هذا ما تفعله الذخائر العنقودية في روسيا وأوكرانيا
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
تقرير جديد لمجلة "ناشونال إنترست" يفتح ملف الذخائر العنقودية المثير للجدل، مشيراً إلى أن هناك حاجة ماسة لكل من روسيا وأوكرانيا لوقف استخدام هذا السلاح الفتاك في الصراع، نظراً للآثار طويلة المدى المدمرة له.
تقدمت القوات الأوكرانية مؤخراً نحو مدينة ماريوبول الساحلية الرئيسية كجزء من هجومها المضاد المستمر ضد المواقع الروسية، مسجلة التقدم الثاني في غضون أسبوعين.
ويقول التقرير إن أوكرانيا بدأت في استخدام الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة في ساحة المعركة ضد روسيا في منتصف يوليو (تموز)، لدعم هجومها المضاد ضد المواقع الدفاعية الروسية.
نتائج عكسيةووصفت الولايات المتحدة استخدامها بأنه "فعّال"، بينما حذرت روسيا من الرد بالمثل، حيث قال الرئيس فلاديمير بوتين إن روسيا لديها "مخزون كاف" من أنواع عدة من الذخائر العنقودية الخاصة بها، والتي يمكن استخدامها بطريقة متبادلة.
ومع ذلك، تقلل كل من كييف وواشنطن من الآثار الطويلة الأجل لإدخال الذخائر العنقودية في الصراع الروسي - الأوكراني، والتي يمكن أن تدوم أكثر من الصراع نفسه، كما يتضح من الأمثلة السابقة على استخدامها، حيث لا تزال القنابل الصغيرة غير المنفجرة تؤثر على المواطنين العاديين على الرغم من مرور عقود.
وبالتالي، يمكن اعتبار استخدامها لتحقيق منفعة عسكرية قصيرة الأجل نتائج عكسية، حيث تفوق آثارها الطويلة الأجل فوائدها القصيرة الأجل.
الذخائر العنقودية، والمعروفة أيضاً باسم القنابل العنقودية، هي أسلحة تفتح في الجو، وتطلق عشرات أو مئات الذخائر الفرعية المتفجرة، وتقتل أو تصيب أهدافاً بشكل خطير بشكل عشوائي، من خلال المتفجرات والشظايا على مدى فترات طويلة من الزمن، وعبر منطقة تعادل عدة ملاعب كرة قدم.. يمكن إطلاقها من الجو أو الأرض أو البحر من خلال السفن الحربية أو الطائرات أو المدفعية أو قاذفات الصواريخ.
مشاكل القنابل العنقوديةهناك نوعان من القضايا الرئيسية مع استخدام هذه الأسلحة، بحسب التقرير.. أولاً، عدم قدرتها على التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، كما يتضح من حقيقة أنها تسببت في أضرار جسيمة للمدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال، أينما كانوا يعملون في النزاعات.
ثانياً، من المعروف أنها غير موثوقة نظراً لارتفاع معدل فشلها، والمعروف أيضاً بـ"معدل الفشل".. وبالنظر إلى أن انتشارها على مساحة واسعة هو سمة رئيسية تحفز الدول على استخدامها، فإن القنابل الصغيرة التي لا تنفجر لا تزال تتصرف بطريقة مماثلة للألغام الأرضية.. كما أنها تؤدي إلى فقدان البصر والأطراف لأنها تظل نائمة لسنوات وعقود حتى تنفجر، بمجرد أن يصعد أي فرد عليها، ما يؤدي إلى الوفاة أو الإصابات الشديدة من المتفجرات أو الشظايا.
The Biden administration agreed to send the weapons earlier this summer, as Ukraine's ammunition shortages threatened its counteroffensive. https://t.co/UCjIrwT72B
— CBS News (@CBSNews) September 1, 2023وبالتالي فإن استخدام الذخائر العنقودية يجعل المناطق غير آمنة للعيش فيها، ما يؤثر على حياة المواطنين العاديين.. وقد يؤدي المزارعون عن طريق الخطأ إلى إطلاق القنابل الصغيرة أثناء العمل في حقولهم، وقد يخطئ الأطفال في اعتبارها ألعاباً، ويتعين على الجمهور بشكل عام أن يعيش في حالة دائمة من الخوف والبارانويا.
