بوابة الوفد:
2025-02-19@22:16:05 GMT

كتاب للبيع ليس بالكتاب وحده يعيش الإنسان

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

ليس بالورق وحده يعيش الإنسان، كما انه وفقا لما ورد بنص الكتاب المقدس أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، تلك هى المعادلة الأصعب والأعقد، فإذا كان الخبز ومعادله المادى كفيلا باستمرار وبقاء حياة المرء، فإن الكتاب المقدس أبان عن روح المعنى الذى يجب أن تتواجد ليكتمل بقاء الإنسان،ثم أتت الأحداث لتبين أن المعنى وحده والكلمة والحكمة ومفردات الكتب ليست بكفيلة لحياة الإنسان، سؤال أعادته الكاتبة الصحفية والناقدة الأدبية صافيناز كاظم للأذهان عبر طرحها لبيع مكتبتها بملبغ مليون جنيه، ذلك العرض الذى أعلنته على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الجتماعى ليعيد للأذهان مئة تساؤل وتساؤل .

..ولعل أبرز هذه الأسئلة هو: هل سئمت الكاتبة من تكدس الكتب وحاولت تبدليهم بأوراق نقدية تعينها على مواجهة الحياة ؟...هل الخبز أولا ....؟...وإن كانت الكاتبة قد تواجد لديها مصدر الرزق والكفاف فما الدافع الذى يدفع كاتبا لأن يحول وريقات الكتب إلى أوراق البنكنوت؟

درس المعلمون لتلاميذهم أن حضارتنا العربية العريقة شهدت ازدهارا للفكر والثقافة والفنون وحركة التراجم، حين كان خلفاء الدولة العباسية يزنون الكتاب بالذهب، فقدر التلامذة دور الفكر والعلم وقراطيس المعرفة، فكانت الدولة التى تزن الكتب بالذهب هى نفسها الدولة التى كانت تنثر الحب والبذور على الجبال حتى لا يجوع طير فى بلاد المسلمين، حيث كان الذهب متوفرا ووريقات البنكنوت متوفرة وبكثرة ....لكن عفوا هذا زمان مختلف أضحت ورقات البنكنوت هى الفئة الأكثر قبولا ورواجا وجذبا للعيون، فقد حدث أحد المتصوفة تلاميذه متسائلا: «لما سمى المال مالا يا مريدى ؟..غير ان المريد لم يسعفه الذهن بإجابة فرد الشيخ المربى بجوابه: «إنما سمى مالا لأن القلوب تميل إليه».

التوقيت لم يدم لساعات الذى طرحت فيه الكاتبة الصحفية الفارسية النشأة المصرية الهوى –صافيناز كاظم – عن بيع مكتبتها بمبلغ قدره «أرنب مصرى» بمصطلح لغة الانفتاح إبان عصر الرئيس الراحل للديار أنور السادات، ثم أعقب بعد ساعات أن نوارة ابنتها تدخلت فى الأمر فأثنتها عن القرار..

وقبيل اعلان الكاتبة صافيناز كاظم، كانت ثمة قضية معرفية أخرى شهدت رواجا بين الصحف ووسائل الإعلام العربية والأجنبية،  كانت القضية هى كنز الفنان حسن كامى، ليس الكنز بمصطلح الذهب والبنكنوت، بينما كان الكنز هو مكتبته المحببة الى  قلبه والتى كان يقضى فيها أغلب اوقاته، لكنه لم يبع، ولم يطرح الأمر للبيع لسبب أعلنه اكثر من مرة وبأكثر من طريقة،  أن روائح الورق وجدران المكتبة بأغلفة الكتب تحمل ريح «نجوى» زوجته وحبيبته ورفيقته، فمثلت الكتب جدران ليلى العامرية للعاشق حسن أو الشاطر حسن، فلم يبع ولم يعرض للبيع، حتى وبعد وفاته صارت الأقاويل وتدوالت المحاكم المصرية قصة بيع المكتبة لمحاميه الخاص إلا أن القدر أيضا لم يترك الإرث المعنوى ليكون مباحا بيد شخص، فمات المحامى تاركا المكتبة لتضع عليها وزارة الثقافة المصرية يدها.

الأديب والكاتب الصحفى مصطفى عبيد ذكر عبر مقاله المعنون «تركة ثقيلة على رصيف الأزبكية» أن مصير تلك الكتب التى جمعت وتملكها المبدعون تصبح تركة ثقيلة لورثة المبدع فيسعى الورثة للتخلص منها عبر الاتفاق مع أحد سماسرة الكتب فى سور الأزبكية، ثم يكون مصيرها هو العرض عالرصيف... لذا هل من المنصف أن يكون عرض الكاتبة صافيناز كاظم بالعرض غير الواقعى كونها أرادت أن تبدل ثروتها المعرفية بأوراق بنكنوت حتى لا تثقل بجثث الكتب على نفسها أو على أحبابها ....هذا هو التساؤل الأصعب فى المعادلة..

