من يظن أن «انتش واجرى» مجرد أغنية أصبحت ترندا لمجرد الصدفة فهو واهم، انتش واجرى دا أسلوب حياة ومنهج يسير عليه من يعيش فى زمننا هذا، لذلك أصبحت ترندا لأنها تعبر عن مرحلة يعيشها المجتمع الذى نعيش فيه اليوم، فإذا نظرت للعملية التعليمية القائمة اليوم ستجد انتش واجرى متمثلة فى تسريب امتحانات آخر العام رغم أنف المسؤولين عن العملية التعليمية، وبذلك النتش يستفيد كل جاهل متكاسل من هذا التسريب ويحصل على شهادة علمية لا يعرف عنها أى شىء وبحصوله غير المستحق على تلك الشهادة يصبح متعلما فى نظر العوام جاهلا فى وسط المتعلمين.
وكما يمارس الطالب النتش والجرى يمارسه أيضا المعلم عندما يعلن عن بدأ الدروس الخصوصية قبل موعد الدراسة بشهرين ويلزم الطالب بكتب خارجية ومذكرات ودفع ثمن الدرس مقدماً وبعد كل ذلك لا نجد نتيجة لائقة، كل ما نراه شقة وسيارة فارهة تملكهما المعلم هذا العام هذا بجانب الرصيد الذى ارتفع فى البنك نتيجة أنه نتش وجرى خارج أسوار المدرسة.
انتش واجرى إلى مجلس النواب ومجلس الشيوخ وذلك يحدث بعدما يسرق النائب أصوات السادة الناخبين الذين وثقوا به فى حين غفلة منهم، بعد أن يرتدى الجلباب البلدى الفضفاض ويقدم واجب العزاء ويشارك الأهالى الأفراح والليالى الملاح ويوهمهم أنه واحد منهم فينتخبوه، بعد ذلك يصبح نائبا فى البرلمان وهو لا يعرف الدستور من الجلابية الكستور.
انتش واجرى للأسف ظاهرة انتشرت فى جميع المجالات وفى جميع الشغلانات من شغلانة الوزير إلى شغلانة الغفير والسبب فى ظهورها هو أن المجتمع لم يعُد يُجهد نفسه ويفكر كى يسلك الطرق المشروعة، بقدر ما هو مشغول بالسؤال عن الطريق الذى إذا سلكه استطاع النتش والجرى دون أن يلحق به أحد، لا أُخفيكم سرا إن قلت لكم إن الحكومة ذات نفسها تمارس هذا النهج من النتش والجرى، تمارسه وهى تعلن عن أكثر من مسابقة لتعيين مدرسين وبعدما يدفع المتسابق دم قلبه فى استخراج شهادات وشراء طوابع واستخراج فيش وتشبيه وبعد ركوب مواصلات وشحن تليفونات وتغذية موارد خزانة الحكومة لا يجد إلا الهواء كى يمسكه بدلاً من أن يمسك وظيفة تحميه من الحاجة والسؤال، تمارسه وهى تُحصّل فواتير مُغالى فيها ليست بقدر القيمة التى تؤديها، تمارسه داخل إدارات المرور حيث شنطة الإسعافات والمثلث والذى منه، تمارسه فى فاتورة نت تنتهى فى منتصف الشهر والمفترض أنها تكفى المواطن لآخر الشهر وفقا للعقد الذى بينه وبين الشركة، انتش واجرى أسلوب حياة أصبحنا نمارسه جميعا كمجتمع بينتش ويجرى ولم يستطيع أحدا منا الامساك به وتوقيفه الى الان ليس لسرعته، بل لأننا ليس عندنا نية لوضع آليه لتوقيفه كى يتوقف النتش والجرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أصبحت اسلوب حياة تسريب امتحانات
إقرأ أيضاً:
عبدالعزيز النص.. «نشال» يقاوم الاحتلال في دراما رمضان 2025
«3 نشالين، وفتاة ليل، وضابط»، ما الذى قد يجمعهم معاً؟.. تجربة درامية مختلفة يقودها المخرج حسام على، الذى يعود بالجمهور إلى عالم لم يعهدوه على الشاشة الصغيرة، إلى عشرينات القرن الماضى، فى شوارع المحروسة، وتحديداً فى «العالم السفلى للمهمشين» من النشالين، ليُقدم لهم سيرة «عبدالعزيز النص»، النشال التائب، الذى قرّر أن يستغل مهارته وخفة يده الشديدة فى محاربة الاحتلال الإنجليزى، بمساعدة فرقة تضم تلميذه وصديقه، إلى جانب «فتاة ليل»، وضابط فى البوليس، لتنطلق المغامرات.
المسلسل مستوحى من كتاب «مذكرات نشال للمعلم عبدالعزيز النص»، الذى نُشر عام 1930، وأعاد الباحث أيمن عثمان نشره، بعد التدقيق فيه وإلحاقه بوثائق تاريخية عن فئة النشالين، نُشرت فى الصحف المصرية فى ذلك الوقت، بينما تولى الثلاثى شريف عبدالفتاح، وعبدالرحمن جاويش، ووجيه صبرى، العمل على التأليف والسيناريو والحوار، ويضم المسلسل فى بطولته مجموعة متنوعة من الفنانين، إلى جانب الفنان أحمد أمين، الذى يقدّم شخصية «النص»، من بينهم حمزة العيلى، الذى يؤدى دور صديقه «درويش»، وأسماء أبواليزيد، وصدقى صخر، فى شخصية «الصاغ علوى»، ودنيا سامى، التى تُجسّد شخصية «عائشة»، زوجة «النص»، بالإضافة إلى عبدالرحمن محمد، فى دور «زقزوق».
