نعى الشيخ الدكتور  محمد الأمين إسماعيل، بمنشور حزين، وفاة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور الطيب محمود عبد القادر، وقال في نعيه: بعد الرضا بقضاء الله وقدره والتسليم لأمره تعالى والحمد لله أولا وآخرا ولا أقول إلا ما يرضي ربنا، تلقيت نبأ وفاة فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور الطيب محمود عبد القادر رحمه الله تعالى رحمة واسعة، والدوام والبقاء لله وحده (كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ ، وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ ذُو ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ) .

. البروف رحمه الله رحمة واسعة كان آية من آيات الله تعالى في الحفظ والإتقان لآيات كتاب الله الحكيم، من أعلم أهل السودان بتفسير القرآن الكريم وعلومه حافظا لكتاب الله بكل قراءاته ورواياته بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مُلِما باللغة العربية بعلوم البلاغة والبيان والبديع والنحو والصرف والعروض والقوافي .. كان رحمه الله تعالى نائب مدير جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية ومدير مركز بحوث القرآن الكريم والسنة النبوية بالجامعة وعضو مكتب أفريقيا بالهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة وعضو المجلس العلمي لكلية الدعوة والإعلام .. نال رحمه الله العديد من الشهادات منها : – دبلوم من بخت الرضا .. – دبلوم التجويد والدراسات الإسلامية .. – ماجستير في القراءات القرآنية .. – دكتوراه في القراءات القرآنية .. – إجازة في القراءات السبعة .. – إجازة في القراءات الثلاثة المتممة للعشرة .. – شهادة تعليم الكبار ومحو الأمية “شهادة تدريس ” .. عمل رحمه الله في التدريس بالمراحل المختلفة من الإبتدائي إلى تمهيدي الماجستير .. – وهو عضو المجلس الإستشاري للإعجاز العلمي .. – عضو اللجنة العليا لطباعة ومراقبة المصحف الشريف .. – عضو مجلس دائرة جائزة الرئيس لمسابقة القرآن الكريم الدولية .. من مؤلفاته : – السياسة الخارجية في التصور الإسلامي .. – الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية .. – اثر إختلاف القراءات في العلوم اللغوية .. – فوائد الصيام الصحية .. – خواطر حول أشهر الحج .. – من فوائد أحكام التجويد .. – المدخل لعلم توجيه القراءات .. كثيرا ما يُختار في لجان التحكيم الدولية لمسابقات الحفظ والقراءات، منها مثالا لا حصرا : – عضو لجنة تحكيم جائزة السيد جنيد للقرآن الكريم “البحرين ” .. – عضو لجنة التحكيم الدولية لمسابقة القرآن الكريم جمهورية إيران الإسلامية 1999.. – عضو لجنة تحكيم جائزة الملك فيصل للقرآن الكريم بمكة المكرمة 1429 هجري .. عضو لجنة التحكيم في مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم بمكة المكرمة 1429 .. اللهم اغفر له وارحمه واسكنه فسيح جناتك مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله من الخطايا بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما يُنقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم أبدله دارا خيرا من داره و أهلاً خيرا من أهله اللهم أجعله في أعلى عليين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر برحمتك يا أرحم الراحمين .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..  د. محمد الأمين إسماعيل

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: القرآن الکریم رحمه الله عضو لجنة

إقرأ أيضاً:

ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟

ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
قراءة في كتاب (عبد الله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام)، دار محمد علي للنشر، صفاقس، تونس/ ومؤسسة الانتشار العربي، بيروت، لبنان، 2024
(5-13)

إهداء المؤلف لكتابه:
"إلى شعوب السودان والإسلام والإنسانية جمعاء، وهي تتوق إلى التحرير والتغيير، فإني أهديكم هذا الكتاب، مستدعياً مقولة المفكر التونسي الدكتور يوسف الصديق: (محمود محمد طه هو المنقذ)". المؤلف

