ما نعرفه عن متغير بيرولا الجديد من كورونا
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
صنفت منظمة الصحة العالمية والمراكز الأميركية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها المتحور الجديد "بي أيه 2.86" (BA 2.86) من فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19 بأنه متحور "تجب مراقبته".
حتى الآن، سُجلت حالات قليلة من المتحور الذي يعرف أيضا باسم "بيرولا" (Pirola)، في كل من: الدنمارك والسويد والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا والبرتغال وبريطانيا وإسرائيل وكندا.
BA 2.86 هو متغير فرعي من سلالة أوميكرون Omicron. ولكن وفقًا لتقارير المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، فإن السلالة تضم طفرات أكثر بكثير من تلك التي توجد في السلالات التي سبقتها.
مع وجود الكثير من الحقائق، التي لا تزال مجهولة حول هذا المتغير الجديد، طرح موقع "webmd.com"، المتخصص في مجال الصحة، أسئلة على الخبراء عما يجب على الجمهور معرفته مع استمرار هذا المتحور الفرعي في التفشي.
بما ينفرد المتغير BA 2.86؟
أوضحت بورفي باريخ، خبير الأمراض المعدية في مركز "لانغون هيلث" في جامعة نيويورك "إنه فريد من نوعه لأنه يحتوي على أكثر من ثلاث طفرات في البروتين الشوكي (spike protein)". يستخدم الفيروس البروتينات الشوكية للدخول إلى خلايانا.
وأضافت أن هذا "قد يعني أنه سيكون أكثر قابلية للانتقال، ويسبب مرضًا أكثر خطورة، و/أو أن لقاحاتنا وعلاجاتنا قد لا تعمل ضده بشكل جيد، مقارنة بالمتغيرات الأخرى".
ما الذي نحتاج إلى مراقبته بشأن هذا المتحور؟
قالت الدكتورة هبة مصطفى، مديرة مختبر الفيروسات الجزيئية في مستشفى "جونز هوبكنز" في مدينة بالتيمور "لا نعرف ما إذا كان هذا البديل سيرتبط بتغيير في شدة المرض. نشهد حاليًا أعدادًا متزايدة من الحالات بشكل عام، على الرغم من أننا لا نرى بعد BA.2.86 في نظامنا الصحي".
وأكدت "من المهم مراقبة BA.2.86 (والمتغيرات الأخرى) وفهم كيف يؤثر تطورها على عدد الحالات ونتائج المرض". وأضافت "يجب علينا جميعًا أن ندرك الزيادة الحالية في الحالات، ونحاول إجراء الاختبار والعلاج في أقرب وقت ممكن، حيث يجب أن تكون الأدوية المضادة للفيروسات فعالة ضد المتغيرات المنتشرة".
ما الذي يجب أن يعرفه الأطباء؟
ترى باريخ أن الأطباء يجب أن يتوقعوا، بشكل عام، المزيد من حالات الإصابة بفيروس كورونا في عياداتهم والتأكد من فحص المرضى حتى لو كانت أعراضهم خفيفة. وتابعت "لدينا أدوات يمكن استخدامها: الأدوية المضادة للفيروسات، مثل باكسلوفيد، لا تزال فعالة مع السلالات السائدة الحالية مثل سلالة EG.5"، مخاطِبة الأطباء "شجعوا مرضاكم على الحصول على جرعات اللقاح المعززة وعلى غسل اليدين والتباعد الجسدي”.
ما مدى قدرة اللقاحات المتوفرة على مقاومة BA 2.86؟
قالت الدكتورة هبة مصطفى إن "تغطية اللقاح ضد المتحور الفرعي الجديد هي مجال غير مؤكد في الوقت الحالي". وتقول المراكز الأميركية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، في تقريرها، إن العلماء ما زالوا يبحثون في مدى نجاح لقاح فيروس كورونا المحدَّث ضد المتحور الفرعي "بيرولا". ومن المتوقع أن يكون اللقاح المحدث متاحًا في الخريف.