عواقب وخيمةوبالنظر إلى هذه الآثار المترتبة على الذخائر العنقودية، يشير التقرير إلى أن إدخال مثل هذه الأسلحة في الصراع الروسي - الأوكراني يمكن أن يسبب عواقب وخيمة على المدنيين.
زعمت وزارة الدفاع الأمريكية أن معدل الذخائر التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا أقل من 2.35%.. ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن التقييمات التي تم جمعها من التجارب في البيئات الخاضعة للرقابة تنحرف بشكل كبير عن تلك المسجلة في ظروف القتال.
علاوة على ذلك، على الرغم من تلقي البنتاغون تأكيدات خطية من كييف بشأن الاستخدام المحسوب للقنابل العنقودية لكسر المواقع الدفاعية الروسية في المناطق غير الحضرية فقط، كانت هناك تقارير عن استخدام أوكرانيا لها في هجمات على القرى الروسية في منطقة بيلغورود.
ومع وجود هذه الأسلحة في مخزون وحدات المدفعية، سيستمر خطر الاستخدام غير المصرح به أو العرضي وسط ضباب الحرب.
فائدة عسكرية.. ولكنمن وجهة نظر عسكرية، يمكن اعتبار الذخائر العنقودية ذات فائدة كبيرة.. الأساس المنطقي الرئيسي الذي قدمته الولايات المتحدة وأوكرانيا، لتوفير واستخدام هذه الأسلحة بشكل صريح هو فائدتها في كسر الخنادق الروسية، والتي استمرت في إبطاء الهجوم المضاد لأوكرانيا.
???? The ????????Ukrainian military struck the positions of the ????????Russian Armed Forces south of Pyatikhatok with cluster munitions
????47.49760755780952, 35.477844291850616 pic.twitter.com/zvmpfP19LM
قدمت الولايات المتحدة أكثر من 2 مليون طلقة من ذخائر "هاوتزر" التقليدية عيار 155 ملم إلى أوكرانيا، التي يتراوح مداها بين 24 و 32 كيلومتراً، وهو خيار مثالي لأوكرانيا لضرب أهداف روسية من مسافة بعيدة.
ومع ذلك، مع اضطرار أوكرانيا إلى إطلاق 7000 إلى 9000 طلقة يومياً وسط هجوم مضاد مكثف، تبدو الذخائر العنقودية كخيار جذاب لضرب المزيد من الأهداف باستخدام عدد أقل من الطلقات.
مناشداتومع ذلك، فإن الآثار الطويلة الأجل لهذه الأسلحة دفعت الجهود الدولية لحظر استخدامها أو تخزينها أو إنتاجها أو نقلها، وفقاً لاتفاقية الذخائر العنقودية، التي فتح باب التوقيع عليها في ديسمبر (كانون الأول) 2008، ودخلت حيز التنفيذ في أغسطس (آب) 2010.
وحتى الآن، انضم ما مجموعه 123 دولة إلى الاتفاقية، منها 111 دولة طرفاً و12 دولة موقعة.. ومع ذلك، لا تزال جميع الدول الكبرى تقريباً، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا، خارج نطاقها.
واختتم التقرير بمناشدة روسيا وأوكرانيا بضرورة التوقف عن استخدام الذخائر العنقودية في الصراع، نظراً للآثار طويلة المدى لهذه الأسلحة، والتي تفوق الأهداف العسكرية قصيرة المدى لكلا الطرفين.
علاوة على ذلك، يقول التقرير: "ينبغي لجميع الدول الكبرى التي لا تزال خارج نطاق اتفاقية الذخائر العنقودية أن تشرع في التوقيع على المعاهدة، بدءاً من الدول الكبرى، لوضع حد للمعاناة التي تكبدها المواطنون العاديون منذ عقود من جراء الذخائر العنقودية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني استخدام الذخائر العنقودیة الولایات المتحدة روسیا وأوکرانیا هذه الأسلحة فی الصراع ومع ذلک لا تزال
إقرأ أيضاً:
موسكو تعلن السيطرة على قرية إستراتيجية جديدة .. وأوكرانيا تسقط 59 مُسيرة أطلقتها روسيا خلال الليل
عواصم "أ ف ب" "رويترز": اعلنت القوات الروسية الجمعة السيطرة على قرية جديدة في شرق أوكرانيا تجاور بلدة بوكروفسك، واقترابها أيضا من طريق حيوية للإمدادات اللوجستية للجيش الاوكراني.
ورغم خسائره، يتقدم الجيش الروسي منذ أكثر من عام في شرق اوكرانيا ويسعى الى تطويق بوكروفسك وقطع الطريق السريعة عند مدخلي البلدة الشرقي والغربي، الامر الذي سيعوق إمدادات الجنود الاوكرانيين في منطقة دونباس.
واعلنت وزارة الدفاع الروسية السيطرة على قرية نوفوفاسيليفكا بجنوب غرب بوكروفسك، والتقدم نحو منطقة دنيبروبيتروفسك المجاورة.
وسيشكل دخول القوات الروسية هذه المنطقة سابقة منذ بدء الحرب في فبراير 2022، وضربة قاسية للقوات الأوكرانية التي تواجه صعوبة في احتواء التقدم الروسي بسبب افتقارها الى العديد والعتاد.
كذلك، أورد موقع "ديبستايت" القريب من الجيش الاوكراني أن القوات الروسية باتت على بعد مئات الامتار من طريق تقع شرق بوكروفسك وتربط هذه البلدة بكوستيانتينيفكا، وهي مركز لوجستي آخر للجيش الاوكراني، علما أن الجنود الاوكرانيين ما عادوا يسلكون الطريق المذكورة.
إتهام بقتل 22 شخص
اتهمت موسكو الجمعة القوات الأوكرانية بقتل 22 شخصا في قرية روسية محتلة وفق لجنة تحقيق روسية.
تسيطر أوكرانيا على عشرات القرى الحدودية في منطقة كورسك بغرب روسيا منذ أن شنت هجوما مفاجئا في أغسطس. وتقول إن مجز 2000 مدني ما زالوا يقيمون في مناطق تحتلها.
واستعادت روسيا الآن السيطرة على عدة بلدات.
وقالت لجنة التحقيق الروسية في 19 يناير إنها تحقق في مقتل "سبعة مدنيين على الأقل" في قرية روسكوي بوريشنوي على بعد 20 كلم من الحدود الأوكرانية.
وأفادت الجمعة بأنها تحقق حاليا في مقتل "22 مواطنا" بين سبتمبر ونوفمبر.
على الفور من صحة تلك التصريحات ولم يرد ردّ رسمي من أوكرانيا.
واتهم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف المجتمع الدولي بتجاهل روسيا.
وقال للصحفيين "ينبغي التحدث عن ذلك وإظهاره رغم لا مبالاة المجتمع الدولي وعدم رغبته في الاهتمام بمثل هذه الفظائع".
وأعلن المحققون الروس أن خمسة جنود أوكرانيين نفذوا عمليات القتل وأن أحدهم، واسمه يفغيني فابريسينكو، اعتقل أثناء القتال في منطقة كورسك.
ونشرت اللجنة مقطع فيديو لاستجواب رجل قالت إنه يُدعى فابريسينكو، وقد أدلى باعترافه.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في إيجاز صحافي الجمعة "أولا، تعرض الناس للتعذيب والإساءة، ثم قتلوا إما بإطلاق النار عليهم وإما بتفجيرهم".
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بقتل مدنيين منذ بدء النزاع قبل ما يقرب من ثلاث سنوات.
واتهمت القوات الروسية بقتل مئات المدنيين في بلدة بوتشا بالقرب من كييف. وكان صحفيو وكالة فرانس برس من بين وسائل الإعلام الدولية التي شاهدت وصورت جثث مدنيين أوكرانيين قتلوا، بعضهم مقيد.
ونفت موسكو تلك الاتهامات واتهمت في المقابل كييف بفبركة الصور وهو ما رفضته العديد من المؤسسات المستقلة التي تعنى بتقصي الحقائق ووسائل الإعلام بما فيها وكالة فرانس برس.
النروج تصادر سفينة
أعلنت الشرطة النروجية الجمعة أنها بناء على طلب من سلطات لاتفيا صادرت السفينة "سيلفر دانيا" الروسية الطاقم لتفتيشها إثر الاشتباه بضلوعها في تخريب كابل بين لاتفيا والسويد.
