من أعلام بلاغة شعر العامية
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
وكان أحمد رامى كغيره من كتاب الأغنية المشاهير ككامل الشناوى وغيره ـ بارزا فى كتابة الأغنية العامية، إلى جانب بروزه فى كتابة الأغنية الفصيحة التى كانت سببا كبيرا فى شهرته الأدبية، والتى ترجع، فى جذورها، إلى أبيه الذى كان عاشقا للموسيقى والغناء، وصديقا لمغنّى العصر الشيخ أبو العلا محمد، فنشأ رامى فى منزل ملتقى لأصدقاء الموسيقى والغناء للوالد والابن من بعده، ومن هنا شق رامى طريقه فى الإبداع الغنائى الذى نال فيه شهرة فائقة.
ورأينا إبداعات: أحمد فؤاد نجم، وصلاح جاهين، والأبنودى، وحجاب، وعبدالفتاح الشرقاوى، وأحمد فؤاد حداد، وقد كتب صلاح عيسى عنه مقالا عنوانه أحمد فؤاد نجم شاعر تكدير الأمن العام، مجلة فصول، العددان 85، و86، ربيع ـ صيف 2012/ 2013 ص 417ـ434، حيث كان التوتر فى النصف الأول من السبعينيات، وحيث كان الشيخ إمام يغنى كلمات الشاعر أحمد فؤاد حداد (المولود عام 1929)، والمودع فى ملجأ للأيتام بالزقازيق بعد فقد أبويه، وليعمل سنـّيدا مع زكريا أحمد بعض الوقت، وليمضى حقبة من عمره فى السجن عام 1962، ومن منتصف عام 1968 حتى منتصف 1971، وذلك بسبب جرأة النقد فى شعره منذ نكسة يونيو 1967، حيث اعتكف حزينا ليخرج بقصيدته البلاغ رقم واحد، لحنها صديقه الشيخ إمام عيسى.
وتوالت بلاغاته الشعرية، ليذيع صيته الشعرى، فى شهرة فائقة، حتى شارك نجوم الغناء والطرب المصريين فألقى قصائده على مسرح الأولمبياد فى باريس عام 1985، وليقوم بجولة فى بعض البلاد العربية، وليقيم بالجزائر حينا.
وقد نشر المجلس الأعلى للفنون الآداب ديوانه الأول من الحياة والسجن، ثم قام بنشر ديوانه الثانى، الذى لم ينجح، وكان عن الأهلى والزمالك، فالثالث عن كرة القدم، لنجد أنفسنا أمام شاعر غاص فى أعماق المجتمع، وقضايا الوطن، بجرأة وجسارة على نحو يفوق ما قام به الفن القصصى إزاء تصوير المجتمع وقضاياه، وذلك مع كوكبة لا تقل عنه قدرًا من شعراء العامية العظماء فى محافظات مصر، لا القاهرة فحسب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المشاهير احمد فؤاد نجم أحمد فؤاد
إقرأ أيضاً:
من السلطنة إلى المملكة.. كيف غيّر الملك فؤاد الأول نظام الحكم في مصر؟
شهدت مصر في 15 مارس 1922 تغييرًا سياسيًا بارزًا حينما أعلن الملك فؤاد الأول تحويل نظام الحكم من سلطنة إلى مملكة، ليصبح أول ملك لمصر الحديثة.
جاء هذا التحول بعد أسابيع من صدور تصريح 28 فبراير 1922، الذي أعلنت فيه بريطانيا إنهاء الحماية عن مصر مع الاحتفاظ بعدة تحفظات تضمن استمرار نفوذها.
خلفية تاريخية: من السلطنة إلى المملكةقبل إعلان المملكة، كانت مصر تحمل لقب “السلطنة”، وهو اللقب الذي اتخذه السلطان حسين كامل عام 1914 بعد فرض الحماية البريطانية على البلاد إثر اندلاع الحرب العالمية الأولى وعزل الخديوي عباس حلمي الثاني.
وبعد وفاة حسين كامل، تولى السلطان فؤاد الحكم عام 1917، في ظل استمرار النفوذ البريطاني، ومع إعلان بريطانيا استقلال مصر المشروط في 28 فبراير 1922، رأى الملك فؤاد الفرصة سانحة لإعادة تشكيل النظام السياسي ومنح حكمه طابعًا ملكيًا يعزز مكانته ويمنحه اعترافًا دوليًا أوسع.
أسباب التغيير وأهدافهسعى الملك فؤاد من خلال هذا التغيير إلى تحقيق عدة أهداف سياسية ودبلوماسية، فقد كان يطمح إلى ترسيخ سلطته من خلال منح نفسه لقب “ملك”، وهو لقب يمنحه هيبة سياسية أكبر مقارنة بلقب “سلطان”، خاصة أن النظام الملكي كان أكثر قبولًا في الساحة الدولية.
كما كان التغيير محاولة لإضفاء طابع الاستقلال على النظام المصري، رغم استمرار النفوذ البريطاني في العديد من الجوانب، مثل السيطرة على الجيش وقناة السويس، ومن ناحية أخرى، كان الملك فؤاد يسعى إلى الحد من نفوذ الحركة الوطنية بزعامة سعد زغلول وحزب الوفد، من خلال فرض نظام ملكي يمنحه صلاحيات واسعة تمكنه من إحكام قبضته على الحكم.
إعلان المملكة المصرية ودستور 1923في 15 مارس 1922، أعلن الملك فؤاد الأول رسميًا تغيير لقب مصر من “سلطنة” إلى “مملكة”، ليصبح أول “ملك” لمصر الحديثة.
وعلى الرغم من أن هذا الإعلان كان خطوة نحو الاستقلال الشكلي، إلا أنه لم يغير كثيرًا في واقع النفوذ البريطاني داخل البلاد. وفي العام التالي، صدر دستور 1923، الذي منح الملك سلطات واسعة، لكنه أرسى أيضًا نظامًا ملكيًا دستوريًا يسمح بوجود برلمان منتخب.
وقد أدى ذلك إلى صراع مستمر بين القصر الملكي والحركة الوطنية، حيث سعى الوفد إلى تقييد صلاحيات الملك وإرساء نظام ديمقراطي حقيقي، بينما حاول فؤاد الحفاظ على سلطته المطلقة.
تداعيات التحول الملكي على السياسة المصريةرغم أن إعلان المملكة المصرية منح البلاد هوية سياسية أكثر استقلالًا، إلا أن التحفظات البريطانية على تصريح 28 فبراير ظلت تعيق أي استقلال فعلي.
استمر التدخل البريطاني في شؤون الحكم، خاصة فيما يتعلق بالجيش والسياسة الخارجية، كما زادت حدة الصراع بين القصر الملكي والحركة الوطنية، مما أدى إلى أزمات سياسية متكررة، كان أبرزها حل البرلمان عدة مرات، وفرض الملك فؤاد قيودًا على الحياة السياسية