بوابة الوفد:
2024-11-17@22:14:59 GMT

إنها القلوب الرحبة والضمائر الحية

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

لا ريب عزيزى القارئ أن نفوس الناس تختلف فى سعتها وضيقها كما تختلف بيوتهم، فبعضها يفيض بغرف متسعة، وأخرى ليس بها إلا غرف ضيقة، ومن الناس من تضيق نفسه لثقب إبرة، ومنهم من تتسع حتى تحتضن الدنيا بأسرها، وتولد النفس ضيقة فيزودها الإحساس بالتجارب وينال التهذيب منها كل توسيع وعمق، ويضفى عليها مشاعر الإيمان من أنوار الرجاء ما يفتح مغالقها، وينير ظلماتها، ويوسع رقعتها، ومن ضروب توسيع النفس ويقظة الضمير الاتصال بنفس كبيرة، والأخذ بتعاليمها، والتناغم مع حياتها، وما أكثر ما اتسعت النفس واستيقظ الضمير عند أهل الخير ، وما أروع النور الذى يسقط على صاحب الضمير المظلم فيبهره بلمعانه ويجدد حياته ويضفى عليه هالة من النورانية القدسية التى توقظ ضميره وتوسع نفسه، ولا شك أن فى يقظة الضمير سعادة كبرى، واستجابة إلى نداءات سماوية عالية، والاستمتاع بقيم رفيعة فى الحياة.

 

وعليه، فإن قلوب الجهّال تستشعر بُعد مراقبة الله، ولذلك تقع منهم المعاصى، إذ لو تحقّقت مراقبتهم للحاضر النّاظر لكفّوا الأكفّ عن الخطايا، والمتيقّظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفتهم عن الانبساط..  وفى هذا السياق لا أنسى ما كتبه الكاتب والناقد الفنى الرائع الراحل رجاء النقاش، حول ما جاء على لسان الكاتب الكبير يحيى حقى فى حوار إذاعى طويل أجراه معه المذيع المثقف عادل النادى بتاريخ ‏25‏ إبريل سنة ‏1991م،‏ أى قبل رحيله عنا بعام واحد وثمانية شهور (توفى فى 10 ديسمبر سنه‏1992م )،‏ والذى نشرته مجلة «الإذاعة والتليفزيون» فى عدة حلقات بعد ذلك.

وفى هذا الحديث قال يحيى حقى عن نفسه‏:‏ إننى الآن عندما أعيد قراءة مقاطع مما كتبته فى «قنديل أم هاشم» أقول إننى كنت قليل الأدب وكنت بذيئًا لأننى شتمت الشعب المصرى شتائم فظيعة جدًا‏، وأنا شديد الخجل بسبب ذلك،‏ فعندما أقول عن الشعب إن بوله فيه دم وديدان أى أنه مصاب بالبلهارسيا والإنكلستوما أو أقول عن الناس إنهم يسيرون كالقطيع،‏ فليس فيهم من يسأل أو يثور‏...‏ فى مثل هذا الكلام بذاءة شديدة ولابد من الاعتذار عنها‏. ذلك ما قاله يحيى حقى بلسانه عن نفسه‏.‏

إنه الضمير اليقظ والخلق الطيب من جانب كاتب كبير يُحاسبه ويوقظ فيه نبض الإحساس بوقع الكلمات وتبعات أثرها فيتراجع ويعتذر لكل الدنيا بصراحة ونقاء سريرة.. «هكذا علق الرائع «النقاش» على موقف وتصريحات  «يحيى حقى».

