كشفت دراسة تحليلية نظرة عامة على عدد الدبابات التي لا تزال بحوزة روسيا، بعد نحو عام ونصف من الحرب في أوكرانيا، خسرت خلالها موسكو عدداً كبيراً من آلياتها العسكرية.

وبحسب الدراسة التي نشرتها مجلة "لوبوان" الفرنسية، فإن الجيش الروسي أحضر المزيد من الدبابات القديمة، إلى الجبهة، ما يشير إلى صورة مغايرة للتصور بأن الجيش الروسي يمتلك مخزوناً لا ينضب من الدبابات.

وقالت المجلة: "أظهرت أرقام المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية (IISS) وجود 17500 دبابة احتياطية في روسيا قبل بدء الحرب في أوكرانيا، وهو رقم هائل، لكنه يعتمد على إحصاء مخزونات الاتحاد السوفييتي".
وتشير إلى أن تفكك الاتحاد السوفييتي أدى إلى أن ينتهي الأمر ببعض هذه الدبابات في دول أخرى غير روسيا، كما أن جزءاً كبيراً من الآليات العسكرية كان متوقفاً في العراء، ما أدى لسوء حالتها.

وأضافت "تشير تقديرات أحدث إلى أن العدد يتراوح بين 6000 إلى 7000 دبابة من جميع الأنواع، سواء كانت تعمل أم لا، ويعود تاريخ ما يقرب من 74% من الدبابات المخزنة لدى الجيش الروسي إلى ما قبل عام 1980، وهذه الدبابات من طراز T-54، T-55، T-62".

وبحسب المجلة "في المجموع، بين 24 فبراير (شباط) 2022 و31 أغسطس (آب) 2023، خسر الجيش الروسي 2273 دبابة في أوكرانيا ما بين مدمرة، ومعطوبة، ومهجورة، وتم الاستيلاء عليها، بحسب موقع أوريكس ، الذي يحصي الخسائر للطرفين المتحاربين بالإثبات البصري".

وأضافت "يقدم معهد Action Resilience Institute ثلاثة سيناريوهات تسمح لنا بتخيل العدد المستقبلي للدبابات الروسية، الأول يتوقع استمرار الخسائر الروسية بالمعدل الحالي (2.61 دبابة يومياً عام 2023 بحسب أوريكس)، وسيكون لروسيا ما بين 400 إلى 600 دبابة فقط".

وأضافت "أما السيناريو الثاني فيتصور نجاح الهجوم الأوكراني الذي سيؤدي إلى تدمير أسطول الدبابات المتبقي في الخدمة بوتيرة متسارعة، ليتبقى في نهاية عام 2023 فقط 250 دبابة من مختلف الطرازات، وبحسب الدراسات فإن غياب قوة مدرعة ثقيلة نشطة سيؤدي ميكانيكياً إلى تكوين دفاعي بحت للقوات البرية الروسية".

كيف يمكن أن تنهار حرب #روسيا في #أوكرانيا؟ https://t.co/D9KWaFfhTl

— 24.ae (@20fourMedia) August 28, 2023 وأشارت إلى أن السيناريو الثالث يمثل هدوءاً على الجبهة، سيسمح ببقاء أسطول الدبابات الحالية وبدء إنتاج دبابات جديدة، وستكون روسيا قادرة على إعادة إنشاء وحدة مدرعة كبيرة اعتباراً من عام 2024".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية روسيا الجیش الروسی إلى أن

إقرأ أيضاً:

ما هي عيوب الجيوش الأوروبية في قيادة الحرب ضد روسيا؟

لا زالت القارة العجوز، وتحت تأثير موجة الصدمة التي أحدثتها قضية ترامب وزيلينسكي، تُحاول النهوض من تعثّرها والتحرّك في مواجهة النظام العالمي الجديد، الذي يشهد تراجعاً أمريكياً وصعوداً روسيّاً، وسط تساؤلات عن مدى قُدرة أوروبا على ضمان أمنها.

وفي مواجهة خطر انهيار حلف الناتو، وفيما كان الدفاع عن القارة يعتمد على العمود الفقري الأمريكي، بات يتعيّن اليوم على الأوروبيين إعادة بناء بعض القدرات العسكرية الحيوية على وجه السرعة، إذا ما أرادوا التصدّي للروس بأنفسهم.

Défense aérienne, renseignement, missiles... Ces lacunes des armées européennes pour prendre le relais des États-Unis en Ukrainehttps://t.co/UxElvWio72
par @Le_Figaro

— Philippe Gélie (@geliefig) March 4, 2025 ليس كل شيء يحتاج إلى البناء

على الورق، وبفضل ما يقرب من مليوني جندي ومُعدّات متطورة وطائرات مقاتلة ودبابات ومدفعية، يمتلك الأوروبيون بالفعل قوات عسكرية كبيرة جاهزة، لكنّ الفسيفساء العسكرية غير مُتجانسة، بحسب الكاتب والمحلل السياسي والعسكري نيكولاس باروت، فالجيوش الأوروبية مُجزّأة بـ 17 نوعاً مُختلفاً من الدبابات، 20 نوعاً من الطائرات المُقاتلة، والإمكانات المُتفاوتة، إذ أعطت كل دولة الأولوية لمصالح سياسية أو صناعية على حساب رؤية استراتيجية أو عملياتية.

ولتحقيق الاستقلال الاستراتيجي عن الولايات المتحدة، في مواجهة خطر انهيار رابط الدعم عبر حلف شمال الأطلسي، سيتعين على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تُسارع إلى تزويد نفسها بالقُدرات التي تفتقر إليها.

