بالاسم والصورة.. الكشف عن الضابط المسؤول عن إهانة وضرب الجنود الحضارم بمعسكر الربوة والمفاجأة علاقته بـ”إيران”
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
كشف سياسي سعودي، عن الضابط المسؤول عن إهانة وتعذيب الجنود الحضام في معسكر الربوة خلف، بعد مطالبتهم برواتبهم، ودخولهم بمشاداة كلامية مع ضباط إماراتيين.
وقال الباحث السعودي علي العريشي، إن "الارهابي الموالي لايران "أبو علي الحضرمي" هو المسئول الأول عن تجنيد وتدريب الحضارم في معسكر الربوة، وحاليا يقوم بنفس الدور في مطار الريان".
وأضاف: "يتحمل "أبو علي الحضرمي" كل الاساءات التي يتعرض لها الجنود الحضارم على يد الماركسيين الجدد" .
وتابع: "معسكرالربوة يقع تحت اشراف الارهابي الموالي لإيران "أبو علي الحضرمي" وقد قام في هذا المعسكر بتدريب وتخريج أربع دفعات عسكرية هم خليط من أبناء المثلث وأتباعهم من الحضارم
كما أشرف على تدريب دفعة مكونة من 400 فرد من لحج مهمتهم قمع أي تمرد للنخبة".
وأردف في منشور آخر على منصة إكس، قائلًا :"على الجنود الحضارم في قوات النخبة الحضرمية اللذين تعرضوا للاهانة على يد قوات ماركس في معسكر الربوة الانضمام الى الألوية الحضرمية في المنطقة العسكرية الأولى أو ألوية درع الوطن الحضرمية"
وأتم بالقول مخاطبا جنود النخبة: "اتركوا عبدالدايم الشعيبي والماركسيين يتولاهم من تولاهم" .
وكان ضباط وأفراد كتيبة الحماية الرئاسية، في النخبة الحضرمية، أصدروا مساء اليوم، بيانا بشأن الاعتداء الهمجي الذي تعرض له منتسبو الكتيبة، وحلق شواربهم وحواجبهم من قبل قوة عسكرية بالمكلا.
وجاء في البيان الذي اطلع عليه "المشهد اليمني"، توضيح "الى الرأي العام الحضرمي والسلطات المحلية والعسكرية والمكونات الحضرمية وعلى رأسهم محافظ المحافظة وقائد المنطقة العسكرية الثانية ومدير عام الأمن وقيادة التحالف بالمحافظة، وكافة المكونات الحضرمية: المؤتمر الجامع، المجلس الوطني الحضرمي، المجلس الانتقالي حضرموت".
وأوضح البيان "ما جرى أمام بوابة معسكر الربوة يوم ٢٩٨٢٠٢٣م حيث أننا كتيبة عسكرية ضمن النخبة الحضرمية لحماية القصر الرئاسي حضرموت تجندنا قبل حوالي سنتين وأخذنا كل الدورات العسكرية والتأهيلية في معسكر الربوة خلف تحت إشراف التحالف (ضباط إماراتيين) " .
وقال البيان: " وبعد انتهاء الدورات واكتمالها مارسنا عملنا لمدة سنتين وتم صرف الحافز السعودي لمجموعة بسيطة من الكتيبة وأعطيت لنا وعود بصرف حافز البقية لاحقا ولكن مرت سنتين كاملة ولم يتم الوفاء بالوعود واتفقنا مع قيادتنا بأننا سنتحرك الى الربوة يوم ٢٩٨٢٠٢٣م للمطالبة بحقوقنا المشروعة المستحقة أسوة بزملائنا في النخبة الحضرمية حيث أوكلت لنا القيادة مهمة متابعة حقوقنا بأنفسنا، وفعلا تحركنا الى ربوة خلف وعددنا أكثر من ١٥٠ فردا ووصلنا الى بوابة معسكر الربوة وبكل انضباط واحترام طلبنا اللقاء بقيادة التحالف (ضباط إماراتيو) في الربوة وبعد حوالي ساعة طلبوا منا عدد اثنين فقط للتفاهم معهم وانتدبنا أثنين للدخول ومقابلة قيادة التحالف في المعسكر".
