عقدت حركة العدل والمساواة السودانية اجتماعاً تشاورياً تاريخياً لقياداتها بمدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الاحمر وذلك خلال يومي الخميس ٣١ أغسطس والجمعة الأول من سبتمبر ٢٠٢٣، بحضور رئيس الحركة و رئيس ونائب رئيس المجلس التشريعي ومقرر المؤتمر العام ومستشاري رئيس الحركة واعضاء المكتب التنفيذي ورؤساء المكاتب الخارجية و أمناء الولايات والقيادات العسكرية، بمشاركة طيف واسع من قيادات الحركة من المرأة والشباب والطلاب وأعضاء الأمانات المتخصصة، الذين قدموا من ولايات السودان المختلفة ودول اسيا وأوروبا وبريطانيا وأمريكا الشمالية وأستراليا ودول الخليج وأفريقيا.

يترحم الاجتماع على شهداء الثورة السودانية التراكمية ويدعو بعاجل الشفاء للجرحى ويتقدم الاجتماع بالتحية لجماهير الشعب السوداني الصامد الذي يكابد مشاق هذه الحرب اللعينة ويحييً النازحين واللاجئين، وأننا على ثقة ان الأمة السودانية سوف تخرج من هذه المحنة أكثر قوة ومنعة بتماسكها وتمسكها بوحدتها السياسية والتوافق على مشروع وطني يجنب بلادنا ويلات الفرقة والشتات. خاطب اللقاء الدكتور جبريل إبراهيم محمد رئيس الحركة مؤكداً على موقف الحركة من الحرب وأن الحياد لا يعني السكوت او التغاضي عن إدانة الانتهاكات الجسيمة التي طالت المواطنين العزل والبنى التحتية واحتلال بيوت المدنيين والاغتصاب، وطالب بتقديم المتورطين في هذه الجرائم للمحاكمة العادلة. تناول الاجتماع عدداً من الأوراق حول قضايا الراهن السياسي والإصلاح التنظيمي الشامل وقضايا الهوية الثقافية وارتباطاتها بالأزمة السودانية، وخلص الي التوصيات التالية ١. الحرب والقضايا الإنسانية تؤكد الحركة على موقف الحياد من الحرب الا في قضايا الانتهاكات وحقوق الانسان، وفي هذا الإطار ندين انتهاكات الدعم السريع في هتك الأعراض، وسلب الأموال، واحتلال المساكن والمرافق العامة، وقتل المدنيين خاصة جريمة اغتيال والي غرب دارفور الرفيق خميس عبدلله أبكر. التأكيد على دور الحركة في حماية المدنيين من خلال القوة المشتركة ودورها في حماية القوافل الإنسانية والتجارية. تدعو الحركة الى وقف فوري لأطلاق النار كمدخل لإنهاء الحرب لتهيئة المناخ لانطلاق عملية تفاوضية تخاطب القضايا العسكرية والإنسانية والسياسية. ٢. خارطة الطريق لحل الازمة السودانية وإنهاء الحرب خارطة الحل الوطني تبدأ بإخلاء منازل المواطنين والمرافق العامة والمستشفيات وفق أسس معينة ويعقب ذلك وقف العدائيات تمهيداً لإغاثة المتأثرين بالحرب، وتؤسس لوقفاً فورياً لإطلاق النار والانخراط في عملية سياسية شاملة يتفق فيها السودانيون على مخاطبة قضايا الازمة الوطنية تنتهي بانعقاد مؤتمر دستوري يقود لقيام انتخابات حرة ونزيهة. تدعو الحركة الي تكوين حكومة تصريف أعمال تسيّر دولاب الدولة إلى حين توافق القوى السياسية والمدنية على ترتيبات دستورية لإكمال الفترة الانتقالية. تدعو الحركة الى اعلاء مبدأ المحاسبة وعدم الإفلات من العقاب وضمان محاسبة الذين اقترفوا الجرائم في حق المواطنين. ٣. السلام واستكماله التأكيد على التمسك باتفاق جوبا لسلام السودان الذي خاطب قضايا اصلاح الأجهزة الامنية ودمج الجيوش وصولا لجيش قومي مهني موحد. التأكيد على معالجة الاسباب التي حالت دون تنفيذ اتفاق السلام بالعمل على تكوين اليات تنفيذ اتفاق السلام وتنفيذ ملفات الترتيبات الأمنية، والعدالة الانتقالية، وإعادة الاعمار، والنازحين، واللاجئين، وبذل مزيد من الجهود لاستكمال السلام. ٤. الإصلاح التنظيمي والتحول الى حزب سياسي وقف الاجتماع على الترتيبات الجارية لتحول الحركة الى حزب سياسي وأكد على ضرورة إنجاز ذلك بعد انتهاء الحرب. يؤكد الاجتماع على الالتزام بالنظام الأساسي للحركة واللوائح الحاكمة، وفي هذا الإطار نؤكد على أن شرعية المؤسسات الحالية مستمدة من قرارات المجلس الثوري الذي انعقد في الفترة من الخميس ١٢- ١٤ مايو ٢٠١٦م والذي مدد لأجهزة الحركة المتمثلة في المؤتمر العام والمجلس التشريعي والمجلس الثوري ورئيس الحركة الي حين انعقاد مؤتمر عام فور زوال الأسباب التي تحول دون انعقاده. واستكمال البناءات التنظيمية والفكرية والمشروع السياسي للحركة. في الختام تتقدم الحركة بالتحية لقواعدها وجماهيرها على امتداد المعمورة وتؤكد ان مؤسساتها أكثر تماسكاً والتزاماً بالنظام الأساسي وبمشروعها السياسي، وستمضي الحركة قدما في تحقيق أهدافها، وتنتهز هذه السانحة لتدعو الجميع للتمسك بقيم السلام والعدالة والتسامح. الاجتماع التشاوري لقيادات حركة العدل والمساواة السودانية بورتسودان – 1 سبتمبر 2023م