Dissuasion nucléaire européenne : le périlleux débat rouvert par Macron et Merz. Decryptage de @NicolasBarottehttps://t.co/8y18yxQTq1

— Vincent Tremolet de Villers (@vtremolet) March 1, 2025 الردع النووي لا يكفي

وتنقل يومية "لو فيغارو" الفرنسية، عن خبراء استراتيجيين رؤيتهم بأنّ القوات النووية الفرنسية والبريطانية (وهي الوحيدة في أوروبا)، لن توفر الحماية للقارة إلا كملاذ أخير. ويقول مصدر عسكري إنّ الردع النووي يجب أن يكون مدعوماً أيضاً بالردع التقليدي، حتى يكون ذا مصداقية. وهنا أيضاً اعتمد الأوروبيون في هذا المجال، بما في ذلك فرنسا، على شريكهم الأمريكي.

وتُعتبر عملية قيادة الجيوش المُتعدّدة إحدى المهام الأكثر صعوبة ودقّة، حيث يتولى القيادة العليا لقوات حلف شمال الأطلسي جنرال أمريكي، والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة القادرة على إدارة وتنسيق العمليات العسكرية على مستوى الفيالق وحتى الفرق في الجيش. وتتطلب هذه المهام وسائل اتصال وتحليل تقنية أفضل بكثير من تلك التي استخدمتها الجيوش الفرنسية والبريطانية في العقود الأخيرة. أما اللوجستيات فتُشكّل تحدّياً آخر أكبر.

ضعف الاستخبارات

ويحتفظ الجيش الأمريكي بمُعظم قُدرات النقل العسكري أو التزود بالوقود جواً في حلف الناتو. ولتلبية هذه الاحتياجات أوروبياً، تعتزم الجيوش الفرنسية والبريطانية، الموجودة على الخط الأمامي، أن تكون قادرة على الانتشار العملياتي، وهذا يعني تقديم كل الدعم اللازم للحرب.

ولكنّ شنّ الحرب، حسب المحلل العسكري نيكولاس باروت، يتطلب أكثر من مُجرّد اصطفاف الدبابات والطائرات. ونتيجة لعدم وجود حاجة تشغيلية أو استثمار، فقد تخلّى الأوروبيون أيضاً عن عناصر بناء عسكرية رئيسة أخرى، مثل الاستخبارات والمُراقبة والاستطلاع.

وتُعتبر هذه القُدرات ضرورية لتخطيط العمليات أو تحديد الأهداف. فهي تتطلب وسائل للحصول على المعلومات الاستخباراتية والتي قد تكون من أصل سيبراني أو كهرومغناطيسي أو عبر الأقمار الصناعية، والموارد الأوروبية في هذا المجال محدودة. وفي المسائل السيبرانية أيضاً، تتفوق القدرات الأمريكية كثيراً على قُدرات الأوروبيين الذين لم يستثمروا في أدوات الحرب الإلكترونية بشكل جيد بعد نهاية الحرب الباردة.

Général Bellanger, chef d’état-major de l’armée de l’air et de l’espace @Armee_de_lair au @Le_Figaro: «Les Russes testent les défenses de l’Otan» @AJDPressehttps://t.co/wp9OB0k3e8

— Nicolas Barotte (@NicolasBarotte) February 27, 2025 الصواريخ والدفاع الجوي

كما فقد الأوروبيون بعض القُدرات الدفاعية الأساسية، والتي كشفت الحرب في أوكرانيا عن أهميتها. فهم لم يطوروا صواريخ أرض-أرض قادرة على ضرب الأهداف على مسافة 500 كيلومتر أو أكثر. وهذا هو معنى مشروع "إلسا" الذي أطلقته فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا في القمة الأخيرة لحلف شمال الأطلسي.

وفقدت الجيوش الأوروبية كذلك القُدرة على قمع الدفاعات الجوية للعدو، إذ أنّ وسائل الدفاع الأرضي-الجوي موجودة بكميات محدودة في القارة. وهذا هو معنى مبادرة "درع السماء" التي أطلقتها ألمانيا في عام 2022، والتي لم تجد حتى الآن أي تطبيق ملموس لها.

وأما فرنسا فتُريد إقناع شركائها بالتخلّي عن صواريخ باتريوت الأمريكية، وشراء أنظمة SAMPT/NG المُستقبلية التي يُطوّرها جيشها بالتعاون مع الجيش الإيطالي، وتتمتع بقُدرات مُتقدّمة مصممة لمواجهة التهديدات الجوية الحديثة. وتدمج هذه الأنظمة أحدث تقنيات الرادار والاستشعار، مما يسمح بالكشف السريع عن مختلف التهديدات واعتراضها.

مقالات مشابهة

  • لم تسلم من العدوان.. تضرر 44 مقبرة بمختلف مناطق قطاع غزة
  • الجيش الروسي يعلن السيطرة على قرية جديدة شرقي أوكرانيا
  • روسيا تصدر جوازات سفر بالمناطق التي سيطرت عليها في أوكرانيا
  • الجيش الأوكراني: أسقطنا 115 مسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل
  • ما هي عيوب الجيوش الأوروبية في قيادة الحرب ضد روسيا؟
  • الجيش الإيراني يحصل على دبابات قتالية «خارقة»
  • الجيش الاوكراني يعترف بتكبده خسائر فادحة في الحرب ضد روسيا
  • ما هي الدول الأوروبية التي ستشارك في "تحالف الراغبين" من أجل أوكرانيا؟
  • بعد مشاجرة البيت الأبيض.. ترامب: لن نتحمل زيلينسكي لفترة أطول
  • ما هي الأسباب التي تعزز فرص الهجوم الإسرائيلي على إيران؟