بوابة الوفد:
2024-11-22@05:54:31 GMT

نظام  قديم يختفى.. نظام جديد يولد

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

ستظل قمة البريكس التى انعقدت فى جوهانسبرج بجنوب أفريقيا فى الذاكرة، باعتبارها نقطة تحول فى التاريخ الحديث، بانضمام ست دول كبيرة إلى الأعضاء الخمسة الحاليين. ترغب بضع عشرات من الدول فى الاشتراك، لكن شعبية النادى ليست علامة على أن هناك كتلة مناهضة للغرب تتجمع، حيث تضم «بريكس 11» حليفتين للولايات المتحدة: المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وبدلا من ذلك، يبدو الطلب على عضوية البريكس أشبه بالتعبير عن القلق إزاء الطريقة التى تنمو بها الفوضى العالمية.

ومع تزايد انقسام العالم، تؤكد البلدان النامية على الاعتماد على الذات وتبحث عن تحالفات جديدة لإبقاء خياراتها مفتوحة. ما يوحد دول البريكس 11 هو نظرتها للجغرافيا السياسية. منذ الغزو الروسى لأوكرانيا، تعزز التحالف عبر الأطلنطى، وتقاربت موسكو وبكين. يرى أعضاء البريكس أن العالم يتحرك نحو عقلية الحرب الباردة بين تحالف من الديمقراطيات بقيادة الولايات المتحدة ومجموعة منافسة من الأنظمة. وهذا ليس بالأمر الذى يرغب فيه القادة فى العديد من الدول ذات الترتيب المتوسط. قليلون قد يرحبون بوضع يقيد حريتهم فى العمل السياسى والاقتصادى، كما حدث خلال عقود من التنافس السوفييتى الأمريكى.

وتقدر البلدان النامية القدرة على المساومة للحصول على صفقات أفضل فى مجالات التجارة والتكنولوجيا والأسلحة. لا شك أن دولًا مثل الأرجنتين وإيران ترى فى عضوية البريكس وسيلة للوصول إلى الاستثمارات الصينية. وكان بين أعضاء النادى الأصليين أمران مشتركان: كان اقتصادهم ضخماً ويتمتع بمعدلات نمو محتملة عالية. إن إضافة جنوب إفريقيا فى عام 2010 يشير إلى أن النادى كان مهتمًا بإعادة صياغة هياكل السلطة فى النظام الدولى. لكن الولايات المتحدة وحدها كان لديها نفس الناتج المحلى الإجمالى الاسمى الذى حققته دول البريكس فى عام 2022. وربما كان الإنجاز الأكثر وضوحا الذى حققته دول البريكس هو بنك التنمية الجديد؛ وهى المؤسسة التى وافقت على ما يقرب من 33 مليار دولار من القروض بشكل رئيسى لمشاريع البنية التحتية منذ عام 2015.

ولأن مجموعة البريكس تعمل على أساس الإجماع، فإن إعلان جوهانسبرج المكون من 26 صفحة يشكل انتصاراً للصياغة وليس الدبلوماسية. فعندما يتفق أعضاء البريكس، على سبيل المثال بشأن سوريا وليبيا، فإنهم يصدرون بيانا جماعيا، وعندما تكون لديهم مواقف متباينة ــ كما هو الحال بشأن أوكرانيا ــ فإنهم لا يفعلون ذلك. إن التوصل إلى اتفاق على عملة مشتركة عبر مثل هذه المجموعة المتنوعة من شأنه أن يقزم نوع المشاكل التى تمت مواجهتها حتى الآن.. المهرجان الدولى الكبير التالى هو الاجتماع السنوى لقمة مجموعة العشرين، المجموعة التى تضم معظم الاقتصادات الكبرى فى العالم، ستنعقد فى الهند فى سبتمبر. وكما هو الحال مع اجتماع البريكس، لن يحضر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين قمة مجموعة العشرين، على الرغم من أنه خاطب زعماء البريكس عبر رابط فيديو.

