موجة من الانقلابات تجتاح إفريقيا بعد انقلاب مالى فى 2020، وأعقبه غينيا فى 2021، ثم بوركينافاسو فى 2022، وفى يوليو 2023 انقلاب النيجر، وأغسطس انقلاب الجابون لم يكن هذا الانقلاب الاول من نوعه الذى يحدث فى الجمهورية الجابونية بل كانت هناك محاولة لم تحالفها الحظ عام 2019، ولكن هذه المرة حدث الانقلاب تماشيا مع الوضع القائم فى إفريقيا، حيث أعلنت مجموعة من ضباط الجيش استيلائهم على السلطة فى البلاد عقب انتهاء الانتخابات الرئاسية التى فاز بها الرئيس على بونجو بولاية جديدة، تلك الانتخابات التى اتهمتها المعارضة بالتزوير خاصة مع غياب المراقبين الدوليين وفرض حظر التجوال وقطع الانترنت، وقد أعلن المجلس العسكرى تعيين الجنرال أوليجى زعيما للمرحلة الانتقالية.
سلالة بونجو والتوريث
كثيرا ما اتهمت المعارضة سلالة بونجو بالتوريث والاستيلاء على السلطة واحتكارها لصالح عائلتهم، حيث أنهم قد حكموا الجابون لمدة نصف قرن منذ أن كانت مستعمرة فرنسية وحتى بعد الاستقلال، ويحكم الرئيس الحالى على بونجو منذ 14 عاما وقد قام بتعديل دستورى يسمح له بحكم البلاد بولايات جديدة، وعلى الرغم من عدم وجود قيود دستورية على عدد مرات الترشح إلا أنه تم رفض نتيجة الانتخابات التى تجعله يحكم لمدة خمس سنوات قادمة، مع اتهامات كثيرة بالتورط فى قضايا فساد ورشوة مع شركات أجنبية واتهامات بالخيانة العظمى لابن على بونجو، مما اسفر عن التحفظ على ابنه ووضعه هو تحت الاقامة الجبرية.
الجابون ــ خصوصية الأرض والشعب
الجمهورية الجابونية دولة تقع فى وسط إفريقيا، وتعد من أغنى الدول الإفريقية من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلى، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى عائدات النفط وقلة عدد السكان، ومع ذلك فإن ثلث السكان يعيشون فى فقر، وقد حققت الجابون نموا اقتصاديا فى العقد الماضى من خلال انتاج الماغنسيوم والنفط، فهى رابع أكبر منتج للنفط فى إفريقيا جنوب الصحراء، وعضو فاعل فى منظمة أوبك ولديها وفرة فى اليورانيوم والاخشاب، إلا أن حالة التدهور الاجتماعى التى يعيشها شعب الجابون جعلته متعطشا للتغيير، ولقد شاهدنا مظاهرات تأييد للانقلاب وقد بث التلفزيون الجابونى الرسمى احتفالات شعبية بالشوارع مؤيدة للانقلاب، متهمين بونجو بالتسبب فى تدهور متواصل للبلاد والاستيلاء على ثروات البلاد وتمديد هيمنة عائلية.
لماذا تتكرر الانقلابات فى إفريقيا
تعتبر الجابون الحالة 207 لسلسة الانقلابات فى إفريقيا، الناجحة منهم والفاشلة، منذ بدء استقلال الدول الإفريقية عن الاستعمار الاوروبى، ورغم ثراء القارة ومواردها الغنية إلا أن اكثر من 55% من سكانها يعيشون تحت خط الفقر، فالواقع الإفريقى واقع مأزوم على المستوى السياسى والاقتصادى يرى فيه المواطن الإفريقى نزوح موارده وثرواته لصالح المواطن الاوروبى، هذا إلى جانب التميز الديموجرافى للقارة الذى يلعب فيه الشباب الدور الأكبر وهو الفئة الطامحة للتغيير والتحول للحكم الرشيد، والوضع الجابونى لا ينفصل عن الوضع الإفريقى العام الذى يعانى فيه الشعب من الفقر وعدم الاستفادة من الثروات وانعدام البنية التحتية وعدم وجود أى تنمية ملموسة واستفادة دول اجنبية ونخب حاكمة من ثروات البلاد مما زاد حدة التوتر الداخلى فى الجابون.
والمشهد يزداد تعقيدا مع تسارع الاحداث الداخلية وربما تحدث مزيد من التظاهرات ومزيد من الحشد من قبل العسكريين لتوطيد أركان العملية الانقلابية مع وجود عدد كبير من المحفزات منها انقلاب النيجر الذى سبق انقلاب الجابون بـ35 يوما فقط، وتشابه كافة الدول التى حدث بها الانقلاب مؤخرا حيث أنها ناطقة بالفرنسية، وتعانى من استمرار ولاء النخبة الحاكمة للمستعمر الفرنسى، إلى جانب تشابه الظروف الاقتصادية والمعيشية وتدهور الاوضاع الامنية وانقسام المجتمع إلى قلة تتميز بالثراء الفاحش واغلبية تعيش فى فقر مدقع.
عضو مجلس النواب
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عضو مجلس النواب انقلاب مالي انقلاب النيجر فى إفریقیا
إقرأ أيضاً:
تحطيم صنم دولة الإستقلال
اليوم تمر علينا الذكرى (٦٩) لإستقلال السودان بعد أن أعلن ذلك في الجلسة رقم (٤٣) للدورة الثالثة من داخل البرلمان السيد عبدالرحمن دبكة نائب دائرة نيالا غرب وثناه السيد مشاور جمعة سهل نائب دائرة دار حامد غرب
لم تمر أيام على إعلان الإستقلال في العام ٥٥م حتى خرج إخوة في جنوب السودان محاربين الى ان انفصل الجنوب بعد أكثر من ٥٠عام
في الأثناء ثار إخوة في جبال النوبة وفي النيل الأزرق ودارفور وفي الشرق هذا غير عشرات الانقلابات العسكرية الناجحة والفاشلة من ذلك التاريخ وحتى اليوم !!
اليوم يخوض بعض من أحفاد أقطاب الاستقلال حربا بالتعاون مع كل مرتزقة الدنيا ضد اخوتهم في السودان وبشكل فاق كل الحروبات تشفيا وانتقاما طال الأرواح والأعراض والممتلكات معا
والسؤال ما الذي كنا نريده بإعلان ذلك الاستقلال ولماذا نتمسك بهذه الدولة *-الصنم-* حتى الآن ؟!
إن ذكرى ٦٩ من استقلال السودان مناسبة نحطم من خلالها صنم استقلال ٥٥م ونبني بحجارتها دولة جديدة على وطن يمتد من بورتسودان للجنينة ومن حلفا لجودة مع دعوة جوبا للعودة للسودان الجديد!!
نحتاج بناء دولة جديدة توقف قطار الحروب وزلزال الانقلابات وذلك بأخذ كل إقليم على أرض السودان حقه الكامل في السلطة والثروة مع بناء مركز (ديوان) يفتح للمناسبات العامة فقط !!
بكرى المدنى
إنضم لقناة النيلين على واتساب