واضاف: "وبعد حوالي نص ساعة تفأجنا بمهاجمتنا بقوة كبيرة جدا وبأطقم وأسلحة كثيرة وبدأ الهجوم علينا بالعصي وأعقاب البنادق والدهس بالسيارات دون سابق انذار واعتقال عدد كبير منا بينهم جرحى ومصابين، ورغم كونهم كذلك الا أنه تم تقييد أيديهم وأرجلهم وربط أعينهم ومواصلة ركلهم ورفسهم بالأقدام وأعقاب البنادق وتم تفريق الحشد بالقوة المفرطة" .
وأدرف البيان: "حيث تم اقتياد جزء منا للبحث الجنائي بأمن ساحل حضرموت، والأخرين موزعين على المعسكرات دون علاج الجرحى. وعرفنا فيما بعد بأن الأثنين الذين تم طلبهم للتفاهم لم يقابلوا أحد وتم إيداعهم الحجز وبعد حوالي يومين تم إطلاق سراحنا وتبقى عدد بسيط بالحجز رغم أنهم جرحى وبهم كسور ورضوض ومازالوا بالحجز حتى لحظة صياغة هذا البيان" .
وتابع البيان: "إن هذه الواقعة لا تعنينا وحدنا وأن الهدف من ورائها هو توجيه رسالة لكل الحضارم وخاصة منتسبي النخبة الحضرمية بأن من يطالب بأي حق من حقوقه أو يرفض الذل والمعاملة المهينة مصيره القمع والتنكيل والسجون. وحيث قد تعرضنا لذلك وتم التعدي على كرامتنا فإننا لن نسكت او نستكين على ما حدث ابدا مهما كان. وسنقوم بكل ما نقدر عليه للدفاع عن كرامتنا ورد اعتبارنا وانتزاع حقوقنا. وسندافع عن كل زملائنا في النخبة الحضرمية وعن شعبنا وأرضنا حضرموت جنبا الى جنب مع بقية أهلنا واخوتنا الحضارم".
وزاد: "وإننا ما زلنا نتدارس فيما بيننا ومع مقادمتنا وعقالنا كل ما يجب علينا القيام به. وسنوافي أهلنا في حضرموت بخطواتنا القادمة في حينه".
وطالبنت الكتيبة، الجهات الموجهة إليها هذا البيان، تنفيذ ما يلي:
١) نطالب بالتحقيق العاجل والواضح مع من أمر بهذا العمل الشنيع ومن قام بتنفيذه لينالوا جزاءهم على كل ما اقترفوه.
٢) نطلب من أخوتنا وزملائنا في النخبة الحضرمية الوقوف معنا ونصرتنا في الحصول على حقوقنا وإعادة اعتبارنا وكرامتنا وعدم التعرض لنا أو مواجهة أي احتجاجات قادمة بهذا الخصوص وأن يعلموا بأن ما حصل لنا سيحصل لهم في قادم الأيام.
٣) نطلب من كل مكونات وقبائل حضرموت ووجهائها وشرائحها المجتمعية الوقوف الى جانبنا بكل مالديهم والتعبير الواضح والقوي عن إدانتهم لمثل هذه التصرفات الخطيرة.
٤) معالجة وتعويض الجرحى في هذا الحادث والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين على ذمته وتعويضهم ماديا ومعنويا، وحل هذه المشكلة من جذورها عبر مساواة جميع أفراد النخبة الحضرمية في الحوافز والرواتب وإيقاف سياسة التفريق بين أفراد النخبة الحضرمية.
وكان عشرات الأفراد المجندين في النخبة الحضرمية، تعرضوا لاعتداء بالضرب المبرح والاعتقال داخل معسكر الربوة، بعد أن خرجوا للتعبير السلمي للمطالبة بصرف مرتباتهم أسوة ببقية زملائهم.
وقالت مصادر عسكرية، إن الجنود دخلوا في مشاداة كلامية مع ضباط إماراتيين متواجدين في المعسكر التدريبي، فقام الأخيرين، باستدعاء قوة عسكرية من المنطقة العسكرية الثانية، للتدخل فقامت الأخيرة بالاعتداء بالضرب المبرح على المجندين.
وتداول نشطاء من أبناء محافظة حضرموت، صورًا تظهر آثار تعذيب واعتداء على المجندين، وطالبوا بإدانة ذلك، وإحلال قوات سعودية في المعسكر بدلا عن الإماراتية.
