لجريدة عمان:
2025-05-01@09:13:49 GMT

«نقضت غزلها».. مواثيق مبعثرة

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

بين الخطأ والخطيئة ثمة فاصل دقيق، فما إن تستمرئ الخطأ، وترى فيه شيئا من تحقيق الذات؛ إلا وتقع في الخطيئة، التي تلومك عليها الذات نفسها، عندها فقط تدرك أنك وقعت في مصيدة ما كان ينبغي لك أن تقع فيها بملء إرادتك، فعندها تندم، ولكن ندمك لن يعوّض لك خسارة الثقة في نفسك؛ حيث يكون مع كل خطأ تقترفه وتعضده بالخطيئة، تعود بنفسك إلى المربع الأول، لتبدأ من جديد حياة جديدة، تظن فيها؛ واثقا؛ أنك لن تكرر خطأ ارتكبته سابقا، وعضدته بالخطيئة، وتستمر على هذه الحالة سنوات تمضي من عمرك الذي يُفترض أن يكون مساحة واسعة لتعظيم جانب المكاسب التي تنقلك من حالة الضعف، إلى حالة القوة؛ والقوة هنا؛ ليست القوة العضلية، أو القوة المادية، أو الوجاهة، أو المناصب، وإنما القوة هنا؛ هي قوة إدارتك لذاتك التي تمتحنك طوال سنوات عمرك، إدارتها نحو الصلاح، والبناء، ومعالجة الأخطاء، والترقي بسمو الخلق والتصرف، فلا تكون مجرد رقم في حياتك، ومع من حولك.

من الأمور المسلَّم بها لنا كبشر، هي أننا من الأغيار -متغيّرين- لا نكون في حالة إلا وأصبحنا أو أمسينا في حالة أخرى، بعض هذا التغيير تحكمه القدرية «مُقدَّر علينا» وهي ممارسات أو مواقف قليلة، أما الغالبية الكبرى من هذه الغيرية فهي مملوكة لأفكارنا، ولتصرفاتنا، ولقراراتنا، ولعزائمنا، ولطموحاتنا، يحدث كل هذا انعكاسا لقلق نعيشه بغير وعي، نسلم له الأمر دون أن نترك لحظة «عودة» للمراجعة، للتفكير، للمحاسبة، لاستحضار مواقف الأخطاء، للبناء على نقطة «ذهبية» يكون لها فضل ترميم مجمل المواثيق التي قطعناها مع خالقنا قبل كل شيء، ومع الآخر من دونه في مساحة التفاعل والتعاطي، ففي لحظات كثيرة نستشيط غضبا ونفورا، لأن ما نعتقده ملكية خاصة يصبح عامًّا، أردنا ذلك أو لم نُرِد، فأطفالنا نظن أنهم ملكية خاصة نتصرف بهم كيفما نشاء، ولكن هذا الطفل هو عنوانك بعد جدران منزلك الأربعة؛ حيث يصبح في حكم العامة، ومن خلال هؤلاء العامة يقيم سلوكك أنت، وحقيقتك أنت، وليس أطفالك الذين ولدت، فلِمَ ترتجف رُكبك عندما يشار إليهم بالبنان؟

في لحظة ما؛ نملك أفكارنا ورؤانا، وقراراتنا، ونكون على يقين أن كل ما يتعلق بنا هو ملكية خاصة ليس للآخرين من حولنا الحق في مناقشتنا فيه، وهذا أمر فيه تعنّت كبير؛ فالواحد منا لا يعيش معزولا عن الآخرين من حوله، وفي هذا الارتباط المادي والمعنوي في آن واحد له تكلفته المعنوية والمادية أيضا، حيث ينتج عن ذلك من أننا نوزّع مواثيق وعهودا نتعهّد بها أمام الآخر بمعية الله عز وجل، فلا يخلو قولنا قليله وكثيره من جملة «إن شاء الله» وهذا موثق وعهد منا أمام الآخر، ولكن الذي يحدث أنه في أقل من ثانية قد نتراجع عن هذا العهد والموثق، وقد نبرم موثقا وعهدا آخريْن، أمام آخرين أيضا، وهكذا نراكم من العهود والمواثيق؛ حيث تبقى مكتوبة على الجبين إلى يوم القيامة، ولأننا نجهل حقيقة ما نقوم به، فلا نكترث لما نقول ونفعل، ونبعثر كل ذلك على أرصفة سلوكياتنا في هذه الحياة، فهل هناك أكثر غَبْنًا من هذا؟

«نقضت غزلها».. قوله تعالى: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) قال عبدالله بن كثير، والسدي: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه. وقال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: «هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده»- وفق المصدر.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الوليلي والمسلماني يبحثان استعادة القوة الإعلامية المصرية في إفريقيا

شارك النائب مجدي الوليلي عضو لجنة الشؤون الأفريقية في اجتماع لجنة الشؤون الإفريقية بمجلس النواب، برئاسة النائب شريف الجبلي، رئيس اللجنة ، وذلك لمناقشة استراتيجية الهيئة الوطنية للإعلام لتعزيز القوة الناعمة المصرية في القارة الإفريقية، واستثمار الإرث الفني والثقافي المصري لزيادة التواصل الثقافي مع الشعوب الإفريقية.


