بوابة الوفد:
2024-12-16@21:52:42 GMT

كتاب للبيع ليس بالكتاب وحده يعيش الإنسان

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

ليس بالورق وحده يعيش الإنسان، كما انه وفقا لما ورد بنص الكتاب المقدس أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، تلك هى المعادلة الأصعب والأعقد، فإذا كان الخبز ومعادله المادى كفيلا باستمرار وبقاء حياة المرء، فإن الكتاب المقدس أبان عن روح المعنى الذى يجب أن تتواجد ليكتمل بقاء الإنسان،ثم أتت الأحداث لتبين أن المعنى وحده والكلمة والحكمة ومفردات الكتب ليست بكفيلة لحياة الإنسان، سؤال أعادته الكاتبة الصحفية والناقدة الأدبية صافيناز كاظم للأذهان عبر طرحها لبيع مكتبتها بملبغ مليون جنيه، ذلك العرض الذى أعلنته على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الجتماعى ليعيد للأذهان مئة تساؤل وتساؤل .

..ولعل أبرز هذه الأسئلة هو: هل سئمت الكاتبة من تكدس الكتب وحاولت تبدليهم بأوراق نقدية تعينها على مواجهة الحياة ؟...هل الخبز أولا ....؟...وإن كانت الكاتبة قد تواجد لديها مصدر الرزق والكفاف فما الدافع الذى يدفع كاتبا لأن يحول وريقات الكتب إلى أوراق البنكنوت؟

درس المعلمون لتلاميذهم أن حضارتنا العربية العريقة شهدت ازدهارا للفكر والثقافة والفنون وحركة التراجم، حين كان خلفاء الدولة العباسية يزنون الكتاب بالذهب، فقدر التلامذة دور الفكر والعلم وقراطيس المعرفة، فكانت الدولة التى تزن الكتب بالذهب هى نفسها الدولة التى كانت تنثر الحب والبذور على الجبال حتى لا يجوع طير فى بلاد المسلمين، حيث كان الذهب متوفرا ووريقات البنكنوت متوفرة وبكثرة ....لكن عفوا هذا زمان مختلف أضحت ورقات البنكنوت هى الفئة الأكثر قبولا ورواجا وجذبا للعيون، فقد حدث أحد المتصوفة تلاميذه متسائلا: «لما سمى المال مالا يا مريدى ؟..غير ان المريد لم يسعفه الذهن بإجابة فرد الشيخ المربى بجوابه: «إنما سمى مالا لأن القلوب تميل إليه».

التوقيت لم يدم لساعات الذى طرحت فيه الكاتبة الصحفية الفارسية النشأة المصرية الهوى –صافيناز كاظم – عن بيع مكتبتها بمبلغ قدره «أرنب مصرى» بمصطلح لغة الانفتاح إبان عصر الرئيس الراحل للديار أنور السادات، ثم أعقب بعد ساعات أن نوارة ابنتها تدخلت فى الأمر فأثنتها عن القرار..

وقبيل اعلان الكاتبة صافيناز كاظم، كانت ثمة قضية معرفية أخرى شهدت رواجا بين الصحف ووسائل الإعلام العربية والأجنبية،  كانت القضية هى كنز الفنان حسن كامى، ليس الكنز بمصطلح الذهب والبنكنوت، بينما كان الكنز هو مكتبته المحببة الى  قلبه والتى كان يقضى فيها أغلب اوقاته، لكنه لم يبع، ولم يطرح الأمر للبيع لسبب أعلنه اكثر من مرة وبأكثر من طريقة،  أن روائح الورق وجدران المكتبة بأغلفة الكتب تحمل ريح «نجوى» زوجته وحبيبته ورفيقته، فمثلت الكتب جدران ليلى العامرية للعاشق حسن أو الشاطر حسن، فلم يبع ولم يعرض للبيع، حتى وبعد وفاته صارت الأقاويل وتدوالت المحاكم المصرية قصة بيع المكتبة لمحاميه الخاص إلا أن القدر أيضا لم يترك الإرث المعنوى ليكون مباحا بيد شخص، فمات المحامى تاركا المكتبة لتضع عليها وزارة الثقافة المصرية يدها.

الأديب والكاتب الصحفى مصطفى عبيد ذكر عبر مقاله المعنون «تركة ثقيلة على رصيف الأزبكية» أن مصير تلك الكتب التى جمعت وتملكها المبدعون تصبح تركة ثقيلة لورثة المبدع فيسعى الورثة للتخلص منها عبر الاتفاق مع أحد سماسرة الكتب فى سور الأزبكية، ثم يكون مصيرها هو العرض عالرصيف... لذا هل من المنصف أن يكون عرض الكاتبة صافيناز كاظم بالعرض غير الواقعى كونها أرادت أن تبدل ثروتها المعرفية بأوراق بنكنوت حتى لا تثقل بجثث الكتب على نفسها أو على أحبابها ....هذا هو التساؤل الأصعب فى المعادلة..

هو نفس الأمر الذى عرض له الكاتب الصحفى عادل السنهورى فى معرض مقاله الصحفى المعنون «مكتبة مشاهير مصر» قائلا:  «ثروة ضخمة من آلاف الكتب لكبار الأدباء والشعراء والكتاب والفنانين انتهى بها الأمر إلى بيعها لسماسرة الأشياء القديمة سواء تحت ضغط الحاجة للمال أو لأنها أصبحت عبئا وحملا ثقيلا بمجرد وفاة صاحبها ولا يراها الورثة من الأهل والأبناء سوى جزء من مقتنيات الاب يجب بيعها. حدث ذلك مع كثير ممن نعرفهم من كبار المفكرين والمثقفين والصحفيين، وضاعت ثروات معرفية على مكتبات الدولة للحفاظ عليها وعرضها بصورة تليق بأصحابها لمن يريد القراءة والمعرفة أو البحث. للأسف أقول إن الكتاب فى هذا الزمان لم يعد خير جليس وأصبح هما ثقيلا وضيفا يتيما غير مرغوب فيه فى المنزل فيتحول برغبة الورثة إلى مشرد لقيط على أرصفة الشوارع بعد أن قضى صاحبه عمرا فى جمعه والحفاظ عليه ومصاحبته، وتصبح الأمنية أن يرثه مثقف آخر أو يحصل عليه تلامذته أو تتحول إلى مكتبة عامة».

ينتهى المطاف بالكتاب أن يكون عبئا ثقيلا على وريث المبدع أو الكاتب أو المفكر، فيصبح الهم الأكبر هو التخلص من تلك الأوراق التى تحوى الفئران وتحدث زحاما فى البيت... لذا فهل من حرج أن يعرض المبدع أو المفكر تحويشة عمره بتعبير «صلاح السنهورى» للبيع شأن كل الأشياء التى تباع وتترجم إلى أوراق من فئات البنكنوت.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صافیناز کاظم

إقرأ أيضاً:

الداخلية تنظم ندوات تثقيفية لطلبة وطالبات معاهد معاونى الأمن

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت الإدارة العامة لمعاهد معاونى الأمن "قطاع التدريب" بوزارة الداخلية، ندوات تثقيفية تحت عنوان (اليوم العالمى لحقوق الإنسان رؤية مصر من خلال الإستراتيجية الوطنية 2021/2026) بمشاركة طلبة وطالبات المعاهد وعدد من العاملين بالإدارة ( ضباط – أفراد – موظفين مدنيين - جنود) حاضر فيها نخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس بمعاهد معاونى الأمن. 

تناولت الندوات عددًا من الموضوعات كان أبرزها "ملامح ومحددات الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان 2021/2026 - دور وزارة الداخلية فى تنفيذها والجهود التى تبذلها الوزارة فى تطوير الخدمات الجماهيرية – المبادرات الإجتماعية والإنسانية التى تنظمها الوزارة – جهود الوزارة فى حماية الفئات الأولى بالرعاية – جهود الوزارة فى بناء وتعزيز قدرات رجال الشرطة لصون حقوق الإنسان". 
  
يأتى ذلك فى إطار حرص وزارة الداخلية على توعية العناصر البشرية بكافة أجهزة وقطاعات الوزارة ، وتوفير كافة السُبل التى تساعد على تنمية قدراتهم التثقيفية . 

مقالات مشابهة

  • عصام الأمير: الإعلام لا يزدهر إلا بحرية الرأي وحقوق الإنسان
  • رئيس جهاز الإستخبارات التركي يوصي بقراءة هذه الكتب العشرة
  • ندوة بمكتبة جامعة القاهرة لمناقشة كتاب "سؤال الأخلاق"
  • الداخلية تنظم ندوات تثقيفية لطلبة معاهد معاونى الأمن| صور
  • الداخلية تنظم ندوات تثقيفية لطلبة وطالبات معاهد معاونى الأمن
  • أكشن وضحك ورومانسية.. أفلام نص السنة «لكل مزاج فيلم»
  • كريم وزيرى يكتب: حكايات القوادم.. عندما كتبت كوكب الشرق مقالًا عن الحب
  • إعادة تقييم قوانين الاستثمار ضمان لتعظيم الميزة التنافسية
  • «الكراسة» فين؟!!!
  • «الكراسة» فين؟!!!