لجريدة عمان:
2025-03-20@20:17:33 GMT

«نقضت غزلها».. مواثيق مبعثرة

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

بين الخطأ والخطيئة ثمة فاصل دقيق، فما إن تستمرئ الخطأ، وترى فيه شيئا من تحقيق الذات؛ إلا وتقع في الخطيئة، التي تلومك عليها الذات نفسها، عندها فقط تدرك أنك وقعت في مصيدة ما كان ينبغي لك أن تقع فيها بملء إرادتك، فعندها تندم، ولكن ندمك لن يعوّض لك خسارة الثقة في نفسك؛ حيث يكون مع كل خطأ تقترفه وتعضده بالخطيئة، تعود بنفسك إلى المربع الأول، لتبدأ من جديد حياة جديدة، تظن فيها؛ واثقا؛ أنك لن تكرر خطأ ارتكبته سابقا، وعضدته بالخطيئة، وتستمر على هذه الحالة سنوات تمضي من عمرك الذي يُفترض أن يكون مساحة واسعة لتعظيم جانب المكاسب التي تنقلك من حالة الضعف، إلى حالة القوة؛ والقوة هنا؛ ليست القوة العضلية، أو القوة المادية، أو الوجاهة، أو المناصب، وإنما القوة هنا؛ هي قوة إدارتك لذاتك التي تمتحنك طوال سنوات عمرك، إدارتها نحو الصلاح، والبناء، ومعالجة الأخطاء، والترقي بسمو الخلق والتصرف، فلا تكون مجرد رقم في حياتك، ومع من حولك.

من الأمور المسلَّم بها لنا كبشر، هي أننا من الأغيار -متغيّرين- لا نكون في حالة إلا وأصبحنا أو أمسينا في حالة أخرى، بعض هذا التغيير تحكمه القدرية «مُقدَّر علينا» وهي ممارسات أو مواقف قليلة، أما الغالبية الكبرى من هذه الغيرية فهي مملوكة لأفكارنا، ولتصرفاتنا، ولقراراتنا، ولعزائمنا، ولطموحاتنا، يحدث كل هذا انعكاسا لقلق نعيشه بغير وعي، نسلم له الأمر دون أن نترك لحظة «عودة» للمراجعة، للتفكير، للمحاسبة، لاستحضار مواقف الأخطاء، للبناء على نقطة «ذهبية» يكون لها فضل ترميم مجمل المواثيق التي قطعناها مع خالقنا قبل كل شيء، ومع الآخر من دونه في مساحة التفاعل والتعاطي، ففي لحظات كثيرة نستشيط غضبا ونفورا، لأن ما نعتقده ملكية خاصة يصبح عامًّا، أردنا ذلك أو لم نُرِد، فأطفالنا نظن أنهم ملكية خاصة نتصرف بهم كيفما نشاء، ولكن هذا الطفل هو عنوانك بعد جدران منزلك الأربعة؛ حيث يصبح في حكم العامة، ومن خلال هؤلاء العامة يقيم سلوكك أنت، وحقيقتك أنت، وليس أطفالك الذين ولدت، فلِمَ ترتجف رُكبك عندما يشار إليهم بالبنان؟

في لحظة ما؛ نملك أفكارنا ورؤانا، وقراراتنا، ونكون على يقين أن كل ما يتعلق بنا هو ملكية خاصة ليس للآخرين من حولنا الحق في مناقشتنا فيه، وهذا أمر فيه تعنّت كبير؛ فالواحد منا لا يعيش معزولا عن الآخرين من حوله، وفي هذا الارتباط المادي والمعنوي في آن واحد له تكلفته المعنوية والمادية أيضا، حيث ينتج عن ذلك من أننا نوزّع مواثيق وعهودا نتعهّد بها أمام الآخر بمعية الله عز وجل، فلا يخلو قولنا قليله وكثيره من جملة «إن شاء الله» وهذا موثق وعهد منا أمام الآخر، ولكن الذي يحدث أنه في أقل من ثانية قد نتراجع عن هذا العهد والموثق، وقد نبرم موثقا وعهدا آخريْن، أمام آخرين أيضا، وهكذا نراكم من العهود والمواثيق؛ حيث تبقى مكتوبة على الجبين إلى يوم القيامة، ولأننا نجهل حقيقة ما نقوم به، فلا نكترث لما نقول ونفعل، ونبعثر كل ذلك على أرصفة سلوكياتنا في هذه الحياة، فهل هناك أكثر غَبْنًا من هذا؟

«نقضت غزلها».. قوله تعالى: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) قال عبدالله بن كثير، والسدي: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه. وقال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: «هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده»- وفق المصدر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

نور: «شواهي» ساحرة تجاوزت حدود الشر

علي عبدالرحمن (القاهرة) 

أخبار ذات صلة نيللي كريم: «إخواتي» وراء إجراء عملية تجميل فاطمة الحوسني: «الباء تحته نقطة» عودة قوية للكوميديا رمضانيات تابع التغطية كاملة

للعام السادس على التوالي، تواصل الممثلة اللبنانية نور، جذب الأنظار بحضورها المتميز في الدراما الرمضانية، حيث تشارك في الجزء الثاني من مسلسل «جودر»، الذي يُعرض حصرياً على قناة أبوظبي، وتجسد فيه شخصية «شواهي»، الساحرة الشريرة التي ورثت السحر عن أسلافها في سلالة «بنات الشمعيين».
تسعى «شواهي» إلى الحصول على الكنوز الأربعة، التي يُقال إنها تمنح قوة لا تُهزم، وتقوم باختطاف «جودر»، الذي يؤدي دوره الممثل المصري ياسر جلال، حيث تراه المفتاح للوصول إلى الأسرار المخفية، ويمزج العمل بين الفانتازيا والتاريخ في إطار درامي من الإثارة والتشويق، تأليف أنور عبد المغيث وإخراج إسلام خيري.