شهد الاجتماع حضور الكاتب القدير أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، حيث تم استعراض رؤية الهيئة لتفعيل الدور الإعلامي المصري في أفريقيا، وتوظيف ماسبيرو كمركز إشعاع ثقافي عربي وإفريقي.

مجلس النواب يقر نهائيًا قانون الإجراءات الجنائية الجديد.. رمزي: طفرة في مجال العدالة وحماية للحرياترئيس مجلس النواب يهنئ الرئيس السيسي بعيد العمالبرلمانية: قانون الإجراءات الجنائية محطة تشريعية فارقة في تاريخ مجلس النوابمجلس النواب يوافق نهائيا على إنشاء رقم قومي موحد لكل عقار


أكد النائب شريف الجبلي ، أن الوجود الإعلامي والثقافي المصري في إفريقيا لم يعد موجودا كما كان سابقا.


ومن جانبه قدم النائب مجدي الوليلي بالغ الشكر للمسلماني علي تلبيته دعوة الحضور مشيدًا باختيار الرئيس السيسي  لسيادته رئيسًا للهيئة، واصفًا قراراته الأخيرة بالجريئة والحاسمة، ولعل أبرزها إلغاء الاعلانات في إذاعة القرآن الكريم وحظر استضافة العرافين والمنجمين في ماسبيرو ،والتي ساهمت في ضبط المشهد الإعلامي بعد فترة شهدت محاولات لإضعاف ماسبيرو، الذي ظل لسنوات منارة للوعي والثقافة.

وأشار "الوليلي "إلى أنه سبق وتقدم بطلب إحاطة بإنشاء قناة تليفزيونية موجهة تتحدث باللغات الإفريقية، لتعزيز التكامل الثقافي والإعلامي بين مصر ودول القارة السمراء.
ومن جانبه أستعرض المسلماني استراتيجية الهيئة الوطنية للإعلام مؤكدا أن مصر تحتاج إلى نظرية فكرية فيما يخص الإعلام، مشيرًا إلى أن النظرية الفكرية التي وجه بها الرئيس  السيسي لم تتبلور حتى الأن
وأننا نحتاج أن نتشارك جميعا في النظرية الفكرية سواء من الهيئة الوطنية للإعلام أو بقية مؤسسات الدولة.

وشدد على ضرورة إقرار الواقع، حيث اعترف بتراجع دور مصر ومكانتها الاعلامية والثقافية في إفريقيا.

ونوه بأن هناك اذاعات موجهة في الداخل والعالم العربي وهذه تراجعت بعد ١٩٦٧ ثم استمر هذا التراجع فتراجعت معه الإذاعات أكثر.

ونوه "المسلماني" بتراجع ماسبيرو أمام مجموعة ام بي سي، مشيرًا إلى أن هذا التراجع وفقا لتحليله جاء اختياريا.
وفي ختام الاجتماع وعد المسلماني بتبني رؤي جديدة وحلول عاجلة للمشكلات التي تواجه العمل والعاملين بقطاعات الهيئة الوطنية للإعلام

طباعة شارك الشؤون الإفريقية بمجلس النواب النائب شريف الجبلي الشؤون الإفريقية مجلس النواب الشؤون الافريقية النائب مجدي الوليلي

مقالات مشابهة

  • نسخة غير أمريكية مقلدة بالكامل من فورد موستانج.. صور
  • وزير البترول: الشباب القوة الدافعة نحو مستقبل مشرق
  • البديري .. القوة الناعمة أداة استراتيجية للانتقال من التطرف إلى التسامح
  • القوة المشتركة: عازمون على القتال للقضاء على آخر مليشي ومرتزق في أرض السودان
  • إليك ما نعرفه عن القوة العسكرية والتسليحية لدى الهند وباكستان
  • الوليلي والمسلماني يبحثان استعادة القوة الإعلامية المصرية في إفريقيا
  • كندا.. الليبراليون يحتفظون بالسلطة وسط تصاعد التوترات مع ترامب
  • الحرارة ستصل إلى 29.. موجة غبار ثانية ستضرب لبنان ولكن الطقس سينقلب والأمطار عائدة في هذا الموعد
  • هندسة الانتصار الرمادي: صراع إيران والولايات المتحدة وإسرائيل
  • نجومنا الدوليون يكرسون رحلة التألق اللافت في المسابقات الخارجية