تمكنت فرقة محاربة العصابات بعد عملية حراسة ومراقبة سريتين على مستوى الحي المحمدي الشمالي (ديور المساكين) من إيقاف شخص معروف بسوابقه الإجرامية والذي ضبط متلبسا بحيازة وترويج مسكر ماء الحياة بدون ترخيص. هذا وقد أسفرت عملية التفتيش التي أجريت بغرفة بسطح منزله التي يستغلها لإعداد وتحضير وتقطير المسكر المذكور عن حجز 600 لتر مخمرة في طور الإعداد، و60 لترا من نفس المسكر معدة للترويج، وستة  براميل بلاستيكية سعة 200 لتر للتخمير بالإضافة إلى وسائل وأدوات تستعمل في عملية  التقطير.

إلى ذلك وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة تم إخضاع المعني بالأمر رهن تدابير الحراسة النظرية من أجل البحث والتقديم.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

الجمهوريون هم من إخترعوا مصطلح “دولة 56”

محمود عثمان رزق

7 أبريل 2024

لقد تفاجأ السودانيون على جميع مستوياتهم بظهور مصطلح جديد في الساحة السودانية بعد إندلاع الحرب التي بدأها الدعم السريع في 15 أبريل 2023. إنتشر مصطلح "دولة 56 " إنتشار النار في الهشيم وخاصة وسط جنود الدعم السريع. فبعد كل كلمة أو ظهور إعلامي لهؤلاء الجنود أو المستشارين أو قادتهم تسمع السب والهجوم ولعن "دولة 56"!! فسألت نفسي وغيري ما المقصود بهذا المصطلح؟ ومن أين مدرسة فكرية جاء؟ ومن إخترعه؟ وكم عمره؟ ولماذا لم نسمع به طوال هذه السنين؟ وماذا فعلت دولة "56" حتى تهاجم كل هذا الهجوم؟ ومن ألقى بهذا الكرت لهؤلاء المتمردين ليجعلوا منه شعاراً ومشروعاً يبرر لهم شنائعهم؟ وللأسف لم أجد إجابة لأسئلتي هذه.

وبدأت أتابع المقابلات واللايفاتية والمقالات فلاحظت أن المصطلح المختلق بدأ يكبر ويُستخدم بكثافة شكلت منه مُسلَّمة وأساساً لمظلومية متوهمة أعانت هؤلاء على تبرير أفعالهم الإجرامية في حق الشعب السوداني وهم يخادعون أنفسهم وهم يعلمون. وبالصدفة وأنا أبحث عن محاضرات عن الهوية السودانية في اليوتيوب وقعت عيني على فديو تحت عنوان "محمود محمد طه ومشكل الهوية وقضايا التهميش" فقررت أن أستمع له من ضمن ما اسمع من أجل تنوع الأرأء لمعرفة الحقيقة أو تجميعها من كل رأي جزءاَ جزءا.

في هذا الفديو كان المتحدث هو د. عبد الله الفكي البشير وقد كان منوط به شرح رأي محمود محمد طه على ضؤ مشروعه الفكري الذي يدعو فيه الى "نقد التصورات وتفكيك الإفتراضات والمسلمات كما يسعى المشروع الى المساهمة في إعادة النظر في المفاهيم والمدلولات وإعادة توصيف العناوين واللافتات الفكرية والثقافية ". ود. الفكي هو من جاء بمصطلح "دولة 56" وهو من شن على الأباء المؤسسين للسودان الحديث حملة شعواء تلقفها الدعم السريع لتصبح له فكرة سياسية تشرعن له حربه ويجعلها جاذباً لدعاة التهميش من السياسيين وحواضنهم السياسية.

