«نقضت غزلها».. مواثيق مبعثرة
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
بين الخطأ والخطيئة ثمة فاصل دقيق، فما إن تستمرئ الخطأ، وترى فيه شيئا من تحقيق الذات؛ إلا وتقع في الخطيئة، التي تلومك عليها الذات نفسها، عندها فقط تدرك أنك وقعت في مصيدة ما كان ينبغي لك أن تقع فيها بملء إرادتك، فعندها تندم، ولكن ندمك لن يعوّض لك خسارة الثقة في نفسك؛ حيث يكون مع كل خطأ تقترفه وتعضده بالخطيئة، تعود بنفسك إلى المربع الأول، لتبدأ من جديد حياة جديدة، تظن فيها؛ واثقا؛ أنك لن تكرر خطأ ارتكبته سابقا، وعضدته بالخطيئة، وتستمر على هذه الحالة سنوات تمضي من عمرك الذي يُفترض أن يكون مساحة واسعة لتعظيم جانب المكاسب التي تنقلك من حالة الضعف، إلى حالة القوة؛ والقوة هنا؛ ليست القوة العضلية، أو القوة المادية، أو الوجاهة، أو المناصب، وإنما القوة هنا؛ هي قوة إدارتك لذاتك التي تمتحنك طوال سنوات عمرك، إدارتها نحو الصلاح، والبناء، ومعالجة الأخطاء، والترقي بسمو الخلق والتصرف، فلا تكون مجرد رقم في حياتك، ومع من حولك.
من الأمور المسلَّم بها لنا كبشر، هي أننا من الأغيار -متغيّرين- لا نكون في حالة إلا وأصبحنا أو أمسينا في حالة أخرى، بعض هذا التغيير تحكمه القدرية «مُقدَّر علينا» وهي ممارسات أو مواقف قليلة، أما الغالبية الكبرى من هذه الغيرية فهي مملوكة لأفكارنا، ولتصرفاتنا، ولقراراتنا، ولعزائمنا، ولطموحاتنا، يحدث كل هذا انعكاسا لقلق نعيشه بغير وعي، نسلم له الأمر دون أن نترك لحظة «عودة» للمراجعة، للتفكير، للمحاسبة، لاستحضار مواقف الأخطاء، للبناء على نقطة «ذهبية» يكون لها فضل ترميم مجمل المواثيق التي قطعناها مع خالقنا قبل كل شيء، ومع الآخر من دونه في مساحة التفاعل والتعاطي، ففي لحظات كثيرة نستشيط غضبا ونفورا، لأن ما نعتقده ملكية خاصة يصبح عامًّا، أردنا ذلك أو لم نُرِد، فأطفالنا نظن أنهم ملكية خاصة نتصرف بهم كيفما نشاء، ولكن هذا الطفل هو عنوانك بعد جدران منزلك الأربعة؛ حيث يصبح في حكم العامة، ومن خلال هؤلاء العامة يقيم سلوكك أنت، وحقيقتك أنت، وليس أطفالك الذين ولدت، فلِمَ ترتجف رُكبك عندما يشار إليهم بالبنان؟
في لحظة ما؛ نملك أفكارنا ورؤانا، وقراراتنا، ونكون على يقين أن كل ما يتعلق بنا هو ملكية خاصة ليس للآخرين من حولنا الحق في مناقشتنا فيه، وهذا أمر فيه تعنّت كبير؛ فالواحد منا لا يعيش معزولا عن الآخرين من حوله، وفي هذا الارتباط المادي والمعنوي في آن واحد له تكلفته المعنوية والمادية أيضا، حيث ينتج عن ذلك من أننا نوزّع مواثيق وعهودا نتعهّد بها أمام الآخر بمعية الله عز وجل، فلا يخلو قولنا قليله وكثيره من جملة «إن شاء الله» وهذا موثق وعهد منا أمام الآخر، ولكن الذي يحدث أنه في أقل من ثانية قد نتراجع عن هذا العهد والموثق، وقد نبرم موثقا وعهدا آخريْن، أمام آخرين أيضا، وهكذا نراكم من العهود والمواثيق؛ حيث تبقى مكتوبة على الجبين إلى يوم القيامة، ولأننا نجهل حقيقة ما نقوم به، فلا نكترث لما نقول ونفعل، ونبعثر كل ذلك على أرصفة سلوكياتنا في هذه الحياة، فهل هناك أكثر غَبْنًا من هذا؟
«نقضت غزلها».. قوله تعالى: (ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا) قال عبدالله بن كثير، والسدي: هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه. وقال مجاهد، وقتادة، وابن زيد: «هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده»- وفق المصدر.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
ناسا تُسرح 325 موظفًا من القوة العاملة بمختبر الدفع النفاث
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أفاد تقرير حديث أن المركز الرئيسي لاستكشاف الكواكب عن طريق الروبوتات التابع لوكالة ناسا سيقوم بتسريح عدد من الموظفين ، حيث أعلن مختبر الدفع النفاث "JPL"في جنوب كاليفورنيا الذي يدير عدد من المهام الروبوتية الهامة التابعة لوكالة ناسا، مثل مركبتي بيرسيفيرانس وكيريوسيتي على المريخ أنه سيقوم بتسريح حوالي 325 موظف، أو ما يقرب من 5٪ من قوته العاملة.
وأضاف مسؤولون في مختبر الدفع النفاث: "تؤثر هذه التغييرات على المجالات التقنية والتجارية والداعمة للمختبر ، كما إنها تعديلات صعبة ولكنها مهمة ستجعلنا من الالتزام بميزانيتنا مع مواصلة عملنا المهم لصالح وكالة ناسا وأمتنا".
كما أجرى مختبر الدفع النفاث، الذي يتم تمويله على المستوى الفيدرالي ولكن يتم إدارته من قبل معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا في باسادينا، جولة جزئية من عمليات التسريح في فبراير ، وقد أثرت هذه التخفيضات على حوالي 8% من قوة العمل في مختبر الدفع النفاث 530 موظفا و40 متعاقدا .
وقد تم تحفيز إجراءات التسريح في فبراير جزئيا، بسبب خفض التمويل في السنة المالية الحالية لبرنامج إعادة عينات المريخ "MSR"، وهي حملة قوية لإعادة المواد التي جمعتها مركبة بيرسيفيرانس إلى الأرض في ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.
كما أن هندسة MSR كليه تخضع الآن للمراجعة، حيث اعتبرت الخطة الأصلية تكلفتها عالية .
وفي العام الماضي حددت لجنة مراجعة مستقلة سعرها بما يتراوح بين 8 مليارات دولار و11 مليار دولار .
ولم يذكر مسؤولوا مختبر الدفع النفاث شركة MSR عند شرح هذه الجولة الثانية من عمليات التسريح، بل أشاروا بدلاً من ذلك إلى نقص التمويل بشكل عام.
وقال مدير مختبر الدفع النفاث لوري ليشين في مذكرة للموظفين نشرها المختبر مع إعلان تسريح العمال اليوم، "مع انخفاض الميزانيات واستنادا إلى العمل المتوقع مستقبلا ، كان علينا شد أحزمتنا في جميع المجالات، وسترون ذلك يؤثر في عملية التسريح.
وأعرب ليشين عن تطلعه في ألا تكون هناك حاجة إلى المزيد من عمليات تسريح العمال في المستقبل القريب.
وبعد هذا الإجراء، سوف يبلغ عدد موظفينا الدائمين في مختبر الدفع النفاث نحو 5500 موظف"، كما كتبت أعتقد أن هذا مستوى توظيف مستقر وقابل للدعم في المستقبل.