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: المنطقة العسکریة
إقرأ أيضاً:
ما بعد الأحزاب.. مستقبل السياسة في السودان
لهفي على السودان من دخلائه
لهفي على السودان من أحزابه
ليست الحرب وتداعياتها فقط ما يجب أن يخشاه السودانيون على مستقبلهم، فما الحرب إلا نتيجة لداء أعظم وأفدح، وما تداعياتها إلا عنوان فرعي لمحتوى مأساوي ومخيف. ما يجب أن يخيف السودانيين هو تفكك عُرى المؤسسات المعنية بالمحافظة على تماسك الوحدة الوطنية من ناحية، وعلى التخطيط المحكم للمستقبل من ناحية أخرى.
فقد تهاوت المنظومات السياسية والمؤسسات الاجتماعية التي بدأت في التشكل منذ فترة الحكم الثنائي الإنجليزي المصري (1898-1956)، تحت متوالية الفشل المستمر لكل أنظمة الحكم الوطني التي تعاقبت على السودان منذ فجر استقلاله الباكر، وإلى تاريخ الحرب الحالية التي تحكي مآسيها قمة فشل النخبة السياسية السودانية بجميع تياراتها المتصارعة (على اللاشيء).
وبالنظر المتعمق للراهن الوطني اليوم، تبرز الحقيقة المؤلمة أن السياسة في هذا البلد المنكوب قد وصلت إلى مرحلة الإفلاس الفكري التام، وتحطمت كل التجارب الفكرية يسارية ويمينية، قومية وإسلامية، طائفية وعسكرية دون أن تحقق المطلوب الوطني المتلخص في بناء نهضة شاملة تصون كرامة المواطن السوداني وتحقق طموحاته وأحلامه.
وما من خطر يهدد مستقبل الشعوب وراهنها إلا الوصول إلى مرحلة فقدان البوصلة نحو الأمام، وفراغ كنانتها من أي فكرة صالحة للتطبيق. وهل يجادل مجادل اليوم، وعلى وقع ما نعيشه، أننا استنفدنا طاقة التجريب لكل الأفكار ووصلنا إلى هذه النتيجة؟ نتيجة الانهيار الفكري الشامل والذي علامته غياب المشروع الفكري للدولة، وازدراء العقل وكل ما ينتج عنه من مواقف، وسيادة ثقافة التفاهة وتعظيم رموزها، وتناسل الكيانات الهلامية، والاستكانة للواقع المرير أو ما يمكن تسميته بالعجز المطلق.
إعلانولم يكن أمر الوصول لنقطة الفشل هذه غائبًا عن كل وطني مخلص، أو مثقف مستبصر، أو مواطن سليم الفطرة والنظر. ذلك أن جرثومة الفشل وُلدت باكرًا مع ميلاد الحركة الوطنية السودانية.
يقول غسان علي عثمان في كتابه عنف النخبة: "يصح لنا القول في هذه النقطة إن النخبة الأولى وعلى رأسها إسماعيل الأزهري هي من وضعت اللبنة الخبيثة في جسد الدولة السودانية عبر انتخاب أضعف الأهداف والتركيز على الهروب من الأسئلة المركزية".
ومع تمام الاتفاق مع غسان، نضيف أن هذه اللبنة الخبيثة سبقت تكوين مؤتمر الخريجين، إذ بذرت بذرتها مع ميلاد مجتمع المثقفين بعيد تأسيس كلية غوردون التذكارية التي بدأت في رفد الواقع السوداني بشريحة جديدة هي طبقة الأفندية، أو البروليتاريا الفكرية بحسب سبنسر تريمنغهام، الذي يصفهم بأنهم: "الذين تلقوا التعليم العصري ويرتدون الملابس الغربية، ويعانون التمزق الثقافي والحياة الدينية. كلهم تلقوا تعليمهم في السودان، إن أسلوب ومحتوى التدريب فيما عدا الدين هو الأسلوب والتدريب الغربي، وتأثيره تأثير ممزق، فضلًا عن كونه تأثيرًا موحدًا. لقد عرض عقولهم لدمار هائل وترك أرواحهم جائعة. لقد تعلموا كيفية أداء العمل الكتابي والفني ولكن ليس كيف يعيشون".
