كشفت قوات التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي، بقيادة واشنطن، أن عدد السكان في مخيم الهول السوري انخفض بشكل كبير، حيث غادره نحو ٤٨٠٠ شخص، منذ بداية العام الجاري؛ مؤكدة أن الحكومة العراقية عملت بدعم من المجتمع الدولي على ضمان عودة آمنة للنازحين من مخيم الهول، كما عملت على تحسين أوضاعهم الإنسانية والأمنية بصورة تدريجية.


ووفقا لبيانات صادرة عن التحالف الدولي عن مخيم الهول في شمال شرق سوريا، فإن قرابة ٩٤٪ من سكانه من الأطفال والنساء، وأن نحو ٤٦٪ من السكان تحت سن ١٢ عامًا، وأنه منذ العام ٢٠٢١ تحسن الوضع الأمني داخل المخيم تدريجيا ما أدى إلى انخفاض أعمال العنف، وفي يونيو الماضي غادر ٦٥٩ عراقيًا إلى مخيم الجدعة لتلقي المزيد من الدعم، بينما أصبح عدد سكان المخيم حاليا أقل من ٤٨٥٠٠ شخص.
وفي الوقت الذي تعمل فيه الحكومة العراقية على استعادة مواطنيها، وسط رفض داخلي خوفا من أن تكون الأشخاص حاضنة للأفكار الداعشية وتعطي فرصة للسيطرة من جديد على المدن العراقية كما حدث من قبل، وانتهى بانتصار الجيش العراقي على التنظيم في أواخر العام ٢٠١٧، ومع ذلك تصر الحكومة العراقية على استكمال الفحص الأمني وتطهير الصحاري والجيوب التي تخفي بداخلها عصابات وأوكار لتنظيم داعش الإرهابي
ووفقا لبيان صادر عن خلية الإعلام الأمني، فقد نفذت القوة الجوية ضربة ناجحة بواسطة طائرات f١٦ استهدفت خلالها مفرزة إرهابية قتل على إثرها ٣ عناصر إرهابية وتدمير٤ مضافات وأنفاق وكهوف كان يستخدمها العدو المنهزم في هذه المنطقة التي تتميز بتعقيداتها الجغرافية.
وتصر الحكومة العراقية على مواجهة تنظيم داعش وتطهير البلاد منه بعزيمة وقوة، ووفقا للبيان فإن القوات العراقية من كافة الصنف مستمرون بدك أوكار الشر وملاحقة عناصرهم المنهزمة أينما ثقفوا فوق ترابنا الغالي.