وقالت مصطفى إن التطعيمات والإصابات السابقة بكورونا خلقت أجساما مضادة لدى العديد من الأشخاص، ومن المرجح أن يوفر ذلك بعض الحماية، مضيفة "عندما شهدنا موجة أوميكرون في ديسمبر 2021، على الرغم من أن المتحور كان أكثر خطورة من السلالات التي كانت منتشرًة قبل ظهوره، وارتبط بزيادة كبيرة جدًا في عدد الحالات، ظلت اللقاحات تقي من المرض الشديد".
ما الأكثر أهمية بخصوص هذا المتغير؟
وفقًا لباريخ "من المهم للغاية مراقبة مدى انتقال العدوى [BA 2.86]، ومدى خطورتها، وما إذا كانت علاجاتنا ولقاحاتنا الحالية فعالة". وقالت مصطفى إن "مدى نجاح السلالات الجديدة في الإفلات من حماية الأجسام المضادة الحالية تجب دراستها ومراقبتها عن كثب".
بماذا تخبرنا هذه المرحلة من تطور الفيروس عن الوباء؟
قالت مصطفى إن تاريخ فيروس كورونا على مدى السنوات القليلة الماضية يظهر أن المتغيرات تتطور ويمكن أن تنتشر بسرعة كبيرة. وتؤكد "الآن، بعد أن أصبح الفيروس متوطنا، من الضروري مراقبة وتحديث التطعيمات إذا لزم الأمر، وتشخيص وعلاج وتنفيذ تدابير مكافحة العدوى عند الضرورة".
ومع البيانات المحدودة المتوفرة لدينا حتى الآن، يبدو أن الخبراء متفقون على أنه في حين أن تركيبة السلالة الجديدة تثير بعض العلامات الحمراء، فإن من السابق لأوانه القفز إلى أي استنتاجات حول مدى سهولة الإصابة بها والطرق التي قد تغير بها السلالة الفرعية "بي أيه 2.86" كيفية تأثير الفيروس على من يصابون به. أخبار ذات صلة لجنة أممية توجه نداء بشأن الرعاية الطبية المرتبطة بكوفيد بريطانيا تكتشف أول إصابة بمتحور جديد من فيروس كورونا المصدر: الاتحاد - أبوظبي
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: متحور فرعي فيروس كورونا فیروس کورونا مصطفى إن
إقرأ أيضاً:
عليك أن تسبَح عكس التيَّار لتصل للمنبع!
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
إذا بحثت عن السمات الرئيسية للشخصيات اليابانية ستجد أن من أهم عناصرها أن يكون دقيقًا، وأن يكون مجتهدًا بالإضافة إلى كثير من الصفات الممتازة منها أن يكون لديه طبيعة متحفظة، وأن يكون مهذبًا وعمومًا يتميز المجتمع الياباني بصفات كثيرة من اهمها الانْضِباط، والدقة في العمل.
وإذا أردنا أن نعرف من هو "هاروكي موراكامي" الذى أصبح أِشهر كاتب ياباني والذى نجحت مؤلفاته نجاحًا باهرًا حيث تصدرت قوائم أفضل الكتب مبيعًا سواء على الصعيد المحلي أو العالمي وترجمت إلى أكثر من خمسين لغة فإننا يجب أن نقرا كتابه الهام "مهنتي هي الرواية".. هذا الكتاب هو بحق سباحة ضد التيار لنصل إلى منبع تفوقه!.
دعنا أولا نتحدث عن طفولته إذ انه من مواليد ١٢ يناير ١٩٤٩ وولد بمدينة "كيوتو" اليابانية وهو ابن وحيد لأبويه، وقد تأثر منذ طفولته بالثقافة الغربية تأثرًا شديدًا، إضافة إلى الأدب الروسي، فقد نشأ يقرأ سلسلة واسعة من أعمال الكُتَّاب الأوروبيين والأمريكيين، من أمثال فرانس كافكا وجوستاف فلوبير وتشارلز ديكنز وكورت فونيجت ودوستويفسكي وغيرهم.. ويميّزه هذا التأثر الغربي عن الأغلبية العظمى من بقية الكُتَّاب اليابانيين.