إذن، لقد كان لضعف التكوين الروحي والفكري للطبقة الجديدة دور كبير في طريقة تعاطيهم مع المعضلات الوطنية لاحقًا، وهو الذي انتهى بهم إلى الارتماء في أحضان الطائفية التي حاربوها ابتداءً، أو إلى التصالح مع فكرة الانقلابات العسكرية ورعايتها أو المشاركة فيها. وذلك بعد أن انهزمت دعوتهم لبناء كينونة مستقلة تجترح مسارًا وطنيًا بعيدًا عن الطائفية السياسية ورموزها التقليدية، من بعد ما "اكتشف المثقف السوداني أنه يعيش مرحلة تشكل وطني غير ناضج"، بحسب أبو القاسم حاج حمد، أو ضعيف الحيلة كما يعرفه غسان علي عثمان: "كثير الخطابة، عظيم الطلب، قليل الحيلة".
إعلانومن رحم ذلك الفقر في الرؤية، وانعدام الاستشراف المستنير للمستقبل، وُلدت الأحزاب السياسية بمخاض استبق تاريخ الاستقلال بسنوات قلائل. ومع بدايات فترات الحكم الوطني، استبان أن النخبة الوطنية التي وُلدت من رحم المؤسسات الاستعمارية لا تمتلك الحس التاريخي الكافي للتعامل مع وطن بحجم السودان، متعدد الأعراق والثقافات، متباين الديانات والأفكار.
بدأ الفشل حين عجزت هذه النخبة عن بناء مؤسسات وطنية مستقلة ومحايدة تكون ترياقًا للفساد والتسييس المُضر. عوضًا عن ذلك، تمسكت النخبة بما ورثته دون أي تطوير يضفي عليه روح الاستقلال الوطني، أو كما يقول وائل حلاق وهو يصف حال النخبة في البلاد العربية: "حافظت على هياكل القوة التي ورثتها من التجربة الاستعمارية التي حاربتها أثناء الحقبة الاستعمارية بعدما نالت بلادها ما يُطلق عليه اسم الاستقلال".
تجربة الحكم الوطنيتراوحت تجربة الحكم الوطني بين ثلاث حكومات ديمقراطية وثلاث حكومات عسكرية. كانت تجارب الحكم الديمقراطي من نصيب الأحزاب التقليدية: (حزب الأمة وطائفة الأنصار، والحزب الديمقراطي وطائفة الختمية).
كان العامل المشترك لحكم الأحزاب هو الانغماس في الخلافات الصغيرة، واتباع التكتيكات والمناورات (والانقسام على أسس شخصية وأيديولوجية)، كما لخّص روبرت كولينز صراعات الحزب الشيوعي. انسحب هذا الأمر على عدم قدرة هذه الأحزاب على المحافظة على الديمقراطية أولًا، وعلى عدم تقديم أي مشروع إستراتيجي للتنمية ثانيًا.
تحت هذا الفشل المتواصل من ناحية، وفي ظل التضييق الذي تعرضت له جراء الانقلابات العسكرية من ناحية أخرى، تحولت الأحزاب الطائفية إلى ما يشبه (الملكية الأسرية)، حيث ضاقت قياداتها التاريخية بالآراء الحرة وبالدعوات من أجل التجديد والانفتاح.
ومن المعلوم أن كبت الحريات داخل الأحزاب لا بد أن يؤدي إلى الانفجار والانقسام، وهو ما حدث بالفعل. حيث انتهى حزب الأمة إلى أكثر من خمسة أحزاب تحمل نفس الاسم وتتكئ على ذات الشريحة الاجتماعية التي ناصرت الحزب أول أمره بعد الاستقلال.
إعلانأما صنوه، الحزب الاتحادي الديمقراطي، فلا يقل انقسامًا وتشظيًا عن خصمه التاريخي. هذا الواقع المتشظي انتهى بهذه الأحزاب إلى ما يشبه الشلل التام، والعجز عن إطلاق أي مبادرة ذات قيمة وطنية.