في هذا الفديو قال د. عبد الله الفكي بالنص ما يلي: " في الحقيقة الورقة السابقة للدكتور جمعة كندا كومي رائعة وقال دولة السودان منذ الإستقلال حتى ثورة ديسمبر نموذج للدولة المنتهكة للحقوق أو حقوق الأقليات... وفي واقع الأمر أيضاً أنا ورقتي هذه تنطلق من فرضية تقول بأنو في ظل المسار السارت عليهو الدولة السودانية، دولة ما بعد الإستعمار منذ الإستقلال 56 وهي سارت بفكر القادة والساسة المعلومين عندنا، هذه الدولة بسيرها هذا لو ما قامت ثورة ديسمبر لنتهت بأن يكون مصير الشعوب الأصيلة في السودان مصير أبوالرجينز في أستراليا والهنود في أمريكا وكندا. مصير الشعوب الأصيلة شعوب جبال النوبة، وشعوب جنوب السودان قبل الإنفصال، والنيل الأزرق والبجا وكثير من الشعوب الأصيلة كان مصيرهم حيكون مصير أبوالرجينز السودان. وكان ممكن يكونوا في معسكرات في أطراف المدن يحتسون الخمر ويعيشون حياة أبوالرجينز والهنود وهم شعوب أصيلة"

هكذا بدأ الرجل افتتاحيته بتحريض واضح وإفتراضية مريضة متوهمة خبيثة تصور الشعب السوداني الواحد وفقاً للمصطلحات السياسية المعاصرة شعوباً "كثيرة" لا حصر لها ولا عدد، منها الأصيل ومنها غير الأصيل الذي يجب أن يطرد من حدود الدولة الحديثة! وكاد هذا الفكي الذي يحمل الشهادات العليا أن يجعل من كل إثنية وقبيلة سودانية شعباً قائما بذاته، بل كل فخذ من تلك القبائل والإثنيات في نظر الفكي شعب قائم بذاته. والجدير بالذكر أن للجمهريين شغف شديد بكلمة "أصيل" حتى أصبحت الكلمة ومشتقاتها أصل أصيل من فكرهم وفكرتهم وافكارهم.

لقد قصد الرجل من كل ذلك التهويل والتخويف تهيئة مستمعيه نفسياً ليسمعوا منه قولاً عجباً هو "أن محمود محمد طه هو الذي فدى المهمشين بنفسه من أن يكون مصيرهم كمصير الهنود في أمريكا وأبوالرجنيز في أستراليا" وهو بهذا القول يضاهي قول النصارى في عيسى، وفي إعتقادهم أن المسيح عليه السلام صلب ومات في الصليب فداءاً لهم ولذنوبهم. والأكثر عجباً من ذلك قوله: إن الحزب الشيوعي ومنصور خالد ومعهم البطل ياسر عرمان كان لهم القدح المعلى في فداء المهمشين!.. إي والله هذا ما قاله الرجل والفديو أمامكم فاسمعوه.

ومن جهتنا نقول للفكي وحيرانه إن الدراسات السياسية الحديثة حددت مفهوم الأوطان والشعوب والحدود الجغرافية والسيادة وغيرها فيما يتعلق بتكوين وإدارة الدولة الحديثة. فالدولة الحديثة تتكون من شعب واحد، وأرض واحدة، وحكومة واحدة، وجيش واحد، وهذا ما حققته بالضبط دولة 56 التي يلعنها الفكي ومن تبعه من الجنجويد ظلماً وبهتناً. وهذا التعريف السياسي الحديث للدولة لا يتعارض مع وجود إثنيات وقبائل وأديان وألسن وألوان مختلفة في الدولة الواحدة، وبالتالي لا يعني وجود شعوب مختلفة في أرض واحدة في دولة حديثة بل يعني بوضوح وجود شعب واحد في أرض واحدة فقط.

نعم، قد تكون الدولة الحديثة مقصرة في التنمية المتوازية بقصد أو غير قصد، وقد تميل للحضر على حساب الريف بسبب البنية التحتية للحضر، وقد تظلم وتتجبر وتنتهك للحقوق عامة أو حقوق بعض الأقليات الإثنية أو الدينية، ولكن كل ذلك له سبل علاج كثيرة ومختلفة ليس منها تقسيم الشعب الواحد لشعوب مختلفة تتناحر فيما بينها مهددة للوحدة الوطنية والسياسية والإجتماعية. لقد طورت المجتمعات الإنسانية الحديثة آليات معاصرة لحل مشاكل الداخل وأيضاً حل مشاكل الخارج تجنباً للحروب الداخلية والخارجية التي تهلك الحرث والنسل.