أيضا رغم عمر هذا الكاتب - لقد تجاوز السبعين عاما- قرر بانضباط تام والتزام أن يجلس للكتابة يوميًا، ووضع لنفسه برنامجًا، فهو يستيقظ كل يوم في الرابعة صباحًا ويكتب ويقرأ خمس أو ستّ ساعات متواصلة، ثم يخرج بعد الظهر للجرى أو السباحة أو كلاهما، وينام في التاسعة مساء كل ليلة، وهذا البرنامج يلتزم به يوميًا بلا تنويع أو تغيير.
وفى كتابه الهام "مهنتي هي الرواية"، كتب تصديرًا قال فيه:
- لا أعرف تحديدًا متى بدأتُ أكتب المقالات التي جمعتُها في هذا الكتاب، لكنِّي أتصوَّر أنَّ ذلك كان في حوالى العام ٢٠١٠.. وجديرٌ بالذكر أنَّ هذا الكتاب نُشِرَ في اليابان في العام ٢٠١٥، ما يعني وجود فجوةٍ زمنيَّةٍ قدرها سبعُ سنواتٍ بين ذلك التاريخ وظهور الترجمة الإنكليزيَّة، في العام ٢٠٢٢.. يهمُّني أن يُدرك القارئ هذه النقطة؛ فخلال تلك السنوات السبع مررنا بأحداثٍ جسيمة، من بينها جائحةُ كورونا، وحروبٌ نشبت حول العالم. وقد دفعتْنا تلك الظروف إلى إجراء بعض التغييرات الكبيرة في حياتنا، غير أنَّ ما جاء في هذه المقالات لا يعكس تلك التغييرات بالضرورة، ولا التغييرات التي مررتُ بها شخصيًّا!.. ما تحمله المقالات، إذن، هو أفكاري ومشاعري حتى وقت نشرها في العام ٢٠١٥.
ثم قال مؤكدا:
-أردتُ أن أتحدَّث عن تجربتي في كتابة الرواية، وعن معنى أن أكون روائيًّا طيلة هذه السنين.. لذلك بدأتُ أخطُّ أفكاري، شيئًا فشيئًا، بين التزاماتي الأخرى، وأرتِّبها حسب الموضوع.. فلم أكتب هذه المقالات وفقًا لطلبٍ من أحد الناشرين، وإنَّما بمبادرةٍ منِّي، فهي أشياء كتبتُها من أجل نفسي.. كتبتُ المقالات الأولى بأسلوبي المعتاد (الظاهر في هذه السطور)، لكنَّني حين أعدتُ قراءتها بدت لي جافَّةً ومُتكلِّفةً إلى حدٍّ ما، فلم أقتنع بما كتبت!.. لذلك حاولتُ أن أكتبها كما لو كنتُ أتحدَّث إلى الناس مباشرة، فأصبح من الأسهل عليَّ أن أكتب (كما لوكنت أتحدَّث) بسلاسةٍ وصدقٍ أكبر، وهذا ما دفعني إلى أن أوحِّد المقالات كلَّها في أسلوبٍ أقرب إلى كتابة كلمة "تُلقى أمام جمهور".. وتصوَّرتُ نفسي أتحدَّث في قاعةٍ صغيرةٍ إلى ثلاثين أو أربعين شخصًا تقريبًا، وأعدتُ كتابة المقالات بنبرةٍ أكثر حميميَّةً تناسب هذه الأجواء.
بقى أن تعرف أن عنوان المقال هو اقتباس من قول الشاعر البولنديُّ زبيغنيڤ هربرت وهو يقول "إذا أردتَ الوصول إلى المنبع، فلا بدَّ من أن تسبح عكس التيَّار. إذ لا يسبح في اتِّجاه التيَّار إلَّا سقط المتاع!"
أنتظرني الاسبوع القادم باذن الله، لأكمل معك القراءة فى كتاب "مهنتى هى الرواية" لهذا الكاتب الياباني المتفرد.