أعلنت روسيا -اليوم الجمعة- عن وضع صاروخها البالستي الجديد العابر للقارات من طراز (سارمات) في الخدمة، كما أعلنت تعرضها لهجمات بطائرات مسيرة استهدفت موسكو ومدنا أخرى، في وقت تبنت فيه كييف هجوما بالمسيرات على مطار روسي قبل أيام.

وقال رئيس وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) يوريبوريسوف إن موسكو وضعت صاروخ (سارمات) الملقب بالشيطان في الخدمة، وهو من الصواريخ القادرة على حمل رؤوس نووية وتتفاخر روسيا بامتلاكها.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن في يونيو/حزيران الماضي أن الصاروخ الذي يعمل بالطاقة النووية سيكون جاهزا للنشر قريبا، قبل أن يُعلن عن وضعه بالخدمة اليوم.

ويمكن للسلاح، المتمركز في تجويف تحت الأرض، أن يحمل ما يصل إلى 15 رأسا نوويا، وفقا لمسؤولين روس. لكن مسؤولين بالجيش الأميركي يقدرون عدد الرؤوس النووية التي يمكنه حملها بعشرة.

ويصل مدى الصاروخ الثقيل، الذي يبلغ وزنه 208 أطنان، إلى 18 ألف كيلومتر وتقول موسكو إنه قادر على الوصول لأي مكان بالعالم.

واختبرت القوات المسلحة الروسية صاروخ سارمات لأول مرة في نيسان/ أبريل 2022، في منطقة بليسيتسك (حوالي 800 كيلومتر شمال موسكو). ووصلت صواريخ الاختبار إلى أهدافها في شبه جزيرة كامتشاتكا أقصى شرقي البلاد.

ويمكن أن يسبب الصاروخ انفجارا أقوى ألفي مرة من القنبلة النووية التي ألقيت على مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين عام 1945.


صواريخ أوكرانية

على الجانب الآخر، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي إن كييف اختبرت بنجاح صواريخ محلية الصنع يبلغ مداها 700 كيلو متر حاليا.

وأضاف زيلنسكي في كلمة له أن كييف طورت مدى الأسلحة الأوكرانية لتبلغ 700 كيلو متر حاليا، وأن القيادة تسعى إلى زيادة مدى الأسلحة الهجومية.

وبهذا المدى تستطيع أوكرانيا استهداف مساحات واسعة داخل روسيا من بينها العاصمة موسكو التي لا تبعد سوى 500 كيلو متر عن الأراضي الأوكرانية.

وقد استهدفت مثل تلك الأسلحة بالفعل عدة مقاطعات روسية وفقا لما تعلنه موسكو لا سيما في الشمال حيث طالت الهجمات كورسك وبيلغورود وتولا والعاصمة موسكو.

وقد وصلت هجمات الطائرات المسيرة في الشمال إلى مطار بسكوف على بعد 800 كيلو متر من الحدود الأوكرانية لكن سلطات كييف قالت إن تلك المسيرات أطلقت من داخل الأراضي الروسية.

وفي هذا السياق، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن واشنطن لا تشجع على أي ضربات عسكرية داخل روسيا، رغم أن واشنطن من أبرز مزودي كييف بالأسلحة والصواريخ خلال حربها مع روسيا.

وأضاف كيربي في إحاطة أن من الملاحظ أن القوات الأوكرانية حققت تقدما خلال الأيام الثلاثة الماضية مضيفا أنه يتوقع أن ترد روسيا على هذا التقدم الأخير.

أوكرانيا تقول إنها تحقق تقدما في هجومها المضاد المستمر منذ 3 أشهر (رويترز)

مسيرات بالجملة

ميدانيا، أكد عمدة موسكو إسقاط مُسيّرة قرب المدينة، بينما أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير طائرة مسيرة أخرى في مقاطعة موسكو.

من جهته، قال حاكم منطقة كورسك الروسية إن مسيرتين أوكرانيتين هاجمتا مدينة كورتشاتوف فجر اليوم. وفي مقاطعة بريانسك، قال الحرس الوطني الروسي إنه أسقط ثلاث طائرات مسيرة فوق المقاطعة.

كما أعلنت سلطات مقاطعة بيلغورود الحدودية مع أوكرانيا إسقاط مسيرة صباح اليوم فوق المقاطعة دون تسجيل أضرار أو خسائر.

بدوره دعا عمدة العاصمة الروسية موسكو سيرغي سوبيانين إلى توسيع الدفاعات الجوية في المدينة لمواجهة الارتفاع الملحوظ في هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية.

وأفاد سوبيانين بنصب منظومات دفاع جوي جديدة في الأسابيع الأخيرة في مناطق مختلفة من أجل حماية المدينة.