هو نفس الأمر الذى عرض له الكاتب الصحفى عادل السنهورى فى معرض مقاله الصحفى المعنون «مكتبة مشاهير مصر» قائلا:  «ثروة ضخمة من آلاف الكتب لكبار الأدباء والشعراء والكتاب والفنانين انتهى بها الأمر إلى بيعها لسماسرة الأشياء القديمة سواء تحت ضغط الحاجة للمال أو لأنها أصبحت عبئا وحملا ثقيلا بمجرد وفاة صاحبها ولا يراها الورثة من الأهل والأبناء سوى جزء من مقتنيات الاب يجب بيعها. حدث ذلك مع كثير ممن نعرفهم من كبار المفكرين والمثقفين والصحفيين، وضاعت ثروات معرفية على مكتبات الدولة للحفاظ عليها وعرضها بصورة تليق بأصحابها لمن يريد القراءة والمعرفة أو البحث. للأسف أقول إن الكتاب فى هذا الزمان لم يعد خير جليس وأصبح هما ثقيلا وضيفا يتيما غير مرغوب فيه فى المنزل فيتحول برغبة الورثة إلى مشرد لقيط على أرصفة الشوارع بعد أن قضى صاحبه عمرا فى جمعه والحفاظ عليه ومصاحبته، وتصبح الأمنية أن يرثه مثقف آخر أو يحصل عليه تلامذته أو تتحول إلى مكتبة عامة».

ينتهى المطاف بالكتاب أن يكون عبئا ثقيلا على وريث المبدع أو الكاتب أو المفكر، فيصبح الهم الأكبر هو التخلص من تلك الأوراق التى تحوى الفئران وتحدث زحاما فى البيت... لذا فهل من حرج أن يعرض المبدع أو المفكر تحويشة عمره بتعبير «صلاح السنهورى» للبيع شأن كل الأشياء التى تباع وتترجم إلى أوراق من فئات البنكنوت.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صافیناز کاظم

إقرأ أيضاً:

«مصر قالت كلمتها».. بدء دخول معدات إعمار غزة وتل أبيب تعلن تنفيذ المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار

نجحت الجهود المصرية القطرية فى إدخال معدات إعادة الإعمار لقطاع غزة، أمس، حسب ما جاء فى «القاهرة الإخبارية»، نقلاً عن مراسلها الذى أكد دخول المعدات القطاع؛ لرفع مخلفات الهدم والتدمير.

من جانبه، أعلن مصدر سياسى إسرائيلى بدء إدخال المنازل المتنقلة والمعدات الثقيلة رسمياً إلى قطاع غزة، مضيفاً أن تل أبيب التزمت بإدخال كرفانات الإعاشة والمعدات الهندسية الميكانيكية إلى قطاع غزة، كجزء من المفاوضات.

وتبدأ عمليات إعادة تأهيل البنية التحتية فى جميع مناطق القطاع، وإدخال المعدات اللازمة لفرق الدفاع المدنى، وإزالة الركام والأنقاض، وفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، ويستمر فى جميع مراحل الاتفاق ويُسمح بإدخال مستلزمات إنشاء مراكز لإيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم أثناء الحرب، ويشمل ذلك بناء ما لا يقل عن 60 ألف وحدة سكنية مؤقتة و200 ألف خيمة.

«الخارجية»: «القاهرة» تستضيف القمة العربية الطارئة 4 مارس المقبل.. و«رويترز»: «تل أبيب» تتسلم جثامين 4 محتجزين الخميس و6 أحياء السبت  

ويتضمن الاتفاق بدء تنفيذ الترتيبات والخطط اللازمة؛ من أجل إعادة إعمار شامل للمنازل والبنية التحتية المدنية التى دُمّرت نتيجة الحرب، وتعويض المتضررين تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات، بما فى ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية والهجرة استضافة مصر القمة العربية الطارئة حول تطورات القضية الفلسطينية يوم 4 مارس بالقاهرة، فى إطار استكمال التحضير الموضوعى واللوجيستى للقمة، وتم تحديد الموعد الجديد بعد التنسيق مع مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وبالتشاور مع الدول العربية.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلى، جدعون ساعر، أمس، بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، التى تشمل بشكل رئيسى مسألة تبادل المحتجزين، وجاء هذا الإعلان بعد اجتماع استمر 5 ساعات عقده مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى.

وحسب قناة «القاهرة الإخبارية»، قال وزير الخارجية الإسرائيلى: «سنبدأ المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من صفقة المحتجزين وإسرائيل تطالب بنزع السلاح بالكامل من قطاع غزة، وحكم حماس فى غزة لم يكن تجربة ناجحة بالنسبة لإسرائيل».

وذكرت وكالة «رويترز» أن إسرائيل قد تتسلم جثامين 4 من المحتجزين فى غزة غداً الخميس وتعمل على استعادة 6 آخرين أحياء السبت المقبل.

ووفقاً لمصادر، فإن تنفيذ هذا التبادل سيترك 4 محتجزين فقط، ومن المتوقع أنهم ماتوا، من بين 33 محتجزاً كانوا ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، الذى تم التوصل إليه الشهر الماضى.

ووأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن حكومة الاحتلال ستفرج عن جميع النساء والقاصرين الذين تم احتجازهم فى قطاع غزة، مقابل استعادة جثامين المحتجزين.

على الجانب الآخر، أعلنت حركة حماس أن القصف الإسرائيلى الذى استهدف منطقة شرقى رفح فى جنوب القطاع على مدار الأيام الماضية يشكل انتهاكاً خطيراً لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وفقاً لقناة «القاهرة الإخبارية».

وأشارت «حماس» إلى أن هذه الهجمات تعكس عدم التزام إسرائيل بالاتفاق، واتهمت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بمحاولة عرقلة سير المفاوضات، لأن القصف يعكس نوايا إسرائيل لاستئناف العدوان وارتكاب المزيد من الجرائم.

وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس، المجتمع الدولى باتخاذ خطوات عملية لإجبار الاحتلال الإسرائيلى على وقف مشاريعه ومخططاته الاستعمارية الإحلالية التوسعية، وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى، تمهيداً لتمكينه من ممارسة حقه فى تقرير المصير على أرض وطنه دون احتلال أو استعمار.

وأدانت الوزارة، فى بيان، أبرزته وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، التصعيد الحاصل فى انتهاكات ميليشيات المستعمرين وجرائمهم ضد المواطنين وأراضيهم وممتلكاتهم فى الضفة الغربية، بحماية وإشراف من جيش الاحتلال الذى يواصل فى الوقت ذاته ارتكاب المزيد من الجرائم والتدمير الممنهج للبنى التحتية فى محافظتى جنين وطولكرم ومخيماتهما.

وأشارت إلى أنها تنظر بخطورة بالغة إلى التصريحات والمواقف الإسرائيلية الرسمية التى تصدر تباعاً عن المسئولين فى الحكومة الإسرائيلية للتحريض على استباحة الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، خاصة تحريض «سموتريتش» الذى تفاخر فيه بهدم منازل فلسطينية أكثر ما يبنيه الفلسطينيون فى عام 2025.

وميدانياً، شرعت قوات الاحتلال، أمس، فى عملية هدم واسعة للمنازل فى مخيم طولكرم، فى ظل العدوان المتواصل عليه لليوم الـ23 على التوالى بعدما أخطرت بهدم 14 منزلاً داخل المخيم، بذريعة شق شارع وسطه يمتد من منطقة الوكالة إلى حارة البلاونة.

وحسب تقديرات أولية تم رصدها، وفقاً للمشاهدات الميدانية والبيانات الرسمية الصادرة عن محافظ طولكرم، بلغ عدد المنازل التى دمرها الاحتلال بشكل كامل خلال العدوان المستمر على مخيم طولكرم 22 منزلاً على الأقل، و300 منزل بشكل جزئى، وإحراق 11 منزلاً، فيما قُدّر عدد المهجرين قسرياً بحوالى 10450، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، مع تعمد قوات الاحتلال تدمير البنية التحتية وشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحى والاتصالات فى المخيم.

ودعا محافظ طولكرم، عبدالله كميل، المجتمع الدولى والمؤسسات الحقوقية والإنسانية، للضغط على سُلطات الاحتلال لوقف الجريمة والمجزرة بحق مخيم طولكرم، مؤكداً أن قوات الاحتلال تهدف من خلال هذه الجرائم إلى ضرب المكان الوجودى للمخيم، باعتباره شاهداً على جريمة العصر وهى «النكبة»، علاوة على استهداف مؤسسة الأونروا، وغيرها من الجرائم التى تمارس يومياً بحق أبناء شعبنا فى كل مكان. وأضاف أن كل ما تقوم به قوات الاحتلال من عدوان مستمر بحق محافظة طولكرم، وإجبار السكان على النزوح قسرياً من مخيمى طولكرم ونور شمس، منذ 23 يوماً، مخالفة صريحة للقانون الدولى الإنسانى وجميع المواثيق والأعراف الدولية.

مقالات مشابهة

  • «بوليتيكو»: ملاحقة ترامب لأعدائه السياسيين المفترضين وتقديمهم للمحاكم العسكرية بالونة اختبار
  • مصطفى شعبان.. نجم الدراما المتجدّد
  • مسلسل حكيم باشا.. صراع على «ميراث حرام» من تجارة الآثار
  • ميزة الكتب عن غيرها
  • نقاد: ياسمين عبدالعزيز الورقة الرابحة في رمضان 2025.. وتمتلك مساحات كبيرة من الإبداع
  • «مصر قالت كلمتها».. بدء دخول معدات إعمار غزة وتل أبيب تعلن تنفيذ المرحلة الثانية من مفاوضات وقف إطلاق النار
  • منتخب الشباب يلتقي ألو ايجيبت.. ونبيه يواصل بث الروح القتالية فى اللاعبين
  • «ترامب» يواجه «الدولة العميقة».. «نار الانتقام» تثير مخاوف الجميع
  • عيد ميلاد «الأسبوع».. 28 عاماً من الكفاح ونجحت المهمة
  • وسيم يوسف: محبة الناس ودعواتهم كانت من أسباب قوتي وانتصاري على السرطان