم في المحادثات -بحسب جون دمبسي- مبادلة الأسرى فقط، بل كان اختبارا أميركيا لمدى مصداقية الحركة الأفغانية وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها.

طالبان في القصر الرئاسي

ويتطرق الفيلم الوثائقي – الذي بث في (2023/9/1) – إلى دخول تنظيم الدولة الإسلامية إلى أفغانستان بدءا من عام 2014 وهو الذي يعتبر طالبان عدوة له مثلها مثل الأميركيين.

كما يشير إلى مرحلة ما بعد مغادرة أوباما البيت الأبيض، وكيف أن الجيش الأميركي زاد من استخدام الطائرات المسيّرة الموجهة من قاعدة في ولاية نيفادا، وتضاعُف الضربات 10 مرات في غضون عامين، مما أسفر عن سقوط قتلى في أوساط المدنيين الأفغان.

ووفق جون دمبسي، فقد قررت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في نهاية عام 2018 الجلوس مع حركة طالبان من أجل إبرام صفقة معهم تسمح للأميركيين بمغاردة أفغانستان والتأكد من تلبية مصالحهم.

وتوجت جلسات الحوار مع طالبان التي بدأت عام 2018 باتفاق الدوحة في نهاية فبراير/شباط 2020.

ومن جهة أخرى، جاء في الفيلم أن الرعب الأميركي المسلط من السماء عزّز في قناعة جيل جديد من الشعب الأفغاني الانضمام لصفوف حركة طالبان، كما حصل مع الشاب مولوي عزيز الرحمن الذي يقول إنه استخدم وسائل التواصل الاجتماعي لكسب القلوب والعقول، كما كشف المتحدث باسم وزارة المالية الأفغانية، أحمد والي حكمال أنه كان محاضرا في الجامعة ويقوم هو وآخرون بتعليم الأفغانيين من هم الأجانب؟ ومن أصحاب هذه البلاد؟

واضطرت القوات الأميركية أخيرا إلى الانسحاب بشكل مفاجئ من أفغانستان تاركة وراءها الفوضى وحكومة هشة سرعان ما انهارت بعد هروب رئيسها واستسلام قواتها لمقاتلي طالبان.

وسيطرت حركة طالبان على القصر الرئاسي في أغسطس/آب 2021 و فتحت الباب أمام فرص السلام بعد 40 عاما من الحرب- كما جاء في الفيلم الوثائقي- لكنها مع ذلك واجهت مشاكل بتوقف جميع الموارد الأجنبية عن أفغانستان.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الفیلم الوثائقی فی أفغانستان حرکة طالبان

إقرأ أيضاً:

إطلاق سراح أمريكية محتجزة في أفغانستان عبر وساطة قطرية

(CNN)-- أُطلق سراح امرأة أمريكية، كانت محتجزة في أفغانستان لدى حركة طالبان منذ فبراير/شباط، وفقًا للسفير الأمريكي السابق لدى أفغانستان.

كتب المبعوث الأمريكي السابق إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، على موقع إكس: "المواطنة الأمريكية فاي هول، التي أفرجت عنها طالبان مؤخرًا، هي الآن في رعاية أصدقائنا القطريين في كابول، وستعود قريبًا إلى الوطن. شكرًا لكم يا قطر على شراكتكم المستمرة والراسخة".

وأكد مصدر مطلع على عملية الإفراج لشبكة CNNأن هول أُطلق سراحها الخميس "بموجب أمر قضائي وبدعم لوجستي من قطر" التي كانت تتوسط نيابة عن الولايات المتحدة.

وأضاف المصدر: "استُقبلت هول في السفارة القطرية في كابول، وتبين أنها بصحة جيدة بعد خضوعها لسلسلة من الفحوصات الطبية. ويجري حاليًا اتخاذ الترتيبات اللازمة لعودتها إلى الولايات المتحدة".

وهول محتجزة في أفغانستان منذ فبراير/شباط بتهمة استخدام طائرة بدون طيار دون تصريح. يأتي إطلاق سراحها بعد أن سافر مبعوث ترامب آدم بوهلر والمسؤول السابق في إدارة ترامب خليل زاد إلى كابول لتأمين إطلاق سراح الأمريكي جورج غليزمان، والذي توسط فيه القطريون أيضًا.

الأربعاء، ألغت الولايات المتحدة ملايين الدولارات من المكافآت على ثلاثة مسؤولين من طالبان، لكنها أبقت على تصنيفهم كإرهابيين.

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "عدم وجود عرض مكافأة حالي" لسراج الدين حقاني وعبد العزيز حقاني ويحيى حقاني من طالبان. ومع ذلك، "لا يزالون مصنفين كإرهابيين عالميين محددين بشكل خاص، ولا تزال شبكة حقاني مصنفة كمنظمة إرهابية أجنبية وإرهابية عالمية محددة بشكل خاص".

وقال المتحدث: "إن سياسة الولايات المتحدة هي مراجعة وتحسين عروض مكافآت العدالة باستمرار".

كانت شبكة حقاني مسؤولة عن عمليات اختطاف وتفجيرات انتحارية ضد الولايات المتحدة وحلفائها لعقود، ويخدم أعضاؤها الآن كجزء من حكومة طالبان في أفغانستان. في يناير/كانون الثاني، هدد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بـ"مكافأة ضخمة" على قادة طالبان إذا كانوا يحتجزون عددًا من المعتقلين الأمريكيين أكبر مما هو معلوم.

وقال روبيو على موقع إكس: "مجرد سماع أن طالبان تحتجز رهائن أمريكيين أكثر مما هو معلن. إذا كان هذا صحيحًا، فسيتعين علينا فورًا وضع مكافأة ضخمة جدًا على كبار قادتهم، ربما أكبر من تلك التي وضعناها على بن لادن".

أفغانستانأمريكاقطرنشر السبت، 29 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عاجل | مسؤولون أميركيون: لسنا متأكدين من مقتل قائد الصواريخ لدى الحوثيين بضربات أميركية
  • بحثاً عن تعزيز العلاقات مع أفغانستان..موسكو تشطب طالبان من قائمة الإرهاب
  • طالبان تطلق سراح مواطنة أمريكية محتجزة
  • عاجل| ترامب: مسؤولون أميركيون وإيرانيون يجرون محادثات
  • حركة صهيونية متطرفة تتوعد طلاب الجامعات الأميركية المؤيدين للفلسطينيين بالترحيل
  • فاي هال.. ما قصة الأميركية التي أطلقت طالبان سراحها؟
  • إطلاق سراح أمريكية محتجزة في أفغانستان عبر وساطة قطرية
  • طالبان تفرج عن محتجزة أمريكية
  • واشنطن: إطلاق سراح أميركية كانت محتجزة لدى طالبان بوساطة قطرية
  • أفغانستان.. طالبان تفرج عن الأمريكية فاي هول