أما الحزب الشيوعي السوداني، الذي كان ذات يوم أقوى الأحزاب الشيوعية في أفريقيا، فيبدو أنه قد استقال من الأدوار الوطنية البناءة متأثرًا بتداعيات انقلاب هاشم العطا بداية السبعينيات (والمقتلة التي قام بها النميري ضد قياداته). حيث أصبحت مواقفه دائمًا مبنية على الرفض المطلق لكل الحلول، بينما يقوم بالتعاون مع الحركات المسلحة ذات الصبغة اليسارية مكتفيًا في ذلك بدور المؤازرة والاحتجاج.
أما عن إنتاجه الفكري، فإنه في ظل تمسكه العنيد بسلفيته اليسارية العتيدة غادرته جموع مثقفيه الحائرين بين الليبرالية الجديدة والحنين إلى الاشتراكية المستحيلة. أما الحزب، فقد استبدل الأفكار بالأشعار، وأراح نفسه من الديالكتيك غير المنتج بأطروحة التغيير الجذري الغامضة والمبهمة.
لم يتبقَ من قوة مؤثرة في المشهد إلا (الإسلاميون)، الذين يتفوقون على كل هذه القوى السياسية بالحضور الجماهيري في القطاعين التقليدي والحديث. على أن رؤيتهم الكلية ومشروعهم الفكري لمستقبل البلاد بحاجة لمراجعات عميقة وإصلاحات جذرية، خاصة بعد خروجهم من تجربة الحكم الممتدة ثلاثين عامًا، وتعرض المشروعية الأخلاقية لأطروحة الحكم الإسلامي المستندة إلى فكر الصحوة الإسلامية لتحديات كبيرة، من حيث تصالحها مع المتغيرات الفكرية العالمية، وقدرتها على مخاطبة المخاوف المحلية والدولية، والتعايش مع واقع تتباين حقائقه مع جوهر النظرية التي تقوم عليها دعائم فكر الحركة الإسلامية الحديثة.
أما الشواغل الخاصة بالإسلاميين، فتتمثل في قدرتهم على تجاوز ما أفرزته تجربة سقوط الحكم على وحدتهم والمحافظة على فاعلية التيار الإسلامي، توظيفًا لقدراته البشرية فيما ينفع الوطن ويتجنب تجارب الأحزاب السودانية النزّاعة للانقسام (على أسس شخصية وذاتية).
إعلانوعلى الرغم من وجودهم المؤثر في مشهد معركة الكرامة، فإن (حجم التشويه الذي تعرض له التيار الإسلامي وعظم الضغوط الإقليمية) قيّدت طلاقته الوطنية الجهيرة وكبّلت قدرته على إطلاق مبادرات وطنية توازي حجم تأثيره المجتمعي.
يزيد هذا المشهد الحزبي المتداعي خطورة ظهور عامل جديد في السياسة السودانية، وهو (عسكرة العمل السياسي)، حيث صعدت إلى الواجهة حركات مسلحة تمارس السياسة، لا هي أحزاب بالمفهوم التقليدي للحزب ولا هي جيش نظامي يحتكر العنف لصالح الدولة كما ينادي ماكس فيبر. وبالتأكيد، لا يُنتظر منها رؤية لمشروع وطني للنهضة والازدهار.
يبقى أن نقول إن الأحزاب السياسية استنفدت طاقتها خلال المسيرة الطويلة، والمشهد بحاجة ماسّة لتأسيس جديد تقوم دعائمه على توافق وطني واسع وعريض يتفق على أن المسيرة السابقة قد أوصلتنا إلى (حافة الإفلاس). نحن بحاجة إلى تواضع جماعي نقر فيه بأخطائنا المشتركة، وإلى تصالح مع الذات يمنحنا القدرة على مراجعة مسلماتنا الفكرية التي ظننا أنها فوق النقد والمراجعة.
إن التطور الفكري في المجال السياسي أثبت أن الأيديولوجيات الصماء المنغلقة على نفسها قد تهاوت وتجاوزها الزمن، وأنه لا مناص من إعادة بناء المشهد السياسي على أسس علمية راسخة، وتشييد مؤسسات وطنية قوية مستقلة ومحايدة تتولى أمر التخطيط لمستقبل الدولة وصيانة وحدتها وقوتها.
أما الأحزاب السياسية، فإنها بحاجة إلى دراسة الظاهرة الشعبوية التي اجتاحت العالم وتجاوزت الدور القديم للأحزاب. وإن لم تفعل عاجلًا، فإنها لن تحافظ على الماضي ولن تبلغ المستقبل.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية