كيف أصبحت تركيا قوة عظمى في صناعة الطائرات المسيرة؟
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
سلط الباحث الباكستاني محمد شهزاد أكرم، الضوء على مسار وأسباب بروز تركيا على الساحة العالمية كمصنع ومصدر رئيس للطائرات المسيرة، مستعرضا في الوقت ذاته دور التطور التقني الذي حققته أنقرة بمجال تكنولوجيا الدفاع للوصول لهذه المرحلة.
جاء ذلك في مقال نشره شهزاد أكرم المتخصص في شؤون السياسية الدولية، في موقع أوراسيا ريفيو، وترجمه الخليج الجديد.
وذكر أن تركيا -التي تعد تركيا حاليا أكبر مصدر للطائرات المسيرة في جميع أنحاء العالم- لعبت مسيراتها وخاصة بيرقدار تي بي 2، دورًا رئيسيًا في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث استهدفت الدبابات الروسية بشكل فعال.
وأضاف أن تطوير تكنولوجيا الطائرات المسيرة التركية من قبل الشركة التركية لصناعات الفضاء، وشركة بايكار المتخصصة في تقنيات الطائرات المسيرة، سمح لأنقرة بالتغلب على التحديات التي واجهتها في الحصول على طائرات مسيرة من بلدان أخرى ووضع تركيا كلاعب رئيسي في السياسة العالمية.
علاوة على ذلك، فإن نجاح الطائرات المسيرة التركية في صراعات مثل ليبيا وناجورنو كاراباخ وتوفقها على نظيراتها من الولايات المتحدة وإسرائيل والصين، ساعد في إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية العالمية.
ولفت إلى أن استخدام تركيا للطائرات المسيرة في صراعها مع الحركة الانفصالية الكردية المسلحة، حزب العمال الكردستاني، سلط الضوء على أهمية تكنولوجيا الطائرات المسيرة للأمن القومي التركي.
وبشكل عام، فإن التقدم الذي حققته تركيا في تكنولوجيا الطائرات المسيرة جعلها لاعبًا رئيسيًا في السياسة العالمية والجغرافيا السياسية.
تحديات ونجاحات
بعد مواجهتها تحديدات في الحصول على طائرات مسيرة من دول أخرى، لتعقب المتمردين في المناطق التي يصعب الوصول إليها، لجأت تركيا إلى تطوير تكنولوجيا الطائرات المسيرة الخاصة.
ولعبت شركة صناعات الفضاء التركية وشركة بايكار دورًا حاسمًا في تصنيع مسيرات مسلحة للجيش التركي، وأثبتت هذه الطائرات وعلى رأسها بيرقدار تي بي 2، أنها فعالة للغاية في جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة وتوجيه الضربات لمختلف الجماعات المتمردة داخل تركيا وخارجها.
كان نجاح المسيرات التركية في الحرب واضحا خلال الاشتباكات مع الجيش السوري في محافظة إدلب، حيث ألحقت خسائر فادحة بالقوات السورية.
كما برزت المسيرات التركية كقوة هائلة في صراعات مثل ليبيا وناجورنو كاراباخ، وتفوقت على نظيراتها المصنعة في الولايات المتحدة وإسرائيل والصين.
في حين أن الولايات المتحدة وإسرائيل تفرضان قيودًا على تصدير طائراتهما المسيرة، فقد تمكنت تركيا من الاستفادة من الطلب العالمي بسبب صناعتها مسيرات ذات الأسعار معقولة وفي الوقت ذاتها متقدمة تقنيًا.
كما ساعد موقع تركيا الاستراتيجي وعضويتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في إبرام اتفاقيات دفاعية مع دول أخرى.
وأدى نجاح الطائرات المسيرة التركية في معارك العالم الحقيقي إلى تعزيز سمعتها على الصعيد العالمي.
اقرأ أيضاً
الكويت تبرم صفقة ضخمة لشراء طائرات بيرقدار من تركيا (فيديو)
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاكتفاء الذاتي لتركيا في إنتاج المسيرات، حيث يتم تصنيع معظم الأجزاء محليًا، يقلل من الاعتماد على الموردين الأجانب.
بشكل عام، أصبحت صناعة المسيرات في تركيا مصدرًا للفخر الوطني وأعادت تشكيل الجغرافيا السياسية العالمية.
بيرقدار تي بي 2 الأشهر
وفق الباحث الباكستاني فإن تطور تكنولوجيا الطائرات المسيرة يعد أمرًا بالغ الأهمية للقدرات الدفاعية لأي بلد وتأثيره في السياسة العالمية، إذ يسمح للدول بتأكيد قوتها، وحماية حدودها، وربما تشكيل ديناميكيات العلاقات الدولية.
في البداية، اعتمدت تركيا على شراء طائرات مسيرة من إسرائيل، ولكن بعد منعها من شراء طائرات مسيرة أمريكية من طراز ريبر، اضطرت إلى أنقرة البدء في إنتاج طائراتها الخاصة.