الهجمات الأوكرانية بالمسيرات وصلت العاصمة الروسية موسكو وألحقت أضرارا مادية (الفرنسية-أرشيف) تبنٍّ أوكراني

وأعلنت أوكرانيا -اليوم الجمعة- أنها شنت هذا الأسبوع هجوما بمسيّرات على مطار روسي انطلاقا من الأراضي الروسية للمرة الأولى حيث تسعى كييف لنقل العمليات الحربية وصولا إلى روسيا في أوج الهجوم المضاد لتحرير المناطق المحتلة.

وهذا الأسبوع تعرض مطار بسكوف على بعد 700 كيلومتر من أوكرانيا لهجوم شكل أحدث ضربة تهز الأراضي الروسية منذ أن توعدت كييف "بإعادة" النزاع إلى موسكو في يوليو/تموز الماضي.

وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف عبر تليغرام أن "المسيرات التي استخدمت لشن هجوم على قاعدة كريستي الجوية في بسكوف أطلقت من داخل روسيا"، مضيفا "أصيبت أربع طائرات شحن عسكرية روسية من طراز إيل-76 نتيجة الهجوم".

وقال بودانوف في مقابلة مع موقع "ذي وور زون"، "ننشط في الأراضي الروسية".

وبحسب هذا الموقع، رفض المسؤول الكشف عما إذا كانت العملية نفذها رجاله أم روس يعملون لحساب كييف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأراضی الروسیة کیلو متر

إقرأ أيضاً:

اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟

دعا اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع، روسيا إلى الموافقة على وقف إطلاق النار على خلفية استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، بشروط متساوية وتنفيذ الاتفاق بالكامل.

تطورات الحرب الروسية الأوكرانية 

وجاء في مسودة البيان التي تمت نشر مقتطفات منها: "دعت أعضاء مجموعة السبع روسيا إلى المقابلة بالموافقة على وقف إطلاق النار بشروط متساوية وتنفيذه بالكامل"، وفقًا لموقع «روسيا اليوم» الإخباري.

وأضافت: "أكد الأعضاء أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يتم احترامه، وشددوا على الحاجة إلى ترتيبات أمنية قوية وموثوقة لضمان أن تتمكن أوكرانيا من ردع أي أعمال عدوانية جديدة والدفاع ضدها".

ووفقًا لثلاثة مسؤولين من مجموعة دول السبع فإن الدبلوماسيين توصلوا إلى اتفاق على بيان مشترك يهدف إلى إظهار الوحدة، بعد أسابيع من التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بشأن تغييره للسياسات الغربية في التجارة والأمن والملف الأوكراني.

وأوضح الدبلوماسيون أن البيان، وهو وثيقة شاملة تتناول قضايا جيوسياسية من جميع أنحاء العالم، لا يزال بحاجة إلى موافقة الوزراء قبل اختتام المحادثات صباح الجمعة.

واجتمع وزراء خارجية مجموعة السبع (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي)، في بلدة لا مالباي السياحية النائية، الواقعة على تلال كيبيك، يومي الخميس والجمعة، في اجتماعات كانت تحظى في السابق بإجماع واسع.

ولكن في الفترة التي سبقت أول اجتماع لمجموعة السبع برئاسة كندا، واجه صياغة بيان ختامي متفق عليه صعوبة بسبب الخلافات حول الصياغة المتعلقة بأوكرانيا والشرق الأوسط، ورغبة واشنطن في صياغة أكثر صرامة تجاه الصين.

وأمس، أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن موسكو توافق على المقترحات بشأن إنهاء الأعمال القتالية، مبينا أن هذا الموافقة تنطلق من مبدأ أن ذلك ينبغي أن يؤدي إلى سلام طويل الأمد، ويزيل أسباب الأزمة.

وفي في 11 مارس الحالي، جرت مفاوضات بين وفدين أمريكي وأوكراني في مدينة جدة السعودية، وأعربت أوكرانيا في بيان مشترك صدر من قبل الأطراف، عن استعدادها لقبول الاقتراح الأمريكي بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما، وأن واشنطن سترفع على الفور التوقف عن تقديم المعلومات الاستخباراتية وتستأنف تقديم المساعدة إلى كييف.

الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل

في هذا الصدد قال أحمد التايب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، إن الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل في ظل ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خاصة أنه تبنى إنهاء هذه الحرب قبل أن يفوز بالانتخابات الرئاسية، وذلك لعلاقاته مع الرئيس الروسى بوتين، لكن الأهم في اعتقادى أن روسيا أيضا رغم تحقيقها انتصارات في أرض الميدان وتتفاوض من واقع القوة إلا أنها ترغب في إنهاء هذه الحرب، بما يحقق شروطها، والولايات المتحدة في ظل حكم ترامب تريد أن تنهى الحرب لكن بمقابل، والمقابل هو صفقة المعادن النادرة التي يحص الرئيس ترامب على عقدها مع أوكرانيا، لكن في الوقت ذاته، هناك اعتبارات سياسية للولايات المتحدة أخرى خاصة أنها ترى ضرورة مواجهة التحالف الاستراتيجيى الكبير الذى عظم بعد هذه الحرب بين الصين وروسيا.

