بوابة الوفد:
2024-11-18@21:25:17 GMT

«أشياء تتداعى» واختزان عبقرية إفريقيا

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

 

 

تظهر رواية «أشياء تتداعى» التى نشرتها دار هاينمان البريطانية 1958باعتبارها التجسيد الحى لما قام به الكاتب النيجيرى تشينوا أتشيبى، فتبدو فيها نيجيريا ما قبل الاستعمار ونيجيريا ما بعده. وقد جسدت حالة إنسانية كاشفة عن ضمير شعب. وذلك من خلال شخصية بطلها المزارع أوكونكوا الذى كان مفعما بالحيوية والحرية الدافقة قبل الاستعمار.

وحينما جاء الاستعمار ووقع هذا البطل تحت طائلته فقد تماما حريته، بل إن هذا الاستعمار الغاشم دفعه لكى يشنق نفسه فوق شجرة، وظل معلقا عليها ـ وكأنه مصير إفريقيا كلها ـ لا يجرؤ أحد على دفنه،  لأن القبائل الإفريقية تنظر للمنتحر على أنه سيدنس الأرض إذا دفنوه هم. وهنا تأتى كلمة صديقه الكاشفة لمفوض الشرطة الإنجليزى، وذلك حينما رآه معلقا على شجرة وقد شنق نفسه، حيث قال: «ذلك الرجل كان واحدا من أعظم الرجال فى أومووفيا، لقد دفعتموه إلى قتل نفسه، وسيدفن الآن ككلب».

لقد كشفت الرواية عن لحظة فارقة فى حياة إفريقيا وهى لحظة التجريف المنظم لثقافتها وخصوصيتها الإنسانية من قبل الرجل الأبيض، وألقت الضوء على المد التبشيرى ودوره فى ذلك التجريف.

وفى هذه الرواية استطاع تشينوا أتشيبى أن يمزج اللحظة الحاضرة بالماضى السحيق، وكان للأسطورة والحكايات الشعبية  أكبر دور فى ذلك، فقد استطاعت أساطير إفريقيا وحكاياتها الشعبية ان تجعل كل شىء مليئا بالروح الخالد، فظهر الإحساس الكبير بأن كل شىء ملىء بالحياة، وهذه عبقرية إفريقيا.

وهنا يظهر بقوة أن سر العالمية هو التكلم بخصوصية الوطن، والارتفاع بهذه الخصوصية إلى النبض الإنسانى الخالد، وهذا ما حدث مع نجيب محفوظ وماركيز وتشينوا أتشيبى.

والحقيقة أن تشينوا أتشيبى قد جعل إفريقيا هى التى تتكلم، ولذا فقد أنصت العالم كله لصوتها، وظهر ذلك بوضوح من خلال ترجمة هذه الرواية لأكثر من خمسين لغة، وبيعها ما يقرب من عشرة ملايين نسخة.

ولم يكن صدى هذه الرواية مقتصرا على جماهير القراء العريضة فقط، وإنما كان صداها يرن بقوة فى صوت نقاد الأدب العالميين، ويرن أيضا فى صوت الشخصيات العالمية الكبرى، حتى قال الزعيم الإفريقى الخالد نيلسون مانديلا إن جدران السجن تسقط أمامها.

وعلى الرغم من انتهاء اللحظة الاستعمارية فى إفريقيا فإن هذه الرواية تظل خالدة لأنها لمست الإنسان.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

رغم الأزمات.. السودان تتأهل إلى كأس أمم إفريقيا

نجح منتخب السودان في التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، بعد التعادل مع أنجولا في الجولة الأخيرة من مرحلة التصفيات القارية.

ليبيا تتعادل مع بنين في ختام تصفيات أمم أفريقيا

وانتهت مباراة السودان وأنجولا بالتعادل السلبي، والتي أقيمت على ملعب  شهداء بنينا، في دولة ليبيا.

ويأتي تأهل منتخب السودان كمفاجأة كبيرة لاسيما وأن النشاط الكروي متوقف بسبب ما تشهده البلاد من حرب أهلية.

 صعد بـ منتخب السودان إلى النسخة المقبلة من بطولة كأس أمم إفريقيا بعد الوصول للنقطة الـ8 في رصيده بالمجموعة واحتلال المركز الثاني بينما يتصدر أنجولا المجموعة ولديه 14 نقطة، بعد الفوز في 4 لقاءات وتعادل في مباراتين دون أي هزائم. 

نيجيريا تخسر أمام رواندا بهدفين في تصفيات أمم أفريقيا

ويعد تأهل منتخب السودان لنهائيات كأس أمم أفريقيا المرة العاشرة في تاريخه، حيث كانت آخر مشاركة له في الكاميرون في نسخة 2021.

وأبرز إنجازات منتخب صقور الجديان التتويج باللقب القاري على أرضية ميدانه في نسخة 1970، فيما نال الوصافة في مناسبتين عامي 1959 و1963.

مقالات مشابهة

  • رغم الأزمات.. السودان تتأهل إلى كأس أمم إفريقيا
  • الثقافة تصدر «الكونجو الديمقراطية.. لعنة الموارد وإرث الاستعمار»
  • «الكونجو الديمقراطية لعنة الموارد وإرث الاستعمار» إصدار جديد لهيئة الكتاب
  • دياموند بوعبود ترد على منتقدي منى زكي: ممثلة عبقرية
  • الاستعمار والتدمير المنهجي: قراءة في خيار المقاومة (1-2)
  • أدباء وأكاديميون: الرواية وسيلة فعّالة لتقارب الشعوب
  • فعاليات بألمانيا تناقش الإرث الاستعماري لمؤتمر برلين عام 1884
  • 6 أشياء تجعلك أكثر عرضة لزيادة الكوليسترول .. تعرف عليها
  • 6 أشياء تجلب الرزق سريعا.. واحذر من 8 أخطاء تضيقك عليك الحال
  • سامي الشاطبي: الرواية اليمنية الآن تقوم بدور المؤرِّخ