بقلم سمية أمين صديق

نواصل الحديث عن كتاب الدكتور عبدالله الفكي البشير، محمود محمد طه: من أجل فهم جديد للإسلام، والذي انطوى، عبر تسعة فصول، على الإجابة عن الكثير من الأسئلة، وعلى رأسها السؤال الذي وسمنا به سلسلة مقالاتنا هذه: ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ ونواصل الحديث استكمالا للحلقة السابق. تناول المؤلف دعوة الأستاذ محمود محمد طه للدستور الإنساني، يقول المؤلف: يتيح تطوير الشريعة الإسلامية على أصول القرآن، كما يري محمود محمد طه، الفرصة لوضع الدستور الإنساني انطلاقاً من قرآن الأصول ومن ثم قيام الحكومة الإنسانية. والدستور الإنساني، يجعل المفاضلة بين الناس بالعقل والأخلاق وليس بالدين أو الجنس أو العنصر أو اللون. أو أي اعتبار آخر. ويكفل الدستور الإنساني الحقوق الأساسية للجميع، حق الحياة، وحق الحرية، و ما يتفرع منهما، و لا يوجد حجر على حرية المواطنين و على حرية الفكر و العقيدة. وفي هذا المستوي، كما يقول طه: "لا يُسأل الإنسان عن عقيدته، وإنما يُسأل عن صفاء الفكر، وإحسان العمل". ومن هنا، حيث المفاضلة بين الناس بالعقل والأخلاق، كما يقول المؤلف، إن محمود محمد طه يرى بأنه لا يقع تمييز ضد مواطن بسبب دينه ولا بسبب عدم دينه، وبهذا تنتقل الفضيلة، من قوة العضل، إلى قوة العقل، و قوة الأخلاق، ولن يكون حظ المرأة، في هذا الميدان، حظاً منقوصاً، و إنما هي فيه لتبز كثيراً من الرجال. وبهذا، كما يقول المؤلف: ينتفي الاستضعاف والتهميش والإقصاء، فلكل مواطن الحق في أن يعتقد ما يشاء من الأفكار و الأديان وكل مواطن يحمل افكاراً مهما كان دينه أو مذهبه، أو كان ملحداً او لا أدري… إلخ، فله الحق أن يدعو لأفكاره بالوسائل الديمقراطية. فالملحد، "يطرح أفكاره وإلحاده لمصلحته و لمصلحة المجتمع و يواجه الآخرين" في وسائل الإعلام و منابر الحوار. كذلك المواطن غير المقتنع بالإسلام و لديه فكر، فمن حقه أن يدعو بالوسائل الديمقراطية للفكر الذي يعتنقه، و على من لديهم معرفة بالإسلام أن يواجهونه بالفكر والحجة ويردونه عن أفكاره.
ويوضح عبد الله أن الإسلام في هذا المستوي، مستوي آيات الأصول، وهو المستوي العلمي، كما يقول الأستاذ محمود محمد طه: " يعيش في مجتمعه جميع المواطنين على احترام وتساو بينهم (بحق المواطنة لهم كل الحقوق) ولا يميز ضد أحد باعتبارات المِلة" كذلك في متطلبات و شروط الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية مثلاً، ليس هناك داعي أن يكون من بين الشروط أن تقول "أنّ رئيس الجمهورية لازم يكون مسلم" و إنما يجب وضع القامة المطلوبة في الكمالات الإنسانية التي يراها الناس من أجل الترشيح للمنصب. فالديانة هنا ليست شرطاً و إنما الكمالات الإنسانية. ويشتمل الكتاب على المزيد من التفصيل عن موضوع الدستور الإنساني.

الموقف من الصوفية

"الصوفي يخلو إلى الله في خلوته ليبني شخصيته ثم يبرز لخدمة المجتمع في جلوته"
محمود محمد طه، 1972

في هذا المحور أجاب المؤلف، كما أوضح وفصل، عن جملة من الأسئلة التي تكررت عليه، ووجهت إليه في العديد من المنابر الحوارية والندوات العلمية في الجامعات، ومن تلك الأسئلة: هل محمود محمد طه صوفي؟ وما موقفه من التصوف؟ وما هو رأيه في الطرق الصوفية؟ هل لديه مفهوماً جديداً للصوفية؟ وقياساً على دعوته لتطوير الشريعة السلفية، هل للحقيقة قابلية للتطور مثلما هي قابلية الشريعة للتطور؟ وهل في التصوف رأي سلفي متخلف؟ وهل يختلف الصوفي المعاصر عن الصوفي القديم؟ وفي الإجابة عن الأسئلة عن التصوف الإسلامي وموقف الأستاذ محمود محمد طه، منه وحوله، كما ورد أعلاه، يقول المؤلف: (يرى محمود محمد طه بأن حقيقة القرآن الكريم، لا تعرف عن طريق القراءة، وإنما تعرف عن طريق الممارسة في تقليد المعصوم، النبي الكريم محمد بن عبد الله، عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم، عبادة، وسلوكاً، وهو ما سُمي، في أُخريات الأيام، بالتصوف. ويقول إن التصوف مركوز في الإسلام إذا ما رُفع إلى حياة النبي، وهو الزهد و الإصرار علي القيمة، وهذا جوهر التصوف، الزهد و الإصرار على القيمة. والتصوف هو سنة النبي صلى الله عليه وسلم، والصوفية هم اتباع السُنة المحمدية، وهم أنصار السنة المحمدية. هنا يجب الاحتراز، فليس المقصود، كما يُبين محمود محمد طه، أنصار السنة الذين يدعونها على عهدنا الحاضر ويجعلون وكد تعاليمهم الاعتراض على الأولياء وعلى سقف الأمة الصالحة.) . ويواصل المؤلف ليوضح:( والسنة النبوية غير الشريعة، لأن السنة النبوية هي عمل النبي في خاصة نفسه و هي (طريق محمد)، وهو القائل: "قولي شريعة، وعملي طريقة و حالي حقيقة". إن سائر الأمة مكلفة بالشريعة، وليست مكلفة بالسُنة بكل تفاصيلها، و إنما هم مندوبون إلى مايطيقون منها، وفقاً لقوله تعالي :(قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ). وعن موقف التصوف من الشريعة الإسلامية، يوضح محمود محمد طه، قائلاً: إن التصوف ليس ضد الشريعة، و ليس خارج الشريعة، لأن التصوف يري أن الشريعة هي طرف الحرف للكلمة وهو يريد أن يدخل للمعنى). وزاد المؤلف في التفصيل والتبيين.