لا شك، تتفاوت مدى صحوة يقظة ضمائر الناس عند مواقع الاختبار والاحتكاك، وفيما أنعم عليهم الله من ملكات روحية وإيمانية، فالبعض تاهت ضمائرهم وفقدوا ظل وجودهم، فى حين أن البعض الآخر يتألق فيه الضمير ويتيقظ لدرجة الإحساس الدقيق، وكلا الأمرين خطر على الحياة الإنسانية، لأنه فى الحالة الأولى يستهدف صاحب الضمير المتحجر إلى القساوة والشر والتجرد عن المزايا البشرية، وفى الحالة الثانية يتعرض صاحب المزاج الرقيق إلى مؤثرات تقلق راحته وتسلب سكينة عيشه، وخير منهج هو طريق وسط بين الطرفين، فيناط بالضمير أن يرعى الإنسان حق غيره وأن يحسن ولا يسيء، فتبلغ نفس الفرد قصارى ما تبلغه نفس طيبة من رعاية حقوق الناس ومن تكلف بعمل الخير وتجاوز مهالك الشرور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية الشعب المصرى

إقرأ أيضاً:

”وقاء“ يوطّن إنتاج الكائنات الحية النافعة لتعزيز الريادة الزراعية

كشف المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها ”وقاء“ عن مساعيه لترسيخ مكانة المملكة كنموذج عالمي رائد في القطاع الزراعي، من خلال تعزيز التنوع البيولوجي وحماية البيئة عبر توطين إنتاج الكائنات الحية النافعة.
وأكد ”وقاء“ لـ ”اليوم“، امتلاكه حلولاً مبتكرة وفعّالة قيد التطوير المستمر لتوطين إنتاج هذه الكائنات، بهدف تحقيق مستويات متقدمة في مكافحة الآفات الزراعية.
أخبار متعلقة القوات الجوية تختتم مشاركتها في معرض البحرين للطيرانجدة.. مؤتمر مقاومة مضادات الميكروبات يناقش تمويل المبادرات المستدامة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ”وقاء“ يوطّن إنتاج الكائنات الحية النافعة لتعزيز الريادة الزراعيةإنتاج الكائنات الحية النافعةوأوضح المركز أن استراتيجيته في إنتاج الكائنات الحية النافعة والنحل الطنان، تركز على تطوير أساليب المكافحة الحيوية، والمشاركة في وضع خطط وبرامج الإدارة المتكاملة للآفات، إلى جانب تطوير أساليب إنتاج النحل الطنان لرفع كفاءة الإنتاج الزراعي.
وأضاف ”وقاء“ أنه يعمل على حصر وتصنيف الكائنات الحية النافعة المحلية «مفترسات - متطفلات - كائنات حية دقيقة»، ومراقبة وتتبع هذه الكائنات وتحليل مخاطرها، بالإضافة إلى ترخيص مختبرات ومراكز إنتاجها وإصدار تصاريح الاستيراد والتصدير.
وشدد المركز على أهمية تقديم الدعم الفني لتأهيل ومراقبة الكائنات الحية النافعة والنحل الطنان، وإنشاء قاعدة بيانات متخصصة وتحديثها باستمرار، فضلاً عن متابعة المستجدات في مجال المكافحة الحيوية وإنتاج النحل الطنان، واقترح برامج تدريبية في هذا المجال بالتعاون مع الجهات المختصة.

مقالات مشابهة

  • أحمد يحيى يكتب: 10 أعوام جريدة البوابة.. أصبح الإرهاب لا وجود له في مصر
  • طارق يحيى يوجه رسالة لمنتقدي حسام حسن
  • قرار بحظر استيراد الطيور الحية من 5 دول
  • شجاع مسقط يحصد لقب كأس العيد الوطني للخيل بمضمار الرحبة
  • حظر استيراد الطيور الحية من 5 دول
  • ليست 54 سنة.. إنها قرون طويلة جدا
  • عمرو محمود ياسين يشيد بفيلم «وين صرنا» لـ درة: قدر يلمس القلوب
  • ”وقاء“ يوطّن إنتاج الكائنات الحية النافعة لتعزيز الريادة الزراعية
  • الباحث على سالم بن يحيى يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة المنصورة بمصر
  • نور القلوب: كيف تفتح الواردات الإلهية والذكر أبواب الحق في حياتنا؟