وأشار بيان صادر عن شرطة ترومس (شمال) الإقليمية إلى "شبهات في إن السفينة ضالعة في أعمال تخريب خطرة لكابل ألياف ضوئية في بحر البلطيق بين لاتفيا والسويد".
وأوضح أن "الشرطة صعدت على متن السفينة لإجراء عمليات تفتيش واستجواب وجمع أدلّة".
وطلب خفر السواحل النروجيون من سفينة الشحن "سيلفر دانيا" التي ترفع علم النروج والمملوكة لشركة "سيلفر سي" النروجية تحويل مسار رحلتها بين مدينتي سان بطرسبرغ ومورمانسك الروسيتين.
وقَبِل الطاقم بتحويل رحلته إلى مرفأ ترومسا في شمال النروج حيث وصل في ساعات الصباح الأولى.
وطاقم السفينة "روسي بالكامل"، على ما كشفت الشرطة مشيرة إلى تعاون من جانب أفراده والشركة المالكة.
وقال صاحب الشركة النروجية "سيلفر سي" تورمود فوسمارك في تصريحات لوكالة فرانس برس "أبحرنا بالقرب من غوتلاند" الجزيرة السويدية التي تضرّر في محيطها كابل الأحد، لكن "لم نقترف أيّ سوء... واستقدمتنا السلطات النروجية إلى المرفأ للبتّ في أننا غير مسؤولين".
صباح الأحد، تعرّض للتخريب كابل ألياف ضوئية تابع لمركز الإذاعة والتلفزيون الحكومي في لاتفيا يربط جزيرة غوتلاند السويدية بمدينة فنتسبيلس في لاتفيا.
وأشار المركز في تحقيقه الأوّلي إلى "عوامل خارجية".
وفي اليوم عينه، صادرت السويد سفينة بلغارية لتفتيشها في إطار تحقيقها في عملية "تخريب خطير".
وفي ظلّ الاشتباه بتخريب متعمد لكابلات اتصالات وكهرباء تحت البحر في الأشهر الأخيرة، تسعى الدول المحيطة ببحر البلطيق إلى تعزيز إجراءاتها الدفاعية.
ويتهم خبراء وسياسيون روسيا بتدبير "حرب هجينة" ضد الغرب على خلفية حربها في أوكرانيا.
وأعلن حلف شمال الأطلسي في وقت سابق هذا الشهر أنه سيطلق مهمة مراقبة جديدة في بحر البلطيق مع سفن دورية وطائرات بهدف ردع أي محاولة لاستهداف البنية التحتية في المنطقة.
إسقاط 59 مُسيرة
قالت القوات الجوية الأوكرانية الجمعة إن الدفاعات الجوية أسقطت 59 من أصل 102 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا في هجوم ليلا.
وذكرت أن 37 مسيرة "فقدت"، في إشارة إلى التشويش عليها إلكترونيا.
وأضافت أن الطائرات الروسية تسببت في أضرار في منطقة سومي في شمال شرق البلاد ومنطقة أوديسا في الجنوب ومنطقة تشيركاسي في الوسط، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
إخماد حريق
قال حاكم منطقة فولجوجراد في جنوب روسيا الجمعة إنه تم إخماد حريق كان قد اندلع في مصفاة نفط بعد هجوم أوكراني بطائرات مسيرة خلال الليل.
وذكر أندريه بوشاروف في بيان على تطبيق تيليجرام أن الدفاعات الجوية الروسية صدت هجوما على المنطقة بثماني طائرات مسيرة.
وأضاف "اندلع حريق في موقع مصفاة النفط نتيجة سقوط حطام إحدى الطائرات المسيرة، وتم إخماده على الفور، ونُقل عامل في المصفاة إلى المستشفى بعد إصابته".
وقال أندريه كوفالينكو رئيس مركز مكافحة المعلومات المضللة في أوكرانيا على تيليجرام إن مصفاة النفط، التي وصفها بأنها واحدة من أكبر المصافي في روسيا، تعرضت للقصف.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية في بيان أنها أسقطت 49 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل، من بينها 25 في منطقة روستوف جنوبا وثماني مسيرات في فولجوجراد.