وعلى كلٍ، إن دولة 56 هي التي توسعت في التعليم على جميع مستوياته حسب قدرتها، وهي التي رفعت للسودان علماً بين الأمم الحديثة، وهي التي جعلت السودان عضواً في جميع المنظمات الدولية والإقليمية الحديثة، وهي التي أنشأت المصانع حسب قدرتها، وعبّدت الطرق وأنشأت الكباري حسب قدرتها، وهي التي دعمت حركات التحرر الأفريقي والعربي بكل شجاعة، وهي التي وزعت الأقاليم وحددت عواصمها، وهي التي جاءت بالفدرالية والحكم المحلي وتواصلت مع كل الإثنيات، وهي التي أسست المحاكم الحديثة والمحكمة العليا والمحكمة الدستورية، وهي التي سنت قائمة طويلة من القوانين المتنوعة التي تحكم الدولة، وهي التي أخرجت البترول وصنّعت السلاح، وهي التي أشركت ممثلين من كل الأقاليم في جميع مستويات الحكم، وهي التي غنت وأنشدت لجميع ربوع السودان...وهي وهي وهي .....وباختصار حسنات 56 أكثر من سيئاتها بكثير جدا ولا مقارنة أصلاً، ومن كان منكم بدون خطيئة فليرمها بأول حجر، والمسألة حساب ما كوار وغلاط من جنس "عنزة ولو طارت".

إن دولة 56 الأولى واجهت واقعاً إجتماعياً متخلفاً جداً، وتمرداً عسكرياً قاتلاً فاجراً من أول يوم، ودولة شاسعة متباعدة الأطراف، وبنية اقتصادية محدودة المفاهيم والطاقات، ووسائل إتصال متخلفة جداً ومحدودة، وخبرة إدارية قليلة في شئون الحكم والإتصال بالعالم الخارجي، ومع ذلك كله رفعت دولة 56 صوت السودان عالياً وحفرت اسمه عميقاً في صفحات التاريخ. إن واجب الأوطان يدعونا لإكمال ما بدأته دولة 56 واستدراك ما فات عليها من تنمية ومشروعات وأفكار وقيم بدلاً من لعنها ولعن قادتها بسبب كلمات قالوها تحت تأثير الآيدلوجيا الثورية المضادة للإستعمار، أو بسبب الحاجة النفسية للإنتماء القومي أو الأممي ضد الإستعمار بسبب حالة الشتات التي عاشوها.

وفي ختام القول إن الهجوم على دولة 56 لن يصبح برنامجاً سياسياً للجنجويد، ولا لمن يقف وراءهم من أمثال د. عبد الله الفكي البشير وإخوانه الجمهوريين، وأصحابه الشيوعيين، وقادة قحت/تقدم من أمثال ياسر عرمان وغيره. على هؤلاء الجلوس على الأرض لتصميم برنامج سياسي وتنموي حقيقي يقنع الجميع بالوقوف وراءه بدلاً من نبش عيوب التاريخ والآخرين وسواقة الناس بالخلا، فتلك أمة خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم، والعيال كبرت وفهمت يا جدعاااان.

morizig@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • بعد 300 يوم من إطلاق جبهة إسناد غزة: 2500 عملية لحزب الله ضد “الجيش” الإسرائيلي
  • إيران تكشف تفاصيل جديدة عن عملية اغتيال “هنية”
  • عملية “الفارس الشهم 3” تُقدم المساعدات الإنسانية لإغاثة النازحين في قطاع غزة
  • وزير خارجيتنا يعزي في وفاة إسماعيل هنية ويصف عملية اغتياله بـ “المشينة”
  • ماندي :”سعيد جدا إلتحاقي بنادي ليل.. أنتظركم بشغف “
  • هل تأخر الرد اليمني على الهجمات “الإسرائيلية” على ميناء الحديدة الساحلية غرب الجمهورية؟
  • الجمهوريون هم من إخترعوا مصطلح “دولة 56”
  • “جبيت”.. الحقيقة نصف عارية
  • “الرقابة النووية” تجري 33 عملية تفتيشية في “براكة” خلال 2023
  • أحد المطلوبين للقضاء في قبضة المعلومات.. هكذا أوقفته بالجرم المشهود!