بحضور صوفية العالم | ننشر توصيات ملتقى التصوف بإندونيسيا
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
عقد المجلس الصوفي العالمي بدولة إندونيسيا مؤتمره الرابع في مدينة بكالونغان -جاوى الوسطى - وتحت عنوان (العمل الصوفي المعاصر في عالم متجدد ) وعلى مدار ثلاثة ايام.
شهد اليوم الجمعة انتهاء الفعاليات، وتوالى العلماء والباحثون على القاء المحاضرات، وكان من أبرز المشاركين من مصر الدكتور عبدالهادي القصبي رئيس المجلس الاعلي للصوفية، والدكتور أسامة الازهري ، والدكتور يسري جبر من علماء الازهر ووكيل الطريقة الصديقية الشاذلية، والشيخ جابر بغدادي الداعية الاسلامية ووكيل الطريقة الجودية الخلوتية.
وأوضح المجلس الصوفي العالمي بإندونيسيا في بيان له، إنه بدعوة كريمة من رئيس المجلس الصوفي العالمي الشيخ محمد لطفي بن يحيى بن علي، تم تنظيم فعاليات المنتدي الصوفي العالمي بالعاصمة جاكرتا بحضور ورعاية رئيس جمهورية اندونيسيا الرئيس جوكو ويدودي وبدعم ومشاركة الفريق برابوو سوبينتو رئيس لجنة المؤتمر وبمشاركة اكثر من سبعين شخصية من مختلف دول العالم من علماء وشيوخ طرق وأكاديميين واقتصاديين واعلاميين وبمشاركة واسعة من الطرق الصوفية وشخصيات دينية وسياسية وثقافية واقتصادية ودبلوماسية من داخل اندونيسيا.
وشملت التوصيات التي خرج بها المؤتمر اربعة محاور وثمان جلسات شملت مايلي :
١- التربية الصوفية واثرها في تزكية النفوس في عشر مداخلات
٢- الاقتصاد والتنمية المستدامة في خمس مداخلات
٣- الاعلام وصناعة الرأي العام و(جامعة الاحسان) في خمس مداخلات
٤- الدور المحوري للتصوف في بناء الانسان وصناعة الحضارة في عشر مداخلات
وقد شملت الابحاث جوانب التربية والسلوك والتعليم والاستثمار والتنمية المستدامة والزراعة والاكتفاء الذاتي
وقد خلص المؤتمرون الى التوصيات التالية :
أولا : وجه المجتمعون تحية شكر وامتنان الى فخامة رئيس جمهورية اندونيسيا لرعايته هذا المؤتمر وللسيد الحبيب لطفي بن علي بن يحيى رئيس المجلس الصوفي العالمي لاقامته هذا الملتقى وعلى التوفيق في اختيار عنوان الملتقى ، ولاهل اندونيسيا عموما ولاهل بكالونغان خصوصا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة شاكرين كل من بذل جهدا لانجاح هذا الملتقى الدولي الفعال
ثانيا : يدعو المجلس الى توحيد جهود سائرالطرق الصوفية الشريفة وتنظيمها وتأصيلها واقامة مجلس للتخطيط والدراسات ووضع الاستراتيجيات للعمل الصوفي المعاصر والتثبت من اصول هذه الطرق وتوثيقها
ثالثا : يدعو المجلس الصوفي الدول الاسلامية الى اقامة سوق اقتصادية مشتركة وتسهيل عملية التبادل التجاري والتنمية الممنهجة مما يضمن التكامل والاكتفاء الذاتي في مجال الصناعة والزراعة والغذاء
كما ويدعو الطرق الصوفية الى وضع المنهجية للاستثمار في مجال الزراعة ومشاريع التنمية المستدامة ومشاريع الطاقة المتجددة تحقيقا للاكتفاء الذاتي اقتصاديا مع الدعوة إلى التوعية بما يحد من التلوث الذي يؤدي الى الاحتباس الحراري وتغير المناخ
رابعا : يدعو المجلس الطرق الصوفية الى الإسهام الفعال في اقامة سوق اقتصادية مشتركة و الانفتاح على غرف التجارة و الصناعة و الزراعة و التنسيق بينها مما يؤدي الى التكامل والنهوض الاقتصادي
خامسا : يدعو المجلس الطرق الصوفية إلى الإسهام في التربية والترشيد (المدارس والجامعات) لإضافة مسحة ايمانية سلوكية وإلى كل ما يساعد الاجيال الناشئة على الارتواء من منهل الاسلام الصافي بقواعده الاربعة (الاسلام والايمان والاحسان وفقه الواقع والمتغيرات) لمواجهة السلوكيات والانحرافات التي يتعرض لها شبابنا من خلال وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي
سادسا : يدعو المجلس الى المحافظة على إقامة هذا المؤتمر بشكل سنوي في دولة المقر الرسمي و المساهمة الجماعية لتدبير موارد مالية لدعمه ولإقامة مؤتمرات فرعية في كل المناطق الإسلامية الاخرى والإسهام و المشاركة في المؤتمرات الصوفية التي تقيمها الجهات الأخرى و دعمها
سابعا : يهيب المجلس بالحكومات والشعوب للمحافظة على قيم الاسرة والمجتمع ونبذ كل ما يروّّج له عالميا من امور تتنافى مع الفطرة السليمة وتغيير خلق الله من المثلية والشذوذ الجنسي وما شابهه
ثامنا : قرر المجلس الصوفي العالمي انشاء مكاتب فرعية قارية حيث تدعو الحاجة من مهامها التعريف بالمجلس الصوفي العالمي والاستثمار في مجال الاقتصاد والدعوة والتربية والاعلام وانشاء محفظة استثمارية لدعم مشاريع المجلس
ولجنة متخصصة مهمتها متابعة كل ما يتعلق بانشاء جامعة الاحسان وايجاد مصادر التمويل لهذه الغاية
وكذلك تشكيل لجنة مهمتها دراسة انشاء مؤسسة اعلامية للانتاج الاعلامي الصوفي وعرض قيمه وانشاء قناة فضائية والبحث عن مصادر التمويل لهذه الغاية.
تاسعا: يناشد المؤتمرون اهلنا في كل من السودان و النيجرو ليبيا و اليمن و سوريا و غيرها من البلدان التي تعاني من اضطرابات داخلية الى تغليب لغة الحوار والمصالح الوطنية والابتعاد عن الفوضى ولغة السلاح و مظاهر العنف والتفرقة واعطاء فرصة للحكماء والعقلاء لحل القضايا المتنازع عليها بالحوار و أن تبذل الطرق الصوفية أقصى جهدها لإصلاح ذات البين و إشاعة التعايش السلمي بين مكونات المجتمع ومسك.
ووجه المشاركون الشكر لدولة إندونيسيا حكومة وشعبا، والشكر لكل من يخدم قضية المسلمين الكبرى في القدس وفلسطين.
ووجه المجلس الصوفي العالمي الشكر باسم رئيس المجلس الصوفي واعضاء المكتب الدائم لكل من شارك في هذا المؤتمر من علماء وشيوخ طرق وشخصيات علمية واجتماعية واقتصادية من خارج اندونيسيا ومن داخلها وكل من ساهم في انجاح هذا المؤتمر الدولي، كما وجه المشاركون الشكر لإندونيسيا رئيساً وحكومة وجيشا وشعبا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الطرق الصوفیة رئیس المجلس هذا المؤتمر یدعو المجلس
إقرأ أيضاً:
بحضور المفتي.. مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك يختتم أعماله
اختتمت أعمال مؤتمر "الحوار الإسلامي - الإسلامي: أمة واحدة ومصير مشترك" الذي عقد خلال يومي 19 و 20 فبراير الجاري، برعاية من الملكِ حمد بن عيسى آل خليفة، ملكِ مملكةِ البحرين الشقيقة، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم.
وشهد المؤتمر حضورًا واسعًا ومميزًا لنخبة من الشخصيات البارزة والعلماء وقادة الفكر الديني، حيث تجاوز عدد المشاركين 400 شخصية من مختلف دول العالم، ما يعكس الأهمية الكبيرة لهذا الحدث ومكانته في تعزيز الحوار والتعاون بين الثقافات والحضارات.
وضم الحضور نخبة من كبار رجال الدين الإسلامي، ورؤساء المجامع، وقيادات المؤسسات الدينية والفكرية، ما أضفى على المؤتمر زخمًا علميًّا ومعرفيًّا، وأسهم في إثراء النقاشات حول القضايا الجوهرية المطروحة.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر على أن "وحدة الأمة عهد وميثاق"، وأن "التفاهم والتعاون على تحقيق مقتضيات الأخوة الإسلامية واجبٌ متعينٌ على المسلمين جميعًا". وأن "الحوار الإسلامي المطلوب اليوم، والذي تحتاجه الأمة ليس حوارًا عقائديًّا ولا تقريبيًّا، بل هو حوار تفاهم بَنَّاء، يستوعب عناصر الوحدة الكثيرة، في مواجهة التحديات المشتركة، مع الالتزام بآداب الحوار وأخلاقه".
وحث المؤتمر على التعاون المشترك بين المرجعيات الدينية والعلمية والفكرية والإعلامية لمواجهة ثقافة الحقد والكراهية، مؤكدًا على تجريم الإساءة واللعن بكل حزم من كل الطوائف.