الكاتب وجيه صبري: قدّمنا شخصيات وخطوطاً درامية مختلفة عن كتاب «مذكرات نشال».. و«أمين» فنان ذكي صاحب عين فنية«عارفين ليه سمونى النص»؟، سؤال طرحه الفنان أحمد أمين فى البرومو الدعائى للمسلسل، فى محاولة لتشويق الجمهور الذى ينتظر الإجابة عن هذا السؤال من خلال الأحداث، التى تلقى الضوء على النشال المحترف عبدالعزيز النص، صاحب الموهبة الفريدة وخفة اليد فى النشل، مما جعله واحداً من أهم الأسماء فى عالم النشالين، تلك «الصنعة» التى استسقى أصولها، وأصبح من أهم معلميها، ولكن عندما يموت معلمه وصديقه، ويترك له نجله «زقزوق»، يضمه إلى فريقه، ويبدآن العمل معاً، ولكن تنقلب الحياة رأساً على عقب عندما يتعرّض نجل صديقه للإصابة فى إحدى المظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزى، ويتم القبض عليه، ليُقرر «النص» استهداف الأثرياء، نظراً لتعاونهم مع الإنجليز، ويصبح مطارَداً من قوات الاحتلال، بعدما دخل فى مواجهة مع ضابط إنجليزى تمكن من سرقة سلاحه.
تلاحق قوات الاحتلال «النص»، وعندما تفشل فى العثور عليه، تبدأ فى التنكيل بأهل الحارة التى يسكنها، ليبدأ مع مجموعة مختارة، تضم أصدقاءه من النشالين، من بينهم فتاة ليل، قامت بسرقته، فى تكوين جماعة تستهدف القيام بعمليات ضد ضباط الاحتلال، وينضم إليهم أيضاً «الصاغ علوى»، ليذيع صيتهم وسط جماعات المقاومة الشعبية، بينما تحاول قوات الاحتلال التخلص منهم تماماً، وعلى الجانب الآخر، يضع «النص» ورفاقه خطة من أجل إﻓـﺴﺎد اﻟﺤﻔﻞ اﻟﺴﻨﻮى، اﻟﺬى من المقرّر أن يحضره اﻟﻤﻠﻚ ﺟﻮرج اﻟﺨﺎﻣﺲ، وﻗﺎﺋﺪ الأﺳﻄﻮل اﻹﻧﺠﻠﯿﺰى، والمعتمد اﻟﺴﺎمى البريطانى، فهل سينجحون فى ذلك؟
الكاتب وجيه صبرى، الذى شارك فى كتابة مسلسل «النص»، قال إن العمل مختلف تماماً عن كتاب «مذكرات نشال»، فالعمل به روح الكتاب والعصر، ولكن تم إضافة شخصيات وأحداثاً أخرى لم ترد فى المذكرات. وأوضح أن «العمل الدرامى مختلف تماماً عن الكتاب، فطريقة عملنا كانت كما هى لو عملنا على مسلسل غير مأخوذ عن أصل أدبى، التناول الدرامى يكون مختلفاً، والإخلاص أولاً يكون لخدمة القصة التى نُقدّمها فى القالب الدرامى، أكثر من الالتزام بالنص الأدبى أو القصصى». وأضاف: «جمعتنا جلسات عمل، للوقوف على الخطوط الرئيسية، والشخصيات التى سوف يتضمّنها العمل بينى وبين عبدالرحمن جاويش وشريف عبدالفتاح، ولو أنا أو أى حد من الكتاب طرح فكرة، نتناقش حولها، نرى كيف يمكن تطويرها، أو تطوير الشخصيات، وعندما نقترح شخصية نُفكر كيف ستفيد الأحداث؟».
كما أن وجود 3 كتاب يعملون عن تأليف مسلسل «النص» عمل على توفير مساحة أوسع لمجموعة أكبر من الأفكار التى تفيد العمل الفنى، حسب تصريحات «صبرى»، الذى تحدّث لـ«الوطن» قائلاً: «لا بد أن تكون هناك مساحة من التوافق فى الأفكار، حتى نستطيع العمل معاً، وهو أمر متحقّق بالفعل، ولا ينفى ذلك حدوث اختلافات فنية معتادة، والتى أجدها فى صالح العمل، حيث نتفق فى النهاية على أفضل صيغة تخدم الدراما».
مسلسل «النص» ليس العمل الأول الذى يجمع الكاتبين وجيه صبرى وشريف عبدالفتاح، حيث سبق أن عملا معاً مع الفنان أحمد أمين، فى برنامج «بلاتوه»، وهو ما سهّل مهمتهما فى تقديم عمل إبداعى مميز، بسبب التوافق السابق بينهما، وقال فى هذا الصدد: «معرفتى السابقة بالفنان أحمد أمين ساعدتنى فى وجود مساحة من التفاهم المشترك، وذلك بجانب كونه فناناً ذكياً يستطيع أن يخرج أفضل ما فى الأشخاص الذين يعملون معه، ولديه عين فنية جيدة، فهو ليس ممثلاً فقط، ولكن وجود خلفية سابقة لديه فى الكتابة يجعله أحياناً يقوم بدور المشرف على الكتابة، ليس بالمعنى التقليدى، ولكنه يقود الأفكار إلى أحسن طريق، كما أنه مريح فى التعامل معه».