عربي21:
2024-12-25@17:32:28 GMT

أهم أسباب فشل المعارضة التونسية

تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT

منذ أن أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد عن إجراءاته يوم 25 تموز/ يوليو 2021، كان واضحا أن تفعيله للفصل 80 من الدستور بعيد عن منطوق الفصل وروحه. فحالة الاستثناء التي تهدف إلى عودة السير الطبيعي لدواليب الدولة لا تستوجب تجميد عمل البرلمان (ثم حلّه)، ولا إقالة رئيس الوزراء أو السيطرة على الجهاز القضائي ومختلف الهيئات الدستورية وغير الدستورية.



لقد كان الوضع الاستثنائي يفترض إدارة مشتركة للدولة واستمرارا لعمل الحكومة والبرلمان، كما كان يستوجب سقفا زمنيا لا يتعداه. ولكنّ الرئيس -بحكم غياب المحكمة الدستورية من جهة، وغياب أية مقاومة فعّالة من لدن النخب وعموم الشعب- نجح في فرض قراءته الدستورية ومعها "خارطة طريق" حولت المرحلة المؤقتة إلى مرحلة تأسيسية لجمهورية "جديدة"، بعد أن استغل الانقسامات العميقة بين مختلف الفاعلين الجماعيين ومختلف أجسامهم الوسيطة داخليا، ودعم أهم القوى الإقليمية والدولية التي حرّضت على الإطاحة بمسار الانتقال الديمقراطي وإعادة هندسة المشهد التونسي بصورة تُشبه ما قبل الثورة، لكن بشرعية مختلفة.

كان غياب الإنجاز سببا كافيا لتحييد الإرادة العامة وإبعادها عن الساحات في الحد الأدنى، وجعلها ظهيرا للنظام الجديد وعدوّا لما سُمّى بـ"العشرية السوداء" في الحد الأقصى. ولم يكن الخروج إلى الساحات للتذكير بالمكاسب الحقوقية وبتعددية مراكز القرار قبل 25 تموز/ يوليو ومقابلة ذلك كله بتضييقات النظام الجديد على الحريات العامة وعلى مبدأ الشراكة؛ كافيين لتغيير هذا الوضع
لقد أكّدت إجراءات 25 تموز/ يوليو أنّ "الاستثناء التونسي" الذي استمر بعد تهاوي أغلب الثورات العربية إلى درك الحروب الأهلية والانقلابات؛ لم يكن هو الآخر إلا مجرد بناء هش وقابل للهدم، كما أكّدت تلك الإجراءات كذب السرديات المتغنّية بنجاح الانتقال الديمقراطي السياسي، خاصة سردية "التوافق". ومنذ اليوم الذي أعقب الإجراءات، كان كاتب هذا المقال من أوائل من استشرف ما أسماه بـ"الاستحالة المزدوجة": أولا، استحالة تَونسة السيناريو الانقلابي المصري أو استنساخه رغم العلاقات النوعية للنظام التونسي بنظيره المصري، ورغم ما رُوّج من وجود أياد مصرية وراء ما وقع، ثانيا، استحالة تَونسة السيناريو التركي المقاوم للانقلاب العسكري. لقد كان الواقع التونسي بعد 25 تموز/ يوليو يتحرك باستقلالية نسبية عن النموذج الانقلابي المصري، ولكنه كان يتحرك بصورة معاكسة كليا للنموذج المقاوم التركي. وهو أمر لم تفهمه المعارضة الجذرية التي عوّلت على التحرك الشعبي أو على تحول مطلب "عودة الشرعية" إلى مطلب شعبي.

منذ الأيام الأولى لـ"تصحيح المسار"، لم تُدرك المعارضة الجذرية أنّ الرئيس سعيد ليس سيسيّ مصر، وأن ما أوصله إلى قرطاج لم تكن دبابة بل شبه إجماع شعبي. كما لم تستطع المعارضة أن تعترف بأن الشعب التونسي لم يجد في "الديمقراطية التمثيلية" وفي هيمنة الأحزاب مكاسب اقتصادية واجتماعية ما يدعوه إلى الخروج للدفاع عنها. لقد كان غياب الإنجاز سببا كافيا لتحييد الإرادة العامة وإبعادها عن الساحات في الحد الأدنى، وجعلها ظهيرا للنظام الجديد وعدوّا لما سُمّى بـ"العشرية السوداء" في الحد الأقصى. ولم يكن الخروج إلى الساحات للتذكير بالمكاسب الحقوقية وبتعددية مراكز القرار قبل 25 تموز/ يوليو ومقابلة ذلك كله بتضييقات النظام الجديد على الحريات العامة وعلى مبدأ الشراكة؛ كافيين لتغيير هذا الوضع.

