قال  الأستاذ الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن المنهجية العلمية لا تتوافر في المجموعات الإرهابية وأصحاب الفكر المتطرف، وهو ما رصدناه من خلال فتاوى وإصدارات هذه الجماعات، ورأينا أنها غائبة تمامًا عن هؤلاء، فليس لديهم تثبت، ولا إدراك للواقع ولا لمآلات ما يصدرونه من فتاوى.

جاء ذلك خلال لقائه الأسبوعي في برنامج نظرة مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد، مضيفًا فضيلته أنه بعد سقوط الإخوان ومع بداية ظهور تنظيم داعش الإرهابي الذي أرهب العالم وأجبر الناس على الهجرة من أماكنهم، استشعرنا هذا الخطر على الأمة فأنشأنا في 2014 مرصد "الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة".


وأشار فضيلة مفتي الجمهورية إلى أن هذا المرصد يسير على نهج الصحابي ابن عباس رضي الله عنهما في جداله وحواره مع الخوارج بالحجج والبراهين، وهو مرصد يعمل على مدار الساعة من خلال محاور ثلاثة؛ الأول: عملية رصدية لما يصدر من فتاوى تكفيرية وآراء متشددة، والثاني: تحليل هذا المرصود من خلال وحدة التحليل الموجودة في دار الإفتاء المصرية، والأمر الثالث: إصدار تقرير عن عملية الرصد. مشيرًا إلى أن المرصد أصدر أكثر من 700 تقرير حتى الآن كلها تعكس الخبرة التي اكتسبناها من خلال تحليل الأحداث والفتاوى.

أوضح فضيلته أن دار الإفتاء المصرية تعاملت مع الفتاوى التي تصدر من المتشددين في حق غير المسلمين بالرد والتحليل، مشيرًا إلى دراسة أجرتها الدار حول 5500 فتوى تحرض على نبذ الآخر، وترفض التعايش المشترك بين جناحي الوطن مسلمين ومسيحيين، وقد خلصت إلى أن 70% من أحكام هذه الفتاوى جاء بالتحريم، و20% بالكراهة و10% بالإباحة، مشيرًا إلى أن 90% من جملة أحكام هذه الفتاوى لا تبيح التعامل مع غير المسلمين، فمثل هذه الفتاوى تحصر التعامل معهم في دائرة الحرام والمكروه، وتضيِّق دائرة التعامل المباح مع غير المسلمين، بالخلاف لما جاءت به الشريعة الغراء وبالمغايرة لفعل وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، بل من يرى تبعات ونتائج هذه الفتاوى يدرك مدى وعي المصريين وحسن إدراكهم، فلم يلتفت المصريون إلى هذه الفتاوى المتطرفة في التعامل مع غير المسلمين.


وعن دعاوى الإخوان تجاه فضيلته والتي تروج بأنه يُملى عليه الفتاوى والآراء الفكرية قال: لم يحدث ولن يحدث؛ لأن القيادة السياسية لا تحتاج إلى ذلك، وأيضًا لأن المفتي يدرك تلقائيًّا الأمن الفكري، فرؤيته تتوافق مع الرؤية العامة للدولة، ولم يحدث مطلقًا وجود أي خلاف حول رؤى أي قيادة وطنية تبني وتعمر وتحرص على الاستقرار، فضلًا عن وجود استقلال فكري وديني للدار.

وشدد فضيلة المفتي على أن الدار تَرُدُّ على الأفكار لا على الأشخاص، مشيرًا إلى أن تطاول المسيئين من الجماعات المتطرفة على دار الإفتاء دليل على تهاوي أفكارهم المتطرفة ودليل على أن جهود الدار تؤثر فيهم.
واختتم فضيلته حواره بالثناء على جهود كل المفتين السابقين وعلماء الأزهر الكبار وعدم تفضيل أحد على الآخر، ولكن زكَّى فضيلته مواقف بعضهم تجاه بعض القضايا في عصرهم ووصف رؤيتهم بالمتطورة والشجاعة وفقًا لزمنهم كالشيخ المطيعي وموقفه من التلغراف، وكذلك الشيخ المراغي وموقفه من ترجمة معاني القرآن، وغيرهما.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غیر المسلمین مشیر ا إلى من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

"حكماء المسلمين" يعزز الوعي بقيم الأخوة الإنسانية النبيلة خلال رمضان

يعمل مجلس حكماء المسلمين، من خلال فعالياته المتنوعة في شهر رمضان المبارك، على تعزيز الوعي بالقيم الإنسانية النبيلة التي نصت عليها وثيقة الأخوة الإنسانية، ومنها التعاون والتضامن الإنساني والسلام والتعايش المشترك مع التركيز على أهميتها في حياة الإنسان ودورها في تعزيز السلام والوئام وبناء مجتمعات متماسكة ومترابطة.