النبي في خاصة عمله هو عُمدة الصوفية

"الفكرة خطها صوفي لكنها مرحلة لم يصلها صُوفي بعد"
محمود محمد طه، 1968

يقول المؤلف: التصوف الإسلامي، في حقيقته، وإن كان الاسم لم يظهر إلا مؤخراً، هو تقليد السيرة النبوية، والنبي، في خاصة عمله، قبل البعث، وبعد البعث، هو عمدة الصوفية". لقد ازدهر التصوف في القرون السبعة التي تلت القرن الثالث، وكانت قمته في القرنين السادس و السابع، ثم لحق به التبديل، والتغيير، والضعف ما لحقة، مما نراه الآن. و بين المؤلف، موضحاً، أن التصوف الإسلامي، يرجع في الأصل كما يقول، محمود محمد طه، إلى النهج النبوي، فالنبي كان صوفياً بمعني أنه زاهد، و أنه صاحب قيمة، ينظر إلى قيم الأشياء، فلا يقدم الفاضل على المفضول. وعنده الدنيا وسيلة الآخرة، ولا يمكن أن يضع أي أمر من أمور الدنيا أمام أمر الآخرة حتي قيل عنه :"كان محمد كأنما نُصب له علمٌ فشمر يطلبهُ". ( والسنة النبوية، كما يري محمود محمد طه، لم تغادر صغيرة ولا كبيرة نحتاجها في أمر ديننا إلا بينتها، و من ها هنا فليس هناك موجب لابتداع البدع. والبدع هي كل ما لم يعمله النبي في خاصة نفسه.) وعن دخول الصوفية واتباعهم، إلى المغارات فكان ذلك، بعدما استيأس أنصار الدين من صلاح أمر الناس، ففروا بدينهم إلى المغارات والفلوات والكهوف ليقيموا الدين في أنفسهم، من غير أن يتعرضوا إلى منازعة السلطة الزمنية ويقول عبد الله أن ذلك العمل لم يكن من البدع، و إنما هو سُنة بيد أنها سُنة النبي قبل البعث أيام تحنثه في غار حراء. وعند الصوفية كل عمل النبي قبل البعث وبعده، إنما هو عمل مسدد و موجه ومرعي، ذلك أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول :( كنت نبياً وآدم بين الماء والطين). ويقول صلي الله عليه وسلم في إشارة إلى هذه الحقبة من حياته (أدَّبني ربَّي فأحْسن تأديبي). وهنا يلفت عبد الله النظر توكيداً لما جاء في الفصل السابق :( أن محمود محمد طه قد اعتكف في خلوة امتدّت لمدة خمس سنوات ..، و مما تجدر الإشارة إليه أيضاً، أن الإسلام في السودان على الخصوص، دخل على أيدي الصوفية الذين، كما يوضح محمود محمد طه أحبهم السودانيون و أحبوا الدين الذي حملوه إليهم فتغلغلت روح الدين بين الشعب و برز رجال التصوف السوداني الذين ظلوا يحملون راية التربية و الإرشاد خلفاً عن سلف حتي وقت قريب.
ثم يواصل المؤلف في الإجابة عن العديد من الأسئلة منها: هل محمود محمد طه صوفي؟ وما هو موقع الفكرة الجمهورية من خريطة التصوف؟ وهل أتي محمود محمد طه بمفهوم جديد للصوفية؟ وما الفرق بين الصوفي السابق والصوفي المعاصر؟ وقياساً على دعوة محمود محمد طه لتطوير الشريعة الإسلامية الحاضر (الشريعة السلفية)، هل في التصوف رأي سلفي؟ وهل للحقيقة قابلية للتطور مثلما هي قابلية الشريعة للتطور؟ أجاب المؤلف عن هذه الأسئلة بتفصيل، وأدعو القراء للاطلاع على الإجابات في الكتاب موضوع دراستنا.