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: رئیس الحرکة

إقرأ أيضاً:

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟

بقلم: إبراهيم سليمان

ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
عند الحديث عن خسارة أمرٍ ما، لابد من توضيح الحساب بكافة المعطيات، ورصد الناتج والمحصلة النهائية التي لا تقبل الجدل، ورغم ذلك هنالك تقديرات، يمكن النظر إليها من زوايا مختلفة، ولا يحمد السوق إلا من ربح. وقديما قيل، "الجمرة بتحّرق واطيها" وقيل أيضا "من يده في الماء ليس كمن يده في النار"

يبدو أن حكومة بورتسودان، بقيادة الجنرال البرهان، تشمر، للتعري من ثيابها، وتستعد للخروج عن طورها، من خلال اتخاذها عدة إجراءات تعسفية، تنم عن اليأس وعدم المسؤولية الوطنية، منذ اندلاع الحرب الحالية، قطعت خدمات الاتصالات عن أقاليم غرب السودان، وحرمت مواطنين على الهوية من الأوراق الثبوتية، حظرت عليهم خدمات السجل المدني، وأخيراً عمدت الإتلاف الإجمالي للعملة والوطنية في حوالي أكثر من ثلثي أقاليم البلاد، من خلال تغيرها في مناطق سيطرة الجيش على ضآلتها، حرمان الآخرين منها، وأخراً الإصرار على إجراء امتحانات الشهادة السودانية لحوالي مائتي ألف طالب طالبة، وحرمان حوالي أربعمائة آخرين في بقية أرجاء البلاد!

بهذه الخطوات المتهورة، وغير المسؤولة، لم تترك حكومة بورتسودان، للمستهدفين من أبناء الشعب السوداني، الذين يمثلون الغالبية العظمي، سوى المضي قدماً ودون التردد أو الالتفات إلى الوراء، في المناطق التي تقع خارج سيطرة الجيش، والمحررة من عنف وظلم دولةـــ 56 لتضلع بمهام توفير الخدمات الضرورية لحياتهم اليومية والملحة لأن يعيشوا بكرامة وعدالة. وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للذين يستحقونها، بدلاً من المتاجرة فيها من قبل تجار الحرب في بورتسودان.

لماذا يدفع أبناء الولايات، التي يستهدفها الطيران الحرب لحكومة بورتسوان، وتحرمها من حقوقها الإنسانية والدستورية، تكاليف بقاء السودان موحداً؟ طالما أن هذه الحكومة غير الشرعية تدفع بعنف وإصرار لتمزيق وحدة البلاد!، وما هي قيمة الوحدة الوطنية، التي تزهق أرواح عشرات الملايين من مكونات بعينها؟ وطالما أن هنالك خمس ولايات فقط، بإدارة مواطنيها أو بغيرها، غير مباليين، بهموم وآهات بقية الإقليم، فلينفصلوا هم إن أرادوا ويتركوا الآخرين وشأنهم.

