آلاف السوريين يتظاهرون في السويداء بسبب تردي الوضع الاقتصادي
تاريخ النشر: 1st, September 2023 GMT
تظاهر آلاف السوريين في مدينة السويداء جنوب سوريا، الجمعة، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
ووصف ياسر حناوي أحد قادة الحراك المدني في المحافظة بأن المظاهرة التي شهدتها ساحة "السير/ الكرامة" هي الأكبر منذ اندلاع الاحتجاجات قبل 13 يوماً، وقد شارك فيها حوالي 5 آلاف شخص بينهم وأكثر من 600 امرأة.
وأضاف حناوي "المظاهرات والاعتصامات اليوم اقتصرت فقط على مدينة السويداء حيث وصل معتصمون من مناطق المحافظة الأربعة، وكل مجموعة تدخل إلى ساحة الكرامة ترفع أعلاماً مسجلاً عليها اسم المنطقة التي قدمت منها".
واللافت في المظاهرة اليوم هو المشاركة النسائية بأعداد كبيرة من النساء.
وفي بعض الأحيان يتم استخدام عبارات طائفية أو مناطقية ورفع أعلام ذات صبغة دينية في المظاهرات.
السويداء
أكبر تظاهرة ضد نظام الأسد في تاريخ السويداء
في مشهد غير مسبوق، احتشد الآلاف من أهالي محافظة السويداء، من مختلف الفئات والمكونات، في الساحة الرئيسية لمدينتهم، التي ثبّتوا اسمها بساحة الكرامة، لا ساحة الرئيس.. pic.twitter.com/QiM6wFeEdx
وتقول سعاد زين الدين الطالبة الجامعية: "حاولت خلال الأيام الماضية الابتعاد عن الشوارع التي تؤدي إلى ساحة السير، ولكن اليوم عندما شاهدت الجموع تتجه إلى ساحة الكرامة اصطحبت ابن أختي وتوجهت الى الساحة وشاركت الى جانب المئات من النساء سيدات ربات منازل وموظفات وطالبات".
وأكدت سعاد "لولا وجود شقيقي الذي يعمل في دولة الإمارات لما استطعت تكملة دراستي الجامعية، معيب أن راتب الموظف لم يعد يكفيه أياماً معدودة، هذا النظام أدى إلى إفقار الشعب السوري بينما أرصدة المسؤولين السوريين بمليارات الليرات السورية، إن لم نقل بالدولار ".
السويداء اليوم pic.twitter.com/qYLHuUo6cf
— شريف حجازي (@sharifhijazi11) September 1, 2023وأضافت "من حق كل شخص في سوريا أن يعيش بكرامة من سكن وطعام وصحة وتعليم وغيرها، بسبب سياسة النظام أكثر من نصف شباب سوريا غادروا أو ماتوا على جبهات القتال".
وشهد، الجمعة، مظاهرات في مناطق شمال سوريا الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، وفي بعض مناطق محافظة درعا طالبت بإسقاط النظام، وكذلك نصرة لأهالي دير الزور ضد قوات سوريا الديمقراطية ودعم محافظة السويداء .
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سوريا احتجاجات السويداء
إقرأ أيضاً:
معركة الحدود الشرقية للبنان مع سوريا: تفاصيلها ودور حزب الله
كتب ابراهيم بيرم في" النهار": فجأة اشتعلت الاشتباكات على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، وبسرعة مماثلة وضعت المواجهات هناك أوزارها وانتهت.وفق سردية يقدمها مصدر سياسي شيعي بقاعي مخضرم، أن الحدث الحدودي أتى إثر وصول حشود عسكرية سورية قيل إنها تنتمي إلى "هيئة تحرير الشام"، إلى نحو عشر بلدات ومزارع في الأراضي السورية المتاخمة تماما لمنطقة الهرمل، لكن سكانها وملاكها لبنانيون منذ عقود، وهم امتداد للعشائر والعائلات الشيعية البقاعية الكبرى وخصوصا من عشائر زعيتر التي ذكر أنها تمتلك بلدة بلوزة كاملة، وجعفر وناصر الدين وعلّو.