أدى ذلك إلى تطوير الطائرة المسيرة بيرقدار تي بي 2، والتي أصبحت الطائرة المسيرة الأكثر شهرة في العالم، إذ أثبتت أنها خيار رخيص ولكنه فعال، بعد استخدامها على نطاق واسع في عمليات مكافحة التمرد والإرهاب داخل تركيا.
وأثبتت بيرقدار تي بي 2 خلال استخدامها في الصراع غرب ليبيا وشمال سوريا وناجورنو كارابخ في أذربيجان قدراتها التدميرية للقوات المعارضة، وحظيت نتيجة لذلك بشهرة وتقدير عالمي، وباتت تقارن بنظيراتها ريبير الأمريكية ولونج هورن الصينية.
علاوة على ذلك، لعبت بيرقدار تي بي 2 دورا حاسما في انتصار أذربيجان في الصراع ضد أرمينيا، حيث ساعدت في اجتياح الدفاعات الأرمينية واستعادة الأراضي المفقودة، كما لعبت دورا مهما فى المراحل الأولي الحرب الأوكرانية الروسية.
وبعد ذلك، أثبت فعالية بيرقدار تي بي 2 خلال معركة كييف التي حاولت روسيا اختراق الدفاعات المحيطة.
وواجهت روسيا خلال ذلك حاجة ماسة للإمدادات، ونظرًا لاعتمادها على السكك الحديدية في النقل وعدم وجود خطوط سكك حديدية رئيسية في المنطقة، اضطرت روسيا إلى استخدام القوافل على الطرق لتزويد وحداتها في أوكرانيا.
وفي هذا الصدد، اثبتت بيرقدار تي بي 2 فعالياتها من خلال ضرب وتدمير أنظمة صواريخ أرض-جو الروسية وقطع المدفعية والدبابات وغيرها من المعدات الروسية بشكل مستمر.
كما ساعدت الطائرة المسيرة ذاتها على في شن هجمات على قوافل روسية في مناطق أخرى، مما عزز سمعة تركيا كقوة للطائرات المسيرة.
وقد أدى نجاح بيرقدار تي بي 2، إلى اعتماد استخدامها من قبل العديد من البلدان الأخرى، مما عزز مكانة تركيا في الشؤون العالمية كمصنع رئيس للطائرات المسيرة.
اقرأ أيضاً
تركيا: مسيرات بيرقدار المتعاقد عليها مع الكويت جاهزة للتسليم
المصدر | محمد شهزاد أكرم/ أوراسيا ريفيو- ترجمة وتحرير الخليج الجديد
المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الطائرات المسيرة التركية الحرب الروسية الأوكرانية للطائرات المسیرة طائرات مسیرة المسیرة ا
إقرأ أيضاً:
«IoT Misr» تناقش تكامل إنترنت الأشياء مع تكنولوجيا الجيل الخامس بمنتدى «القومي للاتصالات»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شارك المهندس عمرو نور، رئيس مجلس إدارة شركة IoT Misr المتخصصة في حلول إنترنت الأشياء والمدن الذكية، في جلسة نقاشية خلال منتدى المعهد القومي للاتصالات (NTI) تحت عنوان "تقارب الاتصال من الجيل القادم وتكامل إنترنت الأشياء على نطاق واسع".
وافتتح المنتدى الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الذي ألقى كلمة تناول فيها مستقبل التكنولوجيا والاتصالات في تعزيز المدن والمجتمعات الذكية.
وينعقد المنتدى تحت شعار "تكنولوجيا الجيل الخامس وما بعدها: تمكين المدن والمجتمعات الذكية المستدامة في الدول العربية"، بتنظيم من المعهد القومي للاتصالات (NTI) وبرعاية كل من الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU) ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية.
وفي كلمته، سلط المهندس عمرو نور الضوء على دور تكنولوجيا الجيل الخامس في تعزيز البنية التحتية للمدن الذكية في مصر، مؤكدًا أن السوق المصرية أحرز تقدمًا ملموسًا في تطبيق أحدث تقنيات المدن الذكية على مستوى عالمي.
وأضاف "نور" أن تكنولوجيا الجيل الخامس تُعد عنصرًا حيويًا لتحقيق أقصى استفادة من عمليات الرقمنة التي أُنجزت في المدن الذكية، مشيرًا إلى أن تفعيل هذه التكنولوجيا يساهم في تعزيز كفاءة الخدمات وزيادة الاستدامة، مما يدفع مصر إلى مركز متقدم في مجال التحول الرقمي.
ناقش الخبراء خلال الحدث أهمية مواءمة التعليم عبر الحدود مع الأولويات التنموية الإقليمية، مع تقديم رؤى عملية لمستقبل التعليم المستدام في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.