وأشار إلى أن التراث الفكري والثقافي في مدارس المسلمين جميعًا لا يخلو من أخطاء اجتهادية ينبغي أن تُتَجاوز، داعيًا إلى التزام الحكمة والجرأة في النقد الذاتي لبعض المقولات، وإعلان الأخطاء فيها؛ استئنافًا لما بدأه الأئمة السابقون، والعلماء المتبوعون من كافة المدارس الإسلامية.
وشدد البيان على "ضرورة توحيد الجهود نحو قضايا الأمة الملحّة كدعم القضية الفلسطينية، ومقاومة الاحتلال، ومواجهة الفقر والتطرف؛ إذ حين يتكاتف المسلمون جميعًا باختلاف مدارسهم لدعم هذه القضايا عمليًّا، تذوب الخلافات الثانوية تلقائيًّا تحت مظلة "الأخوّة الإسلامية" التي أمر بها القرآن".
ودعا المؤتمر المؤسسات العلمية الإسلامية الكبرى لإنجاز مشروع علمي شامل، يُحصي كافَّة قضايا الاتفاق بين المسلمين في العقيدة والشريعة والقِيَم، مؤكدًا أن هذا المشروع سيكون له الأثر الكبير في معرفة الأمة بنفسها، وإصلاح تصوُّر بعضها عن بعض، وتنمية ثقافتها الإسلامية المشتركة، وتعزيز دعوتها الإنسانية.
وأكد البيان الختامي أن "الوحدة الإسلامية يجب أن تصير نظامًا مؤسسيًّا يبدأ من مناهج التعليم، ويمتد إلى خطب المساجد والإعلام"، داعيًا إلى أن تتحول "ثقافة التفاهم" إلى سياسات ملموسة في كتبٍ تُعلِّم فقه الاختلاف، ومنصاتٍ تقوض خطاب الكراهية، ومشاريع اجتماعية تنموية وحضارية مشتركة.
ونوه المؤتمر بدور المرأة في ترسيخ قيم الوحدة في الأمة، وتعزيز التفاهم بين أبنائها، سواء من خلال أدوارها داخل الأسرة، أو عبر حضورها العلمي والمجتمعي. كما دعا إلى وضع إستراتيجية جديدة للحوار الإسلامي - الإسلامي تأخذ بعين الاعتبار قضايا الشباب وطموحاتهم، وتعتمد على الوسائل الحديثة في التواصل ونقل المعرفة، بحيث يكون الخطاب الديني متفاعلًا مع واقعهم الرقمي والتكنولوجي، وأن يعكس رؤيتهم لمستقبل الإسلام في عالم متغير.
وأشار إلى أهمية تعزيز منصات الحوار الإسلامي بإنشاء لجان متخصصة تحت مظلة المؤسسات الدينية الكبرى؛ لرعاية الحوار بين الشباب المسلم من كافة المذاهب الإسلامية، وتنظيم مبادرات وبرامج شبابية للحوار، بما في ذلك الشباب المسلم في الغرب لربطه بتراثه الإسلامي، وتعزيز قيم التفاهم والعمل المشترك بين المذاهب الإسلامية، وتقديم نماذج إيجابية تعزز هويتهم الدينية، وإطلاق مبادرات علمية ومؤسسية للحوار بين المسلمين من كافة المذاهب، لإزالة الصور النمطية المتبادلة، ونزع أسباب التوتر بينهم، باعتبار ذلك الطريق الأمثل لتحسين صورة المسلمين، ومواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وأوصى المؤتمر بإنشاء (رابطة الحوار الإسلامي) من قبل مجلس حكماء المسلمين للعمل على فتح قنواتِ اتصالٍ لكل مكونات الأمة الإسلامية دون إقصاءٍ، استمدادًا من الاصطلاح النبوي الشريف الذي يجعل أمة الإسلام أمة واحدة.
كما أطلق المؤتمر نداء بعنوان (نداء أهل القبلة)، داعيًا إلى صياغة خطاب دعوي من وحي هذا النداء تستنير به المدارس الإسلامية تحت شعار (أمة واحدة ومصير مشترك).
وفي السياق نفسه، أعلنت الأمانة العامة لمجلس حكماء المسلمين أنها ستتابع خطوات تشكيل لجنة مشتركة للحوار الإسلامي، والخطوات العملية اللازمة لتنفيذ مقررات هذا المؤتمر، وبدء التحضيرات بالتنسيق مع الأزهر الشريف، لتنظيم المؤتمر الثاني للحوار الإسلامي - الإسلامي بالقاهرة تلبية لما أعلن عنه فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في كلمته بالمؤتمر.