أثبتت هيمنة السرديات الانقلابية أن "الديمقراطية" لم تكن مطلبا حقيقيا لأغلب النخب فضلا عن أن تكون مطلبا لعموم الشعب، كما أثبتت الأحداث منذ الفترة التأسيسية أن لا مركزية السلطة وتعدد مراكزها قد كان سببا من أسباب عطالة الدولة من جهة، كما أنه كان واقعا متقدما على وعي أغلب المواطنين والنخب الذين تربّوا -فكريا ومخياليا- على منطق الزعيم الأوحد والحزب الواحد ومركزية القرار. وهو وعي يمكننا أن نجده عند أغلب النخب بمن فيها النخب المعارضة التي عاشت في ظل زعامات "تاريخية" لا تتغير
بعد الثورة التونسية، أثبتت هيمنة السرديات الانقلابية أن "الديمقراطية" لم تكن مطلبا حقيقيا لأغلب النخب فضلا عن أن تكون مطلبا لعموم الشعب، كما أثبتت الأحداث منذ الفترة التأسيسية أن لا مركزية السلطة وتعدد مراكزها قد كان سببا من أسباب عطالة الدولة من جهة، كما أنه كان واقعا متقدما على وعي أغلب المواطنين والنخب الذين تربّوا -فكريا ومخياليا- على منطق الزعيم الأوحد والحزب الواحد ومركزية القرار. وهو وعي يمكننا أن نجده عند أغلب النخب بمن فيها النخب المعارضة التي عاشت في ظل زعامات "تاريخية" لا تتغير، وتحركت دائما بمنطق أحادية الحقيقة سواء أكانت من اليمين أم من اليسار.

منذ 25 تموز/ يوليو 2021، ارتكبت المعارضة الجذرية العديد من الأخطاء التقديرية التي جعلتها تتحول موضوعيا إلى أداة لترسيخ سلطة الأمر الواقع من حيث أرادت أن تُسقط تلك السلطة. فقد تعاطت جبهة الخلاص مثلا مع السلطة الجديدة بمنطق الرغبة لا بمنطق الواقع، ذلك أن مطلب العودة إلى ما قبل 25 تموز/ يوليو كان مطلبا عبثيا بحكم إنكاره لشرطين من شروط تحققه: أولا، إنكار عدم توحد القوى التي حكمت قبل "تصحيح المسار"، بل التحاق أغلبها بالرئيس أو على الأقل عدم مقاومتها لإجراءاته، ثانيا، إنكار أنه لا يوجد اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا من المكاسب أو الإصلاحات ما يغري جزءا معتبرا من الشعب غير المسيس أو المتحزب بالخروج إلى الشارع والمخاطرة بالسجن أو بما هو أكبر منه.

أما الخطأ التقديري الآخر فهو الدفع بـ"وجوه الفشل" لإسناد سردية الإنقاذ، فأغلب رموز المعارضة الجذرية هم إما من رموز التوافق أو من الرموز الانقلابية منذ المرحلة التأسيسية. وفي غياب أية مراجعات أو نقد ذاتي فإن من الخطل توقع أن يكون هؤلاء أداة جذب لمن هم خارج النواة الصلبة للمعارضة الجذرية (أي حركة النهضة وائتلاف الكرامة)، أما أن يتحول هؤلاء إلى طليعة "الكتلة التاريخية" فهو من أمحل المحال كما يقول القدامى.

هل يمكن أن يكون من فشل (أو أُفشل وعجز عن مواجهة أسباب فشله أو على الأقل مصارحة الشعب بها) هو البديل؟ كيف أضمن أن لا تتحول الديمقراطية التمثيلية والأجسام الوسيطة مرة أخرى إلى أداة تخريب لمسار الانتقال الديمقراطي وأداة تفقير للشعب وتزييف للحقيقة؟ هل هذه المعارضة قادرة على التحول إلى رافعة لمشروع التحرير الوطني أم إنها ستظل -كما كانت خلال فترة حكمها- جزءا بنيويا من منظومة الاستعمار الداخلي؟
منطقيا، فإن سردية الفشل لا يمكن أن يتصدرها إلا وجوه الفشل، ولكنّ غيرَ المنطقي هو توقع النجاح في هذه الوضعية العبثية والتعويل عليها لتهديد السلطة تهديدا وجوديا. فبصرف النظر عن الدعم الذي يلقاه النظام الجديد من منظومة الاستعمار/ الاستحمار الداخلي ومن وكلائها في "الموالاة النقدية" بأذرعها السياسي والنقابية والمدنية والإعلامية، وبصرف النظر كذلك عن الدعم الخارجي "المشروط" استراتيجيا بالتطبيع وبتنفيذ إملاءات الجهات المانحة، فإن "التناقضات الداخلية" التي تحملها المعارضة الجذرية ستجعل من احتمال نجاحها في تغيير المشهد السياسي احتمالا يكاد يكون صفريا.