وكان هؤلاء السكان يمارسون حياتهم اليومية ويستغلون أراضيهم، إلى أن انفجرت الأوضاع في سوريا عام 2011، وما تلا ذلك من دخول "حزب الله" الميدان السوري المشتعل. ومن المعلوم أن قوات الحزب عبرت من هذه القرى إلى ذاك الميدان، والذريعة الكبرى أن سكانها يتعرضون لهجمات من معارضي النظام الذين سيطروا على القصير وبلدات أخرى مجاورة. ومع انهيار نظام بشار الأسد وسيطرة معارضيه على مقاليد السلطة، وانسحاب مجموعات الحزب من القصير التي كانت تحت سيطرته، آثر القسم الأكبر من سكان تلك البلدات مغادرة قراهم إلى الداخل اللبناني.
وما حدث أنه قبل عشرة أيام، فوجئ السكان باندفاع المجموعات السورية وشنها هجمات على تلك البلدات لتجد مقاومة من جانب المتبقين الذين أنجدتهم لاحقا مجموعات عشائرية بقاعية. ووفق شهود، فقد دارت على الأثر مواجهات غير متكافئة استمرت ثلاثة أيام، وانتهت بانسحاب المدافعين الذين أصدروا بيانات عزوا فيها خطوتهم إلى انتشار وحدات من الجيش اللبناني على طول البقعة الحدودية، وقيام تلك الوحدات بناء على توجيهات من رئيس الجمهورية بالرد على مصادر النيران من الداخل السوري، والتي كانت تطاول بلدات لبنانية وتسببت بضحايا وخسائر في أكثر من ست بلدات حدودية.
ثمة تفاصيل أكبر لمجريات الأحداث هناك، بما فيها الاتصال الذي جرى بين الرئيس عون والرئيس السوري أحمد الشرع. وقد أكد بيان رسمي لبناني أنه تم خلاله تأكيد "ضبط الوضع وحماية المدنيين". وهكذا بدا واضحا أن الجانب اللبناني يرغب في طي صفحة الأحداث، وإسقاط فرضية روج لها البعض وتحدث فيها عن احتمال حدوث معركة "فجر جرود" أخرى.
لكن اللافت في الأمر هو تعمد "حزب الله" وحركة "أمل" إخراج نفسيهما من الصورة والمشهد الذي ارتسم في تلك المنطقة الحدودية القصية، لكنها ذات بعد استراتيجي. وقد بدا الحزب تحديدا كأنه ينأى بنفسه تماما عن الأحداث هناك، علما أن عشائر تلك المنطقة، أي عشائر بعلبك - الهرمل هي على صلة وثقى به وجزء أساسي من بيئته الحاضنة.
ليس عند الحزب أو الحركة من يرغب في تقديم تفصيل عما يحصل وما يمكن أن ينتج لاحقا، أو إعطاء أي تفسير للغياب شبه الكلي عن الحدث.
لكن هذا الموقف لا يحجب عن الأنظار حقيقة أن ثمة قرارا اتخذته قيادة الثنائي يقضي بالنأي بالنفس عن الحدث أولا، ومن ثم العمل لتبريد الجبهة بأسرع وقت.
وكان هذا القرار بناء على اعتبارات عدة أبرزها:
- أن الدولة أخذت على عاتقها التصدي وإدارة الموقف، وما لبثت أن ترجمت هذا التوجه على أرض الواقع عبر نشر الجيش والرد على الاعتداءات.
- أن هذا الإجراء من شأنه أن يقطع الطريق على أي خطة لنشر قوات دولية في تلك البقعة الحدودية تحت ذريعة ضبط الوضع ومنع التهريب، على أشكاله.
ويؤكد المصدر عينه أن قيادة الثنائي تيقنت من أن تحرك المسلحين السوريين المفاجئ ومهاجمتهم تلك القرى لم يكن أمرا عابرا، بل هو خطوة متعددة الأهداف، منها بطبيعة الحال تصفية الحسابات مع الحزب.
بناء على هذه الاعتبارات، آثر الحزب الخروج من صورة الوضع الساخن انطلاقا من فرضية أن الدخول المباشر في مثل هذه المواجهات يفضي إلى خسائر كبرى خصوصا في هذه المرحلة حيث الأولوية عند الحزب لمواجهة تطورات الوضع في الجنوب.