بعض ما يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين

العنوان أعلاه هو عنوان الفصل الثالث من الكتاب. يقول المؤلف إن هذا الفصل، يقدم محاولة، للتوسع في إجابة عن سؤال مركزي كثيراً ما طُرِح عليه في المنابر العامة، والمقابلات الإعلامية، وفي اللقاءات الخاصة، ووضح بأن هذا السؤال قد ورد، كذلك في ندوات ومحاضرات كانت في تونس، والمغرب والعراق، ولبنان، وألمانيا، وغيرها، وكان آخرها في الجزائر خلال شهر يونيو 2023. ويقول عن تلك المناسبة:( لقد كنت مشاركاً في ندوة دولية بمدينة وهران، الجزائر، بعنوان: الإنتاج المعرفي للمؤسسات الدينية في شمال إفريقيا: الرهان ومتطلبات الواقع المعاصر، وقد قدمت ورقة كانت بعنوان: "إنتاج المعرفة الدينية في السودان وموقف مؤسساتها من تجديد الخطاب الديني: مشروع الفهم الجديد للإسلام نموذجاً" فجاء سؤال من أستاذة جامعية، بعد تقديمي للورقة على النحو الآتي: ما الذي يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين؟ و تضمنت الإجابة عن هذا السؤال، رداً على ثلاثة أسئلة، تقول: ما هو مصدر معرفة محمود محمد طه؟ وكيف بدأ محمود محمد طه؟ وإن كان محمود محمد طه قد وصل، كما أخبرنا في محاضراته، حتى قال له النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "ها أنت وربك"، فكيف وصل محمود محمد طه؟ وكيف بدأ؟ كذلك نجد في هذا الفصل إجابات على أسئلة أخرى تكررت في معظم المحاضرات التي قدمها المؤلف والندوات العديدة التي شارك فيها ومن ضمن تلك الأسئلة: لمن قرأ الأستاذ محمود محمد طه؟ هل تتلمذ على مُفكر بعينه؟ و هل قرأ لأي من المُفكرين الإسلامين المُعاصرين؟ و بمن تأثر من المفكرين في تطوير أفكاره؟ وماهي نقطة الخلاف مع المفكرين الإسلامين؟
يقول عبد الله: ( يصعب في تقديري، رصد كل ما يميز محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين، ولكنني أقدم هنا بعض المميزات التي استطعت رصدها، وقد يلتقي بعض المفكرين معه في طرف منها ، ومرد اللقاء في بعض هذه المميزات إلى أن العقول كبيرة تلتقي، كون المعلم واحد، كما يقول محمود محمد طه :"الله هو المعلم الأصلي"
قدم الكتاب سبع مميزات، وفصل فيها، كما أجاب على الأسئلة أعلاه، وقد بين المؤلف أن بعض هذه الأسئلة كان قد طُرح على الأستاذ محمود محمد طه منذ الخمسينات و ستينات وسبعينات القرن الماضي، وأجاب عليها، كما أجاب على سؤال آخر ظل متجدداً، كما أنه لم يغب عن الكثير من محاضرات مؤلف هذا الكتاب ومحاضراته ولقاءاته بالمثقفين، والسؤال هو: هل أخذ محمود محمد طه من مُحي الدين بن عربي ( 558هـ –648 هـ/1164 م– 1240 م)؟ وهنا يضيف عبدالله: (بل يجزم البعض، بدون احتراز أو ورع علمي، بأن محمود محمد طه أتي بمعارفه من ابن عربي). وقد ذكر عبد الله بأن الأستاذ محمود محمد طه قد أوضح بأن "ما جاء به لم يأت به السابقون حتى ولا ابن عربي فهو جديد كل الجدة". وأضاف عبدالله بأن الأستاذ محمود ذكر، قائلاً: "من يأخذ معارف الآخرين، هو نبات ظِل، فأنا لا آخذ معارف الآخرين..". ثم قدم المؤلف المزيد من التفصيل في إجابته مبيناً موقع ابن عربي مما أتي به الأستاذ محمود محمد طه، وبتوسع. كما أضاف المؤلف، قائلاً: (و في ندوة قدمها المؤلف (الدكتور عبدالله الفكي البشير) في منبر حواري ببرلين -ألمانيا، كانت في يوليو 2023، سألته أستاذة جامعية، قائلة :( لاحظنا توافق في بعض مما جاء به محمود محمد طه مع ابن رشد (1126م– 1198م) فهل يمكن القول إن محمود محمد طه أخذ من ابن رشد أو تأثر به؟.
قدم المؤلف إجابات مفصلة عن كل هذه الأسئلة التي وردت أعلاه وغيرها، كما لخص سبع مميزات تميز بها المفكر محمود محمد طه عن المفكرين الآخرين. كذلك أجاب بتوسع عن الأسئلة القائلة: لمن قرأ محمود محمد طه؟ وبمن تأثر من المفكرين؟ وما هي نقاط الخلاف مع المفكرين الإسلاميين؟ وما هي غاية الفهم الجديد للإسلام؟ ولمَّا كانت الغاية هي إنجاب الفرد الحر حرية فردية مطلقة، وإن كل شيء في الرسالة الثانية من الإسلام، هو وسيلة إلى انجاب الفرد الحر حرية مطلقة، وكذلك المجتمع، والإسلام، و القرآن، والعبادات من باب أولى.. فما هي الوسائل التي يتم بموجبها إنجاب الفرد الحر؟ أجاب المؤلف عن هذا بتفصيل، متناولاً ما أوضحه الأستاذ محمود محمد طه عن الوسيلتين، وذكر المؤلف، أن الوسيلة الأولى هي: وسيلة المجتمع الصالح، كون "المجتمع و سيلة موسلة لحرية الفرد"، وفصل المؤلف في ذلك. والوسيلة الثانية لإنجاب الفرد الحر، كما يقول المؤلف، هي المنهاج التربوي العلمي الذي يواصل به الفرد مجهوده الفردي. وهذا المنهاج، كما أضاف المؤلف، هو تجسيد حياة محمد الإنسان، النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما بينه الاستاذ محمود محمد طه في كتابه: طريق محمد. ويوضح المؤلف بأن الطريق هو النهج العملي الذي يوصل إلى الله، أي الحضور مع الله. وقد قدم المؤلف المزيد من التفصيل.
نلتقي في الحلقة السادسة، وهي تتمحور حول لماذا يقول المؤلف المفكر محمود محمد طه؟ وأحيانا المبشر محمود محمد طه؟ ومن أين جاء المؤلف بصفة المفكر والمبشر للأستاذ محمود محمد طه؟ وتتناول الحلقة كذلك تربية التلاميذ وتكوين المجتمع الجمهوري، وإعداد الدعاة الجدد (الإخوان الجمهوريون والأخوات الجمهوريات)، وما هي أساليب الدعوة؟ وعن أركان النقاش باعتبارها إحدى آليات الدعوة للفهم الجديد للإسلام، ما هو مفهوم أركان النقاش عند الجمهوريين؟ ومتى كانت بداية نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم- صحيفة عطارد 1965؟ وكيف تطور نشاط الجمهوريين في جامعة الخرطوم- صحيفة الفكر (1967)؟ وما هي قصة تسمية الحوار بركن نقاش في فضاء جامعة الخرطوم- 1972؟ ومتى كانت البداية الفعلية لأركان النقاش بمكان وزمان معلومين في جامعة الخرطوم (1974)؟ والسؤال السابق لكل هذه الأسئلة، متى ظهر مصطلح أركان النقاش، لأول مرة، في فضاء الفكر الجمهوري؟

 

abdallaelbashir@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • أمراء ومسؤولون يواسون أسرة بن زقر في فقيدهم محمد
  • مغربي يظفر بالمركز الأول في أكبر مسابقة للقرآن الكريم في قطر
  • إذاعة وقناة القرآن تشاركان في معرض الجامعة القاسمية لـ «القراءات»
  • تدشين مسابقة محافظ الأحساء للقرآن الكريم
  • كيف عمل الشيخ الطاهر بن عاشور على عصرنة التعليم في تونس؟
  • بدعم من المملكة.. إقامة مسابقة تنزانيا الدولية للقرآن الكريم
  • هل الإيذاء من الأقارب يبيح قطيعة الرحم.. الإفتاء توضح
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟
  • الورداني يوضح حقيقة قراءة 'الزراط المستقيم' في الفاتحة ويكشف فائدتها
  • رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر ينعى الدكتور القس ثروت قادس