ختاما، سواء أكنت مواطنا تونسيا عاديا أم مواطنا مؤدلجا فإنك لا محالة ستسأل نفسك جملة من الأسئلة فيما يتعلق بالمعارضة الجذرية، ومهما كانت صياغة تلك الأسئلة فإنها لن تخرج عن المحاور التالية: هل يمكن أن يكون من فشل (أو أُفشل وعجز عن مواجهة أسباب فشله أو على الأقل مصارحة الشعب بها) هو البديل؟ كيف أضمن أن لا تتحول الديمقراطية التمثيلية والأجسام الوسيطة مرة أخرى إلى أداة تخريب لمسار الانتقال الديمقراطي وأداة تفقير للشعب وتزييف للحقيقة؟ هل هذه المعارضة قادرة على التحول إلى رافعة لمشروع التحرير الوطني أم إنها ستظل -كما كانت خلال فترة حكمها- جزءا بنيويا من منظومة الاستعمار الداخلي؟ أي هل إن الصراع الحالي بين السلطة والمعارضة هو صراع ضد النواة الصلبة للمنظومة القديمة وسرديتها التأسيسية وخياراتها الكبرى، أم هو مجرد صراع داخل تلك المنظومة؟ إنها أسئلة قد يكون على المعارضة الجذرية أن تفكر فيها إذا ما أرادت فعلا أن تخرج من موقع "البديل داخل المنظومة" إلى موقع التأسيس الحقيقي لشروط السيادة والتحرر الوطني.

twitter.com/adel_arabi21

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التونسي قيس سعيد الديمقراطية الإنقلاب تونس الديمقراطية قيس سعيد مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الحد أو على

إقرأ أيضاً:

المعارضة الشيعية تنطلق نحو الدولة المدنية

 