العراق نقل بعض مواطنيه من مخيم الهول إلى مخيم الجدعة تمهيدا لتحسين أوضاعهم

أصوات عراقية تندد باستقبال عوائل داعش
أمام إصرار أطراف عدة تضغط من أجل تفكيك مخيم الهول السوري الذي يضم أعدادا ضخمة من عوائل تنظيم داعش الإرهابي، حيث تضغط قوات سوريا الديمقراطية ومنطقة الأكراد في شمال وشرق سوريا على المجتمع الدولي وتطالبه بضرورة استعادة مواطنيه ورعاياه من داخل المخيم، وتعمل من جانبها قوات التحالف الدولي في تسريع وتيرة خروج الأفراد من المخيم إلى عدة دول من بينها العراق التي استقبلت عددا كبيرا من نساء وأطفال المخيم.
حول استقدام النساء والأطفال من المخيم السوري إلى العراق، نددت بعض الحسابات العراقية على مواقع التواصل الاجتماعي كاشفة عن مخاوفها من هؤلاء الأفراد الذين يحملون أفكارا داعشية، وأنهم بمثابة قنبلة موقوته، العراق تعطيهم قبلة الحياة من جديد، وهو ما يظهر مخاوف المواطنين العراقيين من تكرار الكارثة التي حلت بالبلاد عقب سيطرة تنظيم داعش على مناطق واسعة ومدن كبرى في العراق.
الأصوات الرافضة لعودة عوائل داعش الإرهابي، اشتكت من تقديم الدعم لأفراد هربوا خارج الوطن واعتنقوا أفكارا إرهابية دموية، ومع ذلك يتم تقديم الرعاية والدعم لهم، بينما النازحين من إقليم سنجار مثلا والفارين من هجوم التنظيم الإرهابي على المنطقة، مازالوا يعيشون في مخيمات بعيدة عن مدنهم وقراهم، ورغم مرور ٩ سنوات على مذبحة الإيزيدية فإن عودة النازحين لم تكلل بالنجاح والاكتمال، وهو ما جعل الأهالي يشتكون من اللعب السياسي بورقة نازحي سينجار.
بعض الحسابات وجهت أسئلة حول ما هي جنسيات محتجزي مخيم الهول؟ وما سبب وضعهم في المخيم؟ الأسئلة المتعلقة بهذه النقطة تكشف مدى عدم وصول المعلومات الخاصة بالمخيم إلى كثيرين، فعدد كبير من العرب عامة لا يعرفون عن مخيم الهول شيئا، ولا عن الجهات المسيطرة على المخيم، وهي الأكراد وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي.
وأن هزيمة داعش واعتقال آلاف العناصر من قادته ومقاتليه، دفعت "قسد" لاحتجاز عوائله في مكان إجباري فكان مخيم الهول، وهو مكان تكثر فيه الجريمة، وتستهدفه خلايا التنظيم الإرهابي لتهريب نسائه وأطفاله، كما أن المنظمات الحقوقية والمدنية راقبت عمل النساء في المخيم الذين يعملون على تجنيد آخرين من خارج المخيم للانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي. 
في الوقت الذي انهالت فيه التعليقات بمهاجمة التنظيم الإرهابي والتذكير بجرائمه في العراق، أيضا شكك البعض في قوات التحالف الدولي وخاصة واشنطن التي تقود التحالف، وربط البعض بينها وبين التنظيم الإرهابي في إشارة إلى التنسيق بينهما.
الفكرة الأبرز أن البعض أشار إلى دور أمريكا في الضغط على العراق من أجل استقبال عوائل التنظيم الإرهابي بينما بقية العالم وخاصة البلاد الأوروبية لا ينجزون خطوة حقيقية في استعادة رعاياها المنضمين إلى صفوف داعش الإرهابي، متسائلين: لماذا على العراق فقط أن يستعيد مواطنيه في مخيم الهول السوري؟
أشار آخرون إلى الممارسات التي يقوم بها التنظيم الإرهابي داخل المخيم، مثل تزويج القاصرات وممارسة الدعارة بحجة إنجاب أطفال لخدمة ما يسمونه بدولة الخلافة، وهذه المعلومات أشارت لها تقارير عدة،  خلافا لما يدور داخل المخيم من ترسيخ لأفكار التنظيم في نفوس النساء والأطفال، أي أنه بؤرة جديدة لنشر الفيروس الداعشي في أي منطقة يمكن له أن ينمو فيها مجددا.

مخيم الهول السوري

مخيمات لتجديد أدوات القتل والتدمير
تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال فعاليات مؤتمر إطلاق وثيقة حقوق الإنسان، سبتمبر ٢٠٢١، إلى الفوضى التي عمت البلاد عقب تحريض الناس على التغيير بدون وعي كامل بخطورة الخطوات المتبعة، موضحا أن اتساع الهوة ما بين العقول المنظرة والقاطرة للبلاد وما بين الجماهير على أرض الواقع دفع لحدوث كوارث.
وقال الرئيس السيسي: إن الشعوب في العام ٢٠١١ تحركت وفق خطط تنظر لمستقبل البلاد، لكنها كانت خطط لا تتوافق مع واقع المجتمعات، فكانت النتيجة تهدم البلاد.. والآن أتساءل إلى أين وصلت هذه الشعوب؟ وماذا كان مصيرها؟ إحدى هذه الدول أصبح لها ١٦ مليون لاجئ، منهم ٢ مليون في الأردن، ٢ مليون في لبنان، ومثلهم في تركيا، وبالداخل معسكرات لاجئين لـ١٠ مليون إنسان.
ترى، ماذا سيكون شكل هذه الأمة بعد حرب استمرت لعشر سنوات؟ بمعنى أن الطفل صاحب الست سنوات أصبح شابًا عمره ١٦ سنة، وأذكر لكم قصة عن أحد معسكرات اللاجئين في هذه البلد، ففيه يتم تزويج الأطفال بهدف إنجاب المزيد من الأطفال لتجنيدهم فيما بعد وتحويلهم لأدوات للقتل والتدمير.
وتساءل الرئيس السيسي: هل كان منظرو الدولة في ٢٠١٠ يتخيلون أن يكون مصير هذه الأمة هو ما يجري الآن؟ هل كانوا يتوقعون تشكيل أجيل وأجيال من المتطرفين والإرهابيين سوف يستمرون في تخريب هذه المنطقة من ٥٠ إلى ١٠٠ سنة قادمة.
وأشار الرئيس السيسي، في كلمته، إلى عدة ممارسات تقع داخل المخيمات التي تضم عوائل تنظيم داعش الإرهابي، شارحا لجميع خطورة ما يحدث داخل هذه المخيمات، وخطورة ما سيترتب عليه في المستقبل من مصاعب جمة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تنظيم داعش الإرهابي مخيم الهول السوري قوات التحالف الدولی تنظیم داعش الإرهابی الحکومة العراقیة التنظیم الإرهابی العراقیة على داخل المخیم