وقدم أعضاء المجلس محاضرات متنوعة خلال الأسبوع الأول من رمضان وذلك ضمن برنامج "قيم إنسانية مع الحكماء"، ركزت على أهمية ترسيخ قيم السلام والعدل في المجتمعات وتعزيز التعايش بين بني البشر.
وأكد علي الأمين، عضو مجلس حكماء المسلمين، خلال البرنامج، أن الدين يتضمن مجموعة من القيم والمبادئ والأخلاق الأساسية التي يجب على جميع المؤمنين الالتزام بها، مشيرًا إلى أن من بين أهم هذه القيم هو قيمة السلام.
وقال إن السلام من القيم التي تشكل أساسا من الأسس التي يجب العمل على التمسك بها، بما يُسهم في تعزيز التواصل والترابط بين بني البشر جميعًا.

أهمية العدل 

من جانبه، استعرض الشيخ نور الدين خالق نظر، عضو مجلس حكماء المسلمين رئيس إدارة مسلمي أوزبكستان، خلال البرنامج قيمة "العدل" وأهميتها، موضحاً أن العدل قيمة إنسانية وإسلامية عظيمة، وقد أمرنا الله عز وجل بالعدل في جميع أحوالنا، فقد أرسل جميع الأنبياء، ونزلت الكتب السماويَّة لإقامة العدل.
وقال إن العدل أحد المبادئ الأساسية في الدين الإسلامي، فهو اسم من أسماء الله الحسنى، فهو المالك المطلق للعدل، وجميع أفعاله قائمة على العدل، لا يظلم أحداً، فهو جلَّ وعلا منزَّهٌ عن الظلم، يكلف عباده بما يطيقونَ، ولا يكلفهم بما فوق طاقتهم، ولا يحمل شخصًا ذنبَ غيره، ولا يعاقب أحدًا أكثر مما يستحق، ويعطي كل إنسان حقه دون نقصانٍ.
وأضاف أنه إذا تحلى العبد بصفة العدل وجعلها منهجًا في حياته، فلا يظلم أحدًا، ويعطي كل ذي حق حقه، يصبح محبوباً عند الله، فالعدل يجلب التقوى ويبارك الأعمال، مؤكداً أن العدل له مكانة مهمة في العلوم الشرعيّة، وخاصة في الفقه والحديث.
وتبث صفحات مجلس حكماء المسلمين خلال شهر رمضان المبارك 5 برامج رمضانية، هي "الإمام الطيب" و"أمة واحدة" و"قيم إنسانية مع الحكماء و"هلال التعايش" و"أخلاقنا"، وذلك في إطار إستراتيجية المجلس الهادفة لتوظيف المنصات كافة في نشر وتعزيز قيم الحوار والسلام والتسامح والتعايش الإنساني.

مقالات مشابهة

  • شرطة دبي تعتمد الرؤية الاستشرافية للمؤسسات العقابية والإصلاحية
  • شرطة دبي تعتمد رؤية المؤسسات العقابية
  • صدر حديثًا.. "البوكر العربية وزمن الرواية" للكاتب شوقى عبد الحميد
  • التعامل مع الصداع أثناء الصوم
  • خطيب هدى المفتى يتعرض للنصب.. تفاصيل الحلقة 9 من مسلسل 80 باكو
  • «حكماء المسلمين» يعزز الوعي بقيم الأخوة الإنسانية النبيلة
  • المفتي: على المسلمين المقيمين في أي دولة اتباع رؤية هلال رمضان وفقًا للجهات الرسمية
  • همومة: النفط أصبح غير قادر على تغطية النفقات العامة للدولة المتمثلة في المرتبات والميزانية التسييرية
  • حكماء المسلمين يعزز الوعي بقيم الأخوة الإنسانية النبيلة خلال رمضان
  • "حكماء المسلمين" يعزز الوعي بقيم الأخوة الإنسانية النبيلة خلال رمضان