وليس هناك ما هو أغلى من أرواح الأبرياء، والحفاظ عليها، وحقن دماء أبناء الشعب السوداني مقدم على أي اعتبارات أخرى بما فيها والوحدة الوطنية القسرية. لذا نرى أن تشكيل حكومة مدنية في المناطق المحررة والتي هي الآن خارج سيطرة الجيش، وهي المناطق التي لا تعني شيئا لحكومة بورتسودان الانقلابية، ضرورة حياتية، ويعتبر التقاعس عنه، أو التردد فيه حماقة، وخذلان في حق عشرات الملايين المستهدفين، من قبل الحكومة العنصرية في بورتسودان، وجيشها القاتل.

المنوط بالحكومة المدنية المرتقبة، توفير خدمات التربية والتعليم، وخدمات السجل المدني والأوراق الثبوتية، وفتح معابر تجارية لتصدير المنتجات واسترداد كافة الضروريات المنقذة للحياة، وطباعة عملة وطنية مبرأة للذمة، استباقاً للكارثة الاقتصادية التي تلح في الأفق، ونزع الشرعية من حكومة بورتسودان التي تصر على استمرار الحرب، وترفض كافة النداءات الوطنية الدولية للجلوس للتفاوض بشأن وقف الحرب وإحلال السلام في البلاد، وتقول أنها مسعدة لمواصلة الحرب مائة عام!

وطالما أن هنالك صراع بين قوتين عسكريتين، فليكن هنالك تنازع بين حكوميتين، لتتعادل الكفتتين، وربما يسرع ذلك إيجاد حلول للحكومتين، لكن لا ينبغي أن تتوقف حياة أغلبية الشعب السوداني، من أجل خاطر الحفاظ على وحدة البلاد، التي لم يحرص عليها دعاة الحرب.

ولا نظن أن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة في الخرطوم، ستضر بوحدة البلاد، أكثر حرب كسر العظام الدائرة حالياً، وتأجيج نيران خطاب الكراهية الممنهجة، من دعاة دويلة النهر والبحر، الذين يعادون كافة مكونات البلاد، يرفضون المساواة بين مكوناتها!

ليس هناك ما يمكن خسارته، من تشكيل حكومة موازية مرتقبة بالخرطوم، حتى إن لم يعترف بها أحد، يكفي أن المأمول منها، فك ارتهان مصير غالبة مكونات الشعب السوداني، لمزاج ورعونة حكومة بورتسودان غير المسؤولة. ومما لا شك فيها أن الأوضاع الإنسانية في ليبيا واليمن، وحتى جمهورية أرض الصومال، أفضل ألف مرة منها في معظم أرجاء البلاد. تمزيق وحدة السودان المسؤول عنه حكومة بورتسودان بإجراءاتها التعسفية وقائد الجيش، الذي أعلن على رؤوس الأشهاد، استهداف حواضن قوات الدعم السريع، ويظل يمطرهم بالبراميل المتفجرية بشكل يومي.

وفي الحقيقة، فإن حكومة بورتسودان المعزولة دولياً، قد مزّقت وحدة البلاد فعلياً، بالتصعيد المنتظم من قبلها بشأن اتخاذ إجراءات مست جوهر قومية الدولة السودانية، وأن تشكيل الحكومة المدنية المرتقبة ما هو إلا تحصيل حاصل.
والغريق لا يخشى البلل.
ebraheemsu@gmail.com
//إقلام متّحدة ــ العدد ــ 181//  

مقالات مشابهة

  • نص البيان الختامي للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين- فيديو
  • ننشر البيان الختامي للمؤتمر العام السادس لنقابة الصحفيين
  • ما الذي يمكن خسارته من تشكيل حكومة مدنية موازية لحكومة بورتسودان؟
  • نقيب المحامين يعقد لقاءات هامة لبحث قضايا ومشكلات المحامين
  • الخريجي يؤكد للبرهان: السعودية حريصة على استقرار السودان .. لعمامرة يبحث في بورتسودان توحيد الاتفاقات الدولية ومبادرات السلام
  • حركة العدل والمساواة السودانية .. بيان بمناسبة الذكرى السادسة لثورة ديسمبر المجيدة
  • تعديل موعد مران الأهلي الختامي قبل مواجهة شباب بلوزداد الجزائري
  • بعد اصدار البيان الختامي | مكاسب عديدة من قمة مجموعة دول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
  • القائمة الكاملة لحركة المحليات.. تعيين 84 رئيس حي ومدينة
  • طحنون بن زايد يترأس الاجتماع الختامي لـ"إم جي إكس"