إقرأ أيضاً:

الضوضاء البيضاء والوردية والبنفسجية.. هل تساعد فعلا على النوم والتركيز؟

في عالم مليء بالفوضى والمشتتات، يسعى الكثيرون لإيجاد طرق لتحسين التركيز وتعزيز جودة النوم، ومن بين أكثر الوسائل فعالية هي الضوضاء البيضاء. وهي صوت يأتي من الخلفية ليحجب المشتتات من حولك. فما الضوضاء البيضاء ولماذا يفضلها الدماغ؟

ما الضوضاء البيضاء؟

الضوضاء البيضاء هي مزيج متوازن من الترددات الصوتية التي يمكن للأذن البشرية سماعها، وتتراوح بين 20 إلى 20 ألف هرتز. ينتج عن ذلك صوت ثابت يساعد في حجب الأصوات الخارجية المزعجة. وقد جاء مصطلح "الضوضاء البيضاء" من تشبيهها بالضوء الأبيض، الذي يتكون من مزيج من ترددات ألوان الطيف.

الضوضاء البيضاء تساعد في حجب الأصوات الخارجية مما يعزز النوم العميق خصوصا لدى الأطفال والرضع (شترستوك) لماذا يفضل الدماغ الضوضاء البيضاء؟

يتمتع الدماغ البشري بالراحة مع الأنماط الثابتة ويميل لتجنب المفاجآت. لذلك، الأصوات المتنافرة أو المفاجئة تشتت تركيزنا وتستنزف طاقتنا الإدراكية. من ناحية أخرى، توفر الضوضاء البيضاء بيئة صوتية ثابتة ومتوقعة، مما يعزل دماغنا عن الأصوات المحيطة ويجعلها مثالية لتحسين النوم أو زيادة التركيز أثناء الدراسة والعمل.

فوائد الضوضاء البيضاء تحسين جودة النوم: تساعد الضوضاء البيضاء في حجب الأصوات الخارجية، مما يعزز النوم العميق، خصوصًا لدى الأطفال والرضع. تهدئة الرُضع: نظرا لأن الرضع اعتادوا على سماع أصوات مشابهة في رحم الأم، تصبح الضوضاء البيضاء مألوفة ومريحة لهم. تخفيف طنين الأذن: رغم أن الضوضاء البيضاء لا تعالج طنين الأذن، فإنها تساعد في إخفائه، مما يوفر نوعا من الراحة لمرضى الطنين. رفع التركيز والإنتاجية: يمكن استخدامها أثناء المذاكرة أو تعلم كلمات جديدة. وقد أظهرت دراسة من جامعة كوينزلاند أن الضوضاء البيضاء ساعدت الطلاب في تذكر كلمات غريبة بسهولة أكبر. مفيدة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD): يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى نوع من التحفيز وزيادة مستوى الدوبامين، وهو ما توفره الضوضاء البيضاء دون التسبب في تشتت إضافي. أضرار محتملة للضوضاء البيضاء

رغم فوائد الضوضاء البيضاء، فإن الإفراط في استخدامها قد يسبب بعض الآثار الجانبية، بما في ذلك:

إعلان ضرر محتمل في السمع: في دراسة حديثة نُشرت عام 2024 في مجلة طب النوم بعنوان "التعرض المستمر للضوضاء البيضاء أثناء النوم ونمو الطفولة: مراجعة النطاق"، نصح الباحثون بضرورة وضع ضوابط لاستخدام الضوضاء البيضاء. وأوصوا بألا تتجاوز الضوضاء البيضاء المستخدمة للأطفال والرضع 60 ديسيبل، وهو المستوى نفسه لصوت المحادثة العادية.

يمكن أن يؤدي استخدام أصوات عالية لفترات طويلة إلى تضرر الأذن الداخلية والتأثير سلبًا على السمع، خاصة مع نوم الأطفال الذي قد يمتد حتى 12 ساعة، مما يعرضهم لفترات طويلة من الضوضاء البيضاء.