كتب الدكتور هادي مراد في " نداء الوطن":تُواجه المعارضة الشيعية في لبنان حملة اتهامات ممنهجة تُحاول تصويرها بأنها حركة طائفية تنطلق من خلفية مذهبية. هذه الإتهامات تهدف إلى ضرب أي محاولة لإصلاح الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي وصل إلى حافة الانهيار تحت إدارة المنظومة الحاكمة.
الحقيقة مختلفة تماماً، فالمعارضة الشيعية، بما تضم من شخصيات وطنية مستقلة، ليست وليدة الطائفية، بل هي صوت صارخ باسم الهوية الوطنية الجامعة، التي ترفض التبعية والمحاصصة والهيمنة. معارضة خرجت من رحم هذه البيئة بعدما ذاقت مرارة الحروب والعزل وقطع الصلات مع العالم العربي والدولي.
شهدت السنوات الأخيرة ازدواجية فاضحة في خطاب "حزب الله" تجاه الدولة والوطنية. فيما يدّعي اليوم أن الدولة هي الحل، نراه يخوض انتخابات نيابية عامي 2018 و2022 تحت شعارات تحريضية مثل "حرب تموز ثانية" ويمارس التهديد بالرصاص والسلاح لفرض نتائجه الانتخابية.
فكيف يُتهم المعترضون على هذا النهج بالطائفية، في حين أن من يرفع رايات العقيدة والتكليف الشرعي هو نفسه من يزجّ ببيئته في حروب إقليمية تحت شعارات مذهبية، مثل "لن تُسبى زينب مرتين"... أليست هذه ازدواجية تفضح ادعاءاته؟
يتهم "الحزب" المعارضة الشيعية بالطائفية بينما يقوم ببناء استراتيجيته السياسية والعسكرية والانتخابية على أسس طائفية صرفة. فقد وظّف العقيدة الدينية لتعزيز سلطته، واحتكر التمثيل الشيعي من خلال التضييق على أي صوت معارض.
في انتخابات عام 2022، تعامل مع المرشحين المعارضين وكأنهم أعداء خارجيون، وليسوا أبناء البيئة نفسها. لجأ إلى العنف والتهديد، مُعتبراً المعركة الانتخابية "حرب تموز جديدة".
وعلى الرغم من دعايته الإعلامية حول "النقاء التنظيمي"، كشفت التحقيقات الأمنية عن شبكة من العملاء داخل بيئته التنظيمية نفسها، ما يدل على حجم التصدع والفساد في داخله.
المعارضة الشيعية ليست حركة طائفية، بل هي حراك وطني جامع يسعى إلى بناء دولة مدنية حديثة، حيث القانون فوق الجميع والمؤسسات تحكم بالعدالة والشفافية. نرفض الزعامة الطائفية التي تُستخدم لتعزيز الهيمنة والاستبداد. خرجنا من بيئتنا لا لنُعزّز الانغلاق الطائفي، بل لنفتح الباب أمام العودة إلى الوطن، لا إلى العباءة الطائفية المقيتة التي أسّست لها المنظومة الحاكمة.
يُروّج "الحزب" وأتباعه بأن المعارضة الشيعية لا تملك الشعبية الكافية، متناسين أن الشعبية التي يتفاخرون بها قادت لبنان إلى الانهيار المالي والاقتصادي والاجتماعي.
أطلقوا الوعود ببناء الدولة، فإذا بهم يُدمّرون مؤسساتها. زجّوا بالشباب في حروب إقليمية تنفيذاً لأجندات خارجية، ثم عادوا عاجزين عن إصلاح بيت أو تعويض ثمن نافذة في منازل مدمرة.
إن استغلال الشعبية لتمرير المشاريع التدميرية هو أسوأ ما يمكن أن تمارسه قيادة سياسية، وهو ما يدفعنا اليوم للقول بوضوح: "حزب الله" فشل في بناء الدولة ونجح فقط في ترسيخ المحاصصة الطائفية والفساد.
يحاول البعض شيطنة المعارضة الشيعية عبر وصفها بالطائفية، متناسين أن هذه التهمة تأتي من جهات بُنيت سياساتها أصلًا على العقيدة والتكليف الشرعي، وليس على برامج سياسية واقتصادية واضحة.
إن من يحكم الناس بمنطق الولاء العقائدي لا يحق له اتهام الآخرين بالطائفية. المعارضة الشيعية خرجت لتُعيد ربط الطائفة الشيعية بامتدادها العربي والوطني، بعد أن قطع "الحزب" أوصالها بالعالم وأغرقها في عزلة قاتلة.
في مؤتمرنا الأخير، الذي حمل عنوان "نحو الإنقاذ"، أكدنا مراراً أننا معارضة وطنية تنطلق من هموم اللبنانيين كافة، وليس فقط من هموم الطائفة الشيعية.
نحن نؤمن بأن زمن الاعتراض الشيعي بصفته الطائفية قد ولّى، وأن الحل اليوم هو في العودة إلى الدولة المدنية. حتى الثنائي الحاكم أقرّ أخيراً بأن الدولة هي الحل بعد فشل كل المشاريع العقائدية التي تبنوها.
المعارضة الشيعية في لبنان ليست حركة طائفية، بل هي نداء وطني لإعادة بناء الدولة على أسس العدالة والشفافية.
ترفض المعارضة هذه الخطاب التحريضي الذي يُشيطن كل محاولة للتغيير، وتدرك أن بناء الدولة هو الخيار الوحيد للخروج من الأزمات المتلاحقة.
وإلى من يُهاجم المعارضة بحجة ضعف شعبيتها، فالمعيار لا يقاس بالشعبية، بل بالأداء والنتائج. الشعبية المزيفة أودت بالبلاد إلى الهاوية، وحان الوقت لاستبدالها بحلول وطنية تنقذ لبنان وتعيده إلى دوره الطبيعي.
نحن معارضة وطنية مستقلة، خرجنا من رحم هذه البيئة، لنُعيد أبناءها إلى الوطن، لا إلى زعامات عباءات الطائفية البالية.  

مقالات مشابهة

  • يوليو القادم: جامعة الفيوم تنظم الملتقى القمى الحادى عشر للطالب والطالبة المثاليين
  • الفوضى تدفع نادي أربيل لتأجيل انتخاباته إلى تموز المقبل
  • المعارضة الشيعية تنطلق نحو الدولة المدنية
  • البنك المركزي: تراجع رصيد التسهيلات الائتمانية بالنقد الأجنبي لـ721.3 مليار جنيه في يوليو الماضي
  • وقفة لجبهة الخلاص التونسية تطالب بالإفراج عن المعتقلين بقضية التآمر
  • كيف تطوّرت احتجاجات سوريا إلى حرب أهلية مدمرة؟
  • انتكاسة جديدة لحكومة ستارمر.. لا نمو لاقتصاد بريطانيا في الربع الثالث
  • كاريكاتير .. المعارضة الداعشية في سوريا في أحضان صانعيها
  • تواصل خجول بين قوى المعارضة
  • الشعب الجمهوري: رسائل الرئيس بأكاديمية الشرطة أكدت حجم المخاطر التي تُحاك ضد الوطن