فى العام الماضى، ترأست إندونيسيا مجموعة العشرين وزعمت بنجاح أن الأمن الغذائى العالمى يقع ضمن اختصاص القمة، مما فتح الباب أمام إدانة الأعمال العدائية الروسية. وقد وُصِف بوتين بأنه «رسول الثأر». ومن خلال تمسكه بموقفه، ربما لوَّحت إندونيسيا ودعيت لعضوية البريكس هذا العام. ولا تزال الصين وروسيا تحاولان عرقلة إدانة مجموعة العشرين لغزو أوكرانيا. إن النظام القديم يختفى، ونظام جديد يكافح من أجل أن يولد. هذه العملية ستعنى أن بوتين سيكون قادراً على السيطرة على قمة البريكس المقبلة؛ لأنه سيكون مضيفها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى محمود جنوب أفريقيا التاريخ الحديث الدول مجموعة العشرین

إقرأ أيضاً:

بمشاركة السيسي.. ختام قمة العشرين بالبرازيل وتسلم جنوب أفريقيا الرئاسة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تسلم سيريل رامافوزا رئيس جنوب إفريقيا رئاسة مجموعة العشرين من البرازيل وذلك في ختام قمة مجموعة العشرين.

وشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في جلسة العمل الثالثة حول تحول الطاقة والتنمية المستدامة، كما شارك في ختام فعاليات القمة.

والتقط قادة قمة العشرين الصور التذكارية في اليوم الختامي للقمة.

وقد شهدت القمة أمس انعقاد جلستي عمل حول "الشمول الاجتماعي ومكافحة الفقر والجوع"، و"إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية".

والقي الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة مصر في الجلسة الأولي في قمة مجموعة العشرين، التي تناولت الجهود المصرية للتنمية، والتحديات التي تواجه الدول النامية في جهودها لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، خاصةً في ظل التقلبات الدولية الجارية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، ورؤية مصر بشأن أولوية التكاتف وتعزيز التعاون لمواجهة تلك التحديات.

كما القى الرئيس الضوء على الأوضاع الإقليمية، والأزمة التي تواجه المنطقة في ظل ما تشهده من عدم استقرار مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في فلسطين ولبنان، والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في الشرق الأوسط.

كما أجرى الرئيس السيسي لقاءات جانبية مع عدد من قادة وزعماء العالم من بينهم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وأمين عام الأمم المتحدة "أنطونيو جوتيريش"، والرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، ورئيس وزراء المملكة المتحدة "كير ستارمر"، ورئيس الوزراء الإسباني "بيدرو سانشيز"، والمستشار الألماني "أولاف شولتز"، ورئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي "أورسولا فون ديرلاين"، ورئيس المجلس الأوروبي "شارل ميشيل"، ومدير عام صندوق النقد الدولي "كريستالينا جورجييفا"، حيث تمت مناقشة مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
 

مقالات مشابهة

  • أمين عام الجامعة العربية: سعداء بالمشاركة الاولي لمنظمتنا فى أعمال قمة مجموعة العشرين
  • مجموعة العشرين: قلق عميق إزاء الوضع الإنساني في غزة ولبنان
  • «كوب 29» يبني على بيان «العشرين»
  • أبو الغيط: سعداء بالمشاركة الاولي لمنظمتنا فى أعمال قمة مجموعة العشرين
  • بمشاركة السيسي.. ختام قمة العشرين بالبرازيل وتسلم جنوب أفريقيا الرئاسة
  • لافروف: دول البريكس تكتسب نفوذا داخل مجموعة العشرين
  • مجموعة العشرين تدعو لفرض ضريبة عالمية مستقبلية على المليارديرات
  • مجموعة العشرين تدعو لفرض ضريبة عالمية على المليارديرات
  • بمشاركة الرئيس السيسي.. اليوم ختام قمة مجموعة العشرين في البرازيل
  • قمة مجموعة العشرين تصدر بيانها الختامي في ريو دي جانيرو