الاعتماد غير الصحي: قد يؤدي الاستخدام المطول للضوضاء البيضاء إلى الاعتماد عليها بشكل غير صحي، فيصبح الشخص غير قادر على النوم دونها. كما أن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى تعوّد جهاز السمع على مستوى ثابت من الصوت، مما يقلل من حساسيته للأصوات الأخرى ويؤثر على مرونة الجهاز العصبي. تغييرات في البنية الدماغية: وفقًا لدراسة نُشرت في "مجلة الجمعية الطبية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة"، قد يؤدي التعرض المستمر للضوضاء البيضاء إلى تغييرات غير مرغوب فيها في بنية ووظيفة الدماغ، مما قد يؤثر سلبًا على قدرات مثل سرعة المعالجة والانتباه والذاكرة. بدلاً من ذلك، يُنصح باستخدام أصوات منظمة مثل الموسيقى أو الكلام بديلا أكثر أمانا وفعالية. الاستخدام المطول للضوضاء البيضاء قد يؤدي إلى الاعتماد عليها بشكل غير صحي (بيكسلز) كيف تستخدم الضوضاء البيضاء بطريقة آمنة؟ لتجنب الأضرار المحتملة للضوضاء البيضاء والاستفادة من فوائدها احرص على اتباع النصائح التالية: اخفض مستوى الصوت: بحيث لا تتجاوز 60 ديسيبل، وهو ما يعادل صوت محادثة عادية. وضع المصدر بعيدًا عن الرأس: خاصة عند استخدامها للأطفال، يمكن وضع الجهاز في زاوية الغرفة البعيدة بدلاً من قربه من الرأس، وذلك وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال. استخدام مؤقت: لا تترك الضوضاء تعمل طوال الليل. يُفضل استخدام مؤقت لإيقافها بعد فترة قصيرة. استخدام تطبيقات لقياس الصوت: يمكن استخدام تطبيقات مثل "Decibel X" للتأكد من أن مستوى الصوت آمن. إعلان ألوان مختلفة من الضوضاء:

رغم أن الضوضاء البيضاء هي الأكثر شهرة، هناك ترددات أخرى يمكن استخدامها لتعزيز جودة النوم والتركيز، ومن بينها:

الضوضاء الوردية: تحتوي على أصوات داخل كل أوكتاف، ولكن قوة تردداتها تنخفض بمقدار 3 ديسيبل مع كل أوكتاف أعلى. تبدو أقل حدة من الضوضاء البيضاء، مثل صوت الشلال، وتُستخدم لتحسين نوم كبار السن وتعزيز الذاكرة. الضوضاء البنية: تحتوي على أصوات من كل أوكتاف، لكن القوة وراء الترددات تتناقص مع كل أوكتاف. هي أعمق وأكثر غنى بالترددات المنخفضة، مثل صوت الرعد أو الشلال، وتُستخدم للاسترخاء. الضوضاء الخضراء: تركز على الترددات المتوسطة، وتُشبه أصوات الطبيعة، مثل خليط بين المطر والرياح. الضوضاء البنفسجية: غنية بالترددات العالية، مثل صوت وشيش تلفاز صاخب للغاية. تُستخدم عادة في بعض حالات علاج مشاكل السمع. كيف تصل إلى الصوت المناسب؟

يمكنك تحسين تركيزك وجودة نومك من خلال استكشاف الأنواع المختلفة من الضوضاء. جرب أصواتا مختلفة في أوقات متنوعة حتى تجد الأنسب لك. المهم هو أن تستخدمها بوعي ودون إفراط. من يدري، قد تكون الضوضاء هي ما تحتاجه للحصول على بعض الهدوء

مقالات مشابهة

  • صاعقة رعدية تحرق جسد فتاة عراقية بالكامل
  • نينوى.. مقتل راعي أغنام بانفجار عبوة من مخلفات داعش
  • الاحتلال يحاصر منزلا في مخيم بلاطة شرق نابلس
  • غارات إسرائيلية قرب قصر الرئيس السورى بدمشق
  • أكثر من 40 ألف طفل يتيم دون عوائل في غزة
  • شويغو: تنامي الخطر الإرهابي في إفريقيا ناجم عن أعمال فرنسا
  • صافرة نسوية عراقية لقيادة مباريات نخبة اليد
  • الضوضاء البيضاء والوردية والبنفسجية.. هل تساعد فعلا على النوم والتركيز؟
  • عبدالحميد خيرت: القيادات الحالية في جماعة الإخوان الإرهابية هم الجناح المسلح الإرهابي|فيديو
  • شهداء ومصابون في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات