«العلمين» من «رعب الألغام» إلى «سحر الأنغام» (ملف خاص)
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
كانت صحراء جرداء تنتشر فيها لافتات التحذير من الألغام التى نجحت الدولة فى إزالة 25 مليون لغم وجسم متفجر وذخيرة وحولت المدينة للعالمية، فصارت بعد سنوات قليلة «مدينة الأنغام»، ترتفع فيها الأبراج وتدب فيها الحياة، التى تنعكس على عيون روادها، كلوحات جمالية مفعمة بالبهجة، وتبعث فى النفس سعادة. هكذا هى «العلمين الجديدة» التى كانت حلماً فصارت واقعاً لأرض الفرص الواعدة فى مجالات الاستثمار والسياحة، وباتت واجهة جذب عالمية.
وعلى مدار ما يقرب من شهرين، شهدت المدينة تجربة صيفية فريدة على ساحل البحر المتوسط، تحت لافتة مهرجان العلمين الجديدة، الذى اتخذ شعاراً معبراً عن الواقع المعيش «العالم علمين»، فى حدث ترفيهى هو الأكبر فى الشرق الأوسط، اجتذب نحو مليون زائر من مصر والوطن العربى، لحضور الفعاليات الفنية والرياضية، والمعارض والعروض الترفيهية التى زخر بها المهرجان.
فوسط الطبيعة الخلابة التى زُرعت وسطها المدينة التى تُعد من مدن الجيل الرابع، شدت على مسارحها حناجر كبار فنانى الطرب المصرى والعربى، من الملك محمد منير، إلى أنغام، وحكيم، وإليسا وراغب علامة، وحكيم، وتامر حسنى، وصولاً إلى المطربين الشعبيين ومطربى الراب العالميين، وعزفت موسيقى عمر خيرت، وأمين بودشار، وغيرهم.
وبين رواد مدينة العلمين الجديدة، قدّم لأول مرة «مسرح الشارع»، الذى لاقى إقبالاً جماهيرياً كبيراً، فضلاً عن عروض الأزياء العالمية، والبطولات الرياضية التى نظمت على ملاعب وشواطئ المدينة الساحرة، مثل بطولة البادل الدولية، والبطولة الدولية للكرة الشاطئية، والبطولة العربية للجودو، وعروض الطائرات RC، وسباق السيارات، وتحدى جيت سكى، وسباق «تراياثلون».
وفى ليلة استثنائية ساحرة احتضنت «العلمين» الدورة الثانية لمهرجان القاهرة للدراما، الذى حمل عنوان «60 سنة دراما»، حيث وقف نجوم الفن ورواده على السجادة الذهبية، يتم تكريمهم على أعمالهم الفنية.
هذا التنظيم الرائع والمبهر لـ«العالم علمين»، الذى حظى بإشادات القاصى والدانى، وتمت إقامته بمواصفات عالمية، لم تحرم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الجمهور من الاستمتاع به عبر عرضه على قنواتها الفضائية، وتبرّعت بعوائد المهرجان إلى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
ونجح المهرجان فى أن يجعل «العلمين الجديدة» محط أنظار العالم، وقبلة السياح، ويخلق زخماً غير مسبوق حول المدينة الواعدة، وأسهم فى توفير مزيد من فرص العمل بها، وأظهر إمكانياتها الكبيرة فى الاستثمار السياحى والعقارى والترفيهى، ليُحقق فى أسابيع معدودة نجاحاً كبيراً على المستويات كافة، والذى تحتفى به «الوطن» فى هذا الملف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: العلمين مدينة العلمين العالم علمين العلمين الجديدة مهرجان العلمين العلمین الجدیدة
إقرأ أيضاً:
إكسبوجر 2025.. كيف أعاد المهرجان سردية التصوير في العالم؟
في أجواء مليئة بالإلهام والتفاؤل، استضاف مهرجان التصوير الدولي «إكسبوجر 2025»، المقام حاليا في دولة الإمارات الشقيقة والذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، مجموعة من أبرز المصورين والمبدعين العالميين، ليعيد سردية التصوير الفوتوجرافي بينما احتضن المصورين الذين حوّلوا عدساتهم إلى أدوات لتوثيق الجمال، وإيصال رسائل إنقاذ الكوكب، وإبراز القضايا الإنسانية من بين هؤلاء، برز اسم المصور البيئي فرانك جازولا، الذي ألقى خطابًا ملهمًا خلال المهرجان، كاشفًا عن رحلته التي بدأت كمغامرة تحت الماء وانتهت برسالة عالمية لحماية البيئة.
فرانك جازولا: من المغامرة إلى الرسالةلم يكن فرانك جازولا مجرد مصور مغامر، بل كان رجلاً استجاب لنداء البحر منذ أكثر من عشر سنوات، وغاص في أعماقه ليصبح واحدًا من أبرز المصورين البيئيين الذين كرسوا حياتهم لتوثيق الجمال الهش تحت الماء، والتحذير من المخاطر التي تهدده و خلال جلسة ملهمة في «إكسبوجر 2025»، استعاد جازولا لحظة التحول الأولى في مسيرته، قائلاً: «كان لقاءً عابرًا مع مصور شهير، أعلنت أمامه عن رغبتي بأن أصبح مصورًا مهمًا» تلك الدعوة قادته إلى مشروع استكشاف في غرينلاند، غيرت مجرى حياته إلى الأبد.منذ ذلك الحين، أصبح اللون الأزرق رفيق جازولا الدائم.
يقول: «هذا اللون يحيطني، ويسكنني، ويدفعني لمواصلة التوثيق، ليس فقط لحياة المحيطات، بل أيضًا للآثار التي يتركها الإنسان عليها بسبب السياسات البيئية غير الرشيدة». وهكذا، تحول شغفه بالمغامرة إلى مهمة أعمق: الدفاع عن الكوكب عبر عدسة تكشف للعالم ما يجري تحت سطح الماء.لم يقتصر دور جازولا على التصوير، بل أصبح محاضرًا في مجال حماية البيئة البحرية، مسلطًا الضوء على تدهور الشعاب المرجانية، والتلوث الناجم عن البلاستيك، والتغير المناخي.
لكن هذا الشغف لم يكن بلا ثمن تحدث جازولا عن تجربته الأكثر تحديًا: «مكثت شهرًا في القطب الشمالي، أمارس الغطس في المياه المتجمدة.كان ذلك شاقًا للغاية، لكنني لم أتمكن من التوقف، لأنني أحب ما أفعله».
«الأمل العميق»: مشروع لإنقاذ الشعاب المرجانيةفي مسيرته الممتدة، جاءت لحظة فارقة حين نشرت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» أول صورة التقطها جازولا يقول: «كانت نقطة تحول كبرى، أعطتني الأمل في تنفيذ مشروعات بيئية ضخمة» ومن بين هذه المشروعات، أطلق جازولا مشروع «الأمل العميق»، الذي يهدف إلى دراسة الشعاب المرجانية. خلال هذا المشروع، غاص مع فريقه حتى 80 مترًا تحت سطح الماء، وواجهوا خطر هجوم الكائنات البحرية، لكنه يؤمن أن مواجهة المخاطر جزء لا يتجزأ من المهنة، ما دام الهدف هو حماية البيئة البحرية.
«الطريق إلى إكسبوجر»: معرض يعيد تعريف السرد الفوتوغرافيضمن فعاليات «إكسبوجر 2025»، برز معرض «الطريق إلى إكسبوجر»، الذي ينظمه اتحاد المصورين العرب، كواحد من أبرز المحطات البصرية التي تعيد تعريف مفهوم السرد الفوتوغرافي. يجمع المعرض بين التراث والتكنولوجيا والروح الإنسانية، ويقدم شهادة حية على الإبداع العربي.في المعرض، تتنوع الأعمال بين توثيق المعالم الأثرية، واللقطات الرياضية، والمشاهد الطبيعية التي تجسد تفرّد البيئة العربية والعالمية من القدس، تروي عدسة عبد الله خضر قصة «قبة الصخرة» بكل تفاصيلها، بينما يقدم عمار السيد أحمد صورة «ريش الطاووس»، التي تعكس ألوان الحياة وتنوعها الساحر
محمد أمين: عدسة أنقذت ملايين الأرواحفي زاوية أخرى من المهرجان، تبرز قصة المصور الكيني محمد أمين، الذي حوّل صوره إلى نداء عالمي لإنقاذ ملايين الأرواح. في منتصف الثمانينيات، وثّق أمين المجاعة التي ضربت شمال إثيوبيا، حيث أزهقت أرواح مليون إنسان. صوره التي انتشرت في وسائل الإعلام العالمية، دفعت العالم إلى التحرك في أكبر حملة إغاثة إنسانية في التاريخ.في «إكسبوجر 2025»، تُعرض صور أمين ليس فقط كتوثيق للتاريخ، بل كتذكير بقدرة الصورة على تغيير الواقع.
يقول أمين: «الصورة ليست مجرد مشهد، بل هي رسالة تنقل الحقيقة وتلامس القلوب».
الابتكار والتكنولوجيا: مستقبل السرد البصريخلال المهرجان، أكد خبراء على أهمية الابتكار والتكنولوجيا في تطوير السرد القصصي البصري. في جلسة بعنوان «تطور سرد القصص: الماضي - الحاضر - المستقبل»، تحدث المخرج جلين جينور عن دور الابتكار في صناعة السينما، مؤكدًا أن «الابتكار هو مفتاح النجاح في هذا المجال».
من جهته، أشار ترافون فري إلى أن الإمارات أصبحت مركزًا ملهمًا لصناع الأفلام الشباب، مؤكدًا أن التكنولوجيا الحديثة، مثل الهواتف الذكية، أتاحت للجميع فرصة سرد قصصهم بطرق مبتكرة.
«باكاشيميكا»: سرد القصص البصرية في إفريقيافي جلسة أخرى، سلط المهرجان الضوء على مهرجان «باكاشيميكا» الدولي للتصوير الفوتوغرافي، الذي يحتفي بالمجتمع الفوتوغرافي المزدهر في زامبيا وجنوب إفريقيا. تحدث المؤسسون عن أهداف المهرجان، الذي يسعى إلى دعم التعليم الإبداعي والبحث التصويري في المنطقة، وتعزيز ثقافة التصوير كأداة للتعبير الفني.
آنا جوسين: السرد البصري كقوة دافعة للتغييراختتمت فعاليات «إكسبوجر 2025» اليوم بجلسة للمصورة الفنزويلية آنا ماريا أريفالو جوسين، التي حثت المشاركين على استخدام السرد البصري كأداة للتغيير الاجتماعي و قالت جوسين: «الصورة يمكن أن تكون قوة دافعة للتغيير الإيجابي، إذا ما تم استخدامها بوعي وإبداع».