بوابة الوفد:
2024-12-18@12:11:01 GMT

إنها القلوب الرحبة والضمائر الحية

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

لا ريب عزيزى القارئ أن نفوس الناس تختلف فى سعتها وضيقها كما تختلف بيوتهم، فبعضها يفيض بغرف متسعة، وأخرى ليس بها إلا غرف ضيقة، ومن الناس من تضيق نفسه لثقب إبرة، ومنهم من تتسع حتى تحتضن الدنيا بأسرها، وتولد النفس ضيقة فيزودها الإحساس بالتجارب وينال التهذيب منها كل توسيع وعمق، ويضفى عليها مشاعر الإيمان من أنوار الرجاء ما يفتح مغالقها، وينير ظلماتها، ويوسع رقعتها، ومن ضروب توسيع النفس ويقظة الضمير الاتصال بنفس كبيرة، والأخذ بتعاليمها، والتناغم مع حياتها، وما أكثر ما اتسعت النفس واستيقظ الضمير عند أهل الخير ، وما أروع النور الذى يسقط على صاحب الضمير المظلم فيبهره بلمعانه ويجدد حياته ويضفى عليه هالة من النورانية القدسية التى توقظ ضميره وتوسع نفسه، ولا شك أن فى يقظة الضمير سعادة كبرى، واستجابة إلى نداءات سماوية عالية، والاستمتاع بقيم رفيعة فى الحياة.

 

وعليه، فإن قلوب الجهّال تستشعر بُعد مراقبة الله، ولذلك تقع منهم المعاصى، إذ لو تحقّقت مراقبتهم للحاضر النّاظر لكفّوا الأكفّ عن الخطايا، والمتيقّظون علموا قربه فحضرتهم المراقبة، وكفتهم عن الانبساط..  وفى هذا السياق لا أنسى ما كتبه الكاتب والناقد الفنى الرائع الراحل رجاء النقاش، حول ما جاء على لسان الكاتب الكبير يحيى حقى فى حوار إذاعى طويل أجراه معه المذيع المثقف عادل النادى بتاريخ ‏25‏ إبريل سنة ‏1991م،‏ أى قبل رحيله عنا بعام واحد وثمانية شهور (توفى فى 10 ديسمبر سنه‏1992م )،‏ والذى نشرته مجلة «الإذاعة والتليفزيون» فى عدة حلقات بعد ذلك.

وفى هذا الحديث قال يحيى حقى عن نفسه‏:‏ إننى الآن عندما أعيد قراءة مقاطع مما كتبته فى «قنديل أم هاشم» أقول إننى كنت قليل الأدب وكنت بذيئًا لأننى شتمت الشعب المصرى شتائم فظيعة جدًا‏، وأنا شديد الخجل بسبب ذلك،‏ فعندما أقول عن الشعب إن بوله فيه دم وديدان أى أنه مصاب بالبلهارسيا والإنكلستوما أو أقول عن الناس إنهم يسيرون كالقطيع،‏ فليس فيهم من يسأل أو يثور‏...‏ فى مثل هذا الكلام بذاءة شديدة ولابد من الاعتذار عنها‏. ذلك ما قاله يحيى حقى بلسانه عن نفسه‏.‏

إنه الضمير اليقظ والخلق الطيب من جانب كاتب كبير يُحاسبه ويوقظ فيه نبض الإحساس بوقع الكلمات وتبعات أثرها فيتراجع ويعتذر لكل الدنيا بصراحة ونقاء سريرة.. «هكذا علق الرائع «النقاش» على موقف وتصريحات  «يحيى حقى».

لا شك، تتفاوت مدى صحوة يقظة ضمائر الناس عند مواقع الاختبار والاحتكاك، وفيما أنعم عليهم الله من ملكات روحية وإيمانية، فالبعض تاهت ضمائرهم وفقدوا ظل وجودهم، فى حين أن البعض الآخر يتألق فيه الضمير ويتيقظ لدرجة الإحساس الدقيق، وكلا الأمرين خطر على الحياة الإنسانية، لأنه فى الحالة الأولى يستهدف صاحب الضمير المتحجر إلى القساوة والشر والتجرد عن المزايا البشرية، وفى الحالة الثانية يتعرض صاحب المزاج الرقيق إلى مؤثرات تقلق راحته وتسلب سكينة عيشه، وخير منهج هو طريق وسط بين الطرفين، فيناط بالضمير أن يرعى الإنسان حق غيره وأن يحسن ولا يسيء، فتبلغ نفس الفرد قصارى ما تبلغه نفس طيبة من رعاية حقوق الناس ومن تكلف بعمل الخير وتجاوز مهالك الشرور.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رؤية الشعب المصرى

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عيسى: "لحم كتاف نتنياهو من يحيى السنوار.. يتجول بسوريا نتيجة بركات الجولاني"

قال الإعلامي إبراهيم عيسى، مقدم برنامج "حديث القاهرة"، :"لحم كتاف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من يحيى السنوار.. نتنياهو ووزير الدفاع ورئيس الأركان يتجولون في الأرض السورية في المنطقة العازلة بعد احتلالها بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد".

 

وأوضح "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المٌذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، اليوم الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي يؤكد أنه يستعد لمكوث طويل الأمد في الأراضي السورية وأن وجود القوات الإسرائيلية على جبل الشيخ في سوريا يعزز الأمن له ويوفر قدرة على المراقبة والرد تجاه حزب الله اللبناني والمتمردين في دمشق.

 

وأضاف :"ما يحدث هومشهد غرائبي سيطرة الإرهابيين على سوريا بالخيانة التركية ومع ذلك الدول العربية تشاهد الحدث من بعيد لا تتدخل ولا ترفض ولا تشترط، موضحًا أن التصريحات أصبحت تتوثل للإرهابيين بأن يعطفوا على الشعب السوري، مشهد عجز الشعب السوري والدول العربية على الوقوف أمام الإرهابيين في سوريا، لم يكن هناك وزارة خارجية واحدة أدانت تسليح الجيش السوري".

 

وتابع : "علامات استفهام حول الموقف العربي بشأن الحديث عن دستور جديد في سوريا"، موضحًا أن نتنياهو يتجول في سوريا نتيجة بركات الجولاني.

مقالات مشابهة

  • بن يحيى: “كل الإمكانيات متاحة للنجاح في المولوية”
  • إبراهيم عيسى: "لحم كتاف نتنياهو من يحيى السنوار.. يتجول بسوريا نتيجة بركات الجولاني"
  • وزير الأوقاف: افتتاح الكُتَّاب بداية لاجتماع القلوب على الخير والحب والوفاء
  • سعود الحوسني يكتب: أدبنا العربي مرآة هويتنا وذاكرتنا الحية
  • خالد بن يحيى مدربا جديدا لمولودية الجزائر خلفا لبوميل
  • بأسعار مخفضة لمواجهة الغلاء.. مديرية الزراعة بالغردقة تطلق مبادرة لتوفير الطيور الحية
  • القوة “الصاروخية” اليمنية تنفذ حكم الضمير الإنساني
  • المولودية تتفق مع مدربها السابق التونسي بن يحيى
  • دراسة صادمة: ثلث الكائنات الحية مهددة بالانقراض قبل عام 2100
  • الفنانة إنعام سالوسة.. وصيفة كل الملكات وسيدة القلوب