وأضاف خلال تصريحات لــ"صدى البلد": لكن الصراع الفلسطيني الإسرائيلى له خصوصية خاصة في ظل دعم الولايات المتحدة اللامحدود لإسرائيل وارتباطه باللوبى الصهيونية وبمعتقدات دينية واستعمارية تتجلى منذ بدء هذا الصراع، لكن تسوية في أوكرونيا ستكون بمثابة بادرة لأمل على الأقل لإنهاء الحرب على غزة، من خلال تنفيذ وقف إطلاق النار من خلال الضغط على إسرائيل لتنفيذ المرحلة الثانية.

مصر وموقفها من الحرب الروسية الأوكرانية 

وأكدت مصر في بيان لوزارة الخارجية،  أهمية الحلول السياسية للأزمات الدولية، تعليقا على المشاورات التي استضافتها السعودية خلال الأيام الماضية في محاولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.

وقالت وزارة الخارجية: "تابعت مصر باهتمام المشاورات التي جرت في المملكة العربية السعودية لمحاولة التوصل لتفاهمات تفضي إلى إنهاء الحرب الروسية – الأوكرانية". 

وأضافت الخارجية في بيانها: "لطالما ظلت مصر على مدار عقود طويلة تؤكد على ضرورة حل النزاعات بالطرق السلمية والاستناد إلى ميثاق الأمم المتحدة ومختلف مبادئ القانون الدولي، باعتبارها المرجعيات الرئيسية التي يرتكز عليها النظام الدولي والمبادئ الأساسية الراسخة التي تحكم العلاقات الدولية، وإيمانا منها بأن تسوية النزاعات بالطرق السلمية ومعالجة جذورها هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن والاستقرار والسلام".

وتابعت: "من هذا المنطلق شاركت جمهورية مصر العربية في المبادرات العربية والأفريقية ومبادرة "أصدقاء السلام"، وتعرب عن دعمها لكل مبادرة وجهد يهدف إلى إنهاء الأزمة، وتؤكد في هذا الصدد على ضرورة ترسيخ الحلول السياسية كقاعدة رئيسية لتسوية الأزمات الدولية، وهو ما انعكس في الانخراط المصري في عدد من المبادرات التي كانت تهدف إلى تسوية الأزمة، ودعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر ۲۰۲۲ لأهمية إيجاد تسوية سلمية لهذه الأزمة في ظل تداعياتها الإنسانية والاقتصادية والأمنية".

وأوضحت أنه من هنا، فإن التوجهات الحالية، بما في ذلك توجهات الإدارة الأمريكية، الداعية لإنهاء الحروب والصراعات في أنحاء العالم، وبالأخص في الشرق الأوسط، من شأنها أن تعطي قوة دفع وبارقة أمل في إنهاء المواجهات العسكرية المختلفة التي تستشري في مناطق عدة في أنحاء العالم، عبر تسويات سياسية عادلة تحظى بالتوافق الدولي تأخذ في الاعتبار مصالح أطرافها، بما في ذلك اتصالا بالقضية الفلسطينية والصراع في الشرق الأوسط.

واختتمت الخارجية بيانها بالقول: "لقد عانت الإنسانية طويلا من ويلات الحروب والصراعات، وقد آن الأوان للبرهنة لشعوب العالم بأننا نعيش بالفعل في عالم تسوده قيم التحضر والتسامح والتفاهم والعدالة، من خلال التغلب على التوجهات الأحادية التي تشعل الخصومات المدمرة، والسمو إلى المبادئ الإنسانية المشتركة بما يعطي الأمل في غد أفضل للبشرية".

مقالات مشابهة

  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف لن تعترف رسميا بالسيطرة الروسية على أراضيها
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف لن تعترف رسمياً بالسيطرة الروسية على أراضيها
  • موسكو: تدمير 72 مسيرة أوكرانية فوق الأراضي الروسية
  • مستشار ترامب: التسوية في أوكرانيا تتضمن تنازل كييف عن بعض الأراضي
  • مستشار ترامب: التسوية بأوكرانيا تتضمن تنازل كييف عن بعض الأراضي
  • رئيس المركز الأوكراني للحوار: كييف لن تعترف رسميًا بالسيطرة الروسية على أراضيها
  • "الدفاع الروسية": تدمير عدد من الآليات الأوكرانية في مقاطعة كورسك خلال 24 ساعة
  • اقتربت على النهاية.. تطورات الحرب الروسية الأوكرانية| ماذا يحدث؟
  • محلل سياسي: الحرب الروسية الأوكرانية نحو اتفاق سلام محتمل
  • زيلينسكي: الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا في أوكرانيا "معقدة"