ساحرة شريرة
قالت نور لـ«الاتحاد»: إن الشخصية تتجاوز حدود الشر النمطي إلى آفاق أعمق، وباتت أكثر قسوة وحذراً بعد التجارب القاسية التي مرّت بها، مما جعلها تصمم على تحقيق أهدافها رغم المخاطر التي تحيط بها، وهي ليست مجرد ساحرة شريرة، بل تجسد صراعاً مريراً بين واجبها تجاه قومها وطموحاتها الشخصية، ووجدت نفسها مجبرة على تحمل المسؤولية، وتدرك أن المصير الذي فُرض عليها لا يمكن مواجهته إلا بإرادة حديدية وإيمان عميق بأنها الوحيدة القادرة على حماية قومها من الفناء.
وأضافت أن دوافع «شواهي» تتغير بشكل جوهري، فلم تعد القوة المطلقة من خلال الكنوز الأربعة هي غايتها القصوى، بل تطمح إلى حماية شعبها بأي ثمن، حتى لو كان ذلك يستوجب التحالف مع الأعداء، وترى أن القوة هي السبيل الوحيد لضمان البقاء، فتتوجه إلى «الملك الغضريف» وتقدم له فروض الولاء والطاعة، على أمل كسب دعمه، مع أنها تدرك أن هذا التحالف محفوف بالمخاطر.

مشاعر متناقضة
وكشفت نور البنانية عن أن سر إعجابها بالشخصية، هو تركيبتها ودوافعها المتشابكة، إذ تجمع بين القوة والانكسار، وبداخلها صراع عميق يحمل ثقل الماضي وضبابية المستقبل، ليجعل منها شخصية مأساوية، في رحلة معقدة مليئة بالتفاصيل النفسية والتقنية.
ورغم الصعوبات الجسدية والنفسية، اعتبرت نور أن «شواهي» من أكثر الشخصيات إمتاعاً في مسيرتها، وقد منحتها الفرصة لتحدي نفسها كممثلة واختبار قدرتها على إيصال مشاعر متناقضة تجمع بين القوة والضعف، وترى أن العمل مع ياسر جلال يمنحها شعوراً بالثقة، لما بينهما من انسجام منذ التعاون في مسلسل «رحيم» 2018، ثم في «ضل راجل» 2021، وهو يمتلك موهبة فريدة في اختيار أدواره بعناية ودقة.

منصة مرموقة
وعن عرض المسلسل حصرياً على شبكة تلفزيون أبوظبي، قالت نور: إن ذلك وسام على صدري، فهذه المنصة المرموقة لا تكتفي بعرض الأعمال، بل تمنحها حياة جديدة بحضورها الراقي على الساحة الإعلامية، كما أن الجمهور الإماراتي معروف بذائقته الفنية الرفيعة وشغفه بالفن الذي يمزج بين الأصالة والحداثة، وأنا على يقين بأن هذا المسلسل سيجد في قلوبهم مكانًا يليق بروعته، ويمنح تلفزيون أبوظبي العمل بعداً جديداً، ويؤكد أن الجهد الذي بذلناه سيصل إلى جمهوره، برؤية راقية تليق بحجم الطموح والإبداع.

لوحة درامية
عن تصدّر المسلسل لمحركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في دول الخليج، قالت نور: إن هذا التفاعل الواسع شهادة على اشتياق الجمهور لعودة دراما الفانتازيا بعد غياب طويل، وانعكاس لعلاقة وثيقة بين العمل وجمهوره، حيث يبدو أن المشاهدين قد وجدوا في الحكاية عالماً يعيد إليهم عالم وسحر الأساطير وروح المغامرة، موضحة أن مزج الخيال بالواقع في لوحة درامية، كان تحدياً استثنائياً، وحرصنا على توظيف تقنيات الجرافيكس بحرفية عالية لتكون كل مشهدية بمثابة نافذة على عالم خيالي.

مقالات مشابهة

  • أحمد هارون: الحياة مليئة بالمشاكل والتحديات ولكن إدارتها بطريقة صحيحة هو المفتاح
  • نور: «شواهي» ساحرة تجاوزت حدود الشر
  • وائل القباني: مباراة المنتخب أمام إثيوبيا على الورق مضمونة ولكن على أرض الملعب كل شيء وارد
  • بروكسل تطرح استراتيجيتها الدفاعية التي طال انتظارها.. ولكن من أين سيأتي التمويل؟
  • وحدة الأوزون: لا نعارض التطوير بكل المجالات ولكن بما يتناسب مع المناخ والبيئة
  • إسرائيل وخيار القوة
  • ناجي الشهابي لـ«الأسبوع»: حماس التزمت بالاتفاق ولكن إسرائيل تنصلت من التهدئة
  • «إيمان أحمد رشوان» الأم المثالية بالفيوم وفاة زوجي كانت انكساراً لي ولكن إرادتي انتصرت
  • القوة الخفية وراء محاولات فرض العلمانية
  • ما قدمه الجيش السوداني درس عظيم، ولكن ما قدمه الشعب السوداني درس أعظم